المندوبون السامون
سير هربرت صمويل
كنا تكلمنا عن أول مندوب عرفناه في فلسطين وهو السير هربرت صمويل — الآن لورد صمويل — بما عرفناه عنه؛ وإنه لمن الرجال الأفذاذ الذين عرفتهم كوزير ورجل دولة، وكمتفانٍ بحكمة في قوميته. وكانت الليدي صمويل مكرمة للضيف وقورة محترمة.
اللورد بلومر
إن اللورد بلومر هو المندوب الثاني في فلسطين في عهدي، وهو نبيل وقور كريم، ومشير فخيم، لطيف المعشر وصريح. وفي عهده أبرمت المعاهدة البريطانية الأردنية. وفي عهده أنقص عدد الجيش العربي، وأخذت منه المدفعية وأنشئت قوة الحدود. ولقد كنت نصحت بعدم فائدة هذه الإجراءات، ولكن لعل ذلك من ظواهر الانتداب. وإنه لخير كثير حيث لم تقع هذه البلاد فيما وقعت فيه سوريا التي تعاني من الحكومة الفرنسية إلى الآن ما تعاني. ولقد تعاونت مع اللورد بلومر، ولقد عاونني ضمن الحدود التي له ولي.
سير جون شانسيلور
هو ثالث مندوب وهو رجل حليم مدقق، وفي عهده بدأ الشعور القومي ينمو في فلسطين. وكانت أول المظاهرات والثورات واللجان البريطانية للتحقيق، وحوادث البراق. وكان صديقًا حميمًا لي.
سير آرثر واكهوب
إن هذا الجنرال هو الثاني من المندوبين السامين العسكريين. وكان كشرارة تتقد، حسن النية جوالًا شاطرًا. وفي وقته كانت الثورة المعلومة في فلسطين، وفي وقته قيل عن التقسيم. وبهذه المناسبة أتساءل: هل يمكن لعاقل في الدنيا القول بتهويد فلسطين؟! إنه لمن خير اليهود ومن واجب الذين يحدبون على اليهود أن يقنعوا بما حصل؛ ولتقف الهجرة ولتستقل فلسطين عربية، ولتكن الطائفة اليهودية لها ما لسواها من حقوق لمواطنين فلسطينيين؛ فإن محاولة أي حل غير هذا فيه الكوارث والخراب والدمار.
سير هارولد مكمايكل
حضر هذا المندوب السامي إلى فلسطين بعد فتور الثورة العربية بفلسطين، ولم يمض زمن حتى كانت الحرب الأخيرة فشغلت الناس عن كل شيء. وفي الحق أنه أحسن عمله في هذه الفترة الخطيرة من الزمن. وأن محاولة الاعتداء عليه من اليهود تري الإنسان من هو مكمايكل في نظر اليهود.