ماذا قالوا في السياحة
فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ.
يجب على الرجل أن يعرف شيئًا عن بلاده قبل أن يزور بلاد الآخرين …
يهيم الجاهل على وجهه، أما الرجل العاقل فيشد رحاله.
يستنير العاقل من الرحلات كثيرًا، ولكن الجاهل يصير بعدها أشد جهلًا.
إن روح الرحلة في حرية التفكير، وحرية الإحساس، والحرية التي يجدها الفرد في كل شيء يفعله دون أن يكون عليه رقيب.
إن فائدة الرحلات هي في مُقارنة التخيلات بالواقع، فبدلًا من أن يتخيل المرء الأشياء يلمسها على حقيقتها.
يضرب الرجل في الأرض باحثًا عمَّا يطلبه، ثم يعود إلى وطنه ليجده هناك.
إن السياحة في الخارج كان يجب أن تخفِّف من حِدَّة الأحقاد سواء كانت دينية أم سياسية، وتُحرِّر عقول الناس، ولكن كم من الناس قد سافر بقصد التغلُّب على كل ما يُناقض مشاعره!
ما ندمت على هذا السفر بحال، فإميل قد أمضى وقته في الالتفات إلى العلم والإمعان في مسائله، فهو يعود إلى بلاده الآن ناقلًا إليها مجاميع في علم التاريخ الطبيعي، بل حاملًا ما هو خير له؛ منها: ضروب الانفعال الكثيرة بما رأى، وصنوف الذكر لما وعى، وقد تربَّي طبعه في مدرسة الاختبار والحياة التي لا يربي الرجال غيرها.
إني لا أعني بهذا القول أن أُلزم جميع من هم في سنِّه من المُراهقين أن يبتعدوا عن أوطانهم بقدر ابتعاده، ولكن رأيي الذي لا أحيد عنه هو أنهم لو خرجوا قليلًا من أصدافهم ورأوا الكون في الكون قبل أن يروه في الكتب؛ لغنموا من ذلك أكثر مما يخطر بالبال.