حتى لا نُفسد تاريخنا: قليلٌ من العقل وبعضٌ من الضمير١
تحت عنوان رئيسي «بلاغ إلى شيخ الأزهر والمفتي وعلماء الإسلام»، وعنوان فرعي «وزارة التعليم تفتري على أمير المؤمنين عثمان بن عفان»، نَشرتْ صحيفة إسلاموية ما أسمتْه تحقيقًا تقول: إنها تكشفُ فيه بالوثائق افتراءاتِ الوزارة على عثمان وتبرئتها لليهودي «ابن سبأ» من دم عثمان! وأن الوزارة في أحد كُتبِها المدرسية اتهمتِ الخليفةَ باللين وتقريبِ أهلِه من بني أمية واختصاصهم برعايته، فكان أنْ طالبتْ وُفودُ الأمصار الإسلامية عثمانَ بعزْل وُلاتِه، وانتهى الأمرُ بمقتله، وهو ما أدَّى إلى الفتنة والانقسام في صفوف المسلمين، ولم تنسَ الصحيفةُ الهمزَ من الدكتور «بهاء الدين» والغمزَ من قناته، وبإشارتها إلى أن تلك الافتراءات جاءتْ مع مجيء الوزير الحالي، ثم تردُّ على ما أسمتْه افتراءات بما رأتْه حقيقة ثم إغماض العين عنها. والحقيقة هي أنه في عهد سيدنا عثمان كانت الشريعة مطبقةً والحدود مقامةً والإسلام الذي يوجه حياة الأمة، وصارت الدولةُ الإسلامية أعظمَ دول العالم، وعمَّ الرخاءُ وكثر المال على عهد عثمان حتى بيعت جاريةٌ بوزنها.
إذا كانت الدولةُ الإسلامية قد أصبحت أعظمَ دولة في العالم زمنَ الخليفة عثمان، وأن الرجل قد طبَّق الحدود وأقام الشرائع وحكَم بالإسلام، ففيم قُتل إذن؟ ثم تساؤل أكثر براءة: هل عصمت المؤسسةُ الإسلامية البلادَ من الفتن والتمزق وقتْل رأسها وخليفة رسول الله ﷺ؟ ومع منهج التقديس المفرط، الذي يتحول بالبشر غير المعصومين إلى قدسية العصمة، لا يجد دُعاتُه سوى البحث عن سبب خارجِ إطار الأحداث الموضوعية، فما دامت الشريعةُ مطبقة، والحدود مقامة، والدولة في أوْج قوتها، وأهل ذلك الزمان هم من الصحابة الأجلاء، فليس هناك إذن من سبب واضح، وأن ضرب تلك القوة التي شرعت أسباب الأمان والتوحيد يحتاج إلى شيء أسطوري يملك قدرات خرافية، يتلبس لبوسًا شيطانيًا، ولا بأس هنا أن يتمَّ اختيارُه من اليهود المبغضين، ليصبحَ هو المحرك الخفي وراء الأحداث الكبرى في أنحاء الإمبراطورية الإسلامية بغرض إجهاض الإسلام، وحيث تمكَّن ذلك الشيطانُ اليهودي من إقناع الصحابة بالتحريض على عثمان، ثم قتله تلك القتلة المهينة، ثم تحريضهم بعضهم على بعض، ليقتلوا بعضهم بعضًا، ويتقاذفوا التُّهَم، ويتراموا بالكفر والفسوق، ويُصبح ذلك الهلامي الغامض الشيطاني الهائل «ابن سبأ» تفسيرًا سهلًا يُريح نوازعَنا التي تنزع إلى تنزيه الصحابة، والتي تدفعنا لتكوين رأْيٍ في الصحابة هو أحسن من رأْيِ الصحابة في أنفسهم، ونستبعد — كدأبنا دومًا في كل نكساتنا — الأسبابَ الحقيقية للكوارث التي تُحيق بنا، ونبحث دومًا عن مؤامرات تُحاك هنا وهناك يقودها حزبُ الشيطان لأمة الإسلام، خير أمة أخرجت للناس.
