قالت الشمس للسُّحب
لمنزلي شرفة طويلة عريضة فسيحة، مُطلَّة على النيل العظيم الهادئ الوقور. ومنذ تضاءلت قُدرتي على الخروج لأسعى مع الناس في الشوارع والميادين، ومع تلك القدرة المتضائلة قلَّت رغبتي في مغادرة داري، حتى وإن أسعفتني قواي، أقول إني منذ ذلك الحين، جعلتُ شرفة داري مَمشاي، أظلُّ أطويها جيئةً وذهوبًا، من طرفها الأدنى إلى طرفها الأقصى، مُمسكًا لهذا البندول البشري عدد الوحدات التي يتردَّد بها بين الطرفَين. وكنتُ قبل ذلك قد ضبطت الحساب، وعرفت على وجه الدقة كم وحدة من تلك الحركة البندوليَّة تستغرقها الساعة بدقائقها الستين، وهي الفترة التي أقضيها في رياضة المشي داخل القفص.
وليس لتلك الساعة الرياضية وقتٌ معلوم، فقد أُبكِّر بها مع مَطلع النهار، وقد تَضطرُّني ظروفي أن أُرجئها إلى الضحى. واستطعتُ صباح اليوم أن أجعلها بعد شروق الشمس بقليل، وكانت السحب تملأ جو السماء، مع رذاذ خفيف — بل أخفُّ من الخفيف — أحسستُ برودة قطراته على وجهي، لم تكن السحب من الكثافة بحيث تحجُب الشمس الطالعة حجبًا كاملًا، فقد كان في وسع العين أن ترى وراء السحب بؤرةً أشدَّ ضوءًا مما جاورها، فتعلم أنها الشمس من فوق السحاب، تدل الشاخص ببصره على وجودها، وإن لم تستطع بعدُ أن تهتكَ براقِع السحب التي حجبت وجهها. وتخيلتُ كأن الشمس تخاطب السحب الحاجبة، تُخاطبها وهي هادئة واثقة بقوتها، قائلةً لها بأن انقشاعها أمرٌ محتوم، فلم تعرف الدنيا منذ الأزل، ولن تعرف إلى الأبد، شعاعًا كَتَمَت أنفاسه ظلمات، فشعاع الضوء مصيره إلى ظهور، مهما طال احتباسه وراء الحُجب.
كنتُ ما أزال في شُرفتي، أمشي بين طرفيها، وأحرص على عدِّ الوحدات، ومع هذا فلم أملك زمام خواطري، التي تدفقت تيارًا متلاحقًا، وكأنها ترج رأسي رجًّا لتخرج ما تختاره من كوامن الماضي — بعيدة وقريبة — فما وقعت تلك الخواطر بين كوامن الماضي إلا على بقع سوداء، تشبه قطع السحاب الأدكن في محاولاتها أن تطمس ينبوع الضياء، لكنني كنت — والحمد لله — كلما قذفَتْ خواطري المنسابة في وجهي بواحدةٍ من تلك القذائف السُّود، أشرتُ لنفسي — بإصبعي — إلى الشمس المُحتجبة وراء السحب، قائلًا لها: إن النصر محتوم آخر الأمر لأشعة النور.
لقد أحاطت بي في فتراتٍ متقطعة من حياتي، جماعات من صغار النفوس، لهم أجسام الرجال، ولكن أحلامهم وأفكارهم كأحلام العصافير وأفكارها. وإنه لمن أصعب الصعاب أن يتم تفاهُم بين راشدٍ وأرعن؛ لأن لكلٍّ منهما ميزانه، فربما وجدت فكرة مُعينة قد رجحت بها الكفة في ميزان الراشد، فإذا وضعتَها هي نفسها في ميزان الأرعن خفَّ مِثقالها، والأرعن معذور؛ لأن تلك هي طبيعته وموازينها. وشيء شبيه بهذا، ما يحدث بين الآباء وصغار أطفالهم، حين يتوقَّع الآباء من الأطفال الصغار أن يتصرَّفوا تصرُّف الرجال، مع أنهم أطفال صغار.
