غلظة
كان محمد بن عبد الملك الزيات قاسي القلب غليظ الكبد جافي الطبع بليد المزاج، وكان على هذا كله أديبًا مرهف الحس نافذ البصيرة رقيق الشعور، صافي الذوق مترف العقل ممتازًا فيما يكتب من نثر، وفيما يقرض من شعر، وكانت السياسة وحدها هي التي أتاحت لهذين الشخصين المتناقضين أن يعيشا في جسم واحد، وأن يتسميا باسم واحد، وأن يصدر عنهما مع ذلك من الأعمال والأقوال ما ليس إلى التوفيق بينه سبيل.
فقد كان محمد بن عبد الملك الزيات أقسى الناس في القول والعمل ما تولى أمور الحكم، وكان أرق الناس قولًا وعملًا ما فرغ لحياته الخاصة، وقد ذهبت حياته الخاصة مع ما يذهب من حياة الناس، وبقيت من حياته العامة آثار تصور نفسه البشعة، وقلبه القاسي، وطبعه الجافي، وعنفه الذي لم يكد تاريخ المسلمين يعرف له نظيرًا.
وكان محمد بن عبد الملك الزيات يقول فيما كان يقول: إن الرحمة خور في الطبيعة، وكان محمد بن عبد الملك الزيات يقترف فيما كان يقترف من الآثام. أذاق الناس ألوانًا من العذاب لم يعرفها قبله عرب ولا عجم، والله عز وجل يعجل الانتقام حينًا، ويملي للقساة الجفاة الظالمين أحيانًا، وقد عجل الانتقام من محمد بن عبد الملك الزيات، فذاق العذاب الذي أذاقه الناس أيام حكمه، وكان معذبه يقول له: ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ.
ولست أدري لم ذكرت محمد بن عبد الملك الزيات، وقصته هذه البشعة، وسيرته هذه المنكرة، وحكمه هذا البغيض، وقد تغيرت حياة الناس فرقت طباعهم بعد جفوة، ولانت قلوبهم بعد قسوة، ولم يبق بينهم في مصر على الأقل من يقول إن الرحمة خور في الطبيعة، ومن يعذب الناس في تنور قد فرشت أرضه بالمسامير المدببة، وقد امتدت هذه المسامير المدببة في سقفه وجنباته فما يقيم فيه المعذب البائس إلا على هذه المسامير تأخذ لحمه من كل ناحية إن أقام ساكنًا أو تحرك في تنوره هذا المنكر البشع.
ليس في مصر شيء من هذا؛ لأننا قد تحضرنا فرقت طباعنا، وصفت أذواقنا، ولانت قلوبنا، وتهذبت نفوسنا، وإذن فما الذي يذكرني بمحمد بن عبد الملك الزيات في القرن الرابع عشر للهجرة، وفي مدينة القاهرة التي هي عاصمة مصر التي قال عنها إسماعيل العظيم رحمه الله: «إنها جزء من أوروبا.»
ذكرني بمحمد بن عبد الملك الزيات في قسوته الغليظة الجافية ما ألاحظه من أن الترف لم يغير من غرائزنا شيئًا، وإنما علمها القسوة المترفة، وعلمها الافتنان في العذاب، وعلمها الترف في ألوان الانتقام، فنحن لا نعذب الأجسام، وإنما نعذب النفوس، ونحن لا نلقي الناس في تنور أشرعت فيه المسامير من جميع أقطاره، وإنما نلقي الناس في ألوان من العذاب ليست أقل بشاعةً ولا نكرًا من هذا التنور الذي ابتكره ذلك الوزير العباسي في القرن الثالث للهجرة، وفي مدينة السلام.
