تكوين الفكر العربي الحديث١
أولًا: مكونات الفكر العربي الحديث
والثاني الموروث القديم الذي ما زال حيًّا في قلوب الناس، وأحد مكونات الثقافة الموروثة، ومتداخل مع الأمثال العامية وسِيَر الأبطال والشعر. ويحضر الموروث النقلي مثل القرآن والحديث والتفسير والسيرة والفقه أكثر من حضور الموروث العقلي النقلي، الكلام والفلسفة والأصول والتصوف الفلسفي. في حين تغيب العلوم العقلية الخالصة، الرياضية كالحساب والهندسة والفلك والموسيقى أو الطبيعية الطبيعة والكيمياء والطب والصيدلة والمعادن والنبات والحيوان، باستثناء ما وصلت إليه علوم السحر والطلسمات والتنجيم عودًا إلى الطب النبوي. وهو أعمق في التاريخ، أربعة عشر قرنًا، وأوسع حضورًا عند العامة من الوافد الغربي، الأحدث في التاريخ، مائتَي عام، وأضيق حضورًا عند الخاصة.
- (أ)
المقال مقال لمعرفة جدل الوافد والموروث فيه، بالرغم من قصره، وتناول أكثر من مقال لموضوعٍ واحد.
- (ب)
العمل على اعتبار أن المجموعات الثلاثة تُمثِّل أعمالًا تم تجميعها بواسطة المؤلف نفسه بناء على وحدةٍ داخلية لكل عمل. الأول «موضوعات شتى عمرانية طبيعية وعلمية وتاريخية وأدبية وسياسية تقريرية وانتقادية فكاهية». والثاني «حوادث وخواطر»، والثالث «كتابات سياسية وإصلاحية».
- (جـ)
الإنتاج الفكري كله باعتباره وحدةً واحدة لمعرفة جدل الوافد والموروث في التكوين الفكري للشميل.
-
(أ)
تمثُّل الوافد. ويبدو في موضوعات مساواة المرأة بالرجل والعلم والحروب والفوضوية والأحلام ومخاطبة الأموات والعمران والأساطير وهي الموضوعات الجديدة التي أتى بها الغرب.
-
(ب)
تمثُّل الوافد قبل تنظير الموروث. ويضم أيضًا موضوعاتٍ علمية مثل أصل الحياة، والأدوار الجليدية، والمريخ، وموضوعاتٍ اجتماعية مثل الاجتماع البشري أو العمران، والاجتماع الطبيعي، والقضاء، والاشتراكية.
-
(جـ)
تمثُّل الوافد مع تنظير الموروث. ويضم أيضًا موضوعاتٍ علمية مثل الطب، وتعليمية مثل أهمية التعليم العلمي، ودينية مثل الوجود وما وراء المحسوس، وسياسية مثل الحروب، وحضارية مثل انحطاط الشرق.
-
(د)
تنظير الموروث قبل تمثُّل الوافد. وتظهر الموضوعات الموروثة مثل القرآن والعمران، والدين كصدًى للمجتمع، والعلم الحر، والرجل والمرأة قبل بعض موضوعات الوافد.
-
(هـ)
تنظير الموروث. وهو أكثر الأنواع الأدبية حضورًا على عكس ما هو شائع في غلبة الوافد عليه. وهي موضوعات مساواة المرأة بالرجل وقضايا القضاء والخير والشر والانتحار والطب الشعبي والدين الشعبي والموت والجهل وحرية الصحافة.
-
(و)
الإبداع الخالص. وهو ثاني الأنواع حضورًا بعد تنظير الموروث. ومعظمه في النقد الاجتماعي السياسي في الاشتراكية والاشتراكيين والحزب الاشتراكي مما يدُل على أن الاشتراكية ليست وافدة بل نتاجٌ طبيعي للمجتمع، ونقد النظم السياسية التي تُعبِّر عن الوضع الاجتماعي المتأخر وبعض المسائل الاجتماعية مثل ارتفاع إيجار المساكن وفساد القضاء ولحس الأصابع كأحد أسباب الأمراض. وتُبرِز بعض المسائل الوطنية مثل امتياز قناة السويس.
ثانيًا: الموروث الشعري والديني
من حيث المبدأ لما كان شبلي شميل رائد التيار العلمي العلماني في الفكر العربي الحديث فإن تمثُّل الوافد يغلب تنظير الموروث بطبيعة الحال؛ فالغرب نموذج ومصدر للعلم، وأساس التقدُّم وأمل المستقبل. في حين أن الموروث ولَّى وانقضى، وعفى عليه الزمن، وهو نوعان؛ الموروث الديني والموروث الشعري.
وهناك من الوافد ما أصبح موروثًا مثل الأرمن واليونان والأتراك والفرنسيين والألمان الذين يعملون في الآستانة وفي جهاز الدولة المصرية مثل صالح أزميري، نوبار باشا، أدورامسيس، بابيان، فرسنجي، فريد بيازغلي، أبوستوليدي. ومن الأجانب مثل جرانت بك، إدوارد فان دايك أو كورنيليوس.
فالدين الرئيسي للتوحيد دينان، «دين الإنجيل» و«دين القرآن». ولم يذكر «دين التوراة» مع أنه من ديانات إبراهيم والتي تقوم على التوحيد. ولا يذكرهما بأسمائهما المسيحية والإسلام وأثرهما في الأخلاق الاجتماعية، التسامح في الإنجيل وإيثار الآخر على النفس، والعدالة الاجتماعية في القرآن، وإشراك الفقير في أموال الغني كما يفعل الفلاسفة المحدَثون. المسيحية تُوسِّع الأفق إلى التجريد، والإسلام يبقى في العالم المحسوس. ويسميه الشميل «المحمدي» كما يفعل بعض المستشرقين ويطلق على الإسلام «المحمدية». والغريب أن المسيحيين عادوا إلى العالم المحسوس فتقدَّموا في حين أن المسلمين تركوا الشهادة إلى الغيب فتقهقروا، مما يدل على أن حقيقة الدين لا ترتبط بالعمران.