كنتُ منذ أمدٍ بعيد، قد وقعتُ على كتاب إنجليزي يضمٌّ مجموعةً مختارة من قصص الأطفال، والذي استوقف نظري منه، هو أن الذي كتب عنه التعليق، رجل كان يومئذٍ مُديرًا لبنك إنجلترا، فعجبتُ أن تكون لرجلٍ كهذا، مُلئت أيامه بأرقام المال وأحداث الحياة الاقتصادية، علاقة بأدب الأطفال. وقرأت ما كتبه، فوجدته قطعةً رائعة بارعة في نفاذ البصيرة، وما أزال أذكُر منها تلك المقارنة الجميلة التي أخذ الكاتب يصِف بها الفجوة الواسعة بين رؤية الآباء والأمهات لصغارهم، ورؤية الصغار لآبائهم وأمهاتهم، فبينما الأوَّلون لا تنقطِع لهم دهشة من الصغار، كيف يتركون غرف الدار على نظافتها وحُسن ترتيبها، ويتسلَّلون خفية إلى الخارج يُلطخون ثيابهم بالطين؟ لكن الصغار من ناحيتهم لهم دهشتهم كذلك التي لا تنقطع، من هؤلاء الآباء والأمهات، كيف يرضَون لأنفسهم حياة حبيسة بين الجدران، جالسين في ركودٍ على مقاعدهم، بينما في وسعهم أن يتسلَّقوا الأشجار ليجلسوا على فروعها العُليا، تهتزُّ بهم كأنها الأراجيح. نعم، إنه لا سبيل إلى تبادُل التقدير بين طرفَين، في أحدهما رجاحة الراشدين، وفي الآخر خفة الأطفال.
وصادفَني من أمثال هؤلاء الصغار كثيرون، كانت لهم براءة الأطفال حينًا، ولكنهم مزجوا صغار عقولهم ونفوسهم بسموم الخبث أحيانًا، فكأنما نحن مُسلَّطون بعض على بعض، فإذا كان لأحدِنا أنف أفطس، كرِهَ أن يرى من يُجاوره ذا أنفٍ أشم، حدَّثني كاتب كنتُ أعرف له قيمته ومكانته، قال إنه لبث فترة يُرسِل مقالاته إلى الصحيفة التي كانت تنشُر له، فلاحظ أن مقالته — خلال تلك الفترة — تُحاط برسوم كاريكاتورية وإعلانات، وأن أعمدتها لا تتصِل مُتراصَّة مُتماسكة ليتمكن القارئ من متابعتها، بل كانت تلك الأعمدة تتقطع، ليقع جزء منها في الشمال الشرقي للصحيفة، وجزء آخر في جنوبها الغربي، وجزء ثالث معزول في صفحةٍ أُخرى، فظنَّ صديقي الكاتب الذي روى لي الرواية، أن الأمر مُصادفة اقتضتْها ضرورة الظروف الطارئة، لكن المُصادفة أخذت تتكرَّر أسبوعًا بعد أسبوع، حتى لم تعُد فيها طبيعة المُصادفات، وأراد أن يكشف السِّر، فأبى عليه حياؤه أن يفعل، حتى أراد الله للسِّرِّ أن ينكشف من تلقاء نفسه، إذ سعى إليه النبأ وهو في داره، أن مسئولًا كبيرًا في الصحيفة قد أصدر أوامره بأن تُهال أكوام التراب على مقالات صاحبي، تخلُّصًا منها؛ لأنها لا هي تُعجبه فيحتفل بها، ولا هو من الجرأة بحيث يُعلن رفضها. ولمَّا كنتُ أعرف لصاحبي الكاتب قيمته ومكانته، سألته: بماذا يُعلل ذلك الموقف؟ فضحك وقال: سأترك لك أن تُعلله كيف تشاء.
