دفتر القصاصات
عاد بريريتون إلى منزل صديقه في حيرةٍ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى بسبب تشابُه المُدخَلات في مفكِّرة كايتلي وفي دفتر جيب ستونر. كان بينت قد ذهب إلى نوركاستر بعد ظُهر ذلك اليوم في عمل، ولم يكن سيعود إلى البيت حتى وقتٍ متأخِّر من المساء؛ لذلك، تناول بريتون العشاء بمُفرده وكان لديه متَّسعٌ من الوقت للتفكير والتأمل. أخذ التفكيرُ والتأمُّل إلى حدٍّ كبير طابَعَ التخمين، فيما يتعلَّق بحقيقة أن بعض المصطلحات والأرقام التي كان كايتلي قد دَوَّنَها، كان ستونر هو الآخَر قد دَوَّنَها. كانت هناك الأحرف الأولى إم وسي. كان يوجد تاريخ — إن كان تاريخًا — ٨١. كان من غير المجدي تخمينُ ما الذي تَعنيه الأحرف الأولى إس بي في مفكرة كايتلي. في الواقع، كانت مفكرته غامضة مثل الكتابة الهيروغليفية. لكن مفكرة ستونر كانت أكملَ وأكثر وضوحًا. كان المُدخَل إم وسي في مُفكِّرة كايتلي قد كُتِبا كاملين في مفكرة ستونر؛ مالوز وتشيدفورث. وكلمة «احتيال» والمُدخَلات الأخرى «محكمة ويلشستر» والكلمات التكميلية، تُشير بوضوح إلى أن رجلَين يُدعَيان مالوز وتشيدفورث حُوكما في محكمة ويلشستر في العام ١٨٨١ بتهمة الاحتيال، وأنَّ مبلغًا قدره ٢٠٠٠ جنيه إسترليني كان متضمَّنًا في القضية، ولم يُستعَد قط، وأن مالوز وتشيدفورث، أيًّا كانا، قد أُدينا وحُكِم عليهما بالسَّجن لمدة عامَين. كل هذا كان في مفكرة ستونر. ولكن هل كان يُشير إلى المرجع نفسِه الذي أشار إليه كايتلي في مفكرته؟ يبدو أنه من المحتمَل جدًّا أن الأمر كان ذلك. بدا من المحتمل جدًّا أيضًا أن يكون إم وسي في مفكرة كايتلي هما مالوز وتشيدفورث المذكورين في مفكرة ستونر. والآن، تقلَّصَت المشكلة إلى نقطةٍ واحدة أكثرَ خطورةً وحسمًا؛ هل مالوز وتشيدفورث المذكوران في هذه المراجع هما مالاليو وكوذرستون من هاي ماركت.
وبينما هو يُخمِّن بشأن هذا الاحتمال، ذهب بريريتون بعد عشائِه المنفرد إلى غرفة تدخين بينت، وارتمى على كرسيٍّ أمام المدفأة، وأشعل غليونه وشرَع في التفكير بعقلانيةٍ في الأمور. كان واضحًا له تمامًا في ذلك الوقت أن كايتلي وستونر كانا يَعرفان سِرًّا: بدا مؤكَّدًا أن كِلَيهما قُتِل على يد شخص أراد إسكاتهما. لم يكن يوجد احتمال للشكِّ في مقتل كايتلي: ومما سمعه بريريتون بعد ظهر ذلك اليوم، بدا أن الشك ضئيلٌ في أن ستونر قد قُتِل هو الآخَر. كان قد سمع ما قاله الأطباء المحليُّون؛ اتفقوا جميعهم على أنه على الرغم من أن الكاتب قد أُصيب بجروح جرَّاء سقطةٍ كان من شأنها أن تُؤدِّيَ إلى موتٍ فوري تقريبًا، فقد تلقَّى ضربةً قاتلةً قبل أن يسقط. مَن الذي ضربه تلك الضربة؟ بدا أن كل شيء يُشير إلى حقيقة أن الرجل الذي ضربها هو الرجل نفسُه الذي خنق كايتلي؛ رجل يتمتَّع بقوة عضلية كبيرة.
