حفنة من رمال الشاطئ
كآبة الحب تترنم، وكآبة المعرفة تتكلم، وكآبة الرغائب تهمس، وكآبة الفقر تندب، ولكن، هناك كآبة أعمق من الحب، وأنبل من المعرفة، وأقوى من الرغائب، وأمرُّ من الفقر. غير أنها خرساء لا صوت لها، أما عيناها فمشعشعتان كالنجوم.
عندما تشكو مصابًا لجارك تَهَبَهُ جزءًا من قلبك، فإن كان كبير النفس شكرك. وإن كان صغيرها احتقرك.
ليس التقدم بتحسين ما كان، بل بالسير نحو ما سيكون.
المسكنة نقاب يخفي ملامح الكبرياء. والدعوى قناع يغشي وجه البلاء.
عندما يجوع المتوحش يقطف ثمرة من شجرة ويأكلها، وعندما يجوع المتمدن يشتري ثمرة ممن اشتراها ممن اشتراها ممن اشتراها ممن قطفها من الشجرة.
الفن خطوة من المعروف الظاهر نحو المجهول الخفيِّ.
بعض الناس يستحثونني على الأمانة إليهم ليتمتعوا بلذة السماح عنِّي.
ما أدركت طوية امرئ إلا حسبني مديونًا له.
تتنفس الأرض فنُولد، ثم تستريح أنفاسها فنموت.
عين الإنسان مجهر تبين له الدنيا أكبر مما هي حقيقة.
أنا بريء من قوم يحسبون القحة شجاعة واللين جبانة؛ وأنا بريء ممن يتوهم الثرثرة معرفة والصمت جهالة والتصنع فنًّا.
قد يكون في استصعابنا الأمر أسهل السبل إليه.
يقولون لي: إذا رأيت عبدًا نائمًا فلا تُنبهه لعله يحلم بحريته. وأقول لهم: إذا رأيت عبدًا نائمًا نبهتُه وحدَّثته عن الحرية.
المعاكسة أدنى مراتب الذكاء.
الجميل يأسرنا، أما الأجمل فيعتقنا حتى ومِن ذاته.
الحماسة بركان لا تنبت على قمته أعشاب التردد.
يظل النهر جادًّا نحو البحر، انكسر دولابُ المطحنة أم لم ينكسر.
صُنِعَ الأديب من الفكر والعاطفة ثم وُهِب الكلام. أما الباحث فقد صنع من الكلام ثم أعطي قليلًا من الفكر والعاطفة.
تأكل مسرعًا وتمشي متباطئًا، فهلا أكلت برجلك ومشيت على كفيك!
ما تعاظم فرحُك أو حزنك إلا صَغُرَتِ الدنيا في عينيك.
العلم يستنبتُ بذورك ولا يلقي بك بَذرًا.
ما أبغضت إلا كان البُغض سلاحًا أدافع به عن نفسي، ولكن، لو لم أكن ضعيفًا لما اتخذت هذا النوع من السلاح.
لو علم جَدُّ جَدِّ يسوع ما كان مختبئًا في شخصه لوقف خاشعًا متهيبًا أمام نفسه.
الحب سعادة ترتعش.
يحسبونني حاد النظر ثاقبه؛ لأنني أراهم من خلال شبكة الغِربَال.
لم أشعر بألم الوحشة حتى مدح الناس عيوبي الثرثارة وطعنوا في حسناتي الخرساء.
بين الناس قَتَلةٌ لم يسفكوا دمًا قط، ولصوص لم يسرقوا شيئًا البتة، وكذبة لم يقولوا إلا الصحيح.
الحقيقة التي تحتاج إلى برهان هي نصف حقيقة.
ألا فأبعدوني عن الحكمة التي لا تبكي، وعن الفلسفة التي لا تضحك، وعن العظمة التي لا تحني رأسها أمام الأطفال.
أيها الكون العاقل، المحجوب بظواهر الكائنات، الموجود بالكائنات وفي الكائنات وللكائنات؛ أنت تسمعني لأنك حاضر في ذاتي؛ وإنك تراني لأنك بصيرة كل شيء حي. ألقِ في روحي بَذرة من بذور حكمتك لتنبت نصبة في غابتك وتعطي ثمرًا من أثمارك. آمين.