القَصِيدَة
(١) عبقريته
شأَوْتَ١ العلى وملكتَ الفخارَا
فماذا يُفيدُكَ مَدْحِي مرارَا؟!
وكيف أحدِّث عنكَ النُفوسَ
وأنتَ الذي قد رفعتَ الستارَا٢
فكنتَ لها قَبسًا من جَلالٍ
وكانت لعقلكَ بَحثًا مُنارَا! ٣
وما زلتَ تنفحُ أذكى الفهومِ
وما زلتَ ترمقُ فيها الفخارَا!٤
وكرَّتْ سِنونٌ ومرَّتْ قُرونٌ
وما زال نفحكَ فَضلًا مُعارَا٥
فما كان تكريمُنا ردَّ دَينٍ
إذا ما رَدَدْنا الدُّيُونَ الكبارَا!
وما الشمسُ مهما أطلنا الثناءَ
بنائلةٍ بالثناءِ اشتهارَا!
نجلُّ حرارتَها والضياءَ
وهيهاتَ نُرْجِع نُورًا ونارَا!
كذلك أنتَ الغنيُّ الأبيُّ
فأصبحت للشمسِ خِلًّا وجارَا!
مُحال لقدرِكما في وفاءٍ
وَفاءٌ يُعيدُ الحقوقَ الكِثارَا!
•••
وأرَّخكَ العالِمون الثقاةُ
وجاءوا وُفودًا تزفُّ ادِّكارَا
وقالوا وُلِدْت بأرض (الأفون)٦
فصرتَ لأهليه دَوْمًا شِعارَا
إذا انتسبوا فلك الانتسابُ
وإن فخروا فلك الفخرُ سارَا
فقلتُ: أجلْ، إنما أنت فيهم
قرينُ (المسيحِ) تجلَّى وطارَا
وقد وهبَ الناسَ من رُوحهِ
وقد بذل التضحياتِ الغِزَارَا
فما كلُّ آثارِك الخالداتِ
سوى إرثِ عمرك لما توارَى
وإنْ كنتَ معنىً لغير الفناء
وإن كنتَ فكرًا جليلًا مُثارَا٧
وُلِدْتَ ولكن بملك (الأثير)
وزُرْتَ (بني الأرض) ترجو اعتبارَا
فأعطيتهم كلَّ ما قد خبرت
وما ازددت أنت العليمُ اختبارَا!
فأنتَ بمولدكَ العالميُّ
ومنه انتقلتَ إلينا انتشارَا!
ومَنْ ظنَّ كم كوكبٍ في الفضاء
حوى من نبوغِك فيه ازدهارَا؟!
فإنَّ الحياة كموج الضياء
تشقُّ الفضاء وتطوي البحارَا!
ولن يعلمَ الناسُ ما أصلُها
أكانتْ حجىً في العُلَى أم غبارَا!
ولكنْ لعقلك إني الضمينُ
فقد كان كالنور حَيَّا وزارَا!
فما لوَّثتْه ذُنوبُ الأنام
ولا كان إلا السَّنَا والأُوارَا!٨
أشعَّتُهُ عمرُهُا كالزَّمان
تبثُّ الرجاءَ وتُقصي البوارَا!٩
وتُهدي حرَارَتُها للنُّفوس
وُجُودًا جديدًا وكوْنًا مُدَارَا١٠
فيا لِلغنى في الذي قد بذَلْتَ
سخيًّا كأنك تَرْمي النضارَا!١١
فمن لم يرَ القدُسِيَّ البهيَّ
ببذلك لم يلْقَ إلا اغترارَا
ومَنْ قال إنك رهنٌ لأرضٍ
فما قال حقًّا وما عزَّ١٢ دارَا
فإنك فوق أماني الغُرُور
كذا العبقريةُ تأبى الإسارَا
لها وَطنٌ في الرَّحيبِ الوجودِ
وإنْ عشقتْ في هوَانا المزارَا!
•••
فيا عَلمًا في كبارِ الرِّجالِ
هديتَ الكبارَ وسُستَ الصغارَا١٣
قدَرْناك لا كوكبًا مغربيًّا
فحسبُ، ولكنْ قدَرْنا النهارَا!
