مقارنة بين إحصاءات واضحة الدلالة
الدراسة الإحصائية المقارنة خير مؤشر على طبيعة الاتجاه وزخم النشاط الاجتماعي، قياسًا إلى بلدان تشاركنا أو تنافسنا في المسيرة الحضارية. وهكذا نستطيع أن نعرف موقعنا على خريطة الصراع أو التنافس العالمي الثقافي، ونعرف مصداقية ما نفعله، ومصداقية عزمنا على التصدي لتحديات العصر، أو لنعرف جدارة حقِّنا في الوجود القائم على الصراع. ولن نعقد المقارنة مع رءوس التقدم الحضاري؛ فهؤلاء تفصلنا عنهم مسافات شاسعة، وإنما سنكتفي بعددٍ من البلدان المتواضعة، ولكنها تنتمي أو تسعى على الانتماء لحضارة العصر. وعمدنا إلى عقد مقارنة بين حال العالم العربي وحال عدوِّنا الجاثم على أرضنا؛ وأعني به إسرائيل. وهدفي أن نعرف كيف يفكر، وكيف رسم خطواته، وكيف صاغ استراتيجيته، وكيف كان واضح الهدف، واعيًا بخط الوصول إلى الهدف ومراحله، حتى أصبح عنصرًا ضالعًا عِلمًا نظريًّا وإنجازًا عمليًّا في حضارة العصر، وأصبح تحديًا رادعًا كما يقولون. وسوف نكتشف في ضوء خطواته وسياساته نطاق الخطأ في حياتنا العلمية والثقافية التي أوردتنا المهالك، علاوةً على مؤامراته؛ ليكون هو صاحب اليد الطولى والكلمة النافذة أو القاهرة، بفضل ما هيَّأ له البحث العلمي والتنظيم الاجتماعي البشري من إمكانات رادعة.
وانطلاقًا من إيماننا بأن التفكير العلمي والبحث العلمي هما محور ارتكاز حضارة العصر؛ لذلك اتخذتهما أساسًا لبيان طبيعة اتجاه حركة الترجمة، والمقارنة بين البلدان العربية وبين إسرائيل وعدد من البلدان الأخرى. وتأكيدًا لِمَا ذهبنا إليه، نشير بدايةً إلى أن الصهيونية واعية منذ نشأتها في القرن التاسع عشر بحقيقة التحديات العلمية، ودَور سلاح العلم اجتماعيًّا وثقافيًّا وعسكريًّا، باعتباره أمضى سلاح في المواجهة. لهذا شرعت الحركة الصهيونية منذ البداية في تمهيد «أرض الميعاد» على أساس علمي، وبدأت في تطوير العلوم البحتة والتطبيقية بهمة وإدراك موضوعي للمكانة الأولى التي يحتلُّها العلم في السِّلم وفي الحرب. وهكذا جعلت العلم — إنجازًا نظريًّا وتطبيقيًّا — عُدَّتها وسلاحها لبناء قوة ردع عسكرية ذاتية (عدةً وعتادًا، مركز بحث وقوة بشرية منظمة)، تُهيئ لها قدرًا من استقلال الرأي والاعتماد على النفس، علاوةً على ما يصلها من دعم خارجي. وبدأت الصهيونية جهودها هذه منذ مطلع القرن العشرين، بينما كانت تركيا العثمانية أو الرجل المريض على فراش المرض يُحتضر. ووضعت الصهيونية حجر الأساس للجامعة العبرية في القدس عام ۱۹۱۸م، وهي الجامعة التي تُركِّز، شأن جامعات أخرى نشأت بعد ذلك، على العلوم الطبية والبيولوجية والزراعية والعلوم الأساسية (علوم الوراثة والهندسة البيولوجية والمعلوماتية وعلم الكمبيوتر والإلكترونيات، وهي العلوم التي تُشكِّل طليعة التكنولوجيا الحديثة) (أنطوان زحلان، المستقبل العربي، ع٨٦ أبريل/نيسان ۱۹۸٦م). وبدأت إسرائيل أول برنامج للأبحاث النووية لها عام ١٩٤٨م؛ أي عام النشأة، وافتتحت جامعة إسرائيل قسمًا لهندسة الطيران عام ١٩٥٤م، واشتركت إسرائيل في معرض هانوفر الجوي عام ١٩٦٨م، حيث عرضت طائرةً ذات محركَين توربينيَّين تصلح لنقل المسافرين والبضائع. وبدأ إنتاج هذه الطائرة بالجملة قبل نهاية ۱۹٦۹م (أنطوان زحلان، العلم والتعليم العالي في إسرائيل، دار الهلال، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، ترجمة محمد صالح العالم ۱۹۷۰م).