وليس في هذا شيء من الغرابة، فإن تقدم الحضارة الإنسانية لم يرق العقل وحده، ولا الذوق وحده، وإنما رقى الغرائز أيضًا، وعلمها فنونًا من القسوة ما كانت لتخطر لمحمد بن عبد الملك الزيات وأضرابه على بال، وللفرنسيين تعبير يصور هذا الترف في القسوة، وهذا الافتنان في الانتقام، فهم يقولون فيمن يصب على الناس عذابًا هادئًا، ولكنه متصل منته إلى أبشع الغايات، إنه ينضج من يعذبه على نار هادئة، ونحن والحمد لله بارعون كل البراعة في الإنضاج على النار الهادئة، نجد في هذا لذة آثمة خبيثة توشك أن تكون مسخًا لما كان الإنسان يظن أنه يمتاز به من ذكاء القلب، ونفاذ البصيرة، وصفاء الذوق، ودقة الطبع.
وأي شيء أبغض وأبشع وأشد في النفوس نكرًا من أن تصب على خصمك هذا العذاب الهين اللين الرقيق، الذي لا يكاد يرى ولا تكاد آثاره تحس، ولكنه يتصل ويمضي مع الدقائق والساعات، ومع الأيام والليالي، ومع الأسابيع والأشهر والأعوام، حتى يبلغ ببطئه هذا الفظيع أضعاف ما كان يبلغه محمد بن عبد الملك الزيات بعذابه المنكر السريع.
وأبشع من هذا كله، وأشد من هذا كله نكرًا أن يصطبغ هذا العذاب الهادئ المتصل البطيء بصبغة من العدل أو مما اتفقنا على أن نسميه عدلًا، فلا يجوز إنكاره، ولا يباح نقده، ولا يصح أن يلام فيه الذين يقترفونه؛ لأنهم ينفذون القانون، وينفذونه في دقة حازمة صارمة، وهم يحمدون لذلك ولا يلامون فيه، وكيف يلام الناس حين ينفذون القانون؟ وكيف يعاب الناس حين ينشرون هذا العدل الذي يصنعونه صناعة، ويتكلفونه تكلفًا، ويناقضون به طبائع الأشياء، ويناقضون به هذه القوانين العليا التي لم يضعها برلمان، ولم يشرعها ملك ولا حاكم، وإنما ركبت في نفوس الناس تركيبًا، وجعلت جزءًا من فطرتهم.
وما أشد حاجة الناس إلى أن يفرغوا لأنفسهم بين حين وحين، ويتدبروا أعمالهم وأقوالهم بين وقت ووقت، ويضعوا أنفسهم حين يضعون ضحاياهم، ويسألون أنفسهم أيصبرون لما يصبون على الناس من هذا العذاب الهادئ البطيء المتصل لو أن غيرهم صبه عليهم في هدوء وبطء واتصال، هذا الموظف في وزارة المعارف الذي أراد أن يلحق طفلًا من أطفاله بروضة من رياض الوزارة؛ لينشأ مع أخويه فلم تكتف الوزارة بأن ردت طفله الجديد، ولكنها ألحقت به في البيت أخويه اللذين أقاما في الروضة عامين أو أكثر من عامين، ثم حولتهما بعد ذلك إلى روضة خيالية قد أنشئت في عقول الموظفين في وزارة المعارف، ولم تر الشمس إلا بعد وقت غير قصير، وقد ذهب هذا الموظف بأطفاله إلى روضتهم الجديدة البعيدة فلم يجد شيئًا، ثم ذهب بهم فلم يجد شيئًا، ثم فتش واستقصى، وسأل القاصي والداني، وسأل مكتب البريد فلم يجد شيئًا، ثم ذهب بعد ذلك فوجد دارًا مهدمةً ليس فيها مرفق، ولا أداة من أدوات التعليم والتربية واللعب، ليس فيها طعام يؤكل، ولا ماء يشرب، فعاد بأطفاله إلى داره كئيبًا محزونًا كاسف البال، وكان قد شكا للوزير فلم يسمع الوزير له أو لم يعلم الوزير بأنه قد شكا إليه.