لا فرق بين الإسلام والنصرانية في الهدف النظري وهو الرقي الاجتماعي ولكن الخلاف في البون الشاسع بينهما على مستوى الواقع العملي. والسبب في سوء الفهم أن الناس في الدين فريقان؛ الأول يغلب عليه الهوى والتشيع والتعصب الأعمى. والثاني باحثٌ اجتماعي ينظر إلى الدين كمرآة للشعوب بعقلانية وعلمية وتجرد.
ويبدو التناقض في النصوص مما يجعلها متشابهة تُثبت النقيضين، أن الدين عاملٌ إيجابي وعاملٌ سلبي في تكوين العمران في آنٍ واحد؛ ففي القرآن وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ، وفي نفس الوقت وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا، ويمكن إضافة لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ. والحقيقة أن حل هذا التناقض في الناسخ والمنسوخ وفي أسباب النزول؛ أي السياق، وفي العموم والخصوص أو الإطلاق والتقييد، والإحكام والتشابه، والظاهر والمؤَوَّل، والحقيقة والمجاز؛ أي في مباحث الألفاظ. وفي الإنجيل «ما جئتُ لألقي سلامًا بل سيفًا.» وفي نفس الوقت «مَن لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الأيسر.». ومن هنا تأتي ضرورة الاجتهاد. وقد أجازه أبو بكر في قتال المرتدين مانعي الزكاة خوفًا من التداعي السياسي وانفراط عقد الأمة. كما صرح الغزالي بضرورة التأويل تفاديًا لظاهر النص وحتى لا يقع تناقُض بين العلم والدين. وهي قراءةٌ علمية معاصرة للتأويل عند الغزالي؛ فالتأويل للخاصة وليس للعامة، مضنون به على غير أهله، لاتفاق الظاهر مع العلم اللدني وليس مع العلم الطبيعي.
والخطأ ناشئ من رجال الدين الإسلامي مثل رجال الدين في أوروبا لما أقدموا على تكفير جاليليو؛ لأنه قال بدوران الأرض حول الشمس، وهو ما يعارض التوراة التي فيها أن يسوع أوقف الشمس وثبت الأرض؛ لذلك قام لوثر بالثورة على رجال الدين الذين أدخلوا الدين في القضايا العلمية وحصروا الإيمان في الأديرة. الدين في ذاته ليس عقبة في سبيل التقدُّم بل رجال الدين. وقد ارتقت اليابان بالقيم الدينية المستمدة من البوذية؛ فالقرآن ليس مسئولًا عن تقهقُر الأمم بل هي مسئولية رجال الدين والحكام. وليس الإنجيل أيضًا مسئولًا عن ذلك بدليل إصلاح لوثر؛ ومن ثَمَّ يحتاج المسلمون إلى لوثر الشرق الذي رآه الشميل في جمال الدين الأفغاني؛ فانحطاط المسلمين اليوم ليس أبديًّا بل واقعٌ اجتماعي يمكن تغييره وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ.
وقد عبَد الناسُ الشمسَ والقمرَ والكواكبَ لجمالها وعُلُوِّها في السماء بعد أن غابت عن الأرض أو على الأقل اعتبروها مساكن لها؛ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ. وأخيرًا يدرك الإنسان الإله وراء هذه الظواهر الطبيعة؛ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. كل ذلك قبل مجيء الثلاثة العظام موسى واليهودية وعيسى والنصرانية ومحمد والإسلام. ومن شدة الانبهار بالطبيعة سأل الناس عنها وعن ظواهرها لجمالها؛ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ. والحقيقة أن الرد جاء لمنفعتها وليس لجمالها.
ولما كان القرآن دين العقل فإنه يمكن تأويل آياته التي تدل على المعجزات بالعقل مثل ولادة السيد المسيح؛ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا. ويعطي المثل على إساءة تأويل النصوص وقول الحقائق التي نصفها بآية فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ.
ولما كان الشميل أديبًا، وكان القرآن عملًا أدبيًّا بليغًا فإنه يستعمل بعض آيات القرآن كوسائل للتعبير مثل وصول الإنسان إلى الحقيقة فيكون «قاب قوسين أو أدنى». ويقف أمام الطاغية «يهدد كل جبارٍ عنيد» ليقول «أنا جبارٌ عنيد»، «لكم دينكم ولي دين» من أجل بيان تعدُّد المدارس الفكرية واختلاف الآراء في الصلة بين الدين والعمران. والشعراء «في كل واد يهيمون».
وقد رفع مصطفى فاضل باشا مؤسس حزب تركيا الفتاة ابن إبراهيم بن محمد علي كتابًا مفتوحًا «من أمير إلى سلطان» إلى السلطان عبد العزيز خان. كما خاطب فؤاد باشا في وصيته الشهيرة إلى السلطان عبد العزيز بدافع المصلحة العمومية يُعبِّر له فيه عن آرائه الإصلاحية. وقد عرَّبها سليم سركيس في كتابه «سر مملكة»، وكان الصدر الأعظم يوسف كامل باشا صهر الخديوي محمد علي. وقد فصل الشميل ترجمة مصطفى فاضل باشا إعجابًا به. ويكتب الشميل رسالة إلى رشيد بك والي بيروت وبورصة لاحقًا متسائلًا عن استيائه من مظفر باشا والي لبنان. ويكره الشميل السلطان عبد الحميد خان، محمد علي باشا، شفيق منصور، جبرائيل كحيل، إسكندر عمون. ويثني على بعض الأجانب الصرحاء في مصر مثل د. غرانت الذي وقف ضد المحسوبية التي تحاول وضع الرجل المستدير في الثقب المربع، ومثل أبو ستوليدس مترجم الإلياذة وأصدقائه الذين حضروا الاحتفال بالترجمة في القاهرة مثل فريد بيازوغلي وداود عمون والشيخ علي يوسف ومحمد مسعود وأخنوخ فانوس.
