وسائل الإعلام والصور النمطية
(١) طبيعة الصور النمطية
«أين اللحم؟» (وينديز) | http://www.youtube.com/watch?v=Ug75diEyiA0 |
«أعطها لمايكي» (وجبات حبوب لايف) | http://www.youtube.com/watch?v=vYEXzx-TINc |
«أريد أن أشتري الكولا للعالم كله» (كوكاكولا) | http://www.youtube.com/watch?v=Q8H5263jCGg |
«جيمي صديقي اليهودي» (إعلانات الخدمة العامة) | http://www.youtube.com/watch?v=JpwamoXgb3U |
الهندي الباكي (إعلانات الخدمة العامة) | http://www.youtube.com/watch?v=X3QKvEy0AIk |
الذكورة | الأنوثة |
---|---|
المغامرة | الحنان |
العدوانية | التعبير عن العواطف |
المجادلة | الطيش |
الجزم | الرعاية |
التنافسية | الجزع |
الحسم | السلبية |
المخاطرة | الرقة |
الاعتماد على النفس | التفهم |
الأمريكي من أصول أفريقية | الآسيوي | اللاتيني | السكان الأصليون |
---|---|---|---|
رياضي | ملتزم | تاجر مخدرات | مدمن كحول |
مجرم | متواضع | مهاجر غير شرعي | شجاع |
فقير | الأقلية المثالية | يعمل بوظائف دنيا | كسول |
إيقاعي وموسيقي | ذكي | غير متعلم | روحاني |
غير ذكي | ثري | شديد التدين | جامح |
(٢) الصور النمطية في المواد الإعلامية التي يستهلكها النشء
إلى أي مدًى يتبنَّى الإعلام الذي يحتك به الأطفال والمُراهقون الصور النمطية؟ ولدراسة هذه المسألة استخدم الباحثون إجراءً يُسمى تحليل المحتوى؛ فبدلًا من تفصيل الهدف من المحتوى الإعلامي أو حتى أثر هذا المحتوى على المُشاهِدين، يُمثِّل تحليل المحتوى دراسة للرسالة نفسها (كاسارجيان، ١٩٧٧). وبالاعتماد على مجموعة من الأبعاد، تصف تحليلات المحتوى الجوانب الكيفية والكمية للكلمات والصور والأصوات الواردة في الإعلام. فمثلًا لم يَقتصِر الأمر بإيفانز ودافيز (٢٠٠٠) على معرفة ثماني سمات ذكورية وثماني سمات أنثوية في الكتب المدرسية الابتدائية (أي صفة كيفية) بل تعرَّفا على النسبة التي ظهرت بها كل سمة (أي صفة كمية). ومن خلال الإحصاء والتصنيف يُنظِّم تحليل المحتوى الكلمات والصور والأصوات في مجموعة مشتركة من الخصائص. إلا أنَّ نتائج هذا النوع من التقييم كثيف الجهد لا فائدة لها إن كانت المادة الإعلامية المختارة في الدراسة لا تَعكس المواد الإعلامية التي يَستهلِكها عادة الأطفال والمراهقون. فضلًا عن أن تحليل المحتوى يُمكن أن تنتهي صلاحيته سريعًا، وهو ما قد يجعل النتائج غير ذات صلة عند النشء اليوم.
(٢-١) الصور النمطية في الأدب
(أ) تحليل محتوى كتب الأطفال في مراحل الرضاعة وتعلم المشي والطفولة المبكرة
قبل أن يعرف الرضَّع والأطفال الصغار القراءة، فهم يحتكُّون بالأدب في صورة كتب مصورة يتمتَّع العديد منها بسمة البقاء لدرجة أنها تُقرأ من جيل إلى الجيل الذي يليه. فمثلًا، نُشر كتاب بياتريكس بوتر «حكاية بيتر الأرنب» لأول مرة عام ١٩٠٢ ولا تزال تتمتع بشعبية اليوم. وعلى مدار مائة عام بِيع من الكتاب ١٥٠ مليون نسخة في جميع أنحاء العالم (جماعات حقوق الملكية، ٢٠٠٨). وبالنظر إلى طول بقاء الكتب المصورة، فمن المهم أن نضع تمثيل النوع الاجتماعي والعرق في سياقها التاريخي الصحيح؛ حيث إن الكتب المصورة نفسها لا تزال متاحة في المتاجر والمكتبات المدرسية بعد أكثر من مائة عام.
-
تمثيل النوع الاجتماعي: فيما قبل سبعينيات القرن العشرين، كانت الكتب المصورة شديدة
النمطية؛ حيث تُوضِّح رسومات الذكور والإناث دائمًا السلوكيات
الخاصة بالنوع (مثل الذكور العدوانيِّين والإناث الراعيات)،
وخصائص الشخصية (كالذكور المستقلِّين والإناث غير المستقلات)،
والوظائف (كالأطباء الذكور والمُمرضات الإناث). فضلًا عن أن
الذكور قد ظهروا أكثر من الإناث على مستوى كلٍّ من الشخصيات
الرئيسية والفرعية (تيبر وكاسيدي، ١٩٩٩). في المقابل تُقدِّم
الكتب المصوَّرة المعاصرة الذكور والإناث على قدم المساواة في
الخصائص الشخصية المتنوِّعة (أوسكامب وكاوفمان وولتربيك،
١٩٩٦). فمثلًا، وجد جودين وجودين (٢٠٠١) أنَّ الذكور والإناث
يستويان في إمكانية وصفهما بالتعاون والتقليد والتنافُس
والإصرار. وكذلك سجل تيبر وكاسيدي (١٩٩٩) أنه ما من اختلافات
في نوعية الكلمات العاطفية (مثل غاضب وخجول) في ارتباطها
بالخصائص الذكورية أو الأنثوية. وفي تقييم أكثر من ٢٠٠ كتاب
مصور (نُشرت بين ١٩٩٥ و٢٠٠١) وجد هاملتون وزملاؤه (هاملتون
وأندرسون وبرودوس ويونج، ٢٠٠٦) أن الشخصيات الذكورية والأنثوية
التي نفذت أعمال إنقاذ، جرى إنقاذها هي نفسها، وتصرَّفت
بعدوانية وسلبية وجزم بنفس الدرجة.
وعلى الرغم من هذه المساواة، فإنَّ الاختلافات على أساس النوع الاجتماعي لا تزال واضحة في الكتب المصوَّرة الحديثة؛ إذ وجد جودين وجودين (٢٠٠١) أن القصص الأحدث صورت الشخصيات الذكورية وحدها أكثر من الشخصيات الأنثوية. وكذلك أوضح هاملتون وزملاؤه (٢٠٠٦) أن ثمة ٥٣٪ زيادة في رسوم الذكور عن الإناث وحوالي الضعفَين من الشخصيات الرئيسية من الذكور أكثر من الشخصيات الرئيسية من الإناث. فضلًا عن أن الذكور تزيد إمكانية تصويرهم بصورة المُستقلِّين والمبدعين عن الإناث، بينما في الوقت ذاته نادرًا ما يُصوِّر الذكور وهم يَضطلعون بالأعمال المنزلية أو رعاية الأبناء. في المقابل كانت الإناث أكثر نعتًا بالاعتمادية والخضوع من الذكور. كما طغت الصور النمطية على الوظائف القائمة على النوع الاجتماعي في الكتب المصوَّرة؛ حيث يظهر الذكور والإناث في وظائف تقليدية بأكثر مِن ٩ أو ١٠ أضعاف الوظائف غير التقليدية. فمثلًا تكرر ظهور الشَّخصيات الأنثوية في وظائف المعلِّمات والمربيات وأمينات المكتبة والممرضات والراقصات. وكانت الإناث كذلك أكثر ميلًا لئلا يَمتلكْن وظيفة مقارنة بالذكور (جودين وجودين؛ هاملتون وآخرون؛ أوسكامب وآخرون، ١٩٩٦).
-
التمثيل العِرقي: قبل مُنتصَف ستينيات القرن العشرين، نادرًا ما ظهرت الأقليات
في الكتب المصوَّرة، وعندما ظهرت كانت تُصور بدرجة أقلَّ
إيجابية من البيض. فمثلًا كان من الأرجَح ظهور البيض من
الأمريكيِّين من أصول أفريقية أو الآسيويِّين أو اللاتينيِّين
في صورة أذكياء. وكانت الشخصيات من غير البيض تظهر بصفة شبه
عمومية في دور ثانوي في القصة (إدموندز، ١٩٨٦). إلا أنه بحلول
أوائل تسعينيات القرن العشرين تضمَّنت ٢٠–٣٠٪ من إجمالي الكتب
المصورة و٣٠–٥٠٪ من الكتب المصوَّرة المحتوية على شخصيات بشرية
شخصية أمريكية واحدة على الأقل من أصول أفريقية؛ حيث كان عدد
كبير من هذه القصص متضمنًا شخصيات رئيسية أمريكية من أصول
أفريقية (بيسكوسوليدو وجرويرهولز وميلكي، ١٩٩٧).
