المنطق الإشراقي عند السُّهرَورْدي المقتول
«وعلى الرغم مِن هذه الأهمية التي مثَّلها السُّهرَورْدي في تاريخ التصوُّف الإسلامي، وعلى الرغم من عُمق فلسفتِه في كافة المجالات التي بحَث فيها، إلا أنَّ هناك جوانبَ عديدةً في فلسفته لم تُبحث بحثًا منهجيًّا دقيقًا شاملًا؛ بحيث يتبيَّن لنا أثر فلسفة هذا الفيلسوف.»
يرى هذا الكتاب أن حق «السُّهرَوردي» الفيلسوف قد هُضِم في تاريخ الدراسات الكلامية والمنطقية، وأنه تجبُ دراستُه على وجه التفصيل، وبالأخصِّ كتاباته في نقد المنطق الأرسطي وما أضفاه عليه من طابع إشراقي؛ إذ إنَّ «السُّهرَوردي» كان له جهدٌ كبير في نقد المنطق الأرسطي، حتى إنه أدخَل تعديلاتٍ على بِنيته ذاتها، فأنزله من عشرِ مقولاتٍ إلى خمس، وهو ما برَزت قِيمته بروزًا كبيرًا عندما تطوَّرت دراسات المنطق المُعاصِرة في الغرب. وبناءً على ذلك، يُقدِّم الكتاب صورةً مُعمَّقة عن «السُّهرَوردي» في حياته، وعن شخصيته وكتاباته، ونظريته في المعرفة وعلاقتها بالمنطق، ونقده للمنطق الأرسطي، وموقع هذا النقد من الدراسات الغربية الحديثة.