بأنواره وبآلائهِ
يسرُّ العفاةَ١٤ ويَهدي الحيارى
وما الفردُ في ذاته بالقليل
إذا صاحب الفضلُ فيه الوقارَا١٥
فإنْ قيل فردٌ وإنْ قيلَ نجمٌ
سواء لمن نالَ منك اليسارَا
وَحسبُ الحقيقةِ وَصفُ اليقين
إذا ما اقتصرنا عليه اقتصارَا
فنترك أصلك للفلسفاتِ
ونستعرضُ الأدبَ المستشارَا
ونفخر بالأرضِ بين الرُّجوم
وإنْ كنتَ مجدًا لنا مستعارَا!
(٢) تفننه ونمطه
بك ائتمَّ جيلٌ، فجيلٌ، وجيلٌ
ولا غروَ إن عشتَ دهرًا إمامَا
فقد كنتُ تفحصُ فحْصَ الخبيرِ
وتبعثُ حُكمًا يُبيدُ الظلامَا
خلاصتهُ تجرباتُ الحياةِ
وقوتهُ أن يدومَ احتكامَا
كأنك فرقانُ دين جديد
فصان الفضائلَ صوْنًا وحامَى
ووحَّد أدياننا في اعتقاد
بإعجازه، وهَدَى مَنْ تعامَى
فحدَّثنا عن معاني الوجود
فما قال زُورًا ولا نال ذاما
ومثَّل ما شاء إبداعهُ
صُنوفَ الورى والمنىَ والحُطاما١٦
فمن فاجعاتٍ تذيبُ الحديدَ
إلى مضحكاتٍ سقين المداما
ومن حادثاتٍ هدَمْنَ الغرامَ
إلى محسناتٍ بَنينَ الغراما
ومِنْ نُخبِ الوصفِ في شعرهِ
وَهبنَ الشعورَ السليمَ السلاما
جعلتَ البيانَ لأُذنِ السميع
ظُهورًا كرسمٍ تجلى ودامَا
وما حاجةُ الناس من مَمْثَل
وهذي سطورك قامت قيامَا؟!
إذا ما قرأنا أناشيدَها
رأينا المعاني ازدحمنَ ازدحامَا
ومرَّتْ فصولٌ بألبابنا
مَشَاهدَكم منحتنا اغتنامَا
فسُحنا بها في الوجود الفسيح
زمانًا كريمًا، وعُدنا كرَامَا
ومِنْ عَجبٍ أن تركتَ العقولَ
حَيارَى تُناجي المعاني الجسامَا
ترى ألفَ وَصْفٍ بلا مُرشِدٍ
إلى ما اعتقدتَ وما قد تسامَى١٩
كأنك أشفقتَ مِن صَدْمها
برأيك فاخترت هذا الغمامَا!
وحجَّبتَ مرآةَ روح تسامتْ
فحيرَتِ الناسَ حتى العظاَما
وإنْ وَهبتْنا سخيَّ الشعاعِ
وأحيتْ رجاءً وردَّت أُواما
فبينا نخالك ربَّ ابتسامٍ
إذا بالتبسم ليس ابتساما!
عويص المعاني بعيدُ الأماني
ومقتسمٌ للذكاء اقتساما!
فعندك من كلِّ نوع نصيبٌ
وفيك الفراسةُ تلقى اعتصاما!
وتحيا بآثارك الخالداتِ
نُفوسًا وخُلقًا ولهوًا وجامَا!
(٣) آثاره
نشأتَ بعصر لبعث العلومِ٢٠
فكوَّنت عِلمًا جديدًا مُجادَا
وساءلتَ حتى قصيَّ الرُّجوم
وأنطقتَ حتى الضنين الجمادا
وأمتعتَ مستأهلاتِ الفهوم
بما قد منحت غذاءً وزادا
وألهمتنا كيف يسمو الشعورُ
بمن عزَّ أمته والبلادا٢١
وكيف تفنُّنُ ربِّ النبوغ
فيخلق حتى القديمَ المُعَادا٢٢
يقلِّبُ طرفًا بهذا الوجود
وينقل عنه العزيزَ المرادا
فخطَّ عن الحقِّ إعجازَه
ومنه استمدَّ السنيَّ المدادا
كذلك في فحصه للأنام
كثارًا بِمَمْثَلهِ أو فُرَادَى
وحقكَ ما عاش قبلًا رسولٌ
يدانيك فيما بحثتَ اجتهادَا
فمن خبرةٍ بشعور الورى
تجسمهُ صورةً أو جهادًا
إلى نكهةٍ من مزاح الحياة
بسطنا لها ووهبنا الفؤادَا!