وعلى الرغم من أنَّ الزيادة في مستوى التنوع في الكتب المصوَّرة زيادة واعدة، فلا زلنا بحاجة لمزيد من الجهود. ففي نفْس الوقت الذي يزيد فيه ظهور الأمريكيِّين من أصول أفريقية في الكتب المصورة، فإن الجماعات العرقية الأخرى كالآسيويِّين واللاتينيين والسكان الأصليين تظهر في موقع الشخصيات الرئيسية بأقل من ١٠٪ من الحالات (موزلي، ١٩٩٧). لكن على الجانب المَشرق لم يجد موزلي الكثير من القرائن على وجود تنميط عنصري في أكثر من ١٤٠ كتابًا مصورًا حديثًا في إحدى المدارس الابتدائية المحلية. وهذا لا يعني أن الصور النمطية غابت عن الكتب المصورة؛ إذ بَيَّن إدموندز مثلًا (١٩٨٦) أن القصص عن السكان الأصليِّين تضمَّنت بصفة نمطية تراثًا شعبيًّا يؤكد على شجاعة الشخصيات الرئيسية. وكذلك ظهر الآسيويون في صورة نمطية في الكتُب المصوَّرة باعتبارهم متحفِّظين. فربما امتنعت المدارس ببساطة عن شراء الكتب المصورة المحمَّلة بمثل هذه الصور النمطية لمكتباتها.
واللافت أن ظهور العرق في الكتب المصورة اختلف بين الكتب الحائزة على جوائز وتلك غير الحائزة عليها. فمثلًا أوردت الكتب الحائزة على جائزة كالديكوت (تُمنح سنويًّا للكتب المصورة المميزة) شخصية أمريكية من أصول أفريقية على الأقل مرتين أكثر من الكتب غير الحائزة على الجائزة (كسلسلة ليتل جولدن بوكس). فضلًا عن أن ٢٠٪ تقريبًا من الكتب الحائزة على جائزة كالديكوت تضمنت مجموعة كاملة من الشخصيات من السود (وإن كانوا أوردوا بالدرجة الأولى سودًا من أفريقيا). وظهر كذلك اللاتينيُّون والآسيويون في الكتب الفائزة بالجائزة أكثر بحوالي ١٠ مرات من الكتب غير الفائزة (نلسون، ٢٠٠٥؛ بيسكوسوليدو وآخرون، ١٩٩٧).
جدير بالذِّكر أن الكتب المصورة تضمَّنت على مدار تاريخها عددًا قليلًا من العلاقات الحميمة بين أفراد من أعراق مختلفة. بل اتخذت هذه العلاقة شكلًا أشبه بالاتصال بين المعارف، مثل العلاقات في ساحات ممارسة الرياضة والفصول المدرسية (بيسكوسوليدو وآخرون، ١٩٩٧). وتوجد كذلك قصص قليلة جدًّا حيث يحتلُّ البالغون من الأمريكيين من أصول أفريقية مركز شخصية محورية. أما فيما عدا هذه الدراسات فلا يُعرف الكثير عن وجود الصور النمطية العِرقية أو غيابها في الكتب المصورة. وأخيرًا لم تتناول أي دراسة تمثيل النوع الاجتماعي ولا التمثيل العرقي في الكتب المصورة بعد عام ٢٠٠١. ومن ثَم مِن الضَّروري إجراء المزيد من الأبحاث لنعرف بدقة مدى شيوع الصور النمطية النوعية والعرقية في الكتب المصورة اليوم.
(ب) تحليل محتوى الكتب المخصصة للأطفال في الطفولة المتوسطة
مع بلوغ الأطفال مرحلة الطفولة المتوسطة، تبدأ الكتب القصصية في الحلول محل الكتب المصوَّرة. لكن القراءة ليست مقصورة على أدب الأطفال؛ إذ إن الأطفال يُطلب منهم كذلك أن يقرءوا الكتب الدراسية وكتب باسال لتعليم القراءة ومهاراتها في المدرسة. وتحتوي كتب باسال — التي تُساعد في تعليم مهارات القراءة للأطفال — على قصص قصيرة تَرتبط بفكرة رئيسية. كذلك تأتي كتب باسال مرفقة بكتيبات للمعلم تقدم موضوعات متعلِّقة بفكرة الدرس من أجل المُناقشة وأنشطة الفصل. ورغم أن مراجعات تلك الكتب محدودة في عددها فإن العديد من الدراسات قد تناوَلَ الصور النمطية النوعية والعِرقية في مواد القراءة في المرحلة الابتدائية.
-
تمثيل النوع الاجتماعي: نتيجة لضخامة عدد الكتب القَصصية المتاحة أمام النشء، فإن
نسبة الشخصيات من الذكور ومن الإناث لم تلقَ تقييمًا وافيًا
بعد. إلا أنه — وكما هو الحال مع الكتب المصوَّرة — تشير
دراسات عديدة تناولت عينة من بحر الكتب المتاحة في الأسواق إلى
أن الكتب القصصية قدمت على مدار تاريخها الشخصيات الذكورية
والأنثوية بطريقة نمطية (كورتنهاوس وديماريست، ١٩٩٣). وفي بعض
الأحيان تظهر هذه الصورة النمطية في صورة تمييز حميد على أساس
الجنس يتَّسم بوجود واحدة على الأقل من النقاط التالية: (أ)
تُقدم النساء في الأدوار الأنثوية التقليدية في صورة مثالية.
(ب) يُنظر للنساء باعتبارهن «كائنات رقيقة» تحتاج
للحماية. (ﺟ) تُصور النساء
باعتبارهن شخصيات مفرطة الرومانسية (ديكمان ومورنين، ٢٠٠٤).
ويُمثل التمييز الحميد على أساس الجنس الفكرة المشتركة بين
العديد من القصص الخيالية؛ حيث يقع الأمير في حب امرأة جميلة
يُسعدها أن تضطلع بأعمال الطهو والتنظيف والحياكة وغيرها
(مثالية تقليدية للشخصية)، ويُنقذها من هؤلاء الذين يقصدون
إيذاءها (كائن رقيق يحتاج للحماية)، وبعد مرحلة من الغزل
الملهَّب يعيش في سعادة أبدية مع عروسه (الشخصية الرومانسية
المفرطة). وتدفع هذه النتائج الناشرين والباحثين لإعداد قائمة
بالكتب غير التمييزية لكي يقرأها الأطفال. ومن بين الكتب
القصصية التي يُوصى بقراءتها باعتبارها غير تمييزية «أليس في
بلاد العجائب» و«حيث تتفتَّح زهور السوسن» و«هارييت الجاسوسة»
(ديكمان ومورنين، ٢٠٠٤). لكن إلى أي مدى تُعد هذه الكتب «غير
تمييزية»؟
كما أن «الطريق إلى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة» فإن الطريق إلى التنميط بناءً على النوع الاجتماعي مفروش بالكتب التي تُحاول ترسيخ حيادية النوع الاجتماعي. ففي تقييم لروايات السنوات المتوسطة من المرحلة الابتدائية وجد ديكمان ومورنين (٢٠٠٤) أن الكتب «غير المميِّزة على أساس الجنس» لم تزل تصور الشخصيات من الإناث في صورة شخصيات نمطية أُنثوية تَنخرِط في أنشطة ترفيهية وواجبات منزلية خاصة بالإناث من الناحية النمطية هي الأخرى. فضلًا عن أن مقدار التنميط في الكتب غير المميِّزة كان مُساويًا للكتب التي اعتبرت مميِّزة على أساس الجنس. إلا أن الكتب غير المميزة على أساس الجنس صوَّرت الإناث ولهنَّ نصيب من الخصائص والأدوار النمطية الذكورية أكبر من الكتب المُميزة على أساس الجنس. واللافت أنه ما من دليل على المساواة بين الجنسَين من جانب الذكور حيث إن كلًّا من الكتب المميزة وغير المميزة على أساس الجنس تُظهر الشخصيات من الذكور وهي تتمتَّع بالعديد من الخصائص والأدوار النمطية الأنثوية.
لقد جرى تقييم تمثيل النوع الاجتماعي في الكتب المدرسية وكتب تعليم مهارات القراءة من حيث تكرُّر ظهور الشخصيات من الذكور والإناث وكيفية ظهورهم. وقد وجدت الدراسات التي تناولت كتب تعليم مهارات القراءة فيما بين سبعينيات وتسعينيات القرن العشرين أن الشخصيات الذكورية زادت دائمًا في العدد على الشخصيات الأنثوية، وأن الذكور تمتَّعوا بتنوع أكبر في الوظائف من الإناث، وأن الصور النمطية للذكور والإناث كانت سائدة؛ فمثلًا ظهر الذكور في صورة الشخصية الشجاعة والذكية والمجتهدة والنشيطة، بينما ظهرت الإناث في صورة الشخصية السلبية الفارغة العقل، التي تُكرِّس نفسها للحياة المنزلية (هانتر وتشيك، ٢٠٠٥).
وقد أشارت دراسة إلى أن الوضع لم يتغيَّر كثيرًا في العقد التالي. ففي تقييم لأكثر من ٧٠٠ قصة في كتب تعليم القراءة وجد هانتر وتشيك (٢٠٠٥) أن الذكور كانوا أكثر من الإناث في إمكانية الظهور في الرسوم المصوَّرة، وأن الشخصيات من الذكور البالغين ظهرت بصفتها الشخصية الرئيسية في القصص بأكثر من أربعة أضعاف من شخصيات الإناث البالغات. في المقابل لم تظهر أي من هذه الاختلافات في تمثيل النوع الاجتماعي في شخصيات الأطفال والحيوانات. كذلك وُجدت تطورات إيجابية إضافية عن العقد السابق في مجال عرض الدَّور المرتبط بالنوع الاجتماعي، حيث شغل الذكور والإناث نفس الوظائف. إلا أن الإناث كن أكثر عرضة من الذكور في الظهور في صورة الشخص المنزلي الذي لا يتقاضى أجرًا، وظهر الذكور بفارق شاسع في وظائف راعي الماشية والمزارع والعامل ورائد الفضاء. ووجد إيفانز ودافيز (٢٠٠٠) أن الذكور بدرجة أكبر من الإناث اتسموا بالعدوانية والجدال والتنافسية. بل إن الذكور في كتب تعليم القراءة نادرًا ما ظهرت عليهم سمات أنثوية كالتعبير عن العواطف والاهتمام والحنان والتفهم. أما الإناث فاتصفن بالصفات الذكورية والأنثوية كليهما منذ تسعينيات القرن العشرين (ويت، ١٩٩٦).