وقد جعل كل ما أصبح رأى أطفاله يبكون؛ لأن سيارة الوزارة التي كانت تحملهم إلى الروضة في الأعوام الماضية تمر بهم مصبحةً ممسيةً فلا تغدو بهم على الروضة، ولا تروح بهم منها، وإنما تمر بهم ساخرةً منهم مزدريةً لهم، تحمل أترابهم فرحين مرحين، يبتسمون للصبح المشرق الذي يسوقهم إلى المدرسة، ويبتسمون للنهار المبصر الذي يردهم إلى دورهم، وهؤلاء الأطفال البائسون يرون سيارتهم، ويرون أترابهم دون أن يستطيعوا ركوب السيارة أو مشاركة الأتراب في ابتسامات الغدو أو ابتسامات الرواح.
رأى هذا الموظف أطفاله على هذه الحال، وذاق هذا الموظف مع أطفاله مرارة الحرمان، وقسوة هذا العذاب، وقد أراد سوء حظه وسوء حظهم أن يكون هؤلاء الأطفال اليتامى قد فقدوا أمهم كما كان هو مترملًا قد فقد زوجه، وكان هذا الموظف يجد في تربية أطفاله وتنشئتهم من العزاء عن فقد زوجه، وكان معتقدًا أنه يرضي نفس امرأته كلما نجح في العناية بأطفاله وفي تربيتهم؛ لأنه يؤدي لهم ما كانت خليقة أن تؤديه لو أتيح لها البقاء. فلما أوذي الأطفال في تعليمهم وفي لعبهم، ولما أوذي الأب في تربية أطفاله وتنشئتهم، ولما رأى الأب دموع أطفاله مع الصبح، ودموع أطفاله مع المساء، وضجر أطفاله أثناء النهار لم يستطع على ذلك صبرًا، ولم يملك نفسه، فشكا في الصحف لعل الوزير يقرأ شكاته فيمسه بشيء من الإنصاف، ويمس أطفاله بشيء من العطف، ويرد إليهم وإليه حقهم من العدل الذي كلف أن يشيعه بين الناس.
شكا، ولكن الوزير لم ينصفه، ولم يعطف على أطفاله، ولم يرد إليهم ولا إليه قليلًا من العدل ولا كثير، لم يفكر في الأب الأرمل، ولا في الأم الميتة، ولا في الأطفال الصغار اليتامى، وإنما فكر في الموظف الذي نقد الوزارة في الصحف، ورأى أن هذا النقد إثم في ذات الحكومة، وأن القانون المالي يعاقب عليه.
يا للعقول الواسعة، يا للقلوب الرحيمة، يا للطباع المهذبة، يا للأذواق المصفاة. أما الأبوة البائسة، وأما الطفولة التعسة فلا يحفل بها الوزراء، ولا يلتفتون إليها، ولا يقفون عندها؛ لأنهم إن فعلوا ذلك كانوا رحماء، والرحمة خور في الطبيعة كما كان يقول محمد بن عبد الملك الزيات.
وأما أن يلفت موظف وزارة المعارف إلى واجبها، ويدلها على خطئها، ويدعوها إلى إصلاح هذا الخطأ، فهذا هو الإثم كل الإثم، والإجرام كل الإجرام، وهو التقصير في ذات القانون، وهو الخروج على النظام، والسكوت على هذا كله ضعف أي ضعف، والعقاب على هذا كله عدل أي عدل وحزم أي حزم. ألا بعدًا للعدالة والحزم إن كانت غايتها إهدار أبوة الآباء وبنوة الأبناء، وتضييع ما للناس على الدولة من حق، وإلغاء ما على الدولة للناس من واجبات.
