بين الفأس والكتاب!
ازداد إقبال الغلام على القراءة، ولكن أباه لا يهش لذلك ولا يأبه له، بل إنه لَيقطع عليه أكثر الأحيان قراءته، فيستصحبه إلى الغابة ليعاونه فيما يراه أجدى على الأسرة من عمل، وهو يرى فيه الآن، وقد ناهز الرابعة عشرة، خير عون له؛ إذ كان الفتى حاذقًا قويًّا تحمِل قوته على العجب، ما رأى الجيران مثلها فيمن كان في مثل عمره، ورأى فيه أبوه فوق ذلك قدرة على الرماية تجلت له في حادثة واحدة، ولكنها كانت مقنعة؛ وذلك أنه تناول البندقية ذات يوم وصوَّبها نحو فرخ بري فأصابه في مهارة وخفة، على أن الفتى قد امتلأ رعبًا وندم على ما فعل، وعافت نفسه مثل هذه القسوة؛ فما رآه أحد بعدها يصوب سلاحًا إلى مخلوق.
وما كان إذعان أبراهام لأبيه إذ دعاه ليصرفه عما مالت إليه نفسه، فإنه ليختلس الساعات فيكتب ويقرأ تحدوه اللذة وتدفعه، حتى أصبح قادرًا على تناول الكتب، وكان أول ما تناوله من الكتب الإنجيل، ثم خرافات إيسوب وروبنسن كروزو ورحلة الحاج، وكم كان لهذه الكتب من أثر في خياله ووجدانه! وذلك لأن نفسه أخذت تتفتح للحياة تفتُّح الزهرة للربيع، وتاقت تلك النفس الزكية إلى تاريخ العظماء، فقرأ حياة هنري كلِيي وحياة فرانكلن وحياة وشنطون بطل الحرية وزعيم الاستقلال، ولقد أعجب كل الإعجاب بسيرة هذا الزعيم العظيم، وبات مسحورًا بما طالع من مواقفه في حرب الاستقلال وبما كان في تلك الحرب من بطولة.
ومالت نفسه إلى تفهم أسرار الحياة وهو بعدُ في السادسة عشرة، فكان يطيل التفكر والتأمل، وإن كان مسرح الحياة حوله غير حافل بما يثير العجب، على أن في الكتب من دواعي التفكر والنظر شيئًا ليس بالقليل.
ووقعت في يده ذات يوم جريدة قديمة كان قد لف بها بعض المتاع، فقرأ فيها ما تعجَّب له ولم يفهمه حق الفهم! فما تلك الانتخابات؟ وما مسألة العبيد وأهل الجنوب؟ إنه ليسمع أشياء كهذه في الكنيسة أحيانًا وفي أحاديث الجيران أحيانًا فيعجب بينه وبين نفسه! فمتى يستطيع أن يعرف كنه هذه الأشياء على وجه اليقين؟ وأعجب ما قرأه في تلك الصحيفة القديمة هو أن أندرو جاكسون على وشك أن يظفر برياسة الولايات المتحدة، وهو رجل من عامة الناس تحدى الأقوياء الأغنياء من منافسيه فما استطاعوا أن يهزموه!
وكان للفتى نظرة نافذة إلى أعماق الأشياء، لا ينصرف عما يقرأ حتى يتعمقه تعمقًا عجيبًا، ولا يدع مسألة حتى يفهمها حق الفهم. وكان إلى رجاحة عقله ذا نفس تنفعل بطبيعة تكوينها للجمال والحق وتنفر من الأذى والشر، لو رآه خبير بطباع البشر يومئذ لظن أنه حيال شاعر تنبسط جوانب نفسه، وتتهيأ روحه لرسالة من الرسالات، ولقد كان أبراهام يكتب الشعر فعلًا يومئذ ويقرؤه على خلَّانه، وصارت للشاعر بيرنِز منزلة في نفسه لا تسمو عليها غير منزلة شكسبير، ولقد كان يكرر ما يعجبه ويكتبه في سجل ويعاود النظر فيه، وعُرف ذلك عنه منذ تعلم القراءة، فاستوى له من ذلك قدر من بليغ الكلام، تأثرت به نفسه واستقام به لسانه.