-
التمثيل العرقي: لم تتناول أبحاث قيمة كثيرة التمثيل العرقي في الكتب القصصية
ومواد القراءة في المدرسة الابتدائية. وتشير الأدبيات المتوفرة
— وكما هو حال الكتب المصورة — إلى أن محتوى الأدب والكتب
المدرسية في سنوات الدراسة الابتدائية قصصها ترتبط بصفة رئيسية
بالشخصيات من البيض. ففي ثمانينيات القرن العشرين مثلًا تضمن
أقل من ١٪ من كتب الأطفال شخصيات أمريكية من أصول أفريقية، بل
وتضمنت نسبة أقل شخصيات من اللاتينيين والآسيويين وسكان أمريكا
الأصليين. وبحلول عام ١٩٩٠ تضاعف عدد الكتب التي تحتوي على
شخصيات رئيسية أمريكية من أصول أفريقية ليصل إلى ٢٪ (رايمر،
١٩٩٢). مرة أخرى، كانت النسبة المئوية للأقليات أعلى في الكتب
الحائزة على جوائز منها في الكتب غير الحائزة على جوائز. ففيما
بين ١٩٢٢ و١٩٩٤ مثلًا ظهرت الشخصيات اللاتينية في كتب مُنحت
ميدالية نيوبيري الشرفية (الممنوحة للمؤلف تقديرًا لكتب
الأطفال المميزة التي ألفها) في ١٠٪ من الحالات. إلا أن الفوز
بالجائزة لم يضمن بالضرورة أن يكون عرض الأقليات إيجابيًّا.
ففي تقييم لكتب الأطفال الحائزة على جوائز فيما بين ١٩٦٣ و١٩٨٣
وجدت جاري (١٩٨٤) أن الوصف البدني للشخصيات واللغة والحالة
الاجتماعية تبنت كلها الصورة النمطية السلبية للأمريكيين من
أصول أفريقية.
تماثل نتائج الأبحاث على تمثيل الأقليات في كتب تعليم القراءة في تسعينيات القرن العشرين نظيرتها في الكتب القصصية من حيث إن الشخصيات الرئيسية كانت تميل لأن تكون من البيض. إلا أن نسبة الأقليات في الكتب المدرسية الابتدائية كانت أكبر بكثير منها في الكتب القصصية. وذكرت رايمر (١٩٩٢) أن حوالي ٤٠٪ من الشخصيات الرئيسية في كتب تعليم القراءة كانت من أقليات. واللافت أن كتيبات المعلم المرفقة بكتب تعليم القراءة وفرت عددًا قليلًا من المناقشات عن الفروق العرقية والثقافية. وتجلت مواطن النقص هذه على نحو خاص في حالات دروس القراءة التي تتضمن موضوعات مثل الإقصاء أو عدم التوافق أو التحيز العرقي (ماكديرموت، ١٩٩٧). ولسوء الحظ لم تُجْرَ أي دراسات جديدة على التمثيل العرقي والصور النمطية في الكتب القصصية أو كتب تعليم القراءة في العقد الأخير؛ لذا لا يمكن قياس التغيرات الأخيرة.
(ﺟ) تحليل محتوى الكتب للأطفال خلال المراهقة
- تمثيل النوع الاجتماعي: لقد غُض الطرف تمامًا عن تمثيل النوع الاجتماعي والتنميط في الأدبيات والكتب الدراسية المخصصة للمراهقين؛ إذ لم أجد أي أبحاث عن هذا الموضوع. لكن نظرة سريعة على الكتب المنتشرة بين المراهقين تكشف عن وجود الصور النمطية لكل من المراهقين والمراهقات. انظر مثلًا إلى الكتاب الذي يستهدف المراهقات الصغار «الكتاب الكبير لكل ما يخص الفتاة» (كينج وكاليس، ٢٠٠٦)، حيث تتعلم الفتيات «كيفية التسوق» و«لماذا رائحة الفتيان كريهة» و«كيف تتعاملين مع إعجاب شديد بأحد الفتيان». كما يغطي الكتاب «موضوعات مهمة» مثل «الأصدقاء والمجموعات المغلقة والأسرار والنميمة» و«الرقص» و«فنون اللياقة» و«الجمال». وفي رواية «الفأس الصغيرة» (بولسن، ٢٠٠٧) يجب على فتًى في الثالثة عشرة من عمره أن يتحمل المصاعب المادية بعد أن تاه في البرية طوال ٥٤ يومًا وليس معه إلا فأس صغيرة تعينه، بينما يعاني في نفس الوقت من التداعيات العاطفية لطلاق والديه، فهل تشيع هذه الصور النمطية في أدب المراهقين؟ في الوقت الحالي يظل هذا السؤال بلا إجابة.
- التمثيل العرقي: تناول عدد محدود من الدراسات التمثيل العرقي في كتب المراهقين. وفي أكثر هذه الدراسات شمولًا، رَاجع كلاين (١٩٩٨) وجود الشخصيات متعددة الثقافة في أكثر من ٦٠٠ كتاب يُنصح به لتلاميذ المدرسة الثانوية في عامي ١٩٦٤ و١٩٩٥. وليس من الغريب أن الشخصيات من البيض كانت الأغلبية، وإن كانت نسبتها قد انخفضت من ٨٥٪ في ١٩٦٤ إلى ٦٨٪ في ١٩٩٥. وتضمن حوالي ١٧٪ من الكتب المُوصى بها في ١٩٩٥ أمريكيين من أصول أفريقية، وهو أكثر من أربعة أضعاف مستوياتها في ١٩٦٤. أما الشخصيات الآسيوية ومن السكان الأصليين فظهروا في الكتب بنسبة ٦٪ في كل من الفترتين. وعلى الرغم من أن الأدوار التي أدتها الأقلية (مثل المحترفين والرياضيين والشخصيات الرومانسية) في هذه الكتب لم تكن نمطية بصورة مباشرة إلا أن عدد الأدوار التي أدتها شخصيات الأقليات لم تكن بنفس تنوع شخصيات البيض.
(٢-٢) الصور النمطية في الرسوم الهزلية في الصحف
من بين أنشطتي غير الإلكترونية المفضلة في طفولتي كان قراءة الرسوم الهزلية في الصحيفة اليومية. وكانت رسوم «الجانب الأقصى» و«كالفن وهوبز» والرائعة الخالدة «حبات الفول السوداني» من بين المفضلة عندي. ورغم أننا لا نعرف الكثير عن عدد الأطفال والمراهقين الذين يقرءون الرسوم الهزلية اليوم، فإن الواضح أنه عندما يقرأ النشء الرسوم الهزلية في الصحف فهم نادرًا ما يتعرضون للأقليات ودائمًا ما يحتكون بالصور النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي. والواقع أنه خلال العقدين الماضيين، لم يحدث تحسن كبير على صعيد التنوع العرقي والصور النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي في الرسوم الهزلية في الصحف.
(أ) تمثيل النوع الاجتماعي
في تقييم لأكثر من ٥٠ سلسلة رسوم هزلية في صحيفة ذات شعبية تتضمن أكثر من ١٠٧٠ شخصية، وجد جلاسكوك وبريستون-شريك (٢٠٠٤) أن شخصيات الذكور فاقت في العدد شخصيات الإناث بنسبة ١:٦. وفيما يخص الصور النمطية زادت إمكانية ظهور شخصيات الإناث المتزوجات أو اللاتي أنجبن بضعفين عن الذكور. وعندما تناولت الرسوم رعاية الأطفال وواجبات المنزل وتقديم الطعام اضطلعت الإناث بهذه الأنشطة بمعدل أكبر من الذكور. كذلك كانت الإناث أكثر ميلًا للعدوانية اللفظية عن الذكور، حيث كانت نسبة كبيرة من هذه الأفعال موجهة نحو أزواجهن (مثل صورة «الزوجة الشكاءة» النمطية). في المقابل كان الذكور أكثر ميلًا من الإناث للارتباط بالوظيفة وتولي مهام الاعتناء بالحديقة والتصرُّف بعدوانية بدنية.
(ب) التمثيل العرقي
لم يجد جلاسكوك وبريستون-شريك (٢٠٠٤) أدلة كثيرة على التنوع العِرقي في سلاسل الرسوم الهزلية. بل كان ٩٦٪ من شخصياتها من البيض، و٢,٥٪ من الأمريكيِّين من أصول أفريقية، والنسبة الباقية ١,٥٪ كانت الآسيويين واللاتينيين والسكان الأصليين. وغاب التنميط السلبي الصَّريح للأقليات بصفة عامة، لكن إمكانية شغل الأقليات لوظائف احترافية كانت أقل من البيض وكانت الأقليات أكثر ميلًا لشغل وظائف العمال.
