حُمى اليراعة
طافتْ على حلمي طيوفُ يراعةٍ،
بثَّتْ إليَّ السُّهْدَ، وانقشع الجمودُ
وأيقظت غيبوبتي!
لما تجلَّتْ؛ أمطرتني، قبَّلَتْني؛ فانتشيتُ،
وذاب من قلبي جليدي،
قلبها أفضى إليَّ،
وقَبْلَها أحسستُ وجهي جامدًا،
ونسيتُهُ، لكنها
جعلتْ همودَ الليل بحرًا زاخرًا،
جعلت من المرآة عنوانًا
أرى بصماتها بملامحي
حُمى، وآلامًا،
وسهدًا واقفًا يشكو إلى المرآةِ
إنَّ يراعتي سكنت طلول القلبِ؛
كيف بقسوة تبنيهِ، تبعثهُ؟!
وكيف تؤججُ البركانَ فيهِ؟!
وكيف تلدغُ مهجتي وتبثُّها الترياقَ؟!
هل أدمنتُها؟!
يا ويلتي!
يا ويلتي إن قَبَّلَتنِي أو جَفَتْنِي
إن تجلَّتْ، أو تخلَّتْ، أو تولَّتْ
عربدت حُمَّى حُميَّاها!
فما ليراعتي مصَّاصةً لدمي،
وحاقنةً لنبضٍ غير نبضي لا ينام؟!
•••
ما عدت أطردها، ولكني
أطاردها إلى أعماق أعماقي؛
فيطفو الجمر في عيني،
وتفضحني عيوني
إن حَوَتْهُ، وإن حَبَتْه رحيقَها!
هذي اليراعةُ
أهرقت نومي على أصدائِها،
وتسربلتْ عيناي من أطيافها،
ورأيتُ في دمها بقايا من دمي،
أَلَمُ الحبيبة قد ألمَّ، ولم أَلُمْ غيري
إذا ما خلتُني أمسكتُ بالحلمِ الشهيِّ!