- (أ) العلم: ينظم الشميل بالشعر اتجاهه العلمي العلماني الذي عبر عنه بالنثر. العلم الصحيح مرضعة البشر، وسبيل إدراك أسرار الكون.٦٦ وفي حالة الخيار بين العلم والدين فالعلم أولى بالخيار. الدين لعبة في أيدي السياسة، والعلم أداة لنهضة الشعوب. وقد أنشد الشميل شعرًا تحية للمدرسة الكلية التي تعلَّم فيها. ولا يكفي شعر عنترة في وصف الفرس فالعصر عصر العلم. الشعر يتغير بتغير العصور. والحياة سرٌّ ما زال العلم يدركه. والزلزال ليس من غضب الآلهة بل من الطبيعة القاسية؛ فالطبيعة لا تظلم بل الإنسان هو الظالم.٦٧ ويستشهد الشميل ببيتَين من أرجوزة ابن سينا في الطب شارحًا فيها سبب اختلاف الألوان في البشر. ويُبيِّن أن القضاء المبرم في اليد والقبلة والدرهم ولحس الأصابع.٦٨والموت والحياة سنة الاجتماع الطبيعي، لا فرق بين الكائن الحي والكائن الاجتماعي.٦٩ ولما كان في الجسم الحي جهازٌ عصبي وجهازٌ دوري وجهازٌ تراثي فإن الجسم الاجتماعي له أيضًا جهازه الاجتماعي وهو التعاطف الاجتماعي أو الفكر أو الشوق. والعمل والجهد أيضًا سنة الحياة؛ لذلك كان الإنسان أعظم من الجبل. ولا عجب من ذلك.والشميل ضد التقليد وتشبُّه النساء بالرجال والرجال بالنساء بصرف النظر عن مساواة المرأة بالرجل جسميًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، كفكر أو كواقع، كنظر أو ممارسة؛ فالمرأة في قلب الرجل، والنساء في ضمائر الرجال. وقد قيل إن النساء لا يرضيهم شيء. والرجل لا يريد بهم سوءًا. المرأة كائنٌ رقيق. وينظم شعرًا لمي زيادة يُعبِّر فيه عن رأيه الرومانسي في المرأة، وإلى الساحرة إيزيس كوبيا.٧٠ والرجل هو المسئول عن صلاحها وفسادها، ملاكًا أو شيطانًا؛ ومن ثَمَّ يجب تعليم النساء العلوم الحديثة بالإضافة إلى النسويات. وكان من جهلها دفنُها مع زوجها.٧١
- (ب) الدين. والشعر الاجتماعي وليس شعر المتكلمين هو الذي يكشف الحقائق الدينية الاجتماعية على حدٍّ سواء كما هو الحال في قصيدة «صدى النفوس ورجع الصدى» وهو الدين. الدين «جزء من الوجدان وأكبر تعزية لبني الإنسان». الدين في دائرة الوجدان وليس في دائرة العقل؛ فالدين يكفي حاجة الإنسان في حاجة العجز النظري أو العملي. الدين ليس صوتًا بل صدًى، ليس فعلًا بل رد فعل، ليس واقعًا بل خيالًا، ليس يقظة بل حُلمًا، ليس دنيا بل آخرة، ليس موتًا بل حياة.٧٢ هو الشوق لعالمٍ أفضل إذا ما اشتد الضنك.
ثم أعطى للمعبود صفاتٍ مطلقة قادرة على تعويض نقص الإنسان وعجزه ثم استدعائه على الظالم، رحيمًا بالمظلوم، منتقمًا من الظالم، رءوفًا بالضعيف، جبارًا على المتكبر؛ فالله حالةٌ نفسية وتعبير عنها في ضعفها وعجزها. الله في النفس وليس في الوجود، في الداخل وليس في الخارج، في الإنسان وليس في الطبيعة. هو الحامل لأماني الإنسان وأحلامه.
ومهما كان الدين يملأ فراغ الجهل والعجز فإن العقل قادر على الثورة وتحويل الجهل إلى علم، والعجز إلى قدرة. وإن كان الدين يؤجل الحاضر إلى المستقبل، والعاجل إلى الأجل فإن العقل قادر على الإعداد للمستقبل بالرغم من الخوف والتخوُّف. الشجاعة والثقة بالنفس والمبادرة والمغامرة كل ذلك قادرٌ على التخلُّص من الوَهْم والعود إلى الحقيقة، ومن الحلم إلى اليقظة، ومن التمني إلى التحقُّق.
