الكلاب تنبح القمر
«غريب: أرجوكم … أرجوكم … الموضوع خطير … ولا بدَّ أن تُترك الفرصة للجميع … كلُّ ما نريده هو الحقيقة … الحقيقة ولا شيءَ غير الحقيقة … هل هذا المُعلِّم هو الكلب الوحيد في المدينة؟ … ومِن أين أصابته العدوى وليس في المدينة كلها كلبٌ واحد؟»
تتَّسم غالبية الأعمال الأدبية للدكتور «عبد الغفار مكاوي» بسمتَين أساسيتَين؛ هما الطابع الفلسفي للفكرة، والبحث عن جوهر الإنسان الذي ضاع وسط مادية الحياة. وتتجلَّى هاتان السمتان بصورة بارزة في هذه المسرحية؛ إذ تدور حول معلِّم للُّغة العربية حريص على استقامة القواعد النحوية، يعيش في مدينة انعدَمَت فيها القيَم، وأصابها سُعار الاستهلاك والأنانية، وتنكَّرت لكلِّ ما يمتُّ للإنسانية بصِلة. يُصاب هذا المُعلِّم بداء الكلب بالرغم من تفاخُر أصحاب المدينة بخلوِّها من الكلاب، فنكتشف أنه الإنسان الوحيد وسطَ كلاب تنبح القمر؛ إذ يَفزعون جميعًا من سطوع القمر، ويخشَون النور، ويهابون الحقيقة، ويكسرون القواعد. ولكن هل سيظلُّ القمر البشريُّ في عَليائه دونَ أن تعضَّه الكلاب كما هي حال القمر السماوي، أم إنه سيَلقى مصيرًا مُغايرًا؟!