هو الآن يتخطى السادسة عشرة، طويل الجسم، مديد القامة، عريض الصدر، تستوقف الأبصارَ نحافتُه كما يستوقفها طوله، ولكنه على نحافته قوي البدن، بلغ من القوة ما لم يبلغه من كان في مثل سنه، وكأنما تجمعت تلك القوة في ساعده، فليست هناك دوحة تستعصي عليه إذا هو أهوى عليها بفأسه، بذَّ أباه في قطع الأشجار وتسوية الأخشاب، وغالَب أقرانه في الغابة حتى سلموا بتفوقه مكرهين!
كانت هيئته وحْشية بسبب شَعره الأشعث المغبر وهندامه الساذج المتهدل، وتقاطيع وجهه المسنون الذي يبرز فيه الأنف بروزًا شديدًا حتى ليبدو أضخم من حقيقته، ولقد وصفه أبوه فقال: «إنه يبدو كقطعة من الخشب لم تسوِّها الفأس ولم تمسحها الممسحة.» ولذلك ما كان أبراهام يطمع وهو في سن التظرف والأحلام أن تنظر إليه فتاة نظرة تعلق أو فتنة، وهل كان يتجه خياله إلى شيء من هذا؟ ذلك ما لم يظهر عليه دليل حتى ذلك اليوم.
وكان الفتى على قوة جسمه مضرب المثل في دماثة الخلق وعفة اليد واللسان، وكان موضع حديث القوم في أمانته وسمو أدبه. تحدثت عنه زوج أبيه مرة فقالت: «لم يوجه إليَّ مرة كلمة نابية، أو نظرة جافة، ولم يعص لي أمرًا قط، سواء في ذلك مظهره وحقيقة أمره.» وكان يكره الكذب أشد الكره، كما كان صريحًا لا يعرف الالتواء والنفاق في أعماله أو في أقواله، كما كان يحب أن ينتصف من نفسه بنفسه.
رُوي عنه أنه استعار كتابًا عن وشنطون لمؤلف غير الذي قرأ له قبل ذلك حياة ذلك العظيم، وكان من عادته أن يقرأ بقية النهار خلف الكوخ متى عاد من الغابة، فإذا نزل الليل قرأ إلى جانب الموقد يثير لهبه بين آونة وآونة؛ فإن زوج أبيه تحتفظ بالشمع لِلَيالي الآحاد، فبينا كان يقرأ ذلك الكتاب ذات ليلة إذ هبطت نار الموقد فوضعه في شق بين كتل الكوخ وذهب فنام، فلما أصبح وجد المطر قد بلل الكتاب، فاشتد أسفه وحمله إلى صاحبه وهو لا يقوى على الوقوف أمامه من شدة الخجل، ولا يدري كيف يعتذر إليه! ثم بدا له فعرض على صاحب الكتاب أن يأخذ ثمنه، وسأله عن الثمن واقترح عليه في مقابله أن يأجره الرجل ثلاثة أيام في عمل من أعمال زراعته! وقد تم له ذلك فطابت به نفسه وزاده غبطة أن قد أصبح الكتاب ملكًا له.
وإن أقرانه ليلاحظون عليه شيئًا من الشذوذ يومئذ؛ فهو يلقي فأسه أحيانًا أثناء العمل في الغابة ويُخرج من جيبه كتابًا ويقرأ في جهر كما يفعل الخطيب، وهو يضحك أحيانًا بلا سبب ظاهر، وقد يعلو في ضحكه ويغلو فيه كل الغلو، مبتدئًا بابتسامة ومنتهيًا بقهقهة طويلة.