نشأ الدين من الجهل والعجز قبل مرحلة الأديان السماوية الثلاثة الكبرى، اليهودية والمسيحية والإسلام. عبد الناس آمالهم وأحلامهم أو مخاوفهم؛ فالعبادة موقفٌ نفسي تجاه العالم. تبدأ بالمحسوس وتنتهي إلى المجرد، من الأرض وتصعد إلى السماء ابتداء من الكواكب والنجوم كما هو الحال عند الصابئة حتى نحت الأصنام تقرُّبًا إليها. ثم تحوَّلَت إلى بشر يتقاتلون ويتزوجون كما هو الحال في الأساطير اليونانية قبل أن تأتي ديانات التوحيد وما تبقَّى من التجسيم والتشبيه في اليهودية والمسيحية حتى أتى الإسلام دين التنزيه المطلَق.٧٣ويجيب الشميل بالشعر على سؤال: هل في الوجود عالمٌ آخر؟ وهو ما يُبرِّر وجود الدين ويُشرِّع له، انطلاقًا من النفس إلى الوجود، ومن الواقع إلى الخيال، ومن اليقظة إلى الحلم.٧٤ وأراد البعض ممارسة الرهان مثل رهان بسكال لإثبات احتمال وجود عالمٍ آخر، وصاغ ذلك شعرًا. في حالة وجود عالمٍ آخر الإنسان يكسب، وفي حالة عدم وجوده فإنه لا يخسر شيئًا. وهو موقفٌ انتهازي أو «أوبرتونيسم».٧٥ والرغبة في الخلود رغبةٌ إنسانية والبقاء بعد الموت بل والاتحاد بالعالم الفسيح وليس في القبر الضيق.٧٦ ولماذا الخلود في السماء وترك الأرض، والفرح في السماء والحزن في الأرض؟ والدين هو العدل على الأرض قبل العدل في السماء.ليس الدين عقائد رجال الدين بل علاقة بين الإنسان وربه.٧٧ وقد تحول الدين إلى صنعة ورياء.٧٨ ليس الدين مجرد صوم أو صلاة، إنما هو ترك الشر وتنقية الصدر من الغل والحسد.٧٩ فأهم شيء ليس هو عقائد خلود النفس، بل صفاء النفس وسلامة الإدراك.٨٠ الدين هو الدين الطبيعي الفطري وهو أساس دين الوحي. هو دين يقوم على فعل الخير والإحساس بالجمال.٨١والانتقال من الشرك إلى التوحيد، ومن التجسيم والتشبيه إلى التنزيه انتقالٌ طبيعي بفضل العقل الإنساني. وهو ما قام به الوحي وساعد عليه.٨٢ ويُعجَب الشميل بالمنار ورشيد رضا والأستاذ الإمام محمد عبده، على عكس سلامة موسى الذي كان يمقته.٨٣والدين ليس هو الحلال والحرام. وقد ينشأ منه الضرر أكثر من المنفعة. الدين هو يقظة الضمير وحب الخير للناس بلا تمييز. وهو الدين الواحد الذي يصاحبه كل الأنبياء. وهو تحقيق العدل بين الناس ورفض الخرافة والسحر والعنقاء والغول.٨٤ ويستشهد بأبي العلاء على الإيمان الباطني القائم على الخوف من الله وفعل الخير.٨٥ ورفضُ النفاق وقولُ ما لا يفعل.والدين أحد مصادر القهر، كما وضع الكواكبي ذلك الاحتمال في «طبائع الاستبداد».٨٦ والعقل أساس الدين قبل أن يتحول الدين إلى أساسٍ للسلطة.٨٧ وآفة الدين الفرقة والصراع بين الأديان.٨٨جوهر الأديان واحد. فلم التفرقة بينها؟ القصد منها إصلاح العمران والإخاء الإنساني. وهي كسائر المخترعات بين أيدي البشر، وسيلة للكسب. الأمة رؤساء الملة ورجال الدين. وهو حال النصرانية في العصور الوسطى. والإسلام أيضًا في تاريخه لم يسلم مما اقترفَتْه أيدي رجال الدين.٨٩ الدين الحق يمنع الجهل ويؤكد التناصُر بين بني الإنسان، بل إن الحيوانات لا تستطيع أن تعيش إلا في جماعة. وقام المصلحون لتصحيح ما أفسده رجال الدين. ولا فرق بين المصلح الاجتماعي والمصلح الإلهي. دين الإنسان الحق هو العلم. الدين الحق هو العلم الصحيح.٩٠ وهو نفس موقف أوجست كونت.٩١ - (جـ) الوطن: والدين والوطن لا يجتمعان؛ فالدين للآخرة والوطن للدنيا؛ ومن ثَمَّ تأتي ضرورة الفصل بينهما. الأديان متعددة والوطن واحد. الدين ناشئ من الوهم والوطن واقع. ومن يجمع الدين والدنيا كمن يريد أن ينكح الثريَّا.٩٢وبالرغم من أن الشميل لبناني الأصل إلا أنه مصري المقام والهوى. أشعاره في مصر وأرضها عديدة. يؤلف فيها ويستشهد بأقوال شعرائها. مصر تتجاذب اللين والشدة، الرحمة والعنف، بلد المتناقضات وأرض العجائب.٩٣ ويمكن نصرة المصريين في المعمعة. يقومون ضد الاحتلال ويُستشهَدون.٩٤ وأنشد الشميل في مصر وطنه الثاني والشام وطنه الأول.٩٥ حب الأوطان شيءٌ طبيعي. ومقاومة عدوٍّ يعترف بفضل من يقاومه أفضلُ من إشفاقٍ يأتي من الأهل.٩٦ للوطن تاريخٌ زاهر وماضٍ عريق مثل بعلبك وآثارها. والتقدم إن لم يكن إلى الأمام كما هو الحال فقد يكون إلى الخلف كما هو الحال في الشرق.٩٧ والوطن مهبط العلم.٩٨وقد كانت الأمة ناهضة قبل انحطاطها وتقدم الغربيين. وقد تخلَّفَت الأمة الآن وأصبحَت مطمع كل طامع. لذلك استنهض محمد إبراهيم العرب واضعًا السوريين بالهمة والإقدام.٩٩
