أطياف الربيع
للشاعرِ «أحمد زكي أبو شادي» نفْسٌ صافيةٌ غمرَهَا الحُبُّ فأَنْساها الألَم، ولا عَجَب؛ فهو مُؤسِّسُ «مَدْرسة أبولو»، إحْدى أهمِّ المَدارسِ الشعريةِ الرومانسيةِ في العصرِ الحديث. وفي هذا الديوانِ الذي سمَّاه «أَطْياف الربيع» يعبِّرُ عنْ مَكْنوناتِ نفسِه، فيَغوصَ في أعماقِها ويُخرِجَ لنا ما تَنطوِي عليهِ أحاسيسُه، وتَجِيشُ بهِ مَشاعرُه، وتَفيضُ بهِ خَواطِرُه الشعريَّةُ الفذَّة. يحكِي الشاعرُ عنْ لَوْعتِه وشَوْقِه للمَحْبوبة، حتَّى أتَى الصُّبحُ بإشراقِه وأزهارِه، وحُسْنِه وأَلْحانِه، وأتَتْ معَهُ ذِكرى محبوبتِه وصورَتُها؛ فصارَ الشعرُ أطيافًا للربيعِ تُزهِرُ عليهِ بذِكرياتِها؛ ففي نفْسِ الشاعرِ حِيرةٌ بينَ لَوْعةِ الحُبِّ ولهيبِ الفِراق، وتارةً بينَ التصوُّفِ وغِمارِ الشَّهْوة، وأُخْرى بينَ الطبيعةِ وجمالِها، والحياةِ وجُمودِها.