وهو على رقة عاطفته وكرهه للقسوة يؤدي للجيران إذا دعوه أعمال الجزارة، فيقذ الخنازير في جرأة وسرعة ويسلخها ويقطعها كأنه أحد مهرة الجزارين!
وبينا يرى الناس ذلك منه يجدونه يمد يد المساعدة للضعفاء والبائسين؛ لقي وهو في طريقه مع رفيق له رجلًا ألقاه جواده وقد ذهبت بلبه الخمر، فما زال به يوقظه وينهضه وهو لا يفيق ولا ينهض، فتبرم رفيقه، فعاتبه أبراهام قائلًا إنه لا يستطيع أن يترك الرجل فريسة للبرد، ثم حمله على ظهره حتى أدخله كُنَّه وأقام إلى جانبه ردحًا من الليل.
وسمعه الناس مرارًا يعلن عطفه على الهنود الحمر، قائلًا إنهم هم أصحاب تلك الأرض وإنهم أُخرجوا قسرًا من ديارهم؛ فهم لذلك جديرون بالعطف والمرحمة.
ولم يقتصر على الإنسان عطفه؛ فقد أظهر أكثر من مرة الرأفة بالحيوان؛ فمن ذلك أنه وقف ذات يوم ينقذ كلبًا وقع في الثلج وقد ناله من جراء ذلك تعب عظيم، ومنه أنه رأى بعض خلانه يلعبون بسلحفاة أوقدوا على ظهرها نارًا فعنفهم حتى أطلقوها، وذهب فكتب من فوره في الرفق بالحيوان، وقرأ ما كتب على من صادف من الجيران.
وكان على احتشامه وجدِّه يحب كثيرًا من ضروب اللعب؛ كالمصارعة ومسابقة العدو، كما كان يشهد الاجتماعات التي تنتظم عددًا كبيرًا من الجيرة؛ كحفلات الأعراس وسباق الخيل وأضرابها. ولقد كان يبدو فيها مرحًا ضحوكًا يطفر من جذل وحيوية، فهل كان منقادًا لوعيه الباطن فهو يحاول أن يغيب في هاتيك الأفراح ما يهمس في نفسه من هم؟ أم أن حبه لتلك الطبقة التي ينتمي إليها من عامة الناس هو الذي كان يحبب إليه الاجتماع بهم وإيناس نفسه الحزينة بلقائهم؟ الحق أن مردَّ ذلك إلى السببين معًا، ثم إلى عاطفة الشباب التي يشاركه فيها كل شاب، ولقد كان الفتى محببًا إلى أقرانه، يلتفون حوله ويصغون إليه، ولا يكمل له سرور إلا إذا كان بينهم، وإنهم ليحسون كلما تحدث إليهم توثُّب روحه وعذوبة نفسه، ويشعرون شعورًا خفيًّا أنهم جميعًا دونه في كل شيء إن جدُّوا وإن لعبوا. وكان على مرحه وفتوته يكره أن يسف؛ فما يكاد يذكر أحد أنه رآه يشرب الخمر أو يتناول شيئًا من تلك الحشائش المخدرة التي يتناولها الناس، وما رأى أحد منه سفهًا أو تبجحًا أو استهانةً بشخصه أو استهتارًا بغيره؛ فلقد كان يُعرض عن شطط غيره أو سفهه ولا يحب أن يؤلم أحدًا.
وكانت لا تلبث الهواجس أن تملأ فؤاده إذا خلا إلى نفسه بعد مرح أو لعب، وتأبى الأيام إلا أن تزيد دواعي حزنه؛ فلقد تزوجت أخته الحبيبة «سارا» شابًّا من أسرة قريبة، فرأى أبراهام زوجها يدل عليها وعلى أسرتها بثروته، ثم رأى أنه وأهله يكلفونها أعمال الخدم، ولقد صبر الفتى على مضض وإن نفسه لتنطوي على ثورة، وإنه ليحس لأول مرة إحساسًا لم يألفه طبعه؛ وذلك هو النزوع إلى الشر، ولكن عاطفة الخير تتغلب على نزوعه، فيصبر منطويًا على حزن جديد.