بينما كان بريريتون يجول بناظرَيه في أرجاء الغرفة وهو جالسٌ على مقعدٍ كبير وثير، ويداه خلف رأسه، وقعت عيناه فجأةً على إرث كايتلي إلى ويندل بينت. كان الدفتر القديم غريبَ المظهر، الذي كان من السهل، بسبب غلافه من الجلد الطبيعيِّ ومشبكه النحاسي، أن يظنَّ المرء أنه كتابُ صلاة، قابعًا في المكان نفسِه الذي وضَعه فيه بينت على مكتبه عندما سلَّمه إياه كريستوفر بِيت رسميًّا؛ وبحسَب ما عرَف بريريتون لم يكن بينت قد فتحه حتى الآن مطلقًا. وبدون أيِّ دافع مُعيَّن مدَّ بريريتون يده إليه والتقطَه، وبعدما فتح المشبك بدأ بشيء من الخمول يُقلب الأوراق التي كان المحقق المسنُّ قد ألصق عليها قُصاصاتٍ من الصحف والكتب المُدخَلات بخطِّ يده الرديء. اعتقد بريريتون أنه كان يتعامل بلا اكتراث مع ما وصَفه بينت بطريقة مُضحِكة بأنه … مجرد دفتر قصاصات. لم يخطر بباله أبدًا أنه كان يُمسك بين يدَيه بالحل الكامل تقريبًا للُّغز الذي كان يُحيره.
اختلاسات جمعية التشييد والبناء، مالوز وتشيدفورث في محكمة ويلشستر، قرار المحكمة والحكم.
جلس بريريتون ليقرأ التقرير قراءة متأنية. لم يكن به شيءٌ جدير بالملاحظة، لا شيء مُثير أو مُدهش. لم يكن في الواقع أكثرَ من سردٍ مملٍّ لجريمة مُبتذَلة. لكن كان من الضروري أن يعرف كل شيء عنها، وأن يكون قادرًا على تلخيصها؛ ولذا قرأها بعناية فائقة. كانت قصةً واضحة جدًّا؛ لم تكن تُوجد أي تعقيدات. بدا من الأدلة المقدَّمة أنه قُبيل عام ١٨٨١ كانت توجد جمعية للتشييد والبناء في ويلشستر، أعضاؤها أساسًا من صغار رجال الأعمال والعاملين من الطبقة المتوسِّطة. كان مسئولاها الرئيسيان لمدة عام أو عامين هما جون مالوز ومارك تشيدفورث، اللذان كانا، على الترتيب، أمين الخِزانة وسكرتير الجمعية. كان مالوز رئيسَ عمالٍ يعمل لدى مقاول في البلدة؛ وكان تشيدفورث كاتبًا لدى صاحب العمل نفسِه. وكانا كلاهما شابَّين. من الواضح أنهما كان يُنظَر إليهما باعتبارهما شابَّين ذكيَّين. حتى وقت اكتشاف جريمتهما، كان يُنظَر إليهما على أنهما يحملان كل الصفات الحميدة. عاش كلاهما في ويلشستر منذ الطفولة؛ وواصَلا تعليمهما في مدارس ليلية ومعاهد بعد أن وَلَّت أيام المدرسة الابتدائية المعتادة؛ ووُصِف كلاهما بالطموح والرغبة في الترقِّي في هذا العالم. كان كلٌّ منهما، عندما كان شابًّا، مرتبطًا بهيئات دينية؛ كان مالوز جامعَ هِبات في إحدى الكنائس، وكان تشيدفورث مدرسًا في مدارس الأحد في إحدى الكنائس. كان كلاهما موثوقًا به ثقةً تامةً وراسخة، وظهر من الأدلة أنه كان لديهما ما يرقى عمَليًّا إلى درجة سيطرةٍ غير خاضعة للرقابة على الموارد المالية لجمعية التشييد والبناء. والنقطة المهمَّة حقًّا، أنه لم يكن يوجد شكٌّ على الإطلاق في أنهما استوليا على نحو ألفَي جنيهٍ من أموال زملائهم من الأعضاء.