وفي أوساط الستينيات كانت إسرائيل أنشأت بنيةً أساسية علمية وتكنولوجية، واحتلَّت المرتبة السادسة عشرة بين دول العالم في حجم إنتاج الأبحاث. وكان لديها آنذاك عدد من العلماء الناشرين ضِعف ما لدى دول أمريكا اللاتينية مجتمعة، وضِعف ما لدى أفريقيا كلها. وبلغ مجموع ما نشره العلماء التكنولوجيون الإسرائيليون ثلاثة أضعاف ما نشره البحَّاثة في الوطن العربي (أنطوان زحلان، نفس المرجع). ويزيد عدد البحوث العلمية في إسرائيل عام ۱۹٦۷م — أي منذ ثلاثين عامًا — عمَّا قدمه العرب آنذاك ﺑ ٦٦٠ بحثًا، بينما يزيد عددها عام ۱۹۸۳م؛ أي منذ خمسة عشر عامًا ﺑ ٢٠٤٥ بحثًا؛ أي إنها في ازدياد مطرد ونحن في تراجع. هذا بينما توجد في الوطن العربي ۷۱ جامعةً كاملة، وما بين ۳۰۰ إلى ۱۰۰۰ مركز أبحاث تضم جميعها حوالي ٥٠٠٠٠ من أساتذة وأعضاء معاهد البحوث؛ أي علماء (أنطوان زحلان، الإنتاج العلمي العربي، مجلة المستقبل العربي ٧٧٤ يوليو/تموز ۱۹۸٥م).
وتوضِّح الإحصاءات التالية مدى وحقيقة اهتمام كلٍّ من إسرائيل والبلدان العربية بالعلم أساسًا للنهوض والصحوة الحضارية، وسوف يبين لنا أن نكستنا الحضارية ليست أبدًا بسبب الابتعاد عن أي شيء آخر سوى الابتعاد عن العلم إنجازًا ومنهجًا وإدارةً لشئون الحياة والمجتمع، وتفاعلًا مع العالم، ثم شيوع الأمية الثقافية والتعليمية الأبجدية، ناهِيَك عن لغة الاتصالات الإلكترونية؛ ممَّا يؤكد عُزلتنا الثقافية، ويكشف أسباب الرِّدة إلى الفكر الخرافي.
تشير إحصائية في الكتاب السنوي لمنظمة اليونسكو، إصدار ۱۹۹٦م، إلى إجمالي المنشور من الكتب عام ۱۹۹۲م (تأليفًا وترجمة).