مُسلطون نحن بعض على بعض، نعم إنه لم يحدُث لي كالذي حدث لصاحبي، لكن حدثت له أشباه، هي التي أخذت صورها تتقاطَر مع خواطري، وأنا أقطع شرفة منزلي ماشيًا من طرفها إلى طرفها، وأُمسِك لنفسي حساب العدد حتى تبلغ لي وحدات المجيء والذهاب مائتين وخمسين وحدة، فتكتمِل الدقائق الستون. ومع انشغالي بالعد، تدفَّقت خواطري تترى، لتستخرج لي من المخزون صورًا للسحب الدكناء كيف جاهدت أن تحجُب الضياء، لكن النصر كان آخر الأمر محتومًا للضياء.
ولعلَّ الفرصة هنا سانحة لأضع بين يدي القارئ في إيجاز: لماذا أكتب؟ ولمن أكتب؟ وكيف أكتب؟ أما لماذا أكتب؟ فلأن عندي ما أقوله، وما كان ليستريح لي جنب على مضجع إذا لم أقُله، وخلاصته أن ننظُر إلى ماضينا بمنظار حاضرنا، وليس العكس، فهنالك كثيرون بيننا يروق لهم أن يزنوا حياتنا في يومنا هذا بمَوازين الماضي، وهو موقف يرفضه منطق التاريخ. إن أمامنا حضارتَين، ولا مناص لنا من قبولهما معًا، فحضارة آبائنا نحن من جهة، وحضارة هذا العصر من جهةٍ أخرى، لكن هاتَين الحضارتَين على خلاف هو أوسع ما يكون الخلاف بين موقفَين: إحداهما تدور أساسًا حول أخلاقيَّات السلوك الذي يرضى عنه الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فهو السلوك الذي يرضى عنه الناس، وأما الحضارة الأخرى فتدور أساسًا حول العلوم وما يترتب عليها من ضروب العمل. الحضارة الأولى مدارها «الكلمة»، والحضارة الثانية مدارها «الآلة»، الأولى تُنتِج بشرًا أسوياء، والثانية تُنتج مصانع وصواريخ تغزو الفضاء. وعلينا أن نوفق بين الحضارتَين لنعيشهما معًا، وهو هدف لا يستهدفه الغرب؛ لأنه لا يملك بين يديه إلا حضارة واحدة هي الحضارة التي صنعها هو لهذا العصر، وأخذنا عنه ما استطعنا أخذه منها، على أننا إذا أردنا الوصول إلى الصيغة الحضارية الجديدة التي تلائمنا في موقفنا، كان لا بدَّ من تغيير في المعايير التي ألفناها، وفي سبيل استحداث هذا التغيير أكتُب ما أكتبه.
وللكتابة عند الكاتبين نوعان أساسيَّان: فمنهم من يكتُب ما يريد جمهور القراء أن يقرءوه، ومنهم من يكتب ما ينبغي للقرَّاء أن يعرفوه. الطائفة الأولى تسترضي زبائنها، والطائفة الثانية تُرشد وتهدي، حتى وإن أثارت الغضب في النفوس. النوع الأول يُمسك بمرآةٍ لتنعكس على سطحها صورة الناس كما هم، والنوع الثاني يُمسك بمصباحٍ ليُنير الطريق أمام السائرين؛ لأنه — على الأغلب — طريق جديد لم يألفوه. ولقد اخترتُ لنفسي أن أكون من الصنف الثاني، مع تقديري لرجال الصنف الأول، وما كان لي إلا أن أختار الصنف الثاني من الكتابة؛ لأن عندي الجديد الذي أقوله، سعيًا به نحو حياة جديدة، وأما كُتَّاب المرآة — على أهميتهم — فليس في حوزتهم جديد، وكل فضلهم هو في أنهم يشاهدون الواقع كما يقع ليصفوه، لا ليُغيروه. إنني في كتابتي لا أُشبه صاحب دكان الخردوات، يحاول أن يجمع في دكَّانه ما يتوقَّع أن يطلُبه أصحاب الحاجات، ولكنني أقرب شبهًا بالطبيب الذي يصف طريقة العلاج وطريق الشفاء.