- (د) الإنسان: ويعارض الشميل المعري في نفي مسئولية الإنسان ووضعها في الآباء والأجداد.١٠٠ وهو ملتون الشرق وأحد رُوَّاد الشعر فيه.١٠١وشواغل الإنسان كثيرة موزَّعة بين المال والفكر، بين الدنيا والآخرة.١٠٢ ويُعبِّر الشعر عن التجارب الخلقية مثل الهجاء والمديح والأسى والصبا. والشيب في النفس وليس في البدن.١٠٣ والحكيم لا بد له من قوة مثل سيف الله المسلول وهو ما يجافي دعوة الدين إلى المحبة والسلام. وقد يكون السيف مجازًا يعني قوة الحكمة ومضاء الحق.١٠٤وإغاثة اللهفان وإبراء المريض وإطعام الجائع من طبائع الأمور. والتقرب إلى الله لا يتم إلا عن طريق خدمة الناس.١٠٥ وقد ينتحر الغني بسبب البطنة والفقير بسبب الجوع.١٠٦ والمجاملة أحيانًا خير من المخاصمة العقيمة.١٠٧ وقد تؤدي زيادة النحس إلى تجسيم الوهم.١٠٨ والإنسان يرفع صوته إذا كذب ويخفض صوته إذا صدق.١٠٩ والإنسانُ لا يقول إلا الحق.١١٠ والعفو من شيم الكرام.١١١والثورة ضد الظلم شيءٌ طبيعي، وثورة العمال ضد الاستغلال منادين بالاشتراكية حقٌّ طبيعي حتى ولو خربَت الدنيا إن لم تتسم بالحكمة.١١٢ الثورة ضرورةٌ طبيعية إذا ما نهب الأغنياءُ الفقراء وسيطر الأقوياءُ على الضعفاء.١١٣ ولا يعفو المذنب عن البريء، ولا الظالم عن المظلوم. والقضاء يتحرك لقتل الأفراد ولكنه لا يتحرك لقتل الشعوب.١١٤وقد يصبح الشعر غاية في ذاته، أداة للحديث مع النفس، ومناجاة الروح حتى لا تصدأ النفس. وعذاب اليوم مثل سنة ولذة سنة مثل يوم. وعلاج مفاصل البدن أيسر من جلْي صدأ الروح. والشعر صادق في الهجاء، متكلَّف في المديح. ولا يدري الشاعر أحسن أم أصاب. الشعر مجرد خواطر في النفس. وقد يشعر الإنسان أن فوق صدره جبلًا وتتسلط السوداء عليه. ويمكن ترجمة الشعر العربي دون أن يفقد شيئًا من جماله لأنه شعر الحقائق.١١٥
- (هـ) المجتمع: وإذا لم يتم تطبيق القانون في المجتمع يلجأ الإنسان إلى الحيلة.١١٦ وإن لم يُوجد الخير في الصدق فلا محالةَ من الكذب.١١٧ والخير والشر مجردَين ليسا من هذا العالم. ويتعلَّقان بالأوضاع الاجتماعية. والأخلاق فطريةٌ مطبوعة، ومُكتسَبةٌ مجهولة.١١٨ وحرية الطباعة ضرورية للمجتمع ولنهضة الشرق.١١٩ وهي ليست صحافة الإثارة والتحريض بل صحافة النقد الاجتماعي. وقضاء الله خير من قضاء البشر. الأول قضاءٌ أبدي والثاني قضاءٌ زمني.١٢٠ومع ذلك فللجهل عذرٌ لا يفوت ذوي الفضل. وبين الناس فروقٌ في التربية.١٢١ والاعتناء بالأطفال ضروري؛ فهم رجال الغد.١٢٢والاستبداد يجعل الملك في مهب الريح لا يستقر على حال. وواجب الحكومة عدم الاعتداء على الآمنين بل المحافظة على مصالح الناس. ويبدو استحالة الجمع بين النقيضَين، الملكية والدستور، التسلُّط والحرية، أو حتى الإخاء الديني. ودور الصحافة هو نشر الوعي بالحرية بين الناس وإصلاح الحال العثماني؛ فالبطل هو بطل القلم لا بطل السيف. وقد قال نابليون أمام فشته: لقد هزم القلمُ السيف.١٢٣ وأنشد شعرًا بعد ترشيحه لمجلس الأعيان. والمنصب قيدٌ على حرية الإنسان. ومع ذلك يشكر المرشِّح له. وليس سبب الحروب عدم كفاية الأرض بل أطماع الإنسان في الجاهلية الأولى.١٢٤
ثالثًا: الوافد العلمي والأدبي
الوافد الغربي هو العلم والأدب نظرًا للعلاقة الوثيقة بين العلم والمجتمع، بين الطبيعة والإنسان، بين الحقيقة والجمال.
ومع العلماء يأتي رجال السياسة. ويأتي في المقدمة اللورد كرومر الذي أثار المصريين بكتابه «مصر الحديثة». ينقد فيه تأخر الشرقيين ويعيب عليهم انحطاطهم مقارنةً بتقدُّم الغربيين، ثم ألفييري في كتابه عن الطغيان والذي قيل عن الكواكبي إنه اقتبس أفكاره في «طبائع الاستبداد»، ونابليون نموذج الفاتح المستنير الحديث، ابن الثورة الفرنسية، ثم كالفن والبروتستانتية باعتباره حركةً حديثة، ثم إيتيفان الفوضوي الذي عشق الحرية والذي حُوكم في الغرب ذاته، حضارة الحرية والتقدُّم، ثم فولتير وروسو وسان يوسف، والإسكندر وغاريبالدي وبسمارك بل ونيرون. ومن الأدباء ديموستن وتاسيت وهوميروس وملتون وشكسبير ولامارتن، وهوجر وموسيه وروستمان. ومن الفلاسفة بسكال وفيثاغورس وبطليموس وأرشميدس وأفلاطون وشوبنهور وكانط ودیدرو وكلمنت السكندري.
وقد جمع أبوقراط بين الأسباب الطبيعية والأسباب المادية المؤثِّرة في البشر ولم يكتفِ بالأسباب المادية فقط كما فعل ابن خلدون. لكل شيء سببٌ طبیعي، وبدون سببٍ طبيعي لا يكون شيء. الاجتماع الميداني جسمٌ حي تتعاون أجزاؤه عند أبوقراط. وهو مشابه لمبدأ أخلاق الإنسان سواء كان أرسطو ونيوتن أو إنسان متوحش. ولا يرى سبنسر هذا الكمال في حياة الاجتماع الفزيولوجية لأن في الحيوان جهازًا عصبيًّا هو مركز الأعمال العقلية. ولا يُوجد في العمران ما يشبه ذلك. ويرفض هكسلي تشبيه الاجتماعات بالأحياء لاستخراج القواعد السياسية لأن التاريخ الطبيعي لا يدل على السياسة الاستبدادية. أما سبنسر فيرى أن التاريخ الطبيعي يدل على السياسة الحرة. عند هكسلي يؤدي تمثيل المسح الاجتماعي بالحي إلى حصر الحكومة في مركزٍ معين. في حين أن عند سبنسر الأعضاء ظاهرة وباطنة، الظاهرة تدل على القوة أما الباطنة فلا.
إذا كان أهم رافد للموروث هو الدين، وأهم رافد للوافد هو العلم، والأدب مشترك بينهما، فقد تم التركيز على الدين والعلم حتى بدأ الشميل موزعًا بين قطبَين، الدين الذي انقضى والعلم الآتي. وهو ما يُميِّز المجموعة الأولى في حين تغلب الموضوعات السياسية على المجموعتيَن الثانية والثالثة.