إلى قوةٍ في اختراعِ البيانِ
شهيًّا كأنا نذوق الشِّهادَا٢٣
إلى حيلة في ابتكار المعاني
وخِصبٍ يزيد العقول اعتدادا
إلى قدرةٍ في اقتباس سريع٢٤
فنغنم منك السَّريعَ الحصادا
إلى صحَّةِ الْحُكْم حتى كأنَّا
نشاهد فيك الوحيد الرشادا
مواهبُ فكر بعيدِ المنال
وَهَبْنَ الجمالَ منالًا وآدا٢٥
وحرَّرْن أسرى الظلام البهيم٢٦
وكنَّ لركن البيان العمادا
فلله شعرك ملءَ النشيد
تناجي صديقك حتى تهادَى!٢٧
عذوبتُه كنعيم الخلود
ورقتهُ تستهيمُ المنادَى
ولله أمثالهُ رائعات
أفدْنَ الذي بالشعاع استفادا
أقاصيصُه ثُمَّ تمثيلُهُ
تجسَّمْنَ حتى غدوْنَ اعتقادا!
بدأت الحياة بها مازحًا٢٨
وكم كان جدًّا فلذَّ انتقادَا
وصاحبت (مارلو)٢٩ بها هاديًا
فجازيته بالنُّبوغِ الودادا!
يعيش المعلمُ في علمهِ
إذا المتعلمُ أوفى وزادا
ويخلد قربك في الفاتحين
إِمامٌ حباكَ ابتداعًا وقادَا
ولما انتقلت لعهد (الدرام)
وألبستنا للشجون الحدادا
عرفنا الحياةَ بألوانها
فصاحب فيها الضياء السَّوادا٣٠
وعشنا نؤاسيك طورًا وطورًا
نبادلك الائتناسَ ارتيادَا
شخوصُك لمَّا نزلْ للحديث
تحدَّث عنك العلى والعبادَا!
وأسفارُ وحيك مثل الكواكب
عزت ولكن بُلِغن ارتيادا!٣١
فنسمو إليها سموَّ الخيال
لنلقى الحقيقة تزهو اتِّقادَا!
ونرتدُّ عن رصدِ شتى النجوم
وما نرتضي عن حجاك ارتدادا!
•••
فيا (شكسبيرُ) إذا ما احتفلنا
بعيدك دَيْنًا لمن قد أفادَا
فمن مجدنا أن جُمعنا لِنَحْظى
بمعنى البقاء ونلقى اعتضادا!
وهيهات غيرك تُلْفَى لديه
خلائقهُ يحتشدن احتشادا
فهذا (فلستاف)٣٢ جمُّ المزاح
وذلك (هملتُ) يبغي انفرادا
و(رميو) يغني بشعر الهوى
و(جلييتُ) تصبو إليه اتحادا
و(قيصرُ) في جنده لم يمت
يرى في رثائك عمرًا مُعَادا!
وهذا (عطيلٌ) وجَمْعُ (الملوك)
نَسُوا في حماك الخطوب الشدادا
وشتَّى الرجالِ وشتَّى النساء
لمن بالخلودِ على الناس جادا
جُمعنا وجاءوا سواء فما
قنعنا هوًى أو خشيتَ النفادا٣٣
وقد رُمْتَ قبرك بيتَ السكون٣٤
وما كنتَ إلا رقيبًا تُنادَى!
فما غبتَ عنَّا وما متَّ صدقًا
ولو متَّ أعظِمْ بهذا مَعادا!٣٥
هوامش
(١) شأوت: سبقت.
(٢) إشارة إلى تعمق شكسبير في الدراسة النفسية وتجلي النفوس له
وتجليه لها؛ مما أغناه عن الحديث عنها، وفي لفظ «الستار» تورية
تمثيلية أيضًا كما لا يخفى.
(٣) إشارة إلى إضاءته إياها بنور عبقريته الباحث.
(٤) أي فخارها لعنايته بها.
(٥) من الحقائق المعروفة أنه لا يوجد أدب عام خلا الكتب المقدسة
(التوراة والإنجيل والقرآن) والمؤلفات الأثرية قد اشتهر شهرة
مؤلفات شكسبير التي صارت منقولة إلى جميع اللغات الحية، إن لم تكن
كلها فجلها. وقراء العربية يعلمون فضل شكسبير منذ أواخر القرن
الماضي؛ حيث عني بتعريب خيرة قصصه المرحوم الشيخ نجيب الحداد، وعني
بإظهارها على المَمْثَل المرحوم الشيخ سلامة حجازي، وكان يُقبِل
عليها الجمهور أيما إقبال. وقد مرت على وفاة شكسبير نيف وثلاثة
قرون ولا يزال صيته في الذيوع، وقدره موضع الإجلال العام في عالم
الثقافة والمدنية، حتى إن الحرب العالمية لم تحل دون الاحتفال
الفخم بالذكرى المئوية الثالثة على وفاته في مايو سنة ١٩١٦م في
أنحاء المعمورة، ولشكسبير شهرة عظيمة حتى في ألمانيا، بل يجوز لنا
أن نقول: إن ألمانيا أسبق الممالك حفاوة بشكسبير بعد وطنه
إنجلترا.