وتموت أخته الحبيبة وهي في فراش الوضع، ويتهامس الناس أنها ماتت مرهقة لم تمهل حتى تسترد عافيتها، ويمتلئ قلب الفتى بالضغن والشر كما يمتلئ بالألم والحزن، ويحس أنْ قد حان الوقت ليكايل هؤلاء القوم صاعًا بصاع.
وكأن إحساسه باليتم يزداد في نفسه بموت أخته، وإلا فما باله ولم يعد بعد طفلًا يشعر مرة أخرى شعورًا قويًّا بالوحدة والوحشة، كأنما كان يرى في سارا أمه وأخته معًا.
ويتعود الفتى حمل الآلام، ويحمل على الصبر نفسه وتستقر الأشجان في أعماق تلك النفس استقرارًا، ولكنَّ ذلك الشر ينطوي على جانب من الخير أو هو يبتعث ما في نفسه من خير، فإن شعوره بالرحمة والرأفة والحدب على المنكوبين يقوى في نفسه ولا تزيده الآلام إلا قوة وتمكنًا.
وهو ينفس عن نفسه بمطالعة الشعر ونظمه، ينفق في ذلك الساعات، فيخرج منها وقد سرَّى عنه بعض الشيء، ولكن كما يسرِّي النغم الحزين عن النفس الحزينة!
وزاد ضغنه على تلك الأسرة التي ماتت فيها أخته أنهم لم يدعوه إلى حفلة عرس أقاموها لأخوين من شباب الأسرة كانا يتزوجان، فهو وإن لم يكن يودهم يجد في عدم دعوتهم إياه إهانة ساء وقعها في نفسه؛ لذلك عول على الثأر؛ فأتى أمرًا كم ندم عليه فيما بعد فما ذكره إلا تلون وجهه!
وذلك أنه استأجر مَن نقل خفية سريرَي العروسين كلًّا منهما إلى حجرة الأخرى، وقصدت كل عروس إلى سريرها، فلما زف الزوجان كل إلى حجرته والخمر تلعب برأسيهما ورءوس أهلهما، نام كل منهما إلى جوار عروس أخيه، حتى أقبلت أمهما فتداركت الأمر في آخر لحظة، وجعل أبراهام هذا الخطأ موضوع قصة فكاهية تهكمية كتبها وألقاها في كوخ أحد العروسين، وسرعان ما فشى في الناس أمرها واشتد إعجابهم ببراعة كاتبها وقوة فنِّه، وهكذا يثأر الفتى أول ثأر بقلمه لا بساعده.
وما كان لمثله أن يثأر إلا بقلمه ولسانه، وأن يناضل إلا بقلمه ولسانه، فهو يربأ بنفسه أن يفعل ما يفعله غير المهذبين، وإنَّ له من قوة ذلك اللسانِ ما يستغني به عن قوة ساعده وبدنه.
وإنه ليحس في نفسه الميل إلى الدفاع عن المستضعفين، ويحس بتزايد هذا الإحساس يومًا بعد يوم، وخير ما كان يمنِّي به نفسه يومئذ أن يكون محاميًا يدفع الظلم عن المظلومين.
قصد ذات يوم إلى جلسة قضائية في بلد قريب ليتفرج، وكان هذا أول خروج له من بيئة الأكواخ والأحراج البرية، وقد أعجب في هذه الجلسة بدفاع أحد المحامين إعجابًا شديدًا، حمله على أن يتقدم إلى ذلك المحامي مهنئًا، فاقتحمته عين المحامي وازدراه وهو لا يدري أنه يزدري رئيس الولايات المتحدة في غد! ولقد التقى ذلك المحامي بالرئيس لنكولن بعد ذلك في البيت الأبيض، فذكَّره الرئيس الذي لا ينسى بدفاعه المجيد ولكنه لم يذكر منه شيئًا!