- (أ)
العلم: الحياة وأصلها، الأدوار الجليدية، الفلك، المريخ معمل الحياة، الاجتماع الطبيعي والبشرى، كشكول طبيب، وصف النوبة في القلب، لحس الأصابع، ظواهر لا تفسر، ماذا أكتب؟ القضاء المبرم في اليد والقبلة والدرهم، إن من العلم لسحرًا، مناجاة الأحلام وقرع الأوهام، آيات العصر الميثولوجية، نفق أوليفرلودج. العالم بعد ٦٠ سنة، رجال الغد.
- (ب)
الدين: الدين والحق، الزلزال غضب الآلهة، في السماء، صدي النفوس، هل في الوجود عالم آخر؟ ساعة في الماضي، الدفن والمدافن، الإصلاح، مخاطبة الأموات، كلمة مرة ولكنها حرة، القرآن والعمران.
- (جـ)
الأخلاق: حوادث وأفكار، المرأة والرجل، الإذكار والإيناث، الخير والشر، شواغل.
- (د)
الاجتماع: الانتحار، شكوى المستأجرين، بئس الإخلاص، الحاجيات والكماليات، المريض، حق لا طلب.
- (هـ)
التعليم: التعليم العملي، ضحايا الجهل، حلم هو الحقيقة، علموهم لا تقسروهم، أ ب ت ث.
- (و)
الاشتراكية: الاشتراكيون، الحزب الاشتراكي.
- (ز)
السياسة: سيادة الأمم ومستقبل الملوك، الفوضوية، القتل الاجتماعي، لطمة على خد العالم، كما تكونوا يُولَّى عليكم، الأمم والحروب، أحناء وأنحاء، نظرة هامة في مسألة عامة، إلى جريدة الوطن في بيروت.
- (ﺣ)
الصحافة: الجرائد في الشرق، أم الجرائد، حرية الطباعة.
- (ط)
القضاء: إصلاح القضاء، القضاء على القضاء، حكم كاذب، من أين أبتدئ، روزفلت والقضاء.
- (ي)
الشرق: انحطاط الشرق، كتابنا.
- (أ)
الدولة العثمانية: شكوى وآمال، ملحق حول شكوى وآمال، مسألة الأرض، تركيا الفتاة وتركيا العجوز، عبد الحميد في نظر الطب، جمعية الشورى العثمانية، عضوية الشميل فيها، جمعية الإخاء العربي العثماني، ترشيح الشميل لمجلس الأعيان، رسالة العرب والأتراك، أفضل الوسائل لأنها من السلطنة، دعوة إلى التمزيق، برقية الشميل إلى طلعت بك، السير إلى الأمام، أجهل أم جبن أم نفاق؟ تحيَّتي وأُمنيتي، الصفح أَوْلى، من أمير إلى سلطان، مصطفى فاضل باشا، وصية فؤاد باشا، كتاب مفتوح إلى والي بيروت، بعد الصلح اللامركزية، حزب اللامركزية العثماني، اللامركزية كما يراها الشميل، موقف الأمة العثمانية اليوم، بيان حزب اللامركزية، الإدارة العثمانية، برنامج حزب اللامركزية، رخصة تأليف اللامركزية، مساوئ السيطرة التركية ومسئولية أوروبا، بيان جمال باشا عن شهداء ١٩١٥م، أسقيك بالوعد يا كمون، ما هي قصة بالوعد يا كمون؟ أين المبعوثان؟
- (ب)
لبنان: أهكذا يكون الجند يا أهل لبنان؟ الخلاف بين اللبنانيين وقنصلهم في الأرجنتين، كتابات لبنانية، المطالب اللبنانية والجرائد التركية، اللبنانيون محط آمالهم، لبنان ومتصرفوه، إلى جريدة الوطن في بيروت، كتاب مفتوح إلى والي بيروت، الحاجة في الإصلاح إلى الرجال، اللبنانيون وإصلاح وطنهم، ماذا في بيروت؟ رحلة مباركة في سبيل لبنان، جمعية الاتحاد اللبناني.
- (جـ)
سوريا: صدى المستشفى السوري، فيلسوف سوري وآراؤه السياسية، سوريا ومستقبلها، أصخور أم صدور؟ خطبة زائر، إغاثة السوريين، سوريا اللذيذة الجائعة.
- (د)
مصر: المؤتمر الطبي المصري، القناة بعد ٦٠ سنة (قناة السويس)، إطالة امتياز القناة، لويس الرابع عشر ومحمد علي باشا.
- (هـ)
الصهيونية: رأي الشميل عن الصهيونية، عمروا واستعمروا فالأرض ميراث المجتهد، الصهيونية وخصومها.
- (و)
الحرية: كتاب فوضوي، طبائع الاستبداد، الفييري والشميل والكواكبي، سيادة الأمم ومستقبل الملوك.
- (ز)
الاجتماع والسياسة: الترامواي رسول عزرائيل، الإصلاح الإصلاح، ما هو الإصلاح المطلوب؟ موقظات (الإعلان)، حلم هو أم حقيقة؟ (العلم) المدرسة الكلية وبروجرامها.
- (ﺣ)
السياسة: النغولة في السياسة، السياسة، أحرب أم سلام؟ خواطري في الحرب.
- (ط)
الشرق: انحطاط الشرق الأدبي والعقلي، نحن وهم، نظرة في أحوالنا، دماغنا وهل ينظف؟ نحن وحكومتنا، اقلعوا الأشواك من بينكم.
- (ي)
الغرب (أمريكا): رئيس جمهورية أمريكا والقضاء، رسالة إلى جمعية الاتحاد السوري في نيويورك، التجنيس الأمريكي وحقوق الإنسان، المستر روزفلت قاتل الوحشين، قصة رسالة الشميل إلى روزفلت.