ثم لا نسألُ أنفسنا: كيف تمكَّن شخص متفرد من فعل كلِّ ما حلَّ لدولة الإسلام وهي في أوْج قوتها؟ وهي تلتزم كافةَ الفروض والسنن مما يعني — حسب منهجهم — أنها تحت رعاية الله مباشرة وحمايته؟ وأمر «ابن سبأ» بهذا التصور يجعل الأمةَ هزيلةً ضعيفة مترنِّحة، يستمع أهلُها للوشايات، كلهم آذان، يُسارعون إلى الفتنة مع أول همسة، وبينما «ابن سبأ» ينشر ما يخالفُ كلَّ مفاهيم الإسلام، أي إنه بات معلومَ الأمر مشهورَ الكفر، فإن الصحابة يستجيبون له من فورهم، فينقسمون شِيَعًا، ويقتلون بعضهم بعضا! وهو ذات المنهج الذي لا زال يُمارَس حتى اليوم، فلا نرى في كبواتنا أسبابَها الحقيقة، ولا نعترف بهدوء بتلك الأسباب، إنما نبحث عن سبب خارجنا، وأن تلك الأسبابَ شياطينُ عظمية القدرة والشأن تَبغي تخلفَنا ودمارَنا، غير مدركين أن انتصار الأعداء الدائم ليس إلا نتيجة لذلك التخلُّفِ أصلًا.
وعم الرخاء
يقول بلاغ الصحيفة الإسلاموية: «عمَّ الرخاء وكثُر المال بشكل لم يسبق له مثيل. وقال المؤرخ الشهير ابن سيرين: كثُر المال في عهد عثمان حتى بيعت جاريةٌ بوزنها.» دون أن يلتفتَ صاحبُ البلاغ أبدًا إلى الظروف الاجتماعية زمنَ عثمان والتي أدَّت إلى نُشوء طبقةٍ ثرية عظمية الثراء من قريش، ومن البيت الأموي — بيت عثمان — تحديدًا، وأن ذلك الثراء الذي أصابتْ حظوظُه بعضَ أصحاب الحظوة والمحاسيب، هو ما قصده بالرخاء وكثرة المال، وهو الثراء الذي رافقه إسرافٌ وصل حدَّ السفهِ والتهتُّك، فبيعت جاريةٌ بوزنها، خاصة إذا ما وضعنا بالحسبان الوظيفةَ التي ستؤديها تلك الجاريةُ! فمع كلِّ المغازي والأموال والسبايا التي تدفَّقت على المدينة مع حركة الفتوح، ظلَّ هناك نفرٌ من الناس في حالة جشعٍ وتهتُّكٍ وصَل بهم إلى المزايدة على الجارية المليحة لتُباع بوزنها ذهبًا، وهو الذهب الذي كان متفرِّقًا يومًا ما في بهيمة لفلاح مصري بسيط، وفي محصول حِنطة لعراقي يعيش في الأهوار، وفي بعض الشياه لشامي يرعَى في البوادي، ليُجمَعَ جميعُه ويُصبَّ في كِفَّة ميزان تقف على كِفَّته الأخرى جاريةٌ حسناء.
وكُتُب التاريخ الإسلامية والسِّيَر والأخبار ثريةٌ بالأمثلة التوضيحية لأصحاب العقول، ومن تلك النماذج ما حدَث عندما أطلق عثمانُ يدَ أخيه في الرضاع «ابن أبي سرح» في البلاد المصرية، وأرسل ممَّا جمَع في مصر إلى عثمان غنائمَ وأموالًا عظمية، وكان قبله عليها «عمرو بن العاص»، الذي سبق وجبَى بدوره من مصر جبايةً مرهقة، لكن جباية «ابن أبي سرح» كانت أعظمَ وأكثر إرضاءً للخليفة؛ مما دعاه أن يأتيَ بعمرو بن العاص ويسألَه معرِّضًا بأمانته: «هل تعلم يا عمرو أن تلك اللِّقاح قد درَّتْ بعدك؟» فما كان من عمرو إلا أن أوضح ما آلت إليه أمورُ مصر بهذا الاستنزاف بردِّه البليغ: «وقد هلكتْ فِصالُها!»
