أوتار
رأيت
كأن الكون وتر،
مشدود بإيد ملاكين بلا حنجرة،
كما قنطرة
بتمر على بير الجحيم،
أو كأنه جحيم.
وبامتداد الزمن
شفت النبي،
واقف بيعزف
والكتاب بيمين،
والكتاب قرآن،
والمسبحة رمان.
رحمةً للعاشقين!
•••
أنا قلبي كان من طين،
حبيت، صبح أنوار،
صليت، وصلت لقيت،
سيمة الأراضي من أثر السجود نُوَّار،
والكون جميعًا دار،
دوار،
وأنا دوري يلعب بي.
فتناني كل الفتن، وكتابي بيعبي،
وعيوبي مش أسرار،
أنا ذنبي كله جهار،
والاعتراف مش عار.
حبيت يا صاحب البيت،
وبكيت دموع، مش دم،
مع إن جرحي ألمّ.
بيخوني حتى الألم
«ن، والقلم».
مجنون،
يقولوا الناس،
وأرد أقول مجانين،
واضحة الحقيقة، وكلكم ناكرين،
ومفيش حقيقة إلاك.
ضاقت عليا الأرض، واسعة سماك،
وبواسي نفسي،
الكون — يا محمود يا بيومي — فداك،
بس أنت بَطَّل تغني للي مش وياك.
•••
فرأيت،
فيما يرى الزعلان،
إن الأوان قد آن،
للهجرة م الأراضين،
ولهجر ناس خاينين،
زرعوا ف قلوبنا ورود،
وسابولنا شوك، واختفوا،
وعدوا،
لكن أخلفوا.
زرعت جلدي جناين،
وفرشت حضني حنين،
وكتمت غيظ وأنين،
طرحت صوابعي التين،
عبثوا بنا، وأتلفوا!
واخترت صاحب ضيق، صديق،
وفتحتله له صدري الكتوم قمصان،
البس ما شئت،
ضلوعي مش قضبان،
وآمِنْته ع الأسرار؛
حنث بالعهد.
ملقتش صاحب بعد!
تكسب قلوب الناس، بما أسلفوا.
هتاكل راسك الأفكار،
وياكل رئتك النيكوتين،
وأنت الوحيد بتقول،
والبشر ساكتين،
كل الخلايق قوم، وأنت سيد قوم،
عندهم إيه البشر غير العتب واللوم؟!
وشافوك بتكتب حزايني،
والوقت كله ضحوك؛
نكروك!
كداب بيتسول حنين الناس،
وبيدَّعي الغربة وهو صاحب الترحال،
وكل وقت بحال،
وكل يوم له حبيبة وأغنية،
غير لايق عليك دور الضحية.
•••
صنْع الكلام لعبتي،
ولكني ذوق، وحَيِي.
أكلوا البشر لحمتي،
ولا كنت بيكوا عَيِي.
لولا الأدب جنتي،
والشعر مِني وفِي.
فاكرين بسيطة الأغاني، والضحك، والتهريج؟
شفتوني مرة في محاولة موت؟
هل بكيت يومًا بصوت؟!
خدوا الكلام مني لحظة بوح،
أنا حبي ليها مكانش شيء مسموح،
دخلت في قلبي من صمام مفتوح.
بفعل فاعل يا قُليب،
سمعوا نواحك؛
قالوا ديب،
ومفيش شعيب.
يا قلبي!
مفيش شعيب!
مين يحضن الأوجاع، ويصدقك؟!
يا صبر أيوب،
يا ملاذي من هَذي الذنوب.
ولاد يعقوب،
كلهم كانوا ولاد يعقوب!
متحكليش ع الصبر،
وسيب الصبر يحكيلي،
الصبر نشِّف عضمي،
ونحلني!
وأيوب مات.
متصدقش أشعار الصوفية والكلمات،
ربما أكاذيب،
مين اللي قال الشعر م المجاذيب؟!
•••
مقبول أسفكم يا بشر،
مقبول،
ما كَل ساعدي من دق باب مقفول.
وادعولي من قلبكم؛
لأن قلبي احترق،
ادعولي حد العرق.
خنجر قرايبي سليل،
وأنا جسمي كان قنديل!
فات جوا مني هموم،
خنجرهم المسموم،
لبسوا الخديعة هدوم،
وفتحوا باب العتاب
بلسانهم الكداب،
طعن الأحبة عذاب.
من يومها فاتنا القمر،
لا عيب، ولا تجريح،
كل اللي خاصم فجر،
وأنا لسة قلبي صريح!
١٧ نوفمبر ٢٠١٧م