وأما عن السؤال الثاني: لمَن أكتب؟ فليس لي حق اختيار قارئ دون قارئ، فأنا أكتب ما أكتبه لمن يطيب له أن يقرأ، لكنني لا أستهدف أن أُسرِّي عن الناس همومهم، بل ربما زِدتُهم همومًا على همومهم، ولا أتملَّق أحدًا، فإذا رأيتُ الشعب الذي أنا واحد منه، بحاجةٍ إلى تغيير مساره، أعلنتُ ذلك تأديةً لأمانة الفكر. وأما أن أكون فيما أعرضه مُخطئًا أو مُصيبًا، فذلك ما لا حيلة لي فيه، ما دمتُ أضع نفسي وفكري على الورَق صادقًا ومُخلصًا. وإنني لأعلم أن أولئك الذين اعتادوا القراءة وهم على فراش النوم استجلابًا للنعاس إذا استعصى عليهم، لن يلبثوا — إذا ما بدءوا قراءة مقالي — أن يتركوه إلى سواه؛ لأنهم سيجدونه مُوقِظًا ومُؤرِّقًا وهم ينشدون النعاس. إنني لا أسكب على الورق دردشة تتناثَر كلماتها كما تتناثر رمال الشاطئ بين أيدي صغار يلهون في إجازة الصيف، بل أفترض في قارئي جدية المأخذ، وشعورًا بالتبعة المُلقاة علينا جميعًا، وهي تبعة أن نُغير حياتنا نحوَ ما هو أفضل وأعلم وأقوى.
على أن الكتابة — بغير شك — تتفاوت مُستوياتها ارتفاعًا وانخفاضًا، وإنه لمن الخير أن تتفاوت على هذا النحو أقلام الكاتبين؛ لأن القرَّاء الذين نتَّجه إليهم بالحديث مُتفاوتون، كما تتفاوت الفِرَق الدراسية في معاهد التعليم من أدناها إلى أعلاها، فلكل فرقةٍ منها ما يُلائمها مادةً وأسلوبًا، وهكذا أتصوَّر البناء الثقافي في صورة الهرم، تزداد طبقاته اتساعًا كلما نزلْنا من القمة إلى الأساس، وتَصدُق هذه الصورة الهرمية على القارئين صدقَها على الكاتبين أيضًا، فقد يكتُب الكاتب للقلَّة ذات المستوى الأرفع؛ لأن هذه القلة نفسها هي التي ستكتُب لمن هم دونها. ولستُ ممن يضحك على عباد الله مُخادعًا، قائلًا لمن ليس يعلم أنك العبقري الذي هو أعلم العلماء. إن في أبناء الشعب من يعرف أمرًا لا يعرفه آخرون، وعلى من يعرف أن ينقل معرفته إلى سواه إذا كانت مما ينفع ذلك السوي.
وبقي سؤالنا الأخير: كيف أكتب؟ إنني لم أكتب، ولن أكتب فقط حرفًا ما بقيتُ بين الأحياء، إلا إذا كُنتُ مؤمنًا بالمعنى الذي يدلُّ عليه ذلك الحرف ساعة كتابته، وإذا ألقيتَ نظرة شاملة، إلى ما كتبتُه طوال فترةٍ زادت على نصف قرن كامل، رأيتَ خطًّا فكريًّا مُطردًا هادفًا نحو غاية مقصودة، هي فقْدُ قِيمٍ قائمة في حياتنا، لو ظللنا نسلك على هداها، لتعذَّر علينا قبول حضارة عصرنا قبولًا يجعل تلك الحضارة ملكًا لنا، ونستطيع أن ندمجها فيما بين أيدينا من إرث أسلافنا، لتتكوَّن لنا بهذا الدمج رؤية جديدة وحياة جديدة.
ولقد كانت لي طريقتي الخاصة في صياغة ما أكتبه، إذا كان ما أكتبه مقالًا يُراد به أن يحمل فكرة تُضمُّ إلى سائر الأفكار التي أعرضها على فتراتٍ متقاربة حينًا، متباعدة حينًا، كما تُضمُّ خيوط اللحمة إلى خيوط السدى لتُنسَج منها قماشة واحدة. وأعني بتلك الطريقة الخاصة أسلوبًا في تحميل الفكرة على شكلٍ مختار يتلاءم مع طبيعة الفكرة المبثوثة فيه، ومن شأن ذلك — كما هي الحال في جميع الصور الأدبية على اختلافها — أن تُعرَض الفكرة على قارئها بطريقةٍ غير مباشرة، إذ يجد القارئ نفسه أمام راوية يروي له حلمًا، أو يزعم أنه عثر على مخطوط قديم، أو يتَّكئ على أسطورة من أساطير الأقدمين، أو يُجري حوارًا تخيَّل له أشخاصًا يناسِبون موضوع الحوار، وهكذا وهكذا. على أن هنالك عددًا كبيرًا من المقالات اضطررتُ فيه إلى عرض الفكرة عرضًا علميًّا بصورةٍ مباشرة تلتزِم تسلسُل القضايا في تتابُع منطقي، وذلك حين أرى أن الضرورة تقتضي اللجوء إلى إقامة الحجَّة بالبراهين العقلية الواضحة الصريحة.
ولماذا لجأتُ — حين لجأتُ — إلى طريقة الأدب في تضمين الأفكار أشكالًا أختارها لها، مما يحتاج في حالاتٍ كثيرة إلى استخدام الرمز الذي من خلاله أعرض فكرتي؟ فعلتُ ذلك أولًا لأن في طبيعتي ما يَميل بي إلى التصدير الأدبي للأفكار، وثانيًا لأنني أعتقد أن البناءات الفنية أدوَمُ بقاءً على الزمن، وأرسَخُ أثرًا في ذهن المُتلقي، مما لو عرضت الأفكار على الطريقة التي تُعرَض بها المواد العلمية الخالصة، لكن الثمن المدفوع في سبيل أن أكسو الأفكار بأشكالٍ أدبية، قد كان باهظًا فيما يبدو، إذ تزداد درجة الاحتمال بأن تُصادف الكتابة قرَّاء لم يخلقهم الله للقراءة الجادة المُتأنية المُتفهمة، بل خلقهم لينظروا إلى المكتوب بأطراف أعيُنهم، ثم يتثاءبون، ويُلقُون بالكتاب أو الصحيفة ليأخذهم النعاس إلى مدينة الأحلام، فماذا يقول قرَّاء كهؤلاء إذا استيقظوا في الصباح، وسُئلوا: ماذا قرأتم بالأمس؟
كانت تلك هي خواطري، التي انسابت مُتدفقةً يشدُّ بعضها بعضًا، عندما كنتُ أقضي الساعة الرياضية مشيًا في شرفة منزلي، في وقتٍ مبكرٍ من الصباح، والشمس خلف حجاب السحب تجاهد لتنفذ إلى الأرض بنورها. وكنتُ مع سيل الخواطر حريصًا على ألا يفلت مني عدد الوحدات التي أقطع بها الشرفة رائحًا غاديًا، واكتملت الساعة بدقائقها الستين، وقبل دخولي إلى حيث تحضرني الجدران، نظرت إلى الشمس، فإذا هي مُوشكة على كسح السحب الحاجبة، فقلت: ألا إن النصر محتوم آخر الأمر للضياء.