فهل نعجب من كثرة المال في عاصمة الدولة وهكذا كان الحال، أم نعجب ممن ترك إرثًا — من الصحابة — يربو على الخمسين مليونًا، أو ممن ترك ثروتَه ذهبًا يُقطَّع بالفئوس، أم نعجب وسط كلِّ تلك الأموال من حال الرعية، خاصة في البلدان المفتوحة؟! أم من أرِقَّاء الحال من صحابة رسول الله ﷺ في عاصمة الدولة الثرية، حيث كان أبو ذر الغفاري يدور بها يُندِّد بالأثرياء، متحدِّثًا بلسان الفقراء، ثم أخذ يحتجُّ على عثمان ويُندِّد بأُعطياته الضخمة لأهله من بيت المال، وبأُعطياته لمن أراد تألُّفَه من المعارضين لسياسته، لينتهيَ أمرُه بالنفي إلى الربذة ليموتَ فيها غريبًا مُعدَمًا، وأيضًا حيث كان «عمار بن ياسر» الذي أعلن احتجاجَه على المِنَح التي يأخذها تُجَّارُ مكة الطلقاء، ووقف إلى جوار أبي ذر يدافع عن قضية الفقراء، فأمر عثمانُ بنفيه بدوره إلى الربذة، فاعترض الإمامُ عليٌّ، فأمر بنفيه بدوره، لولا احتجاجُ الصحابة على عثمان بقولهم: أكلما غضبتَ على رجل نفيتَه؟! ولم يتمَّ نفْيُ عمار. وفي موقف آخر اعترض عمارٌ على أخْذِ عثمانَ للجواهر القادمة من الأمصار وتحليته بها لبناته ونسائه، فردَّ عثمان: لنأخذْ حاجاتِنا من هذا الفيء وإن رغمتْ أنوفُ أقوام، فقال عمار بن ياسر: أُشهد اللهَ أن أنفيَ أول راغم، فردَّ عليه عثمان بسبٍّ قبيح قائلًا: أعليَّ يا ابن المتكاء تجتري؟ ثم أمر الجندَ بضربِه حتى غاب عن الوعي، ولم يهدأْ عمارٌ بل حمَل كتابًا من بعض الصحابة يلوم عثمانَ ويَعظُه، فشتمه عثمانُ وضربه برجلَيه وهما في نعلٍ قاسٍ، فأصاب الصحابيَّ الجليل العجوز بالفتق.
