أسمعه يبكي
أسمعه يبكي، يناديني
في ليلي المستوحد القارسِ
يدعو: «أبي كيف تُخلِّيني
وحدي بلا حارسِ؟»
غيلان، لم أهجرك عن قصدِ …
الداء يا غيلان أقصاني،
إني لأبكي — مثلما أنت تبكي — في الدجى وحدي
ويستثير الليلُ أحزاني،
فكلما مرَّ نهارٌ وجاء
ليل من البرد
ألفيتُني أحسب ما ظل في جيبي من النقد،
أيشتري هذا القليلُ الشفاء؟
سأطرقُ الباب على الموت في دهليز مستشفى
في البرد والظلماء والصمت،
سأطرق الباب على الموت
في بُرهةٍ طال انتظاري بها، في معبر من دماء،
وأرسلُ الطَّرْفا
فلا أرى إلَّا الدجى والخُواء
يا ويلتي إن يُفتحِ البابُ
فأبصرُ الأمواتَ من فُرجتِه
يدعونني: «مالَكَ ترتابُ
بالموت؟ في هجعته
ما يعدل الدنيا وما فيها؛
دفء، نُعاسٌ، خَدَرٌ وارتخاء»
أوشكُ أن أعبر في برزخٍ من جامدات الدماء
تمتدُّ نحوي كفُّها، كفَّ أمي بين أهليها:
«لا مالَ في الموت، ولا فيه داء.»
ثم تسد البابَ كفُّ الطبيب
تجرح في جسمي،
وهاتفًا باسمي
أسمع صوتًا ناعسًا، قد أجيب
فيُهزمُ الموتُ على صوتي،
وربما استسلمتُ للموت.
درم، ٩ / ١ / ١٩٦٣