البلد | تعداد مليون نسمة | إجمالي الإصدارات | علوم بحتة | علوم تطبيقية |
---|---|---|---|---|
العالم العربي | ٢٥٠ | ٦٧٥٩ | ٥٤٨ | ٦٠٤ |
إسرائيل | ٤٫٥ | ٤٦٠٨ | ٢٨٩ | ٢٣١ |
اليابان | ١٢٣ | ٣٥٤٩٦ | ١١٤٢ | ٦٢٧٦ |
فرنسا | ٥٥ | ٤٥٣٧٩ | ٢٠٣٨ | ٥٠٤٩ |
ألمانيا | – | ٦٧٢٧٧ | ٢١٤١ | ٩٤١ |
إسبانيا | ٣٩ | ٤١٨١٦ | ٢٥١٢ | ٥٨٧٣ |
يظهر هنا الفارق الشديد بين العالم العربي — ۲٥۰ مليون نسمة — وبين إسبانيا — ۳۹ مليون نسمة — وإسرائيل — ٤٫٥ مليون نسمة — وتكشف هذه الإحصائية وغيرها عن أن السبب ليس فقط الأمية الأبجدية، وإنما أيضًا الأمية الثقافية والعزوف عن القراءة. العالم العربي تعداده ۲٥۰ مليون نسمة، ويصدر كتبًا هي سدس ما تُصدره إسبانيا وتعدادها ۳۹ مليون نسمة.
الصحف والدوريات اليومية لكل ألف نسمة، وهذا مؤشر جيد على شعبية الثقافة والانتماء إلى العالم (نفس المصدر).
البلد | عدد لكل ألف |
---|---|
مصر | ٦٤ |
ليبيا | ١٣ |
المغرب | ١٣ |
الجزائر | ٤٦ |
السعودية | ٥٤ |
لبنان | ١٧٢ |
العراق | ٢٧ |
إسرائيل | ٢٨١ |
إسبانيا | ١٠٤ |
المجر | ٢٢٨ |
ألمانيا | ٣١٧ |
فرنسا | ٢٣٧ |
البلد | ١٩٧٠م | ١٩٨٠م | ١٩٩٠م | ١٩٩١م |
---|---|---|---|---|
العالم | ٥٢١٠٠٠ | ٧١٥٥٠٠ | ٨٤٢٠٠٠ | ٨٦٣٠٠٠ |
أفريقيا | ٨٠٠٠ | ١٢٠٠٠ | ١٣٠٠٠ | ١٣٠٠٠ |
آسيا | ٧٥٠٠٠ | ١٣٨٠٠٠ | ٢٢٨٠٠٠ | ٢١٥٠٠٠ |
أوروبا | ٢٤٦٠٠٠ | ٣٣٠٠٠٠ | ٣٦٤٠٠٠ | ٤٠٣٠٠٠ |
البلدان المتقدمة | ٤٥١٠٠٠ | ٥٦٢٥٠٠ | ٦٠٠٠٠٠ | ٦٣٥٠٠٠ |
البلدان النامية | ٧٠٠٠٠ | ١٥٣٠٠٠ | ٢٤٢٠٠٠ | ٢٢٨٠٠٠ |
البلدان العربية | ٤٧٠٠ | ٦٥٠٠ | ٦٤٠٠ | ٦٥٠٠ |
أفريقيا (بدون العرب) | ٤٦٠٠ | ٩٠٠٠ | ١٠٠٠٠ | ١٠٠٠٠ |
أمريكا الشمالية | ٨٣٠٠٠ | ٩٩٠٠٠ | ١٠٦٠٠٠ | ١٠٢٠٠٠ |
البلد | ١٩٧٠م | ١٩٨٠م | ١٩٩٠م | ١٩٩١م |
---|---|---|---|---|
العالم | ١٨٢ | ١٦١ | ١٥٩ | ١٦٠ |
أفريقيا | ٢٢ | ٢٥ | ٢٠ | ٢٠ |
آسيا | ٥٩ | ٥٤ | ٧٣ | ٧٠ |
أوروبا | ٥١٥ | ٦٨٢ | ٧٢٦ | ٨٠٢ |
البلدان المتقدمة | ٤٢٨ | ٤٩٠ | ٤٨٨ | ٥١٣ |
البلدان النامية | ٣٩ | ٤٦ | ٦٠ | ٥٥ |
البلدان العربية | ٣٨ | ٤٠ | ٢٩ | ٢٩ |