- (أ)
نظرية التطور: القرود ليسوا من طائفتنا، الأستاذ هيكل وتهمة التزوير، رسالة شميل إلى أرنست هيكل، الطب، لزوم استعمال اليدين على حد سوى، كشكول طبيب، مذهب دارون ووجود الله.
- (ب)
الفلسفة: الفلسفة المادية حقيقتها ونتائجها، الفلسفة والعلم والألمان والحرب، الانتخاب الطبيعي وفلسفة الألمان في الحرب، الصامت المتكلم، الرجحان.
- (جـ)
الدين: صدى النفوس ورجع الصدى، الله تعالى وإسماعيل صبري وشميل، الله بين أمين الريحاني وجبران، الله والعلم (أحمد شوقي)، سوانح وتذكارات عن شميل، الحق أن يقال، وإنما الأرض له سكن، شبلي شميل وأسلوب المصارع.
- (د)
الأخلاق الاجتماعية: حوادث وأفكار، الجنايات والاجتماع، العمال في القديم، فكرة الخير والشر، إلى صاحب مبحث اجتماعي، رد على رد، الاشتراكية الصحيحة المريضة، مسألة قضائية، المخالفة والجنحة والجناحية، تباين المدارس في التربية (رجال الغد)، نشر التعليم وإطلاق حرية الفكر والقول.
- (هـ)
المرأة: فتاة الشرق، شميل وقضية المرأة في الشرق، على من الذنب؟ المرأة والتعليم والحجاب، امرأة المستقبل، نشوء جامعة الزواج في العائلة، بين الشميل والآنسة مي، رعب مي وطمأنة لها، إلى الساحرة إيزيس، وفاق (بالفرنسية)، إيزيس كوبيا، إلى الشميل من الآنسة مي (إيزيس)، الشميل الشاعر (مي) حول كتاب الصحائف لمي، الصداقة والحوار بين الشميل ومي.
- (و)
الشعر والأدب واللغة: نحن الذين نقرأ اللغة العربية، تكلموا لغتكم، نفوس الشعراء، التحول في الشعر، مقدمة فيجنيا في أوليد، مثال في فيجنيا، هرة الشميل، عصا حافظ وجزمة الشميل، المأساة الكبرى، رواية تشخيصية، مداعبة بقالب روائي، دفنس وخلوي، هذه آخرة من يقرأ الشميل.
- (ز)
الصحافة: حرية الطباعة وقانون المطبوعات، فوضى المطبوعات، الصحافة، جرنالوفونيا وجرنالوفاجيا، مستقبلها لها، سابقة العرب في استعمال الجرائد، الصين أم الجرائد، تقريظ للشفاء (خليل اليازجي) ذكريات الشميل من مجلة الشفاء.
- (ﺣ)
الوطن والحرب: الحنين إلى الوطن الأول، هذه الحرب الجنونية، أسأمتني حتى أسقمتني، خاتمة الحرب، فون برنهاردي ورأس ألمانيا المنتفخ.
- (ط)
الأقران: رحلات لقاء برلين مع زملاء عثمانيين، الرحلة الثالثة إلى أوروبا، الرحلة الثانية إلى أوروبا، أرباح فرنسا من معرضها عام ١٨٨٩م. ترجمة تاريخ الجبرتي إلى الفرنسية، الشميل وأديب إسحاق، الاحتفال بمترجم الإلياذة، شيء من الشيخ نصيف اليازجي، شيء من الشيخ إبراهيم اليازجي، جمال الدين الأفغاني في نظر الشميل، الشميل في خاطرات الأفغاني، في حلبة الفكر والشعور (العقاد)، الشميل يرثي جرجي زيدان، الشميل ينعى ميخائيل مشاقة، رسالة من الشميل إلى أمين الريحاني، في حلبة الفكر والشعور (العقاد)، مصطفى رياض باشا، المعارف ودولتلو رياض باشا. وإخوته: آثار ملحم شميل، قصيدة الدهرية (ملحم شميل)، ملحم إبراهيم شميل، أمين إبراهيم شميل. صورته عند أقرانه: الشميل في ذاكرة نعوم أديب، مجلس الشميل (سليم سركيس)، الشميل في رباعيات فرحات، خاتمة عامة (سركيس).
- (ي)
نحن والغرب: تبًا لدهر رجاله صبيان كبار، مساء السبت في شوارع بورتلاند أوريجون، بين الشميل والكاتب الأمريكي.
(ب) تمثل الوافد قبل تنظير الموروث (٩): حوادث وأفكار، الحياة وأصلها، الأدوار الجليدية وتأثيرها في الإنسان، الاجتماع البشري أو العمران، تاريخ الاجتماع الطبيعي، القضاء على القضاء، الاشتراكية، نظرة هامة على مسألة عامة، المريخ أو معمل الحياة.
(ﺟ) تمثل الواقع مع تنظير الموروث (٨): كشكول طبيب، أحناء وأنحاء، انحطاط الشرق الأدبي والعلمي، شواغل، الأمم والحروب، أ ب ت ث، التعليم العلمي، هل في الوجود عالم آخر؟
(د) تنظير الموروث قبل تمثل الوافد (٨): القرآن والعمران، حول مقالتي، الإذكار والإيناث، رجال الغد، ماذا أكتب؟ أرق ليلة، صدى النفوس ورجع الصدى، علموهم ولا تقسروهم.
(ﻫ) تنظير الموروث (١٨): ماذا أقرأ وماذا أرى؟ رأى وقال، الرجل والمرأة وهل يتساويان؟ القضاء على القضاء، فكرة الخير والشر، المريض، الانتحار، حلم هو الحقيقة، الزلزال غضب الآلهة، القضاء المبرم في اليد والقبلة والدرهم، ضحايا الجهل أو الإنسانية المظلومة، أم الجرائد، الجرائد في الشرق، إلى جريدة الوطن في بيروت، من أين ابتدئ؟ الحاجيات والكماليات، حرية الطباعة وقانون المطبوعات، الدفن والمدافن وعلامات الموت.
