قصيدة إلى العراق الثائر
عملاءُ «قاسمَ» يُطلقون النار، آهِ على الربيع
سيذوب ما جمعوه من مالٍ حرامٍ كالجليدْ،
ليعود ماءً منه تطفح كلُّ ساقية، يُعيدْ
ألقَ الحياة إلى الغصون اليابسات فتستعيدْ
ما لُصَّ منها في الشتاء القاسميِّ، فلا يضيع
يا للعراق!
يا للعراق! أكاد ألمحُ عَبرَ زاخرةِ البحارْ،
في كلِّ مُنْعَطَفٍ، ودربٍ، أو طريق، أو زقاق،
عبر الموانئ والدروب،
فيه الوجوه الضاحكات تقول: «قد هربَ التتار
واللهُ عاد إلى الجوامع بعد أن طلع النهار،
طلع النهار فلا غروب.»
يا حفصةُ ابتسمي فثغركِ زهرةٌ بين السهوب،
أخذت من العملاء ثأرَكِ كفُّ شعبيَ حين ثار،
فهوى إلى سَقَرٍ عدو الشعب، فانطلقت قلوب
كانت تخاف فلا تحن إلى أخٍ عبر الحدود،
كانت على مهل تذوب،
كانت إذا مال الغروب
رفعت إلى الله الدعاء: «ألا أغثنا من ثمود،
من ذلك المجنون يعشق كل أحمر، فالدماء
تجري وألسنة اللهيب تُمدُّ، يُعجبه الدمار
أَحْرِقْهُ بالنيران تهبط كالجحيم من السماء،
واصرعه صرعًا بالرَّصاص، فإنه شبحُ الوباء!»
•••
هُرِع الطبيبُ إليَّ، آهِ، لعلَّه عرف الدواء
للداء في جسدي فجاء؟
هُرع الطبيب إليَّ وهو يقول: «ماذا في العراق؟
الجيشُ ثارَ ومات «قاسم» …» أيُّ بُشرى بالشفاء!
ولكدت من فرحي أقوم، أسير، أعدو دون داء!
مرحى له، أي انطلاق!
مرحى لجيش الأمة العربية انتزع الوثاق!
يا إخوتي بالله، بالدم، بالعروبة، بالرجاء،
هُبُّوا فقد صُرِعَ الطغاة وبَدَّد الليلُ الضياء،
فلتحرسوها ثورةً عربية صُعِق «الرِّفاق»
منها وخرَّ الظالمون،
لأنَّ «تموز» استفاق
من بعدِ ما سرق العميل سناه، فانبعث العراق.
لندن، مستشفى سان ماري
٨ / ٢ / ١٩٦٣
٨ / ٢ / ١٩٦٣