أفريقيا (بدون العرب) | ١٧ | ٢٥ | ٢٠ | ٢٠ |
أمريكا الشمالية | ٣٦٦ | ٣٩٣ | ٣٨٥ | ٣٦٥ |
البلد | ١٩٧٠م | ١٩٨٠م | ١٩٩٠م | ١٩٩١م | ||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
كتب | سكان | كتب | سكان | كتب | سكان | كتب | سكان | |
أفريقيا | ١٫٥ | ١٢٫٤ | ١٫٧ | ١٠٫٩ | ١٫٥ | ١٢٫١ | ١٫٥ | ١٢٫٣ |
آسيا | ١٤٫٤ | ٤٣٫٢ | ١٩٫٣ | ٥٧٫٨ | ٢٧٫١ | ٥٨٫٨ | ٢٤٫٩ | ٥٨٫٩ |
الدول النامية | ١٣٫٤ | ٦١٫٥ | ٢١٫٤ | ٧٤٫١ | ٢٨٫٧ | ٧٦٫٩ | ٢٦٫٤ | ٧٧٫٠ |
أوروبا | ٧٫٢ | ١٦٫١ | ٤٦,٢ | ١٠٫٩ | ٤٣٫٢ | ٩٫٥ | ٤٦٫٧ | ٩٫٣ |
البلدان العربية | ٠٫٩ | ٤٫٤ | ٠٫٩ | ٣٫٧ | ٠٫٨ | ٤٫٢ | ٠٫٨ | ٤٫٢ |
وتوضِّح لنا الإحصاءات السابقة معنى بلدان المركز وبلدان الأطراف في التوزيع الثقافي والهيمنة الثقافية وكذا الإنتاج، وهو ما سوف نعرض له في الفصل الخاص «العولمة وتعريب الترجمة»، ويبيِّن بوضوح مدى الهامشية للبلدان العربية، ومن ثم الواجب الملقى عليهم لصحوة أو نهضة شاملة.
-
إجمالي الإنتاج في السعودية عام ۱۹۸۰م كلها تأليف: ۲۰۷ عناوين منها ٦۷ دين، ٥٥ أدب.
-
إجمالي الإنتاج في العراق ۱۹۷۹م: ٩٤٨ عنوانًا منها ۸٦ دين، ۱۹٤ تاريخ أدب ونقد، ٦٩ سياسة.
إن العالم العربي لا يزال يعيش الشفاهة، وهو عصر قبل الكتابة، ناهِيَك عن عصر العلم، وهذا ما ينعكس بوضوح في الترجمة كنشاط اجتماعي.
هذا بينما بلغت قيمة صادرات إسرائيل من الكتب والمطبوعات عام ١٩٦٥م ما قيمته ٤ ملايين دولار، وبلغ حجم التصدير الإسرائيلي من الطباعة والنشر عام ۱۹۷۰م ما قيمته عشرة ملايين دولار. ويوضِّح هذا القيمة الاقتصادية للصادرات العلمية في صورة إنتاج معرفي (أنطوان زحلان، العلم والتعليم العالي في إسرائيل، ترجمة محمد صالح العالم، دار الهلال ۱۹۷۰م).
وفي تقرير آخر يوضِّح أن إسرائيل من الدول الأولى في حجم النشر والترجمة في العالم (من العشرة الأوائل)، باعت في عام ۱۹۹۷م ما قيمته ۱۳ مليون كتاب بمتوسط ۳ كتب في العام للشخص الواحد، وتشير إحصائية رسمية إسرائيلية صدرت في يناير ۱۹۹۸م إلى أن ٥٠٪ يقرءون كتابًا واحدًا كل شهر، و۲۰٪ يقرءون كتابًا واحدًا كل عام، و.٣٪ لا يقرءون الكتب.
