رحيق البرق
دعي الأحلامَ،
واسترقي شظايا اللحظةِ الملقاةِ من غيبوبةِ الأيامِ،
بين جنوننا سكرى.
•••
وذوبي في خيوطِ المستحيلِ المستبي أوتارَ قلبينا،
وفرِّي من رؤى الأوهام،
واقتنصي غزالةَ سهدنا،
وتشبثي بمرافئ الليلِ المشتَّت في زوايانا.
•••
أنا الموتُ المناسبُ؛
فاجرعيني جرعةً
لن تظمئي من بعدها أبدًا،
فكم دُخْنا وطاردنا السرابَ،
وقُبلة الطيرِ المبعثرِ في نزيفِ الريح!
ناجينا شذى الأحلامِ؛
كي تأتي إلينا فتنةٌ مسحورةٌ
تهدي رحيق البرقِ
لليلِ الذي حالت ضفائرُهُ الجريئةُ دون كفَّيْنا؛
فهل تحكين — يا حلمي —
ﻟ «يوسف» عن صدى حلمك،
وعن سبعٍ عجافٍ ينتهين الآن؟!
•••
هلَّا نلتقي قطبَيْن
من ثغريهما تَهْمِي الشراراتُ السجينةُ،
والبشاراتُ الدفينةُ
حين تسري كهرباءُ الشوقِ
تصهرُ لحنَ بوتقةِ التوحُّدِ
في هلامِ الوجدِ؛
فاعتصري خمور الحبِّ،
وانغرسي بصدر الكونِ
أغنيةً تفرُّ من الشموسِ المستبيحةِ بُرْدَةَ الليل،
الذي قد ضمَّ عصفورَيْن
في قفصٍ من الحرية البيضاءِ،
تشرقُ منهما شمسٌ بلا مأوى،
تشاركنا حقيقةَ خوفِنا أن نصهرَ الشمسِ
التي جاءت تُوَحِّدُنا؛
فذوبي في لظَى برقي وإعصاري،
وبين طلاسمِ النارِ
احتويني للهوا بردًا،
وودًّا يستجير بما تشي عيناك من حبِّي.
•••
فيا تفاحتي،
إني حلمتك من ذُرَى الجنَّاتِ للأرض الطريدة،
فانبُتي في جنَّة الطينِ، ولا تتلفتي،
ما عاد غير الحبِّ يجمعنا،
وما عاد البراقُ يلمُّ أَدْمُعَنا،
وما عادت سوى عينيك تُؤْويني،
فقد أغويت أشواقي، وأصبحنا معًا
قنينةً من عطرك الباقي،
فكوني بصمةً من وَشْم أعماقي،
وذوبي في خيوطِ المستحيلِ المستَبِي أوتارَ قلبينا،
وفرِّي من رؤى الأوهام،
واسترقي شظايا اللحظةِ الملقاةِ من غيبوبة الأيام
بين جنوننا سَكرى،
دعِي الأحلام.