بنو أمية وعثمان
ولعله من المعلوم أمرُ الصراع الذي كان يدور خفيةً حينًا، وعلنًا جهارًا أحيانًا أخرى، بين أبناء العمومة من البيتَين الهاشمي والأُموي، قبل الإسلام وبعده، وبتولِّي عثمانَ الخلافة آثَرَ قريشًا دون الأنصار، مما ترك في مدينته معارضةً لا يُستهان بها فهي مدينة الأنصار، ثم آثَر الأُمويين بشكل خاص، وهو الأمر الواضح بكُتبنا الإخبارية، ودوَّنه المسلمون الثقات دون انزعاج، لكنه أزعج صاحبَ البلاغ المذكور إزعاجًا شديدًا، فهل عَلِم صاحبُنا أن عثمان قد ردَّ عمَّه الحكمَ بن العاص وأهلَه للمدينة، رغم أن جميع المسلمين كانوا يعلمون أن النبيَّ أمر بطرده منها، بعد أن كان يمشي وراء النبي يسخر منه ويُقلِّد حركاتِه ويتجسَّس عليه في بيته، ترى ماذا يترك تصرُّفُ عثمان هذا في نفوس المسلمين؟ خاصة وهم يرونه يأوي عدوَّ النبي ويُسبغ عليه مالًا كثيرًا، ثم يولِّي ابنَه الحارثَ سوقَ المدينة ويُسبغ عليه بدوره، ثم يجعل مروان بن الحكم وزيرًا ومستشارًا، ثم يرونه يولِّي عدوًّا آخر للنبي صلي الله عليه وسلم هو «ابن أبي سرح» أخي عثمان من الرضاعة أمرَ مصر، بينما المسلمون يقرءون قرآنًا نزل بتكفير ابن أبي سرح وذمِّه، فكان ابن أبي سرح يقول: سأنزل مثلما أنزل الله، ولما اعتصر الرجل مصر أرسلوا وفدًا لعثمان يشكون «ابن أبي سرح»، فعاقب الشاكِّين وضرَب أحدَهم فقتله، ثم يرونه يولِّي أخاه لأمِّه «الوليد بن عقبة» ولايةَ الكوفة، وهم يعلمون كيف غشَّ النبيَّ ﷺ، وكيف كفَر بعد إسلام؟ ويذهب الوليد إلى الكوفة ليصليَ بالناس وهو سكران، ثم يقرُّ معاويةَ بن أبي سفيان الأموي على دمشق والأردن، ثم يضم إليه ولايةَ فلسطين وحمص ليملك بعدها الشام جميعًا، ويُوطئ لمملكة الأُمويين الوراثية العضود من بعده! هل كان الناس مع هذا كله بحاجة إلى ابن سبأ أم كان ابنُ سبأ وراء هذا كلِّه؟ أم نعترف بهدوء ولو مرة واحدة بخطأ حساباتنا في قراءة التاريخ، أم نحن أكثر رؤية من ابن الأشتر الذي أرسل من الكوفة لعثمان بعد تولية الوليد ثم سعيد الأمويين يقول: «من مالك بن الحارث إلى الخليفة المبتلَى الخاطئ الحائد عن سُنة نبيِّه النابذ لحكم القرآن وراء ظهره. احبسْ عنَّا وليدَك وسعيدَك ومَن يدعوك إليه الهوى من أهل بيتك، والسلام.»
المحرضون الحقيقيون
بعد تلك الأحداث التي تدافعت على صفحات الزمن العثماني بكُتُب السير والأخبار، وما انتهتْ إليه من نتائج حتمية صبَّت الأمرَ كلَّه بيد البيت الأموي المنتصر، يُصرُّ دعاةُ القداسة الغير المعصومين، على البحث عن أسباب خارج التاريخ، ويهرولون وراء شيء اسمه «ابن سبأ» يُمسكون بتلابيبه ليجعلوا منه شخصًا فريدًا فذًّا عبقريًّا، تغلب قدراتُه حكمةَ الأمة جميعًا، وتدهم الصحابة ولم تزلْ آثارُ النبوة باقية بينهم، ليظهروا مسلوبي الإرادة والعقول، وهو الأمر الذي يزري بتلك الأمة إن صدقناه، ويُبعدنا عن بحث الأسباب الموضوعية لأحداث تاريخنا، مما يجعل ذلك المنهج في التفكير قائمًا يفرش ظلَّه السحري على حياتنا دون أن نلتفتَ إلى الأسباب الحقيقية لكبواتنا، ونطمئن إلى أوهامنا سادرين في السمادير ونحن نهوِي إلى قاع الأمم، بينما نظرةٌ ناقدة فاحصة لكتب الأخبار تكشفُ ببساطة أن رُواةَ الأخبار المتقدمين، لا ذِكْرَ لابن سبأ عندهم، فلا تجده عند ابنِ سعد في طبقاته الكبرى، على كثرة ما بها من دقائق السرد وتفاصيل الأحداث والشخصيات، كما لا تجده أيضًا معلومًا من البلاذري، وهما أهم المصادر بشأن فتنة عثمان، وكان أول ما ذكره الطبري عن رواية لسيف بن عمرو يأخذها عنه المؤرخون من بعد، ممن ذهبوا مذهب صاحب البلاغ؛ لإيجاد تفسير يُرضي هواهم في تنزيه الصحابة وتقديسهم.