أساء الموظف إذن إلى الدولة في رأي الوزير فيجب أن يعاقب، فأما إساءة الوزير إلى الأمة في أشخاص هؤلاء الأطفال الصغار، فيجب أن تذهب هدرًا، كذلك يريد العدل المصنوع. وقد حقق مع هذا الموظف فألقيت عليه أسئلة صريحة أجاب عليها إجابةً صريحةً، وكان من الممكن أن يقرأ الوزير، وأن يقدر أبوة هذا الأب البائس، وبنوة هؤلاء الأبناء البائسين، ولكن الوزير لم يقدر أبوةً ولا بنوةً، وإنما قدر أن الحكومة قد أسيء إليها، فيجب أن تنتقم من المسيء، فأصدر أمره بنقل هذا الموظف إلى الصعيد الأعلى، هناك حيث لا توجد رياض الأطفال، وحيث لا يجد هؤلاء الأطفال الذين نشئوا في القاهرة ما يلائم حياتهم الهانئة المتواضعة، ولو أن لهؤلاء الأطفال أمًّا ترعاهم لسافر أبوهم إلى الصعيد الأعلى جادًّا كادًّا ملتمسًا له ولهم أسباب الرزق، ولكن الأطفال يتامى لا يعولهم إلا أبوهم، ولا يستطيع أن يعولهم في الصعيد الأعلى، فطلب الموظف إلى الوزير أن يعفيه من هذا النقل؛ ليرعى أطفاله، ويقوم منهم مقام الأب والأم جميعًا.
ولكن الوزير لم يفكر في الأبوة البائسة، ولا في الطفولة اليائسة، ولا في الأمومة التي ذهبت بها الأقدار، وإنما فكر في أن وزارة المعارف قد أسيء إليها، فيجب أن تنتقم من المسيء.
ولذلك أبى الوزير أن يقبل عذر هذا الأب البائس، وحدد له موعدًا يصل فيه إلى الصعيد الأعلى، ونظر الموظف فإذا هو مخير بين أمرين أحلاهما مر، وأيسرهما نكر: فإما أن يرضى الوزير فيجحد حق أبنائه عليه، ويجحد حق امرأته عليه أيضًا، حق امرأته الميتة التي لا يمكن استرضاؤها، ولا الاعتذار إليها، وإما أن ينهض بحق أبنائه، وحق زوجه، وحق أبوته فيغضب الوزير، وفي غضب الوزير ضياع المنصب، وانقطاع المرتب، وتعرض الأطفال الصغار للجوع والحرمان.
وقد اختار الموظف فأرضى حق الأبوة والبنوة والأمومة، واختار الوزير أيضًا بين الرحمة التي أودعها الله في النفوس، والعدل الذي صنعه الناس صناعة، فترك الرحمة التي نشرها الله، وآثر العدل الذي صنعه الناس، وأحال الموظف إلى مجلس التأديب، ووقفه عن العمل، وقطع مرتبه.
وقد قلت لك إننا بلغنا من الترف في الانتقام، والافتنان في حب العذاب الهادئ المتصل البطيء ما لم يبلغه محمد بن عبد الملك الزيات. ففي اليوم الثلاثين من شهر أكتوبر أرسلت الوزارة إلى البنك كتابًا تأمره فيه ألا يصرف لهذا الموظف مرتبه عن شهر أكتوبر، وعلم الموظف ذلك من البنك نفسه لا من الوزارة، وذهب إلى الوزارة في اليوم الأخير من شهر أكتوبر يسأل عن هذا القرار، فقيل له: إنه صدر ولكنه لم يطبع بعد. ومعنى ذلك: أن البنك قد عرف القرار قبل أن يعرفه الموظف، ومعنى ذلك: أن هذا الموظف ذهب في آخر الشهر ليتقاضى مرتبه فلم يجد شيئًا، ولم يكن قد عرف من أمر القرار شيئًا، ومعنى ذلك: أن هذا الموظف عاد إلى بيته في ذلك اليوم صفر اليد مما تعود أن يوسع به عليهم، وأن يرزقهم منه رزقهم حين يصبحون وحين يمسون، ومعنى ذلك: أن هذا الموظف لم يعاقب في نفسه وحدها، وإنما عوقب في أطفاله الصغار، ومعنى ذلك: أن هذا الموظف لم يعاقب وحده، وإنما عوقب معه أطفال أبرياء أكبرهم في السادسة وأصغرهم في الثالثة؛ لأن هذا الموظف نقد الوزارة في الصحف، ومعنى ذلك: أن الوزارة أكرم على نفسها من أبوة الآباء، وبنوة الأبناء، وحق اليتامى لا في أن يتعلموا بل في أن يعيشوا.