(٢-٣) الصور النمطية في أفلام الكارتون
بعدما كانت أفلام الكارتون تُعد مناسبة خاصة في صباح يوم السبت وبعد المدرسة، صارت الآن مُتاحة للمُشاهَدة لأربع وعشرين ساعة يوميًّا (على قناة كارتونز نيتورك مثلًا). كذلك يُمكن للنشء مشاهدة «أفلام الكارتون الكلاسيكية» من ستينيات القرن العشرين وما يليها على قناة بوميرانج، ويُشاهدون على أقراص الفيديو الرقمية أفلام الكارتون والرسوم المتحرِّكة من عصر البدايات الأولى لأفلام الرسوم المتحركة في الثلاثينيات. وبذلك يحتكُّ مشاهدو الكارتون والرسوم المتحركة بتمثيلات النوع الاجتماعي والتمثيلات العرقية التي كانت سائدة منذ أكثر من سبعين عامًا.
(أ) تمثيل النوع الاجتماعي
من الناحية الظاهرية لم يتغيَّر الكثير على مستوى تمثيل النوع الاجتماعي في أفلام الكارتون على مدار الأعوام السبعين الماضية. وعلى مدار عقود، وجدت دراسات عديدة أن شخصيات الذكور — التي فاقت عددًا شخصيات الإناث بدرجة كبيرة — كان أكثر إمكانية للظهور في صورة القادة أو من يكبحون عواطفهم أو الأبطال أو العدوانيين بدنيًّا من شخصيات الإناث. في المقابل ظهرت شخصيات الإناث التي كانت في غالب الأمر شخصيات فرعية بأسلوب التمييز الحميد على أساس الجنس (سترايتشر، ١٩٧٤؛ وطومسون وزربينوز، ١٩٩٥؛ توبين هادوك وزيمرمان ولوند وتانر، ٢٠٠٣). إلا أن المظاهر ليست دائمًا كما تبدو؛ إذ وجدت دراسات حديثة أن التنميط القائم على النوع الاجتماعي يختلف باختلاف نوع الرسوم الكارتونية.
ذكر ليبر وزملاؤه (ليبر وبريد وهوفمان وبيرلمان، ٢٠٠٢) أن الذكور لم تتفوق عددًا على الإناث إلا في رسوم المغامرات الكارتونية التقليدية (التي تتضمَّن شخصيات رئيسية من الذكور؛ مثل «مغامرات جوني» (جوني كويست)) والرسوم الكوميدية، لكن ليس في الرسوم التعليمية أو المغامرات العائلية أو الأنواع الغير التقليدية (تتضمَّن على الأقل شخصية رئيسية واحدة من الإناث؛ مثل «الفتيات الخارقات» (باوربف جيرلز)). كذلك بينما كان الذكور أكثر عدوانية بدنيًّا من الإناث في رسوم المغامرة التقليدية، لم يظهر ذلك الاختلاف في الرسوم الكارتونية غير التقليدية. كذلك وجد بيكر وريني (٢٠٠٧) أن أبطال الكارتون من الذكور والإناث تشابَها في ٤٤ من بين ٥١ متغيِّرًا ارتبطت تقليديًّا بالصور النمطية على أساس النوع الاجتماعي. ومن بين الاختلافات الجديرة بالذكر أن الأبطال الخارقين من الذكور تفوَّقوا عددًا على الإناث بنسبة اثنَين إلى واحد، وأن البطلات الخارقات تميَّزت بمعدل أعلى من العاطفية والجاذبية والاهتمام بالمظهر الخارجي من الأبطال الخارقين. تتَّفق هذه النتائج مع نتائج ليبر وزملائه (٢٠٠٢) الذين وجدوا أنه بصرف النظر عن صنف رسوم الكارتون كانت الإناث أكثر ميلًا من الذكور لإظهار الخوف والتصرُّف برومانسية وأدب وعرض المساندة.
(ب) التمثيل العرقي
من الناحية التاريخية، نادرًا ما ظهرت الأقليات في الأفلام الكارتونية القصيرة (٢٠ دقيقة أو أقل) سواء بشخصيات رئيسية أو فرعية (كلاين وشيفمان، ٢٠٠٦). ففيما بين عام ١٩٣٠ وأواخر الستينيات قلَّت نسبة الشخصيات من الأقليات في الأفلام القصيرة من ١٦٪ إلى أكثر بقليل من ٤٪. إلا أنه خلال السنوات الثلاثين التالية لحركة الحقوق المدنية، زادت النسبة العامة لشخصيات الأقليات إلى ٢٠–٣٠٪. مع ذلك وبحلول منتصف التسعينيات لم تظهر أغلبية الشخصيات من الأقليات في أفلام الكارتون القصيرة إلا في أدوار جانبية. وبصفة عامة ظهرت الشخصيات الكارتونية الآسيوية (١٫٧٪) واللاتينية (٢٫٤٪) ومن السكان الأصليين (١٫٥٪) بنسب أقل قليلًا من شخصيات الأمريكيِّين من أصول أفريقية (٣٪). إلا أن معظم شخصيات الأقليات (١٠٪) قُدِّمت باعتبارها من الشعوب من غير البيض، دون أي تمييز للعرق.
على رغم من أن العنصرية الظاهرة في الأفلام الكارتونية القصيرة (مثل استخدام تحية السكان الأصليِّين النمطية «هاو!») وقعت في حوالي ١٠٪ من الأفلام الكارتونية القصيرة فيما بين ١٩٣٠ و١٩٦٠، فإن حالات العنصرية الظاهرة التي وقعت فيما بين ١٩٦٥ و١٩٩٦ قليلة إن وجدت. بل إنَّ الشعوب من غير البيض قُدِّموا بطريقة متشابهة من جميع الأبعاد المادية والاجتماعية والنفسية. وظهر بعض الخصائص الإيجابية المتعلِّقة بالعرق. والأجدر بالذِّكر من بينها أن الأمريكيِّين ذوي الأصول الأفريقية انخرطوا في أفعال اجتماعية إيجابية أكثر وأفعال غير اجتماعية أقل من أفراد الأعراق الأخرى. إلا أن بعض الصور النمطية كانت حاضرة؛ فأولًا: كان ذوو الأصول الأفريقية أكثر ميلًا من أي عرق آخر للغناء أو الرقص أو تسلية الآخرين من حولهم بخلاف ذلك. ثانيًا: انخرط ذوو الأصول الأفريقية في حوالي ضعف الأنشطة الترفيهية التي انخرط فيها أفراد الأعراق الأخرى. وأخيرًا: كان اللاتينيون العرق الأقل ظهورًا وهم يعملون (كلاين وشيفمان، ٢٠٠٦).
لا يُعرف الكثير عن النسبة المئوية لظهور الأقليات في الأفلام الطويلة، مثل تلك التي أنتجتها ستوديوهات ديزني ودريم ووركس. إلا أنه في دراسة تناولت ٢٦ من أفلام ديزني بدءًا من فيلم سنو وايت والأقزام السبعة، توصَّل توبين وزملاؤه (٢٠٠٣) إلى أن الجماعات العرقية المهمَّشة ظهرت بصورة سلبية ونمطية. فمثلًا انتُقدت الضباع في فيلم «الأسد الملك» (ذا ليون كينج) لتقليدها الصور النمطية للأقليات داخل المدينة، بينما اعتُقد أن النسور في «دامبو» والقردة في «كتاب الأدغال» (ذا جنجل بوك) يمثلون نظرة عنصرية تجاه الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية. وبالمقارنة بأفلام ديزني الأقدم، فإن بعض الأفلام الأحدث مثل «مولان» و«بوكاهنتاس» تتضمَّن قدرًا أقل من الصور النمطية. إلا أننا بحاجة لمزيد من الأبحاث لقياس التمثيل العرقي في أفلام الرسوم المتحرِّكة الطويلة التي يُشاهدها الأطفال باستمرار عبر نشأتهم.
(٢-٤) الصور النمطية في برامج التليفزيون والبرمجيات التعليمية
تناول عدد قليل من الدراساتِ التنميطَ في الإعلام المصمَّم لتعليم النشء. إلا أن الأبحاث التي أُجريت أظهرت دائمًا أن الذكور يَفوقون الإناث عددًا في برامج التليفزيون التعليمية/المعلوماتية وفي البرمجيات التعليمية في جميع الأعمار (كالفرت وكوتلر وزيندر وشوكي، ٢٠٠٣؛ شيلدون، ٢٠٠٤). كذلك تشير الأبحاث التي تناولت البرمجة التعليمية/المعلوماتية إلى أن شخصيات الذكور كانت أكثر ميلًا من شخصيات الإناث للتحدُّث والانخراط في نطاق واسع من السلوكيات واحتلال موقع مركزي في أحداث القصة (بارنر، ١٩٩٩). وفي البرامج التليفزيونية التعليمية/المعلوماتية مال كلا الجنسين نحو الظهور في صورة نمطية؛ حيث ظهر على الذكور سمات مثل العدوانية والسيطرة وتصرَّفت الإناث بسلوك اعتمادي وداعم. كذلك وردت حالات الظهور في برمجيات الكمبيوتر التعليمية. إلا أنَّ الإناث كن أكثر ميلًا من الذكور نحو السلوك المعارض للصور النمطية (مثل السلوكيات والمواقف والعواطِف التي تتعارَض مع التوقُّعات التقليدية للإناث). وكان ثمَّة استثناء واحد مميز؛ كانت الإناث أكثر نمطية نوعية في المظهر من الذكور (شيلدون، ٢٠٠٤). وإلى الآن لم يتناول أي بحث التمثيل والصور النمَطية العرقية في البرامج التعليمية/المعلوماتية أو برمجيات الكمبيوتر التعليمية.
