نَأْنُوءَة
فايتاك،
والوحدة هاتملى فراغ جواك،
وهاتبقى الدنيا ضلام فِ عْنيك،
والشمس الحلوة الغالية عليك،
راح تبقى لكل الناس، إلاك.
مهجورة سماك،
يا مسافر
وناسي هواك،
أنا مش رايداك.
•••
يا فاكرة إنك كل كوني،
وإن أنتِ لي «شمس الحياة»،
يا حلوة لاهْ.
أنا الواد اللي لمعة عينه
تطفي النجم فوق ف سماه،
أنا الواد اللي إن يبكِ،
راح تبكِ السما وياه،
أنا الواد اللي قلبه إن دق،
تتهد الجبال لصداه،
أنا الواد اللي حبيتك،
فكم ليكِ الشرف إنك
يكون قلبي الكبير بيتك!
وكم ليكِ الشرف إنك
تكوني حبيبة الشاعر!
يكتب اسمك التاريخ
حروف من نور،
إذا كان يوم يقول اسمك فِ أشعاره!
وترسم صورتك النجمات
طبق بنور.
إذا قال شطرة في وصفك وأسراره!
وتبقي رغم كل فناء، خالدة،
وتبقي حدوتة، وأسطورة.
ويقولوا
كان ياما كان،
كان في زمان بنت اسمها «نأنوءة» شطورة،
حبت الواد اللي مش شطُّور،
قام بسرعة فتح لها قلبه،
وصدَّق إن نارها نور،
وشاركها غنوتها بكل سرور.
«أنا قلبي حتة سكرة،
أنا قلبي ماسة صغيرة.»١
وكتْ تِضحك،
فتخضر الأراضي البور، لضحكتها،
وحسسها بمقدارها وقيمتها،
ولأنها، كان قلبها مغرور؛
زهقت اللعبة وملتها،
حست بإنه مش قدها، صغيور،
قالت تدور عن واد جديد أمُّور،
قام الواد اللي مش شطُّور
دبدب برجله الأرض زلزلها،
سمعت دبته البشرية،
لكن هي مش سمعاها،
ملى الدنيا عياط ودموع،
وراحتلها أشعاره تترجاها،
فقالت بإنه مش هاينفعها؛
لهو قد المقام،
ولا قلبه هايساعها،
ولا هيَّ كمان نفعاه،
وقالتله ينسى لإنها من زمان نسياه،
ولو فكر يقرب منها؛
نارها راح تكون حارقاه.
متعرفش إن نارها دي
هو اللي بانيها،
لو اتنهد بحرقة يطفيها،
وتبقى فراغ،
لا نار ولا نور،
وبكرة تكوني مكشوفة،
وملكيش سور،
ويبقى مهجور الحنان جسمك،
ولإني مش هاسمح تدخلي التاريخ،
من قلبي اللي باب مكسور،
قصيدتي مش هاسميها باسمك،
أنا مش زي من كان قبلي في حياتك،
ومن بعدي
لا يمكن راح تكوني عمار،
يا بنتي دا أنتِ كنتِ مرار،
وأنا الواد اللي حليتك،
أنا الواد اللي حبيتك،
وغنيتك،
وغنيتلك
«حببتي الكون».
وقلبي حُر فِ بْعادك، مهوش مسجون،
ولاحدش هايقدر يمنع ضحكتي،
فمتحسبيش بإنك دنيتي،
أنا أصلًا مليش دنيا؛
أنا متفتتة عروقي،
وساكنة عيون بنات تانية.
•••
ولكن،
لعلك تسألي:
إنت ليه ماشي ورايا،
لما انت مش فارق معاك،
ونسيت خلاص كل الحكاية؟
ليه بتسأل عني كل أفراد الوجود؟
ليه بتبكي كل ما تشوف الورود؟
ليه بتشكي النجم عني كل ليل؟
ليه مبقتش بتغني غناك الجميل؟
ليه عيونك دبلانين؟
شيفاك حزين!
يا جميلة،
أنا مش أسير عنيكِ الكدابين،
أنا فارق معايا العِشرة بس.
مبنساش حد بسهولة؛
لأن أنا قلبي في طبعه
بيشبه «البيت المعمور»،
بِبَان خروجه مقفولة،
فعشان تخرجي منه،
لازم تكسريه،
وأنا قلبي مايتكسرش،
إلا إن خُنتيه.
وأنا من طيبتي صدقتك،
وفكرتك صفاء ونقاء؛
فحبيتك بكل براء،
ولاكنشي فِ قلبي شكوك،
سقيتك ماية الوردة،
طرحتِ الشوك.
جرحني؟
جرحني، آه،
ومش هاكدب، ومش مكسوف،
أنا الواد اللي طول حبك سكني الخوف،
تعب قلبي، ومص دماه،
ولو نسياه.
أنا الواد اللي مادد إيده للبحر الغريق جواه.
أنا الواد اللي حزنه فيه، مقدرش يوصل منتهاه.
أنا الواد اللي مات فِ الثورة وكانت واقفة تستناه.
وتنادي،
بكل الخبث الواضح جدًّا:
حبيبي!
أنا زي البحر ف كل مكان.
فيرد عليها،
بذكاؤه الواضح جدًّا جدًّا:
إزاي بتكوني ف لون البحر،
والبحر ف عمره ما كان ألوان؟!
٢٠١٤م
١
نأنوءة.