السنة | إجمالي | علوم بحتة | |
---|---|---|---|
١٩٨١م | ٢٢٥ | ١٥ | حوالي كتاب واحد لكل مليون نسمة |
١٩٨٢م | ٧٢ (لم ترد مصر والعراق) | – | |
١٩٨٣م | ٧٠ (لم ترد مصر والعراق) | ١ | |
١٩٨٤م | ٤٥٩ | ٢٦ | |
١٩٨٥م | ٢٧٢ (لم ترد مصر والعراق) | ٢٣ | |
١٩٨٦ | ٢٦٨ (لم ترد مصر والعراق) |
إجمالي الترجمة في عدد من الدول للمقارنة (نفس المصدر)
السنة | إجمالي | علوم بحتة | |
---|---|---|---|
١٩٨١م | ٣٨٧ | ٧٠ | ما بين ۹۳ و۷٦ كتابًا لكل مليون نسمة. مع ملاحظة شيوع اللغة الإنجليزية، وأن ٥٠٪ من سكان إسرائيل مهاجرون يقرءون بلغاتهم الأصلية علاوةً على العبرية. |
١٩٨٢م | ٣٤٨ | ١٠ | |
١٩٨٣م | ٢٣٢ | ٣ | |
١٩٨٤م | ٣٦٦ | ٤ | |
١٩٨٥م | ٣١٣ | ١ | |
١٩٨٦م | ٤٦٢ |
السنة | إجمالي | علوم بحتة | |
---|---|---|---|
١٩٨١م | ٤١٩ | ٤٥ | حوالي ۱۰۸ كتب لكل مليون. |
١٩٨٢م | ١٢٢٧ | ٩٢ | |
١٩٨٣م | ١٣٩٧ | ١٦٢ | |
١٩٨٤م | ١٢٣٨ | ١٢٨ | |
١٩٨٥م | ١٢٠٢ | ١١٠ | |
١٩٨٦م | ١١٤ | ١٤١ |
السنة | إجمالي | علوم بحتة | |
---|---|---|---|
١٩٨١م | ٦٣٦١ | ٢٥٤ | حوالي ٢٤٠ عنوانًا لكل مليون. |
١٩٨٢م | ٧٣٨١ | ٣٣١ | |
١٩٨٣م | ٧٤٤٧ | ٢٧٣ | |
١٩٨٤م | ٧٧٤١ | ٢٥٩ | |
١٩٨٥م | ٧٩٤٤ | ٣٢٥ | |
١٩٨٦م | ٩٦٤٧ | ٤٢٨ |
تكشف هذه الإحصاءات حالة التدني الشديدة والتخلف المروِّع في مجال الترجمة؛ أي في مجال الاطلاع على علوم العصر والتفاعل معها. وكيف نتفاعل ونحن لا ننتج كما تكشف إحصاءات إنتاج الكتب؟ وكيف نسعى إلى المعرفة ونحن لا نقرأ؟ وهذا ما جعلنا نقول: إننا لا نزال مجتمعات شفاهية؛ ولذا فإن الأزمة أزمة مجتمع، والمشكلة هي قارئ وكتاب بالنسبة للتأليف والترجمة على السواء. وهذا يعني شيوع الأمية العلمية والثقافية العالمية في بلدان العالم العربي، وهو ما يفسر حالة الخَواء الفكري والعلمي العقلاني وشيوع الفكر الخرافي؛ ممَّا يُضعف عزيمة الأمة، ويضعف الأمل في مواجهة التحديات، أو حتى يُحفِّزنا إلى قَبول التحدي وقد أدركنا أبعاده وذلك بمضاعفة الجهد.
-
كتابًا واحدًا تقريبًا (أو ١٫٢) لكل مليون نسمة في العالم العربي.
-
۱۰۰ كتاب تقريبًا لكل مليون نسمة في إسرائيل.
-
٢٥٠ كتابًا تقريبًا لكل مليون نسمة في إسبانيا.