(٢-٥) الصور النمطية في إعلانات التليفزيون
(أ) تمثيل النوع الاجتماعي
عند تسويق المنتجات للأطفال، ظهَر الذكور بقدر أعلى من الإناث لأكثر من ٣٠ عامًا. فبالمقارنة مع الإناث، لم يقتصر الأمر عند الذكور على الاستحواذ على دور رئيسي في الإعلانات بل إنهم ظهروا في أدوار متنوعة (دافيس، ٢٠٠٣؛ ستيرن وماسترو، ٢٠٠٤). لكن في المنتجات المسوَّقة للمراهقين ظهر الذكور والإناث مؤخرًا بنِسَب متساوية (ستيرن وماسترو، ٢٠٠٤). كذلك سوَّق الذكور والإناث لأنواع مختلفة من المنتجات (جيننجز ووارتيلا، ٢٠٠٧). فمثلًا ظهر الصبية باستمرار في إعلانات للألعاب المرتبطة بالاستقلالية والتنافُس، مثل ألعاب الحرب (كبنادق اللعب والسيوف). في المقابل مالت الفتيات إلى الظهور في إعلانات متعلقة بالعواطف (كدفاتر اليوميات) وبالعلاقات (كالدُّمى) والترتيبات المنزلية (كالمطابخ). وبالنظر إلى هذه الحقيقة فليس من المفاجئ أن الأنشطة ومستوى النشاط المعروض في الإعلانات قد اختلفت باختلاف النوع أيضًا؛ إذ وجد دافيس أنه بينما انخرطت الإناث في أنشطة إما سلبية (كالجلوس والتحدث) أو منزلية، ظهر الذكور في صورة مشاركين نشطين في بيئتهم المحيطة. ومالت سمات الشخصية التي جسَّدها الذكور والإناث في الإعلانات المخصَّصة للأطفال والمراهقين للاتفاق مع الصور النمطية؛ إذ لم يقتصر الأمر على تقديم الذكور والإناث بشكل مختلف في الإعلانات، بل اختلف تكوين الإعلانات باختلاف نوع المُستهلِك المستهدَف. فتضمَّنت إعلانات المنتجات المروِّجة للصبية على الموسيقى الصاخبة والأنشطة الحيوية والانتقال السريع من مشهَد لآخر. وفي المقابل، استخدمت الإعلانات الموجهة للإناث الموسيقى الرقيقة والإيقاع الهادئ واللطيف (جونتر وأوتس وبليدز، ٢٠٠٥).
جدير بالذكر أن سلوك الأطفال في اللعب يعكس فعلًا أنواع المنتجات التي تُسَوَّق إليهم؛ إذ يبدأ تفضيل المنتجات المميزة للجنس في سنوات تعلم المشي، حيث يفضِّل الأولاد السيارات والسيوف والبنادق والنماذج الشخصيات المصغَّرة، وتفضل البنات دمى الحيوانات المحشوَّة والعرائس وغيرها من الأشياء التي يُمكن رعايتها (سنجر وسنجر، ١٩٩٠). وبصفة عامة، يميل الأولاد في سنوات الطفولة إلى تفضيل الألعاب والأنشطة التي تُتيح قدرًا أكبر من اللعب النشط، وتميل الفتيات إلى اختيار أنشطة أكثر هدوءًا. واللافت أن الإعلانات عن الألعاب التي تُسوَّق للفتية والفتيات اعتمدت على ممثلين من الفتية. والسبب؟ على الرغم من أن الفتيات يشترين المنتجات التي يُعلِن عنها ممثلون من الفتيان، فإن الفتيان لا يفعلون المثل مع الألعاب التي يروِّج لها ممثلات من الفتيات (جونتر وآخرون، ٢٠٠٥).
(ب) التمثيل العرقي
على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، ظهرت الأقليات العرقية بصفة متزايدة في الإعلانات الموجَّهة للأطفال. بل اكتشف لي-فولمر (٢٠٠٢) أن الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية ظهروا بنسبة ١٩٪ من حوالي ١٥٠٠ إعلان تليفزيوني خضع للتقييم، وهو ما يَتجاوز نسبة ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة (١٣٪) (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤). إلا أنَّ الآسيويين (٢٪) واللاتينيين (٢٫٤٪) والسكان الأصليين (٠٫٢٪) ظهروا بنسب أقل في الإعلانات من نِسَبهم من سكان الولايات المتحدة (٤٪ و١٢٫٥٪ و١٫٥٪ على الترتيب). وعلى عكس العدد المَحدود من ظهور الأقليات العرقية في الإعلانات عن المُنتجات المتوفِّرة تجاريًّا، فإن ٦٥٪ من إعلانات الخدمات العامة التي تُموِّلها الحكومة تضمَّنت شخصيات من أقليات (٤٥٪ من أصول أفريقية و٢٠٪ من الأعراق الأخرى).
والأشد إزعاجًا من غياب التنوُّع العرقي في الإعلانات (غير متضمِّنة إعلانات الخدمات العامة) هو طريقة تصوير الأعراق. ففي الإعلانات المُختلطة عرقيًّا مثلًا كان البِيض (٨٦٪) هم المتحدثين الرئيسيين بقدرٍ أكبر من جميع الأقليات العرقية الأخرى مجتمعةً، واعتُبرت الشخصيات من غير البيض بصفة رئيسية أعضاءً ثانويين في مجموعة من شخصيات البيض. كذلك كانت إمكانية ظهور البيض في موقع المتحدث باسم المُنتَج أكبر ٥٥ مرة من الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، ولم يُقدَّم حتى أي فرد من الجماعات العرقية الأخرى باعتبارِه متحدثًا باسم المُنتَج. وإضافةً إلى ظهور البيض في أدوار أكثر تنوعًا من الأقليات العرقية، فقد كانت إمكانية تقديمهم باعتبارهم مُبادرين ومُضطلعين بحل المشكلات أكبر. أما الأمريكيون ذوو الأصول الأفريقية فعلى العكس كانت إمكانية ظهورهم في دور الرياضيِّين والموسيقيين أكبر من البيض والأقليات الأخرى. ونادرًا ما ظهر الآسيويون في الإعلانات، وعندما ظهروا مال ظهورهم إلى إعلانات المنتجات التكنولوجية مثل أجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو. واقتصر ظهور اللاتينيِّين كله تقريبًا على إعلانات المطاعم، بل إن ٩٥٪ من ظهور اللاتينيين كان في تلك الإعلانات. وغاب أيضًا ذوو الأصول الأفريقية واللاتينييون تقريبًا عن إعلانات مُنتجات النظافة الشخصية.
(٢-٦) الصور النمطية في برامج التليفزيون الحية
في الأعوام الثلاثين الأخيرة، لم تَتناول أي أبحاث تمثيل النوع الاجتماعي والتمثيل العرقي في البرامج الترفيهية للأطفال التي تتضمَّن شخصيات حية (أي شخصيات بشرية وليست كارتونية أو عرائس). إلا أن ثمَّة أبحاثًا عن تمثيل النوع الاجتماعي والتمثيل العرقي خلال «وقت الذروة» (٨ مساءً إلى ١١ مساءً) الذي يَتصادف أنه الفترة المسائية التي يُشاهد فيها الأطفال عادة البرامج الحيَّة مع أسرهم.
(أ) تمثيل النوع الاجتماعي
أشار أحدث تقييم لبرامج وقت الذروة — الذي تناول البرامج المعروضة في خريف ٢٠٠٣ — إلى أن وجود شخصيات الذكور (٦٥٪) وشخصيات الذكور الرئيسية (٥٩٪) كان أكثر من شخصيات الإناث (٣٥٪) وشخصيات الإناث الرئيسية (٤١٪). وتُمثِّل هاتان النتيجتان زيادةً عن العقدين السابقين على الدراسة حيث كانت نسبة الإناث في التليفزيون أقلَّ بكثير: وكما هو الحال في نتائج الأبحاث السابقة تحدَّثت شخصيات الذكور أكثر وكانت أكثر عدوانية جسمانيًّا من شخصيات الإناث. وعلى عكس النتائج السابقة، ظهرت شخصيات الذكور والإناث في نطاق واسع من الوظائف. إلا أن الذكور كانوا أكثر استحواذًا على موقع الأطباء والمحامين والمسئولين المُنتخَبين ورجال الإطفاء وضباط تطبيق القانون والمديرين التنفيذيين. ومقارنةً بالذكور استحوذت شخصيات الإناث على العمل في الوظائف الدنيا، والاضطلاع بالمسئوليات المنزلية، وإبداء قدر أكبر من العدوانية اللفظية. وبصفة عامة كانت النساء أكثر ميلًا للظهور في أدوار تقليدية ونمَطية من الذكور (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤؛ سينيوريلي، ٢٠٠١).
بالإضافة إلى برامج وقت الذروة، غالبًا ما يُلقى الضوء على الشخصيات الذكورية في البرامج الرياضية؛ إذ وجدت دراسة أن الصبية كانوا أكثر ميلًا بخمس مرات من الفتيات لمُشاهَدة البرامج الرياضية. فضلًا عن أن الرسائل التي يتلقاها مستهلكو البرامج الرياضية كانت نسخًا أكثر تطرفًا من الصور النمطية المعروضة في برامج وقت الذروة. فوفقًا للبرامج الرياضية فإن الرجل الحقيقي قوي وقاسٍ وعدواني. ويجب عدم إظهار الضَّعف وتجاهل الألم، وفوق كل شيء، الرجل الحقيقي رجل فائز (منظمة الأطفال الآن، ١٩٩٩).