كان كل شيء واضحًا بما فيه الكفاية؛ لم يستغرق بريريتون الكثيرَ من الوقت للاطِّلاع على هذه الحقائق. ما لم يكن واضحًا هو مكانُ وجود الأموال أو كيف تصرَّفوا فيها. من الأدلة ظهر أنه كانت توجد فكرتان متضاربتان مُنتشرتان في ويلشستر في ذلك الوقت. بدا أن بعض الناس كانوا يعتقدون أن المجرمين قد خسرا المالَ في مضاربة سرِّية وفي المقامرة: بينما كان آخرون على يقينٍ من أنهما أخفَيا المال بسرِّية في مكانٍ آمن. رفض السجينان رفضًا قاطعًا أن يُقدِّما أدنى قدر من المعلومات؛ فمنذ اعتقالهما التزَما الصمتَ التام والسلوك الاستفزازي. أُتيحَت لهما أكثرَ من مرة خلال سير المحاكمة فرصٌ لتبرئة ساحتهما مما فعلا ورفَضا انتهازها. وبعد إدانتهما، أُعيدا إلى محبسهما حتى اليوم التالي، وهو يوم النطق بالحكم؛ وكان ذلك بالطبع لمنحهما فرصةً أخرى ليُفصحا عمَّا فعلا بالمال. لكنهما التزما الصمت حتى النهاية، وحُكم عليهما بالسجن لمدة عامين مع الأشغال الشاقة، وهكذا اختفيا عن الأنظار، وبقي سرُّهما صامدًا، إن كان حقًّا يوجد سرٌّ.
كانت قصاصةُ صحيفة «ويلشستر سنتينل» تحوي كلَّ هذا القدر من المعلومات. ولكن كان يوجد المزيد مما يلزم قراءته. كانت نهاية القصاصة في النصف العلوي من صفحة في دفتر القصاصات؛ تحتها في النصف الفارغ من الصفحة كتَب كايتلي مُدخَلًا، مؤرَّخًا بعد ثلاث سنوات من المحاكمة.
«ويلشستر: ٢٨ يونيو ١٨٨٤. بالإشارة إلى الوارد أعلاه. جئتُ إلى هنا في عمل اليوم وتحدثت مع رجال الشرطة حول إم وسي والمال. لم يَسمع أحدٌ عن إم وسي منذ إطلاق سَراحِهما. كانا قد أُطلِق سَراحهما في الوقت نفسِه، وشُوهدا في البلدة بعد ذلك بساعة أو ساعتَين، وبعد ذلك اختفيا؛ قال رجلٌ تحدَّث إلى إم إن إم أخبره أنهما سيُهاجران. ويُعتَقَد أنهما ذهبا إلى الأرجنتين. وكانا لكلَيهما أقاربُ في ويلشستر، ولكن لم يعرف أيٌّ من أقاربهما شيئًا عمَّا فعل إم وسي لاحقًا، أو أنهم يلتزمون الصمت. لم يُعَثر على أيِّ أثرٍ للمال، والآراء منقسمة حول ما فعلوه به: يعتقد كثيرون في ويلشستر اعتقادًا جازمًا أنهما كانا قد أخفياه وأنهما ذهبا ليستخرجاه.»
بدَت القضية برُمتها لبريريتون الآن واضحةً وضوح الشمس. كان المُخبر المسنُّ، الذي كان بالصدفة يحطُّ رحاله في هاي ماركت، قد عرَف هُوية مالاليو وكوذرستون، التاجرين الثريَّين في تلك البلدة الصغيرة النائية، وتبيَّن له أنهما مالوز وتشيدفورث اللذين كان قد رآهما في قفص الاتهام في ويلشستر، وكان قد كشَف عن معرفته تلك لأحدهما أو للآخَر أو لكِلَيهما. كان ذلك مؤكدًا. ولكنَّ أشياءَ كثيرة كانت أبعدَ ما تكون عن اليقين. ماذا حدث عندما أماط كايتلي اللِّثام عن نفسه وأظهر أنه كان شاهدًا على إدانتهما في تلك الأيام الخوالي؟ كيف كشف عن نفسه؟ هل حاول ابتزازهما؟ كان هذا احتمالًا واردًا.