(و) الإبداع الخالص (١٤): بمعزل عن الناس أو حلم في اليقظة أو يقظة في الحلم، الاشتراكيون، الاشتراكية، الحزب الاشتراكي على المبادئ الطبيعية، وكما تكونوا يُولَّى عليكم (تركيا الفتاة وتركيا العجوز)، سيادة الأمم ومستقبل الملوك، لحس الأصابع، كُتَّابنا، حكم كاذب، إصلاح القضاء، بئس الإخلاص، الدين والحق، شكوى المستأجرين ومبدأ العرض والطلب، حق لا صلف وواجب لا رحمة.
(ب) تمثُّل الوافد قبل تنظير الموروث (٥): انحطاط الشرق الأدبي والعلمي، ألفييري وشميل والكواكبي، المؤتمر الطبي المصري، أحرب أم سلام؟ موقظات، فيلسوف سوري وآراؤه السياسية، لويس الرابع عشر ملك فرنسا ومحمد علي فاتح مصر.
(ﺟ) تمثُّل الواقع مع تنظير الموروث (٢): عبد الحميد في نظر الطب، المستر روزفلت قاتل الوحشين.
(د) تنظير الموروث قبل الوافد (١): لبنان مثل المملكة كلها.
(ﻫ) تنظير الموروث (٢٧): مسألة الأرمني، الحق يعلو، العفو من شيم الكرام، إلى نقولا أرقش، حلم هو الحقيقة، جمعية الشورى العثمانية، رسالة إلى جمعية الاتحاد السوري في نيويورك، خطة زائر، الخلاف القائم بين اللبنانيين في الأرجنتين وقنصلهم على أوراق الجنسية، سوء التفاهم، التساهل، نظرة في أحوالنا، أفضل الوسائل لإنهاض السلطنة، بيان لا بد منه (قصة تأليف حزب اللامركزية)، أصح الصحيح وانقطع الرجاء؟ الحاجة في الإصلاح إلى الرجال، من قبضاي القلم إلى قبضايات السيف، ماذا في بيروت على ذكر الحادث الأخير فيها؟ أصخور أم صدور؟ نمر يبكي والشميل يزمجر، برقية الشميل الاحتجاجية، بيان جمال باشا، إلى جريدة الوطن في بيروت، الإصلاح، الإصلاح الإصلاح. ملحق استطرادي حول رسالة شكوى وآمال ١٨٩٦م، من أمير إلى سلطان ١٨٦٦م، مصطفى فاضل باشا، وصية فؤاد باشا، كتاب مفتوح إلى والي بيروت.
(و) الإبداع الخالص (٥١): التراموي رسول عزرائيل، تركيا الفتاة وتركيا العجوز) (كما تكونوا يُولَّى عليكم)، احتلال أم تضليل؟ استدراك، وهل يُرجى فوز؟ طبائع الاستبداد، السير إلى الأمام، أجهل أم جبن أم نفاق؟ أهكذا يكون الجندي يا أهل لبنان؟ النغولة في السياسة، وهذا الوحل من ذاك المطر، السياسة، ما هو الإصلاح المطلوب؟ رئيس جمهورية أمريكا والقضاء، تحيتي وأمنيتي، سيادة الأمم ومستقبل الملوك، الصفح أولى، المدرسة الكلية وبروجرامها، عضوية الشميل في جمعية الشورى العثمانية، جمعية الإخاء العربي العثماني، النظام والرجال، رسالة العرب والأتراك، دماغنا هل ينظف؟ بعد الصلح (اللامركزية هي الحل)، نحن وحكومتنا، موقف الأمة العثمانية اليوم-خطاب في لجنة حزب اللامركزية، بيان حزب اللامركزية الإدارية العثماني، برنامج حزب اللامركزية الإدارية العثماني، أين المبعوثان؟ صدى المستشفى السوري، أسقيك بالوعد يا كمون، ما هي قصة عالوعد يا كمون، المطالب اللبنانية والجرائد التركية، اللبنانيون ومحط آمالهم، لبنان ومتصرفوه، لبنان لبنان لبنان، لبنان سويسرا الشرق (لبنان الجميل لبنان المشوه ومطالب اللبنانيين النافعة)، اللبنانيون وإصلاح وطنهم، دعوة إلى التمزيق، رحلة مباركة في سبيل لبنان، سوريا ومستقبلها، دعنا في جهلنا يا حضرة العالم ودع علمك لبلادك (العالم بعد ٦٠ سنة أو امتياز قناة السويس وحقوق مصر)، إطالة امتياز القناة، جمعية الاتحاد اللبناني، إعانة السوريين (سوريا المعذبة الجائعة)، موقف الشميل من الحركة الصهيونية ونشاطها الاستيطاني (رأي شميل في الصهيونية)، عمروا واستعمروا فالأرض ميراث المجتهد، الصهيونية وخصومها، خواطري في الحرب.
الإسلام دينٌ اجتماعي ينهي عن كل شر، ولا يقاتل إلا الذين يقاتلونه، ولا يعتدي على الإنسان. ويأمر بالذود عن المستأمنين الآمنين في ظله. وحاشا أن تأمر بغير ذلك شريعة القرآن؛ فالقرآن بريء من الفظائع التي ارتُكبَت وتُرتكب كل يوم بعلة الدين في مملكة بني عثمان.
فيا مقلنسي الجهل ومعميي الضلال أين رأيتم في أديانكم ما يسمح لكم أن تزرعوا في رءوس أتباعكم الجاهلين التفريق بين الناس إلى حد التباغض والتقاتل حتى قامت قيامتهم يقتلون بعضهم تقتيلًا في الوطن الواحد، يعتدون على الآمنين لخلاف لا علاقة له بالدين؟ لو قامت الإنسانية في كل الدنيا ونسَّرت الحكم رؤساء الأديان الذين هم وحدهم المسئولون عن كل الفظائع التي ارتُكبَت ولا تزال تُرتكب باسم الدين نسرةً نسرةً لما وفَّت حق الانتقام منهم لما جنَوه حتى اليوم على الإنسان. ج١، ص٢٢٠-٢٢١.
ويؤيد ذلك شعر المتنبي: