أصل البوير١
- أولًا: تتعهد الشركة بتسفيرهم من هولندا إلى رأس الرجا الصالح على نفقتها.
- ثانيًا: لا تتكلف الشركة بالإنفاق عليهم بعد وصولهم، وإنما عليها أن تعطيهم الآلات والأدوات اللازمة والأرض الكافية للزراعة والحبوب اللازمة لها، وكل ذلك بدون مقابل لمدة معلومة.
- ثالثًا: على المهاجرين أن يقيموا في جنوب أفريقيا مدةً لا تقل عن خمس سنوات، ولكن إذا اضطر أحدهم للرحيل لداعٍ شرعي يطلب ذلك من مجلس الشركة.
- رابعًا: بعد انتهاء السنوات الخمس، يتخير المهاجرون في الإقامة أو المهاجرة، فإذا أراد أحدهم العودة إلى بلاده أو إلى بلاد أخرى، يطلب ذلك من مجلس الشركة؛ لكي تستلم الأرض وتسفره على نفقتها إلى حيث شاء.
- خامسًا: من يريد الإقامة بعد فوات الخمس سنوات، فعليه أن يقسم يمين الطاعة والخضوع لأحكام البلاد أمام مجلس الشركة.
ولما حصل الاتفاق بين الطرفين، أمرت الحكومة حاكم هذه المدينة أن يستقبل المهاجرين، فكانت المراكب تقوم بهم من «ديلتهافن» إحدى موانئ هولندا، وما زالوا يهاجرون إلى هذه المدينة الجديدة إلى سنة ١٦٩٠، وقد بلغ عدد المهاجرين ثلاثمائة وخمسين نفسًا. أما حاكم المدينة فإنه جمع الفرنساويين وأمرهم بالإقامة في جهتين وهما: وادي نهر اللؤلؤ ونهر الأفيال، فبنوا هناك بلدة سُميت «فرنش هوك»؛ أي: الركن الفرنساوي، ثم أخذوا يمارسون مهنة الفلاحة بمزيد الدقة والإتقان، فنجح اجتهادهم خصوصًا في كروم العنب، فإنها فاقت كروم فرنسا. وكان الهولنديون يجهلون في ذلك الوقت كيفية استخراج النبيذ وباقي الخمور والزيوت، فعلَّمهم المهاجرون زراعتها وعاشوا معهم تحت ظل الصفا والهناء إلى سنة ١٧٠٩، ثم حصل خلاف ونفور بين الهولنديين والمهاجرين الفرنساويين، بعد أن وليَ الأحكام رجل اسمه فان درسين؛ فهذا أصدر الأوامر الشديدة القاضية بعدم استعمال اللغة الفرنساوية في الأمور الرسمية، وتشييد الكنائس والمدارس الهولندية، مع عدم منح المهاجرين حرية الأديان والمذاهب، وجعل تعليم اللغة الهولندية إجباريًّا؛ فأحدثت هذه الأمور كرهًا في أفئدة الطرفين، وعارض المهاجرون في ذلك كثيرًا، ولكن ذهبت معارضتهم أدراج الرياح، فزال من بينهم الصفاء والهناء. وفي سنة ١٧٢٤ قُرئت التوراة لآخر مرة باللغة الفرنساوية. وفي سنة ١٧٨٠ كانت اللغة الفرنساوية في خبر كان في هذه البلاد، وتعوَّد المهاجرون على اللغة الهولندية، وصاروا يحسنون التكلم بها.