ولكن لا يزال يوجد المزيد مما يتعيَّن التفكير فيه. كيف نما إلى علم ستونر، الكاتب المتوفَّى، بهذا الحدث الجلَل في رَبَّي عمله؟ هل عرَف به من كايتلي؟ كان ذلك مستبعَدًا. ومع ذلك، كان ستونر قد كتب في دفتر جيبِه مُدخَلًا كان بالضبط تلخيصًا «دقيقًا» للحقائق المطلَقة. بطريقةٍ ما، وفي مكانٍ ما، كان ستونر قد صار على دراية كاملة بسرِّ مالاليو وكوذرستون. هل نتج موت ستونر عن معرفة ذلك السر؟ في ظاهر الأمور، لم يكن يُمكن أن يوجد سوى شكٍّ ضئيل في هذا. إذن مَن الذي ضرب الضربةَ التي قتلت ستونر، أو إن لم تكن قد قتلتْه بالفعل، تسبَّبت في وفاته إذ أدَّت إلى السقطة التي كسَرَت عنقه؟ هل كان مالاليو؟ أم كوذرستون؟
كان بريريتون عندئذٍ قد أصبح على يقينٍ تامٍّ من أن هذا أو ذاك، أو كِلَيهما، كانا مذنبَين بارتكاب جريمة قتل كايتلي، وربما ستونر. وعندما أدرك ذلك اليقين، شعر بأنه في ورطة لا يمكن إلا أن تكون مؤلمة. كان من واجبه، بصفتِه محاميًا لرجل بريء، أن يضغط في استفساراته إلى أقصى حدٍّ حول سلوك الرجلَين اللذين كان يَعتقد أنهما مذنبان. وفي هذا كان يُواجه وضعًا غير سارٍّ. لم يكن يكترث بشأن مالاليو على الإطلاق. إن كان مالاليو مُذنبًا، فليتحمَّل العواقب التي كان يستحقُّها كلَّ الاستحقاق على جرائمه. عرَف بريريتون، دون أن يكون غيرَ مبالٍ أو انتقاميًا أو قاسيًا، أنه لن تهتزَّ له شعرةٌ إن سمع أنه ثبتَت إدانة مالاليو وحُكِم عليه بالإعدام. لكن كوذرستون كان والد الفتاة التي من المقرَّر أن يتزوجَها ويندل بينت قريبًا؛ وكان بينت وبريريتون صديقَين حميمين منذ كانا يذهبان معًا إلى المدرسة.
لقد كان يُواجه موقفًا محزنًا وغيرَ مريح. لقد جاء في زيارة إلى بينت، وأطال تلك الزيارةَ من أجل الدفاع عن رجل كان يَعتقد اعتقادًا راسخًا أنه بريءٌ براءةَ طفل، والآن عليه أن يجلب الخزيَ والعار إلى الأسرة التي سيَرتبط معها مضيفه بأوثق الروابط. ولكن ذلك كان أفضل من أن يُعانيَ رجلٌ بريء من الويلات! وبينما كان يمشي جَيئةً وذَهابًا في غرفة التدخين في منزل بينت، وهو يُفكر مَليًّا في الأمر برمَّته، لم يكن قد عقد العزم تمامًا على أن يُخبر بينت بكل شيء عن الأمر عندما يعود.