هذا هو العدل الذي صنعه الناس، والذي تقوم عليه قوة الحكومات، فأما الرحمة التي خلقها الله، فأما العدل الذي أراد الله أن ينشر في الأرض، فأمران لا يثبتان لما ينبغي لوزارة المعارف من كرامة في نفوس الموظفين، والغريب أن وزير المعارف أب، وأن ما أجراه على هذا الموظف يمكن أن يجريه عليه طاغية من الطغاة في يوم من الأيام، والغريب أن لوزير المعارف أعوانًا كلهم أب، وكلهم يعرف حق الأبوة، وحق البنوة، وما ينبغي للأطفال الصغار اليتامى من رعاية وعناية وحماية من الآفات.
كل هذا غريب حقًّا؛ لأن التسلط يعمي البصائر والأبصار عن حقوق الأبوة والبنوة، ولأن التسلط يملأ النفوس غرورًا وفتونًا وتكبرًا وتجبرًا، ويرتفع بها عن الرحمة التي هي خور في الطبيعة كما كان يقول محمد بن عبد الملك الزيات.
أي العذابين أشد نكرًا! عذاب التنور الذي أشرعت فيه المسامير المدببة، والذي يألم فيه المعذب أيامًا ثم يموت، أم هذا العذاب الرقيق الرفيق الرشيق الهادئ المتصل البطيء الذي لا يرى ولا تحس آثاره، ولكنه يفني النفوس شيئًا فشيئًا، ويعلم الأطفال أن الحرمان قد يؤذي، وأن الظلم قد يملأ النفوس بأسًا، وأن الجوع قد يكون كريه المذاق.
أي العذابين أشد نكرًا! هذا العذاب الذي كان يصبه محمد بن عبد الملك الزيات على الأجسام حتى تهلك، أم هذا العذاب الذي يصب في هذه الأيام على النفوس فيعرضها لفقدان الكرامة، وللشعور بالذلة وللاستخذاء أمام المتسلطين. إلى هذا انتهت بنا الحضارة المترفة، ويقال بعد ذلك: إن أخص ما يمتاز به العصر الحديث أنه علم الناس أن لهم ضمائر تحب الخير وتكره الشر، وتندم حين تصيب الناس بما تكره أن يصيبها الناس به.
ربما كان هذا حقًّا، ولكن هذه الضمائر التي استكشفها الإنسان في العصر الحديث تمتاز أيضًا بالمرونة، فهي قادرة على أن تتشكل بما يقدم إليها من الأشكال، وهي قادرة على أن تستدير مع الشمس، وهي قادرة على أن تستقبل الريح من حيث تهب، وهي قادرة على أن تلغي أبوة الآباء، وبنوة الأبناء، وأمومة الأمهات، وإن تكن في غيابات القبور، وهي قادرة على أن تعرض الأطفال الصغار اليتامى للجهل والفقر والمرض والجوع، لا لشيء إلا لأن وزارة المعارف قد نقدت في الصحف، وهي أكرم من أن تنقد في الصحف، وإن كان الناقدون آباء لا يعرفون كيف يعلمون أبناءهم.
معذرة أيها القارئ الكريم إني لأشعر أن في هذا الحديث مرارةً قد تؤذي نفسك، وتؤلم قلبك، ولكنك توافقني فيما أظن على أن في حياتنا أشياء إن رضيها ضمير الوزراء وأعوان الوزراء فلا ينبغي أن ترضاها ضمائر الشعوب.