(٦) ولد شكسبير في مدينة سترانفورد الواقعة على نهر الأفون في مقاطعة
واركشير بإنجلترا.
(٧) نشأ شكسبير في عهد الثورة الفكرية في إنجلترا — عهد اليصابات
الذهبي، وقد أخذت الأذهان تتحرر من التقاليد العتيقة التي كانت
ميراث القرون الوسطى، وبدأ تكوين أوروبا الحديثة.
(٨) الأوار: الحرارة.
(٩) البوار: الهلاك والتلف.
(١٠) كونًا مدارًا: أي مطرد السير.
(١١) لقد صدق الدكتور هرفورد (C. H.
Herford) في تقريره أن شعر شكسبير يمثِّل
«أغنى وأقوى ما أبدعه شاعر من شعراء الإنجليزية، وكيفما نظرنا إليه
فليس شعره بالنصيب الصغير من حياته.» ومثله صدق جون درايدن
“John Dryden” الشاعر الناقد
الكبير في اعتباره شعر شكسبير المرآة الكاملة الوفية للحياة وللنفس
الإنسانية.
(١٢) عز: قوي ونصر. إشارة إلى أن الفخر الوطني بشكسبير ضائع، فما كان
شكسبير مِلكًا لوطنه ولا رهنًا لأرضه، بل هو شاعر الكون بأسره،
وآثاره إنما هي كتاب الدهر!
(١٣) إشارة إلى مبدعاته المتنوعة التي انتفعت بها طبقات مختلفة من
الناس.
(١٤) العفاة: طلاب الفضل.
(١٥) إشارة إلى حسن سيرة شكسبير، فقد كان كما قال السير (سدني لي Sidney Lee) مُحبًّا لوطنه ذا
عقيدة مطمئنة إلى مستقبلها، فكان يتجلى هذا الشعور النبيل في أدبه،
وكان كذلك رجلًا حكيمًا شريف السمعة، فزاد هذا من تقديره؛ لأنه دل
على أن آثاره نتيجة الإيمان بنفع ما ينشئ، وليست أمثلة من العبث
والرياء كما عُرف عن كثيرين من الأدباء في أمم شتى؛ حيث ينظمون
ويؤلفون تأليفًا صناعيًّا ويتظاهرون بغير حقائقهم؛ اقتناصًا
لالتفات الجمهور إليهم، وكسبًا لعنايته بهم دون استحقاق.
(١٦) الحطام: متاع الدنيا.
(١٧) أغنيت: أسديت الغنى.
(١٨) أغنيت عنه: بمعنى كفيت، إشارة إلى الاكتفاء بإنشائه المجسم
المغُني عن التمثيل، وإن كان تمثيله في ذاته ثروة أدبية عظيمة. وقد
أجمع النقاد تقريبًا على أن شكسبير «من أعظم رجال التاريخ لتعمقه
وتفننه في تصوير الأحوال النفسية في رواياته» كما قالت صحيفة
(الهدى) العربية؛ فقد عد أبطاله وأشخاص رواياته أقرب إلى الحياة من
الأحياء أنفسهم! وقيل أيضًا أن شكسبير مرآة الإنسانية، ومع أن أغلب
مواضيع رواياته إن لم نقل كلها مأخوذة عن مصادر أجنبية — منها
إفرنسية ومنها إيطالية ومنها لاتينية وغير ذلك — فقد فاق في تفننه
وتصويره أحوال أبطاله وتكييف وضعياتهم جميع من تَقدَّمه، ولكل من
مشاهير أبطال شكسبير صفة راسخة في ذهن القارئ لا ينساها؛ (فتاجر
البندقية) أحسن مثال للؤم النفس، و(عطيل) مثال الغيرة الحمقاء
العمياء، و(الملك ليير) مثال التعاسة، و(ماكبث) مثال الغدر، و(جون
فلستاف) مثال الهزل والمجون. ومن أقوال جون دريدان: إن شخوص شكسبير
لا يراها القارئ إلا ويحس بها أيضًا من قوة تصويره بل وخلقه لها!