وبصدد قصة عثمان جمَع أهلُ السير والأخبار تقريبًا أهمَّ الأسباب الموضوعية التي أدَّت للفتنه، والتي ذكرْنا طرفًا منها، وكانوا موضوعيين أكثرَ من أصحابنا هذه الأيام، ناهيك عن إشارتهم بالتلميح تارةً وبالتصريح أطوارًا، للمحرِّضين الحقيقيين، ونماذج لذلك ما رأيناه فيما سبق، إضافة إلى كون عثمان قد استعدَى ضدَّه نفرًا من الناس ذوي التأثير البالغ، فقد استعدى عمرو بن العاص عندما غمزَه في ذمَّته وهو أحد دُهاةِ العرب الكبار، ثم سار هو وولاته سيرةً خشنة مع أهل الأمصار، وهو ما استنفرهم كما استنفر حاسَّةَ الحقِّ والإنسان داخلَ الصحابة في المدينة، ومعلومٌ أن ثورة المصريين كانت بسبب اشتدادِ الولاةِ عليهم، مع عاملٍ آخر، حيث نجد محرِّضين حقيقيين لا وهميين، مثل محمد بن أبي حذيفة، ومحمد بن أبي بكر الصديق، اللذين تركا المدينة وذهبا إلى مصر تحديدًا، ليحرِّضوا الناس على الثورة، ثم انضمَّ إليهما بعد ذلك عمارُ بن ياسر.
ثم جاءت قمةُ الأحداث عند جمْعِ المصحف وإبقاء صُحُفٍ وإحراق أخرى، مما أدَّى إلى معارضة الصحابي الجليل حبيبِ رسول الله «ابن مسعود»، وتنديده بما يفعل عثمان بآيات الله، حتى أمر عثمانُ بإخراجِه من المسجد وضربِه حتى كُسرت أضلاعُه، ثم حدَّد إقامتَه بالمدينة، حتى حصَب عثمانَ مع الحاصبين من ثُوار مصر وأهل المدينة وهو على المنبر.
وفي كتبنا الإخبارية لا تبدو المدينةُ بمعزل عن التمرد والاحتجاج، بل نجد المدينةَ ذاتها والصحابة أنفسهم هم أساس المعارضة المُنكرين لسياسة عثمان، بل تجد صِهرَ عثمان، «عبد الرحمن بن عوف» الذي سبق ورشَّح عثمانَ للخلافة، وقد أصبح من كبار المعارضين لعثمان، وكان يحرِّض على قتله، وهو أحد رجالات الهيئة التي رشحها عمرُ بن الخطاب للخلافة، وهو بذلك ليس خارجًا فبقية رجال تلك الهيئة كانوا على ذات الحال، ولهم مواقفُ مشابهة؛ فطلحة بن عبد الله شارك بنفسه في حصار عثمان، كذلك سعد بن أبي وقاص شارك في الثورة، أما الزبير بن العوام فقد اكتفى مع مِنح وأُعطيات عثمان الجزيلة بالنُّصح له، أما عليٌّ فكان معارضًا للخلفاء الثلاثة على سواء، وقاوم عثمانَ أكثر من مرة خصوصًا بشأن الأموال التي كان يأخذها من بيت المال، وسبَق وعلِمنا رأْيَ أبي ذر وعمار بن ياسر.
فأين ابن سبأ من هذا؟
ومن المفتري بالله عليكم؟