تاجر البندقية
«ما أرق ضوء القمر في انبساطه هادئًا على وجه هذه المرجة الخضراء. لنجلس ونشنف آذاننا بأنغام الموسيقى، فإن الظلام والسكوت أفضل مواقع الألحان. اجلسي يا حبيبتي جسيكا وسرحي الطرف في هذا الفضاء العلوي الممدد تمديد المستوى الخشبي الصقيل، وقد رصع بما لا يُحصى من الصحيفات الذهبية اللامعة.» «تاجر البندقية» رائعة أخرى من روائع ويليام شكسبير، يروي لنا أحداثها في مدينة البندقية، وهي مزيج فريد من مشاعر النبل والوفاء والحب للصديق وللزوج، ومثال نادر للتضحية والفداء، وعرض شائق لتلك المشاعر النبيلة في مواجهة نقيضاتها من الخسة والنذالة مع الشح وغياب الضمير، فنتيجة الصراع الأبدي بين الخير والشر هي أكبر برهان على قوة الأول وهوان الثاني. وقد مثَّل الكاتب ذلك كله من خلال المُرابي اليهودي «شايلوك» الذي يسعى في الانتقام من رجلٍ بلغ في الوفاء أن صار مضرب الأمثال، وتشتد الأحداث بمحاولة صديق هذا النبيل أن ينقذه، فهل يا ترى يفلح في إدراك غايته كما أراد، أم أن للأقدار إرادةً أخرى؟