وحتى نعرف أن هذا موقف ليس بالجديد، وعلينا أن نبحث عن أسباب العزوف عن الاطلاع في تكويننا الثقافي الاجتماعي، أُشير إلى إحصائية تقريبية وردت في كتاب «الخطة القومية للترجمة» الصادر عن المنظمة العربية للتربية والعلوم، إذ يقول ما يلي:
-
(١)
إحصاء الكتب المترجمة من ۱۹۷۰م إلى ۱۹۷٥م في خمس دول عربية — هي بالطبع الدول المنتجة للكتب — بلغ ۸۷۲ كتابًا بمعدل ١٧٥ عنوانًا مترجمًا في السنة.
-
(٢)
إحصاء الكتب المترجمة بدايةً من ۱۹۷۰م لغاية ۱۹۸۰م في ١٦ دولةً عربية، بلغ ٢٨٤٠ عنوانًا؛ أي بمعدل ٢٨٤ عنوانًا مترجمًا في السنة. وهذا إحصاء مقارب لإحصاء منظمة اليونسكو.
-
(٣)
يشير الكتاب إلى أن إجمالي الكتب المترجمة في العالم العربي منذ الخليفة المأمون وحتى يومنا هذا يصل إلى ١٠٠٠٠ عشرة آلاف عنوان؛ أي ما يساوي ما ترجمته إسرائيل في أقل من ۲٥ سنةً من وجودها، أو ما ترجمته البرازيل في أربع سنوات، أو ما ترجمته إسبانيا في سنة واحدة تقريبًا. وليس هذا التقدير مبالَغًا فيه بالسلب، خاصةً إذا نظرنا إليه في ضوء الإحصاءات المشار إليها. ونحن نعرف أن العالم العربي عاش في ظلام الهيمنة التركية والمملوكية قرونًا طويلة، ولم يبدأ في الخروج من هذا الظلام — وإن خرج غافيًا — إلا في مطلع القرن التاسع عشر. بيد أنه لا يزال غير مدرك لحقيقة التحدي وأسباب النهوض الحضاري ليعقد العزم على الإفلات من نكسته، والتفاعل مع العالم المتقدم ثقافيًّا التزامًا باستراتيجية تنموية وإطار فكري يعبران عنه.
وإلى من راعته هذه الإحصاءات أو تشكَّك فيها، نسوق إحصاءً آخر يصدق عليها؛ إذ يعتبر مؤشِّرًا محايدًا ومحكوم المصدر، وأعني بهذا إحصاء استهلاك ورق الطباعة للصحف والمطبوعات الأخرى بعامة — ومصدر الإحصاء الكتاب السنوي لليونسكو ۱۹۹٥ — وطبيعي أن استهلاك الورق يكشف بوضوح عن علاقة المجتمع بالقراءة والكتاب.
البلد | إجمالي | لكل ألف نسمة | للفرد |
---|---|---|---|
مصر | ٨٩٩٠٠ مليون طن متري | ١٤٤٨كجم | ١٫٤–١٩٫٥كجم |
إسرائيل | ١٠٧٩٨٨ مليون طن متري | ١٩٥٤٧كجم | |
فرنسا | ٧٩٤٠٠٠ مليون طن متري | ١٣٦٦٥كجم | |
إسبانيا | ٤٩٦٠٠٠ مليون طن متري | ١٢٥١٩كجم |
البلد | إجمالي | لكل ألف نسمة | للفرد |
---|---|---|---|
مصر | ١٠٧٦٠٠ مليون طن متري | ١٧٣٣كجم | ١٫٧كجم |
إسرائيل | ١٨٠٢٢١ مليون طن متري | ٣٢٦١٩كجم | ٣٢٫٦كجم |
فرنسا | ٣٦٦٢٠٠٠ مليون طن متري | ٦٣٠٢٥كجم | ٦٣٫٠٠كجم |
إسبانيا | ١٤٠٢٥٠٠ مليون طن متري | ٣٥٣٩٣كجم | ٣٥٫٠٠كجم |