محمد بك أباظة١
لقد ضَنَنَّا بك يا محمد على الموت، وضَنَّ القَدَرُ بك على الحياة، فلم يكن ما أَرَدْنَا ولكن كان ما أراد الله.
وا رحمتا لك: أهكذا تهوي البدور، أهكذا تغيض البحور، أهكذا تُزَلْزَل شُمُّ الجبال، أهكذا يُخْتَرَم غطاريف الرجال، أهكذا تَعْدو المنية على ذخيرة أُمَّة وعُدَّة آمال؟
وا حسرتا عليك: يَطْوِيك الرَّدَى أكْمَل ما تكون بدرًا، أَفَكَرِهْتَ فُسْحَة العيش خشيةَ أن يُدْرِكَكَ السِّرار، ولِمِصْرَ فيك أوطار كثار: أم هكذا جرى على مصر حُكْم الأقدار، فلا يَنْجُم فيها فتًى إلا عاجَلَتْهُ بالتلف والبوار؟
لقد أَتْعَبْتَ الوسائل في خَطْبِك، فَجَلَلْتَ على الرِّثاء، وتعاظمتني فيك أسباب العزاء، ولو كان منك عِوَض لاطمأَنَّ الصبر على فَقْدك إلى جزاء.
فاللهم رِفْقًا بالبلاد، واللهم لُطْفًا بالعباد، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا لموتك يا محمد لمحزونون.