عاد أبراهام إلى كوخه وفي نفسه الإعجاب بالمحاماة وبشخص ذلك المحامي البليغ المتمكن من قضيته وأوجه حقه، وإن كان لَيخالجه شعور المضض من كبريائه، وكم أمضَّه قبل ذلك ما رأى من تفاوت بين الطبقات لا تقره نفسه لأنه لا يقره عقل!
وكم رآه الناس بعد ذلك ينتصب خطيبًا فيهم كلما أحس في نفسه رغبة إلى أن يتحدث إليهم! وكم سحرهم بيانه وأعجبتهم حماسته! إلا والده؛ فقد كان يضيق منه بذلك كما كان يضيق منه بالقراءة والانصراف عن معونته في الغابة. قال مرة في تململ وهو ينظر إليه يخطب الناس: «أكلما وقف أيب أقبل عليه الناس جماعات يسمعونه؟!»
وإنه في خطبه مثله في قراءته، يحسن فهم ما يتحدث عنه فيحسن الإبانة عنه والإقناع به، ولسوف تلازمه هذه الصفة ما عاش، قال مرة يخاطب أحد مرءوسيه في البيت الأبيض، وقد راح ذلك المرءوس يقص عليه نبأ حادثة لم يحسن فهمها: «إن هناك أمرًا واحدًا تعلمته ولم تتعلمه، وإنه لينحصر في كلمة؛ تلك هي «الإحاطة».» ثم ضرب الرئيس المنضدة بقبضته يؤكد الكلمة ويكررها قائلًا: «الإحاطة!»
وتاقت نفس الفتى إلى دراسة القانون، ولكن أنَّى له المال الذي يشتري به الكتب؟ أنَّى له المال في تلك الجهة وهو لا يكاد يراه رأي العين؟
ثم إنه ليشعر شعورًا قويًّا برغبته في أن يرفع قيمة نفسه، فماذا هو فاعل؟ أيبقى في الغابة؟ وماذا في الغابة غير النجارة؟ ومتى كانت النجارة سبيل من يطمح؟ على أنه كان في طموحه متأثرًا بثقته في نفسه أكثر مما يتأثر بتلك الأحلام التي تطوف بقلوب الشباب في مثل تلك السن، ومن العجب حقًّا أن يداخله الطموح في تلك البيئة وهو النجار ابن النجار الذي يعرف القليل عن جده لأبيه، وقد كان كذلك قاطع أخشاب، ولا يعرف شيئًا عن جده لأمه!
أيبقى مع أبيه في الغابة؟ وإذا ترك الغابة فأي سبيل يتخذ؟ ذلك ما كان يحيره أشد الحيرة وهو يهدف للثامنة عشرة.
وفكر ذات يوم أن يتَّجر، فصنع بفأسه قاربًا وملأه بأشياء تافهة جمعها من الغابة، وظن أنها مما يباع في الأسواق، وسبح بقاربه إلى بلدة قريبة ولكنه باع ما فيه بثمن زهيد، بيد أنه حدث أثناء رجوعه أن حمل في قاربه رجلين ومتاعهما من الشاطئ إلى حيث أدركا قاربًا بخاريًّا في عرض النهر، وما كان أعظم دهشته إذ ألقى إليه كل منهما بقطعة من الفضة تساوي نصف ريال! وما كان أشد فرحته بذلك! أشار إلى ذلك الحادث يومًا وهو في منصب الرياسة يخاطب صديقه ووزيره سيوارد فقال: «إني لم أكد أصدق عيني، ربما رأيتَ ذلك يا صديقي أمرًا تافهًا، أما أنا فأعدُّه أهم حادث في حياتي. لقد كان من العسير علي أن أصدق أني أنا ذلك الفتى الفقير قد كسبت ريالًا في أقل من يوم، لقد اتسعت الدنيا أمام ناظري، وتبدت لي أكثر جمالًا، وازداد أملي كما ازدادت تقى نفسي منذ تلك اللحظة.»