طائرًا في برج العنقاء
سأحبسُ في دمي شيطانَ أشواقي،
وأفْقَأُ — إن أردت — الآن أحداقي،
وأبدو كالملاك المكتوي حبًّا بلا أهواء،
وكالطفلِ الذي تلهو سذاجتهُ على جنَّاتك الصمَّاءِ
ظمآنًا لغير الماء.
•••
سأصنعُ — من جبالِ الكبتِ فيما بيننا —
كَوْنَيْنِ معزولينِ، كلٌّ منهما يجترُّ وحدتهُ،
ويحرقُ في عنادِ الهجر مهجتهُ،
سأطوي سيفيَ المكسور في قلبي،
وأترك للطواحينِ الهواء.
•••
وإن أتت من برجها العنقاءُ
حاملةً حريقًا من دمي
يثوي لديها،
أو رحيقًا ملء عينيها،
سأحملُ رأسي المقطوعَ
في طبقٍ «لسالومي»؛
ليأرزَ حلميَ المغتال
قربانًا إلى التمثال.
•••
سأرمي جمرتي في الماء
بعد تشبثي بلهيبها الضاري،
وفي صمتٍ
أصحِّر كلَّ أنهاري،
وأمحو من خريطةِ عمريَ
الغابات،
والآهاتِ،
والعشقَ الذي ينمو كثيفًا؛
كي يغطيني،
ويزحف كي يعرِّيني؛
فيختلج السكون مع الجنون،
ويصطفيني.
الزَّهْرُ للأشواك،
والأشواكُ للترياق،
والترياقُ للأشواق.
•••
وللأشواقِ شيطانٌ يخاتلني،
يقاتلني،
ويُغويني بأشعاري،
ويسقيني نَدَى النَّارِ!