(ب) التمثيل العرقي
بالإضافة إلى تمثيل النوع الاجتماعي، قيَّمت منظمة الأطفال الآن (٢٠٠٤) المكوِّن العرقي للبرامج التليفزيونية وقت الذروة. واتفاقًا مع نتائج الدراسات السابقة، ظلَّ البيض (٧٤٪) متفوقين عدديًّا على الأعراق الأخرى. وعندما قُدِّمت الأعراق الأخرى، ظهر ذوو الأصول الأفريقية (١٨٪) بصورة أكبر من الآسيويين (١٪) أو اللاتينيين (٦٪) أو غيرهم (١٪). إلا أن نسبًا مُتماثلة من شخصيات البيض (٣٤٪) وذوي الأصول الأفريقية (٣٣٪) والشخصيات اللاتينية (٣٨٪) أدَّت أدوارًا محورية في أحداث القصة. وفي المقابل كان احتمال أداء الآسيويين لأدوار فرعية (٣٩٪) أربعة أضعاف احتمال أداء دور رئيسي (١١٪).
وعلى الرغم من أن المُراهقين يستيقظون في أحيان كثيرة حتى الحادية عشرة مساءً، فإن الأطفال يَخلدون إلى النوم في وقتٍ ما في منتصف وقت الذروة؛ فمثلًا يخلد الأطفال في الثامنة من العمر إلى الفراش عادةً في حوالَي الساعة التاسعة مساءً (الشبكة الوطنية لرعاية الأطفال، ٢٠٠٧). وليس من الغريب أن الأطفال أكثر ميلًا لمشاهدة برامج وقت الذروة بين الثامنة والتاسعة مساءً من أي فترة زمنية أخرى. ولسوء الحظ لم تقدم البرامج المعروضة في هذه الفترة الزمنية، وكذلك في الساعة التاسعة، سوى قدرٍ قليلٍ من التنوع. في المقابل قدمت البرامج المذاعة من العاشرة إلى الحادية عشرة مساءً أكبر قدر من التنوع العرقي (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤).
بصفة عامة، ظهَر غير البيض بصورة أكثر سلبية من البيض في فترة الذروة؛ فمثلًا ظهر ذوو الأصول الأفريقية في أزياء أكثر إثارةً، وفي ارتباط بمنظومة العدالة الجنائية أكبر من البيض. وكذلك ظهر اللاتينيون بصورة أكبر في أدوار متعلقة بالجريمة كضباط الشرطة أو المُجرمين، أو بصفتهم خدمًا منزليِّين (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤؛ جرينبرج وآخرون، ٢٠٠٢). بل إن اللاتينيين بالمقارنة بباقي الأعراق كانوا الأقل في إمكانية ظهورهم في وظائف مِهَنية رفيعة المكانة (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤). لكن تَجدر الإشارة إلى أنه على عكس العقود السابقة فإن ٢٦٪ من ذوي الأصول الأفريقية و٣٧٪ من الآسيويِّين ظهروا في وظائف رفيعة المستوى بمعدلات مقاربة لمعدلات البيض (٣٢٪).
(٢-٧) الصور النمطية في ألعاب الفيديو
(أ) تمثيل النوع الاجتماعي
تناولت دراسات عديدة تمثيل النوع الاجتماعي والتمثيل العرقي في ألعاب الفيديو، دون أخذ في الاعتبار الملاءمة العمرية للعبة. وأُولى هذه الدراسات — التي أُجريت على يد براون وجيرو (١٩٨٩) — تناولت محتوى منصَّات ألعاب الفيديو المشهورة خلال أواخر الثمانينيات. وأشارت النتائج إلى أن شخصيات الذكور فاقت عددًا شخصيات الإناث بنسبة ٣٠ إلى ١. وتوصلت الدراسات التي تناولت التصنيفات إلى نتائج مماثلة؛ حيث فاق الذكور الإناث عددًا في كل من الشخصيات الرئيسية والفرعية (سميث، ٢٠٠٦). لكن تجدر الإشارة إلى أن تمثيل الإناث في ألعاب الفيديو زاد بصورة رهيبة منذ ثمانينيات القرن العشرين؛ إذ ذكر هاننجر وطومسون (٢٠٠٤) مثلًا أن ٨٩٪ من ألعاب الفيديو تضمَّنت شخصيات ذكور يمكن تقمُّصها و٥٢٪ من ألعاب الفيديو تضمَّنت شخصيات إناث يُمكن تقمُّصها. إلا أنه خلال أحداث اللعبة ظلت الإناث أقلية؛ حيث مثلن أقل مِن ٢٠٪ من كل الشخصيات المتاحة في أحداث اللعبة (بيزلي وستاندلي، ٢٠٠٢؛ منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠١). ومالت شخصيات الإناث في الدراسات إلى الظهور في صورة شخصيات جانبية وغير مُشاركة في الأحداث وشخصيات فتيات في ورطة وضحايا للعنف (سميث، ٢٠٠٦). كذلك بيَّنت أبحاث أخرى أن شخصيات الإناث كانت أكثر ميلًا بمقدار الضعف للمشاركة وبمقدار أربعة أضعاف لتقديم الرعاية من شخصيات الذكور (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠١). وعندما يَرِد سلوك بين شخصيات الجنسين كانت الإناث هي التي استحوَذَت على الصفات الذكورية وليس العكس، ومالَت شخصيات الذكور إلى الاتصاف بالعدوانية والعنف الخالصين (سميث).
(ب) التمثيل العرقي
أما فيما يتعلق بالأعراق، فإنَّ الغالبية الكاسحة من الشخصيات التي تظهر في ألعاب الفيديو من البيض (٦٠–٧٠٪؛ منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠١؛ يانس ومارتيس، ٢٠٠٧). وبيَّنت دراسات أخرى أن ذوي الأصول الأفريقية مثلوا نسبة تزيد بالكاد على ٢٠٪ من الشخصيات، وما بين ٧٪ و٩٪ من الشخصيات من الآسيويين، و٢-٣٪ من أصول لاتينية. وغاب السكان الأصليون تقريبًا عن ألعاب الفيديو. وعندما تضمَّنت الألعاب الأقليات كانوا في الأغلب من الرياضيين وقُطَّاع الطرق والضحايا والمجرمين. في المقابل كان معظم أبطال ألعاب الفيديو من البيض (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠١؛ يانس ومارتيس).
(٢-٨) الصور النمطية على الإنترنت
مع أن الأطفال والمُراهِقين يَقضون ساعات لا تَنتهي على الإنترنت في تصفح المواقع والمدوَّنات وغرف الدردشة، فإننا لا نعرف الكثير عن انتشار الصورة النمطية المتوفِّرة أمام القاصرين المُستخدِمين للشبكة. لكن المعروف أن المراهقين بين ١٣ و١٨ عامًا يُبلغون عن احتكاكهم بصور نمطية سلبية وتحيُّز عنصري عندما يتواصَلون مع الآخرين على الإنترنت. إلا أن المراهقين تحدَّثوا أيضًا عن التعرف على الممارسات والمعتقدات الثقافية وكذلك تبعات التحيُّز العنصري المسبق من المعارف والأصدقاء على الإنترنت (تاينز، ٢٠٠٧). مع ذلك فإن بحث النشء عن مواقع تمييز على أساس الجنس أو مواقع عنصرية أو غيرها من مواقع بث الكراهية، من السهل العثور عليها؛ حيث يوجد أكثر من ٧٠٠٠ موقع ومجموعة أخبار ومدوَّنة وغرفة دردشة ومنتدى إلكتروني متطرِّف يُمكن الوصول إليها بسهولة (مركز سايمون ويزنثال، ٢٠٠٧).
(٣) تأثير الصور النمطية في الإعلام على النشء
كما بيَّنت المراجعة المذكورة، فإن الإعلام الموجه للأطفال والمراهقين مَحدود في تنوُّعه ومليء بالصور النمطية النوعية والعِرقية. لكن هل تُؤثر هذه الصور النمطية فعلًا في مواقف النشء؟
(٣-١) الإعلام النمطي والنوع الاجتماعي
عند دراسة تأثير التنميط الإعلامي المرتبط بالنوع الاجتماعي على النشء، تناول الباحثون بصفة رئيسية مفهومين مرتبطتين بالنوع الاجتماعي؛ تنميط النوع الاجتماعي، والمواقف المرتبطة بوظيفة النوع الاجتماعي. فبينما يشير تنميط النوع الاجتماعي إلى التوقُّعات التي يَتبناها الأطفال والمُراهِقون فيما يتعلَّق بمظهر الذكور والإناث وطريقة تصرُّفهم وتفكيرهم وشعورهم وغير ذلك، تُشير المواقف المرتبطة بوظيفة النوع الاجتماعي إلى معتقدات النشء بخصوص ملاءمة الصور النمطية للذكور والإناث؛ إذ يتوقَّع النشء المتعرِّض لمستويات عالية من التنميط أن يعتنق الذكور والإناث الخصائص الذكورية والأنثوية التقليدية، ويَشغلون الوظائف الخاصة بكل نوع. وتعكس المواقف التقليدية من وظيفة النوع الاجتماعي مدى قبول الصور النمَطية فيما يخص العمل والمظهر والسلوكيات التي تُعتبَر لائقة بالذكور والإناث. فمثلًا يتفق النشء المُعتنقون لمواقف تقليدية من وظيفة النوع الاجتماعي مع النظرة التي ترى أن الذكور ينبغي أن يكونوا «القوامين» على الأسرة، وأن الإناث ينبغي أن يَضطلعن بأعمال المنزل وأنشطة رعاية الأطفال.
(أ) تنميط النوع الاجتماعي
تناولت الأبحاث على تطور تنميط النوع الاجتماعي بالدراسة الدرجة التي يَدفع بها التليفزيون النشء لرؤية الذكور والإناث في إطار الصور النمطية. وقد توصَّلت الدراسات الارتباطية التي شَمِلت الأطفال والمراهقين نفس النتائج؛ إذ توصل كل منهما إلى أن ارتفاع نِسَب مشاهدة التليفزيون يرتبط بالتوقُّعات التقليدية للأنشطة والوظائف والسمات المُرتبطة بالنوع الاجتماعي (أوبليجر، ٢٠٠٧؛ وارد وهاريسون، ٢٠٠٥).
إلا أن إعادة قراءة الفقرة السابقة بعناية ستَكشِف عن أن الأبحاث الارتباطية قيَّمت تأثير استخدام المحتوى التليفزيوني العام على النشء وليس استخدام المحتوى النمطي. فرغم أن برامج التليفزيون تُقدم صورًا نمطية للرجل والمرأة، فإن الصور النمطية المضادة مُنتشرة هي الأخرى. ولأنَّ العلماء يستندون إلى الحقائق وليس الحدس، فعلينا ألا نُقدم افتراضات مسبقة عن ارتباط ارتفاع مستويات استخدام المُحتوى التليفزيوني بمشاهدة كميات كبيرة من البرامج النمطية. وبالنظر إلى الاتجاهية ومشكلات المتغيِّر الثالث المرتبطة بالتناسُب، فإن النتائج المذكورة ستُوصَف في أحسن الأحوال بأنها دليل ضعيف على أن الصور النمطية في الإعلام تُؤثِّر على النشء. فالتناسُب مثلًا بين مشاهدة التليفزيون وارتفاع مستويات التنميط ربما يكون نتيجة لأن النشء المُنمَّط يزيد استخدامهم عن الأطفال والمُراهِقين غير المنمَّطين (اتجاهية) للمحتوى التليفزيوني الذي يُرسِّخ الصور النمطية التي يقدمها إليهم الوالدان (متغير ثالث).
لكن بَيَّنَ عدد محدود من التجارب المَعملية التي أُجريَت على الأطفال والمراهقين أنَّ تمثيل المواد المنمطة قد يُعزِّز من الصور النمطية للنوع الاجتماعي (مثلًا: أوبراينت وكوردر-بولز، ١٩٧٨). والعكس بالعكس؛ فإن مشاهدة البرامج غير التقليدية وُجد أنه يُقلِّل من التنميط (مثلًا: ناثانسون وويلسون وماكجي وسيباستيان، ٢٠٠٢)؛ لذا فإن المحتوى الإعلامي النمَطي قد يَمتلك في الواقع القدرة على التأثير في تنميط النوع الاجتماعي عند النشء. إلا أن غالبية الأبحاث أُجريت في الأعوام العشرين الماضية، وقليلٌ منها تضمَّن نماذج تجريبية. ونحن بحاجة لمزيد من الأبحاث لتقديم حُجة مُقنعة تدعم فكرة أن المحتوى الإعلامي النمَطي يُؤثِّر في النشء المعاصر.
(ب) المواقف من وظيفة النوع الاجتماعي
أشار العديد من الدراسات الارتباطية إلى أن ارتفاع مستويات مشاهدة برامج التليفزيون العامة تَرتبط بزيادة مستوى المواقف التقليدية من وظيفة النوع الاجتماعي عبر الطفولة المتوسِّطة (مثلًا: فرويه وماكجي، ١٩٧٥) وعبر المراهقة (مثل مورجان، ١٩٨٧). ولا توجد أبحاث على الأطفال فيما قبل المدرسة (ريفادينيرا ووارد، ٢٠٠٥). لكن لأن الأبحاث السابقة درسَت مشاهدة برامج التليفزيون العامة وليس استخدام البرامج المنمَّطة، فإن احتمال وجود شيء آخر بخلاف المحتوى النمطي يؤدِّي إلى النتائج المرصودة يظلُّ قائمًا. وعليه، فإن هذا النوع من الأبحاث ينبغي تأويله بحذر. على الجانب الآخر، تناوَلت دراسة حديثة لأوبري وهاريسون (٢٠٠٤) الارتباط بين المحتوى النمطي في أفلام الكارتون المفضلة عند الأطفال والمواقف من وظيفة النوع الاجتماعي في سنوات المدرسة الأولى والثانية. إلا أن النتائج كانت أبعد ما يكون عن الإبهار؛ إذ عند الأولاد وحدهم، لم تَرتبِط مُشاهدة أفلام الكارتون المُشبعة بالصور النمطية الذكورية إلا باثنين من ٨ مواقف من النوع الاجتماعي مرتبطة بالذكور. ونادرًا ما ظهَرت الخاصِّيَّتان ذاتا الدلالة — «إلقاء النكات المضحكة» و«الجد في العمل» — في قوائم الخصائص المرتبطة بالصورة النمطية عند الذكور. فضلًا عن أن الدراسة لم تتوصَّل إلى أي آثار ملموسة عند البنات. ولسوء الحظ لا يُمكن للأبحاث التجريبية أن تزيل الضباب عن هذه النتائج المشوشة؛ حيث إن الدراسات القليلة المُجراة في هذا المجال قد أدَّت إلى نتائج متضاربة (وارد وهاريسون، ٢٠٠٥).
وقد لا يَقتصِر التفاوت في تأثير الصور النمَطية الإعلامية على المَواقف من وظيفة النوع الاجتماعي عبر النشأة على التفاوت في مُستوى السلوكيات والخصائص المُرتبطة بالبالغين والأطفال، بل يَتعدى ذلك إلى نوع الطفل. فمواقف الأولاد من وظيفة النوع الاجتماعي قد تتأثَّر بالدرجة الأكبر بالصور النمطية عن النوع الاجتماعي المتضمِّنة للأطفال في الإعلام، بينما تتأثَّر مواقف البنات من وظيفة النوع الاجتماعي أساسًا بالصور النمطية عن النوع الاجتماعي المتضمِّنة للبالغين في الإعلام. وتَدعم النتائج التالية هذا الرأي: إذ بينما تُؤدِّي الصور غير التقليدية للبالغين إلى مَواقف أقل نمطية تجاه البالغات عند الفتيات (لكن ليس عند الفتيان؛ جيس وبراون ووالستيت وبورتر، ١٩٨٤)، فإنَّ الإعلانات المنمطة عن الألعاب تدفع الفِتيان (أكثر من الفتيات) إلى أن يكونوا أكثر تقبُّلًا لفكرة أن الألعاب المسوقة للفتيان لا ينبغي أن يستخدمها إلا الفتيان في الواقع (بايك وجيننجز، ٢٠٠٥). لكننا بحاجة لمزيد من الأبحاث لتقييم التفاعل المطروح بما يتضمَّن نوع الطفل وطبيعة الصورة النمطية من حيث اختصاصها بالبالغين أو الأطفال.
(٣-٢) الصور النمطية العرقية
على الرغم من المخاوف من أن يُؤثِّر غياب التنوع عن الإعلام سلبًا على التنميط العرقي عن الأطفال والمُراهقين (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤)، فليس ثمة أبحاث عن هذه النقطة. لكن لا يَعني هذا أن تأثير الاختلاف العرقي على التليفزيون جرى تجاهله، بل أبعد ما يكون عن ذلك؛ إذ بينت الأبحاث أن الأطفال من الأقليات يَشعُرون عامة بشعور إيجابي تجاه عرقهم بعد رؤية أفلام كارتون وإعلانات تظهر فيها شخصيات من نفس العرق. وكذلك فإن العرض الإيجابي للأقليات في برامج التليفزيون، مثل عالم سمسم، يمكن أن يُؤدِّي إلى تكوين آراء إيجابية عن الأقليات عند أطفال البيض (بوجاتس وبول، ١٩٧١). وتُشير دراسات أخرى إلى أن الأطفال يَستَوعِبون رسالة برنامج تليفزيوني بصورة أفضل عندما يُلقيها أحد أفراد مجموعتهم العرقية (جريفز، ١٩٩٩). لكن دور الصور النمطية العرقية في الإعلام في تكوُّن الصور النمطية والتحيُّز العرقي خلال النشأة بحاجة ماسة للدراسة.
(٤) نقاط مهمة من منظور النمو
قد يقول البعض إنَّ زيادة عدد شخصيات الأقليات في الكتب والتليفزيون وغيرهما يُشير إلى تقدم حقيقي في مجال التنويع العرقي للإعلام الموجه للنشء. إلا أنَّ ثمة أسبابًا متعدِّدة تدفع للاعتقاد بأن هذا ليس هو الحال؛ فبدايةً على الرغم من أن بعض الباحثين قد أشار ضمنًا إلى أن النسبة المئوية لشخصيات الأقليات في الإعلام ينبغي أن تتَّسق مع نسبة أفراد الأقلية في عدد السكان (منظمة الأطفال الآن، ٢٠٠٤؛ لي-فولمر، ٢٠٠٢)، فإن النتيجة النهائية للكثير من الأقليات العِرقية تظل عددًا ضئيلًا من الفرص الإعلامية المتاحة. فمثلًا سيرى الآسيويُّون والسكان الأصليون عرقهم في الإعلام في أقل من ٥٪ و٢٪ من الأحيان على الترتيب. ثانيًا: فإنَّ التنوع العرقي يتضمَّن أكثر من مجرد التمثيل العادل في الإعلام. بل يشمل التنوع العرقي تمثيل الأقليات في أدوار مختلفة. للأسف فإن الأدوار المعروضة في هذا الوقت محدودة النطاق. وأخيرًا، وعلى الرغم من أن تحقيق بعض التقدم في تقليل ظهور الصور النمطية العرقية في إعلام الأطفال، فإن الكثير من حالات عرض الأقليات تتمُّ بأسلوب يتماشى مع صورها النمطية.
بالمقارنة بالأطفال في السبعينات والثمانينيات من القرن العشرين، يحتكُّ أطفال اليوم أكثر بالآباء وهم يؤدُّون مهام المنزل والأمهات وهنَّ في العمل، والعديد من الأمثلة الأخرى على الصور النمطية المضادة. فهل يمتلك الإعلام القوة اللازمة لتجاوز الصور النمطية المضادَّة التي شهدها الأطفال والمُراهِقون بصفة شخصية في العقد الأول من الألفية الجديدة؟ وحدها الأبحاث هي القادرة على إجابة هذا السؤال؛ إذ بيَّنت الأبحاث السابقة أن النشء يُظهرون تراجعًا في الصور النمطية للأدوار والخصائص المُرتبطة بالبالغين مقارنةً بالأقران من نفس السن (ديهارت وسروف وكوبر، ٢٠٠٤)؛ لذا فعلى الأبحاث المستقبَلية أن توضح وتميز تأثير الصور النمطية في الإعلام على نظرة الأطفال والمُراهقين للآخرين عبر النشأة. ولأن الفتية على وجه خاص أكثر عرضةً للتَّوبيخ من الوالدَين والأقران نتيجةً لاتِّباع سلوك الجنس الآخر، فقد يَكونون أكثر اتساقًا من الفتيات مع الصور النمطية التي قد تُؤثِّر في حياتهم بشكل مباشر (بايك وجيننجز، ٢٠٠٥). وفي المقابل دائمًا ما تُشجَّع الفتيات على الانخراط في سلوكيات الجنس الآخر. وعليه فإنَّ الصور النمطية قد تُؤثِّر في الفتيان أكثر من الفتيات، لكن بما لا يَتجاوز الخَصائص والسلوكيات المُتمحورة حول الأطفال والمبنيَّة على النوع الاجتماعي. فضلًا عن أن تأثير الإعلام على النشء اقتصر بصورة رئيسية على المحتوى التليفزيوني. ولا يُعرَف الكثير عن تأثير وسائل الإعلام الأخرى كالكتب وألعاب الفيديو والإنترنت على الصور النمطية عبر النشأة.
من الناحية التاريخية، قدم الإعلام الذكور والإناث بطريقة تَعكِس مُمارسات التواصُل الاجتماعي في وقتها؛ إذ كان الأولاد يَتواصَلون من أجل تبنِّي دور تنفيذي، يَتميَّز بالسلوك الجازم والتنافُسي والمُهيمن والمركز على الهدف والمستقل. في المقابل كانت البنات تتواصَل لتتبنَّى دورًا تعبيريًّا، يعكس السلوك التعاوني الطيب الداعم المراعي لاحتياجات الآخرين (بارسونز، ١٩٥٥). ولم يتغيَّر الكثير في الأعوام الخمسين الأخيرة؛ حيث لا يَزال أطفال اليوم يتواصَلون مع وضع الأدوار التنفيذية والتعبيرية في الحسبان (ديهارت وآخرون، ٢٠٠٤). إلا أنه حدث تغيُّر واحد في السلوكيات المتعلِّقة بوظيفة النوع الاجتماعي. وبوجه خاص، يزيد تواصُل الإناث على صعيد العديد من الخصائص التنفيذية، مثل تبنِّي سلوك مستقل مركز على الهدف (إيجلي وديكمان، ٢٠٠٣). ويَعكِس التيار الرئيسي من وسائل الإعلام الحياة الواقعية؛ حيث تقدم الكتب وألعاب الفيديو والتليفزيون وفرةً من الصور النمطية المضادَّة المتضمِّنة للإناث. إلا أنه من النادر أن نجد الإعلام يُصور الذكور وهم يتبنون أدوارًا ذات خصائص تعبيرية. وهذا أيضًا يعكس الحياة الواقعية؛ إذ يَتواصل الأولاد من أجل من أجل إظهار السِّمات الذكورية؛ ومن ثَم فهم أقلُّ ميلًا للانخراط في سلوكيات عابرة لحاجز النوع الاجتماعي من البنات. وربما يكون السبب مرةً أخرى متعلِّقًا بحفظ النفس؛ إذ دائمًا ما يتعرض الأولاد المُنخرِطون في أنشطة أنثوية بطبيعتها لعِقاب الأقران والأشقاء والوالدين (ليبر وفريدمان، ٢٠٠٧).
اقتصرت الأبحاث عن تأثير برامج الإعلام التعليمي/المعلوماتي في تمثيل النوع الاجتماعي والتمثيل العِرقي على نطاق النمو والنشأة؛ فعلى الرغم من أن الجمهور المستهدف من برامج الإعلام التعليمي/المعلوماتي تَراوَح بين الأطفال في مرحلة تعلُّم المشي والمُراهقين، فإن الأبحاث بصفة دائمة لم تتناوَل التنميط بالنسبة إلى الجمهور المُستهدَف للبرامج. ربما يميل التنميط إلى الظهور في البرامج الموجهة لفترات معينة من النشأة أكثر من غيرها. كذلك يُفضِّل النشء عبر نموهم استخدام أصناف مختلفة من المنتجات الإعلامية. فمثلًا تتَّسم البرامج التعليمية بجاذبية أقلَّ عند النشء في مرحلة الطفولة المتوسِّطة (كالفرت وكوتلر، ٢٠٠٣)؛ لذا فإن تأثير الصور النمطية في الإعلام قد يبلغ تأثيره ذروته في مراحل النشأة التي يبلغ استخدام النشء فيها لهذا الصنف الإعلامي أقصاه. فضلًا عن أن الأبحاث السابقة لم تُميِّز بين البرامج التعليمية/المعلوماتية التي تُركِّز على التطور الاجتماعي الإيجابي وتلك التي تؤكِّد على المحتوى الدراسي؛ فعلى عكس البرامج التعليمية/المعلوماتية الدراسية، تُؤكِّد البرامج التعليمية/المعلوماتية الاجتماعية الإيجابية على السلوكيات الاجتماعية وتقبُّل الاختلاف. وعليه فإن تمثيل النوع الاجتماعي والتمثيل العرقي في البرامج التعليمية/المعلوماتية الاجتماعية الإيجابية قد تُؤثِّر في النشء لدرجة أبعد من المحتوى المشابه المقدَّم في البرامج التعليمية/المعلوماتية الدراسية. وعلى الأبحاث المستقبلية أن تُميِّز بشكل أوضح التنميط القائم على النوع الاجتماعي لكل صنف إعلامي والجمهور المستهدف من أجل قياس الآثار التفاضُلية للإعلام النمطي عبر النشأة.
ينبغي للدراسات المُستقبلية التي تتناوَل تأثير الإعلام على أيٍّ مِن التنميط النوعي أو العرقي ومواقف الأطفال والمراهقين أن تتناوَل التساؤل التالي: أيهما يُؤثِّر في النشء أكثر، المشاهدة المتكرِّرة للصور النمطية (أي فرضية «التكرار»؛ ريب ودامبروت، ١٩٨٩) أم الأهمية المَحسوسة للشخصيات التي تتصرَّف بطريقة نمطية (أي فرضية «التشبُّع»؛ ريب ودامبروت)؟ فطبقًا لفرضية التكرار، يُشكِّل الإعلام ببطء مواقف المُشاهِد ومعتقداته. ونتيجة لذلك تتكوَّن الصور النمطية بمرور الوقت بتكرار مُشاهدة الصور النمطية في الإعلام؛ حيث يَظهر على المشاهدين بكثافة أعلى مُستويات التنميط. في المقابل، ترى فرضية التشبُّع أن عدد مرات التعرض للصور النمطية غير مُهم نسبيًّا في تشكُّل الصور النمطية. بل إن طبيعة الصور المقدمة هي المهمة. وعليه فإن الشخصيات التي تتَّسم بالتأثير الحاد والقوي على المشاهد يُعتقد أنها تؤثر في التنميط عند النشء بالدرجة الأكبر. وعلى الرغم من أن كلا الفرضيتَين قد تُؤثِّران في النشء، فإن تأثيرهما قد يختلف باختلاف مراحل النشأة. فمثلًا، ولأن تكوُّن الهوية عنصر مهم في أوائل المراهقة، فإن المراهقين (أكثر ممن سواهم من النشء) قد يرتبطون بشخصية أو أكثر ليُقلِّدوها، مما يدعم فرضية التشبُّع. وربما تؤثر الفروق الفردية. فبينما من المُمكن أن يتأثَّر بعض النشء بصفة رئيسية بالمشاهدة التراكمية للصور النمطية، قد يتأثر البعض الآخر أساسًا بشخصيات محدَّدة في الإعلام. لنبدأ البحث.