إياك!

لا تتعب نفسك باللف والدوران، فإن هذا قد «يُعكنن» مزاجك، ولا يجعلك تشعر بلذة الرحلة.

رأيت في إحدى رحلاتي سيدة أمريكية تحمل مقعدًا صغيرًا في يدها وكانت تدخل به المتاحف الكبرى، وتجلس عليه لتتمعن في الصور الجميلة التي تراها.

من الخطأ أن تعتقد أنك مادمت أجنبيًّا عن البلاد، فإن الناس لا يهتمون بتصرفاتك وأفعالك.

قد يكون عكس ذلك هو الصحيح، وأهل البلد الذي تزوره يرون في شخصك دائمًا ممثلًا لبلادك، وصورة من بني جنسك، فحاول دائمًا أن ترفع من اسم بلادك.

إنَّ النَّصابين يُوجدون كل بلد، كما يُوجد تُجَّار يُحاولون استغلال جهل الأجانب في كل جهة، ولكن إيَّاك والاتهام السريع، تأكَّد أولًا من صدق ما تقول.

يقول المثل: إذا كنت في روما فافعل كما يفعل الرومان!

حاول دائمًا حيثما كنت أن تتبع عادات السكان، وأن تحترم تقاليدهم، وأن تشترك في أعيادهم … إن هذا يترك أثرًا جميلًا في نفوسهم.

لا تُصفِّق بيديك أو ترفع صوتك بالحديث في المطعم أو الفندق حتى ولو تأخر «الجرسون».

استعن دائمًا بنشرات ومطبوعات السياحة المحلية، فإنَّها جليلة الفائدة عظيمة النفع للغريب، إنَّها تُغنيك عن السؤال في كثير من الأحيان.

إذا استعملت القطار في أسفارك فلا تركب الدرجة الأولى لن تجد بها أحدًا، ولا تركب الدرجة الثانية إلا إذا كنت تنوي قضاء الليل في القطار، الدرجة الثالثة نظيفة مُحترمة يستعملها جميع الناس، فلا تُسافر إلا بها.

أحيانًا قد يكون السفر بالسيارة أفضل من السفر بالقطار، وأحيانًا أخرى قد يكون السفر بالقطار أفضل من السفر بالطائرة، وتارة يجب عليك استعمال الباخرة.

خير وسيلة تستعملها لترى عاصمة من العواصم، أو مدينة من المدن الكبيرة هي رحلة السيارة الكبيرة (الأوتوبيس) التي تُريك معالم المدينة كلها، وتنظم هذه الرحلات مكاتب السياحة الكبيرة، وتجد في هذه السيارات أدلَّاء يشرحون للسائحين ما تقع عليه أنظارهم.

تجد في حجرتك بالفندق، في معظم الجهات، لوحة مَطبُوعة عليها نمرة حجرتك، وقيمتها في الليلة الواحدة، وما يُضاف إلى هذه القيمة نظير الخدمة والإضافات الأخرى.

من الصعب أن تجد لك من يُنظِّف لك حذاءك في غير الفندق، ولذلك يحسن أن تضعه كل ليلة خارج حجرتك، فتجده في الصباح نظيفًا.

تمتع برحلتك، وأبعد السأم عن نفسك، ويمكنك أن تجد مُتَعًا بريئة قدر ما تريد.

احذر المتسكعين والمتسكعات في الطريق، وإيَّاك أن تتبعهم أو تتبعهن.