ارتدى بريريتون قبعةً ومعطفًا وغادر المنزل. كانت الساعة حينها السابعةَ والنصف؛ وكانت أمسيةً شديدة البرودة من أمسيات شهر نوفمبر، والقمر شبهُ المكتمل يعلو في سماءٍ صافية مرصَّعة بالنجوم. أدى التغييرُ المفاجئ من دفء المنزل إلى الجو المُحمَّل بالصقيع على سفح التلَّة إلى شَحْذ قدراته العقلية؛ فأشعل غليونه وقرَّر أن يسير بسرعةٍ في الطريق المؤدي إلى هاي ماركت وأن يَشغَل نفسه بمراجعةٍ أخرى للموقف. لطالَما كان التمشي في القرية ليلًا أو نهارًا وفي عُزلة من الأمور الجذابة المحببة إلى نفس بريريتون، وقد انطلق يفعل ذلك بحماس. لكنه لم يكن قد قطع مسافةَ مائة ياردة في اتجاه الأرض السبخة حتى خرجت أفيس هاربورو من بوابة حديقة آل نورثروب والتقَت به.
قالت بهدوء: «كنت قادمةً لرؤيتك.» وأردفت: «لقد سمعتُ شيئًا ارتأيتُ أنه يجب عليك سماعه أيضًا، وفي الحال.»
أجاب بريريتون: «وما هو؟»
سحبت أفيس ظرفًا من كُمِّها وأعطته إياه.
قالت: «أحضرَ لي صبيٌّ هذا منذ نصف الساعة.» واستطردت: «إنه من سيدةٍ عجوز، السيدة هَمثويت، التي تعيش في مكانٍ منعزل للغاية على الأرض السبخة فوق محجر هوبويك. هل يمكنك قراءته في هذا الضوء؟»
أجاب بريريتون: «سأفعل»، وهو يسحب قصاصة ورق من الظرف. استطرد قائلًا، وهو يُعيدها إلى أفيس: «هاكِ، أمسكي بها، وسأُشعل عودَ ثقاب؛ فضوء القمر ليس قويًّا بما يكفي. والآن»، تابع وهو يُخرِج علبة ثقاب من جيبه ويشعل عودًا: «ثبِّتيها … «إذا ذهبت الآنسة هاربورو لرؤية سوزان هَمثويت فسأخبركِ بشيء قد ترغبين في معرفته.» … همم!» هتف وهو يرمي عودَ الثقاب. وسأل: «والآن، كم يَبعد كوخ هذه المرأة العجوز؟»
أجابت أفيس: «ميلين.»
فسألها: «هل يُمكنكِ الذَّهاب إلى هناك الآن؟»
فأجابت: «فكرتُ في أن أفعل ذلك.»
قال بريريتون: «تعالَي، إذن.» وتابع: «سنَذهب معًا. إن اعترَضَتْ على وجودي، فسأتركُكِ معها وأنتظرُك في الجوار. بالطبع، تُريد أن تُخبركِ بشيء متعلق بوالدكِ.»
قالت أفيس: «هل تظن ذلك؟» وأردفت: «آمُل أن يكون الأمر كذلك!»
فأجاب: «هو كذلك بالتأكيد.» وأضاف: «ماذا يمكن أن يكون غير ذلك؟»
علَّقَت قائلةً: «يوجد الكثير من الأمور الغريبة التي يمكن التحدث عنها الآن.» واستطردَت: «علاوةً على ذلك، إن كانت السيدة همثويت العجوز تعرف أي شيء، فلماذا لم تُخبرني به حتى الليلة؟»
قال بريريتون: «أوه، لا تفسير لذلك!» وتابع: «للنساء المسنَّات طريقتهن الخاصة في فعل الأشياء، بالمناسبة»، تابع وهما يخرجان من الطريق ويبدَآن في تسلُّق الدرب الذي كان يؤدي إلى أول حدبةٍ في الأرض السبخة خارج البلدة: «لم أرَكِ اليوم … هل سمعتِ بقصة ستونر هذه؟»
فأجابت: «أخبرني بها السيد نورثروب بعد ظهر اليوم.» وسألتْه: «ما رأيك فيها؟»
تابع بريريتون السير قليلًا دون أن يرد. كان يسأل نفسه سؤالًا مُهمًّا. هل ينبغي أن يُخبر أفيس هاربورو بكل ما عرفه؟