ومثل هذا التعبير سبقت به دوقة نيوكاسل (The
Duchess of Newcastle) وكانت ناقدة بارعة، ولا
زلنا نؤمن برأيها حتى اليوم.
(١٩) من صفات شكسبير الأدبية أنه كثيرًا ما كان يتبع المذهب الواقعي
في تحليله، ويفي الوفاء الكلي في تصويره أشخاصه وفيما وضعه على
ألسنتهم من أقوال تنطبق على صفاتهم الخلقية، على أنه لم ينم عن
رأيه الشخصي فيما كتب، ومن الصعب جدًّا تحديد رأيه الشخصي في موقف
ما؛ لأنه اكتفى بالتصوير الدقيق وشرح الشخصيات التي عرضها شرحًا
تحليليًّا.
(٢٠) هو عصر الريناسنس أو النهضة العلمية الذي بذرت بذوره قبل ذلك
وأدركه شكسبير؛ فتذوق معاني الحرية والقوة والخيال الفني بعد
العبودية التي كانت قاهرة للإنسان في القرون الوسطى، وحيث أخذ
الشعور القومي يتأصل لا سيما بعد هزيمة الأسطول الأسباني.
(٢١) لم يكذب من قال: إن روح شكسبير هي التي كونت عظماء الرجال الذين
بنوا الإمبراطورية الإنجليزية، فقد كان وطنيًّا عظيمًا
مخلصًا.
(٢٢) إشارة إلى مقدرته في تجديد التصوير للتاريخ المنسي.
(٢٣) الشهاد: العسل. وأول من تحدث من النقاد بحلاوة شكسبير اللفظية
والمعنوية هو (فرنسيس
ميرز Francis Meres) في نقده لشعراء عصره.
(٢٤) إشارة إلى ما امتاز به شكسبير من القدرة على الاستفادة والاقتباس
من مطالعاته التي كان من آثارها قصة «تاجر البندقية»
وغيرها.
(٢٥) الآد: القوة. وفي هذا البيت إشارة إلى شغف الشاعر الجليل
بالجمال، وتقديره للطبيعة وللإنسانية، كما نوه بذلك مؤرخوه.
(٢٦) إشارة إلى عهد الظلام الفكري الذي شمل أوربا قبل
الريناسنس.
(٢٧) إشارة إلى الأناشيد الودية الجميلة (السونيتات) التي نظمها
شكسبير وأهداها (على الأرجح) إلى صديقه العزيز وناصره (ايرل
سوثامبتن Earl of Southampton).
(٢٨) كانت أولى قصصه التمثيلية مجموع الفكاهة الإنجليزية الرائعة، مثل
(مهزلة
الأخطاء Comedy Of Errors) ونبذ مختلفة من قصص أخرى.
(٢٩) يعد (كرستوفر
مارلو Christopher Marlowe) — الذي عاش من سنة ١٥٦٤ إلى سنة ١٥٩٣ أعظم
أديب نابغة في العصر الإليصاباتي بعد شكسبير، الذي يُعد بمثابة
تلميذ لمارلو، وإن تفوق شكسبير نهائيًّا بقوته الذهنية وبمجموع
آثاره العظيمة. وقد نبغ مارلو في الدرام، وفي الشعر الليريكي أو
الوجداني.
(٣٠) المستنتج أن شكسبير في آخر عهده بالتأليف كان أميل إلى السوداء
في نظرته إلى الحياة ودراستها والتعبير عنها، وإن لم يصرح بذلك
صراحة ظاهرة.
(٣١) مناسبة هذا التشبيه الشعري في الوقت الحاضر التحدث عن ارتياد
القمر ومخاطبة المريخ …
(٣٢) لعل (فلستاف) أكثر شخوص شكسبير إيناسًا من وجوه كثيرة، وأحبها
إلى قراء شكسبير بالإجمال، وهذا سبب تقديمه في هذه الأمثلة. على أن
شخوص شكسبير الشهيرة كثيرة جدًّا وتكاد كلها تقاسمنا
المحبة!
(٣٣) أي نفاد الهوى لك.
(٣٤) إشارة إلى وصية شكسبير بتركه وشأنه في سكون وأمان بقبره.
(٣٥) المعاد: البعث. والمناسبة لهذا البيت الختامي أن هذا الاحتفال
العظيم موعده ذكرى ميلاده.