السُّونِيتَةُ
تُحيِّيكَ قبل تحايا (الربيع)١ نفوسٌ تحنُّ إليكَ المَدى
وأنت المرحِّبُ مثل السميع إلى (عالَمٍ) من سناك اهتدى!
رسمتَ له (الكونَ) رسم اليقين بمرآةِ شِعرك يا فاتنُ
فكنتَ المُدِينَ لنفع المَدِين كما ينقذُ المُجْدِبَ الهاتنُ
فعفوًا إذا أقلقتك التحايا وصَفحًا إذا صاحبتكَ الأماني
فأنت الذي قد منحتَ البرايا غذاءَ المواهبِ في كلِّ آنِ!
فمن حقك الصَّفوِ٢ هذا الوفاءُ ومن حقهم كل هذا الخشوعْ
فأنت (النبيُّ)٣ وما الأنبياء بإحسانهم غير نفحٍ يضوعْ
فيجتذب الخلقَ من كلِّ فجٍّ كما يمنحُ الخلقَ عطرَ الخلودِ
فلا بدع إنْ أقبلوا رُسلَ حَجٍّ إلى فيلسوف المُنى والوجودِ!
وكم قد بكيتَ وكم قد ضحكتَ، بتمثيلكَ المستعزِّ الحقيقي
فأبكيتهم مثلما قد منحَت من الأنس في مُوحشات الطريق!
فيا (شكسبير) تأمَّلْ قريرًا وفاءَ القرون البواكي الخوالي
تجدْ حولكَ اليوم جيلًا كبيرًا يجدِّد عهدَ القرونِ التوالي!
هوامش
(١) إشارة إلى فصل إقامة الحفلة التذكارية لشكسبير (وتاريخها ٢٣ أبريل سنة
١٩٢٧)، فضلًا عن المعنى الشعري العام.
(٢) الصفو: الخالص.
(٣) أي نبي الشعر.