النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الثالث): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
«السؤال الأهم الذي يعترض نظريتنا مرة أخرى، ما زال كما هو: كيف يمكِن احتساب الفرعون إخناتون هو بعينه النبي موسى؟ بينما نعلم من قصة التوراة أن موسى كان الإسرائيلي الثائرَ على الفرعون!»
نتيجةً لما قدَّم له «سيد القمني» في الجزأين الأول والثاني من هذا الكتاب، يطرح أمامنا في هذا الجزء الأخير منه ما يَعُده كشفًا علميًّا توصَّل إليه عبر النصوص المُكتشَفة بمدينة «تل العمارنة» التي احتضنت آخِر أيام «إخناتون»، فيضع أمام القارئ رواية الملِك الفرعوني الذي نادى بتوحيد العبادة للإله «آتون»، ويُطابقها بأسطورية كلٍّ من رواية «موسى» نبيِّ اليهودية، و«أوديب» بطل المَلحمة اليونانية الشهير، محاولًا بيان نقاط الْتِقاء هذه الروايات مع ما أظهرته الأحجارُ والرسومات التي استُخرِجت من مدينة تل العمارنة القديمة، تاركًا للقارئ حقَّ الاستكشاف والاستقصاء وطرح الأسئلة.
يقع هذا البحث الضخم في ثلاثة أجزاء، واستغرق «سيد القمني» قرابةَ عشر سنوات للانتهاء منه، حاوَل خلاله أن يفسِّر لنا ما قد أُبهِم، أو يكشف عمَّا خفي عن النبي «موسى» التوراتي في الأزمنة القديمة، من خلال البحث والتمعُّن في نَص الكتاب المقدَّس العبري (العهد القديم)، خاصةً إذا تلاقَت تلك النصوص مع الكشوف الحديثة لعلماء الآثار وحفريات الأنثروبولوجيا. وينقسم هذا البحث إلى ثلاث وحدات أساسية؛ الوحدة الأولى تشتمل على تمهيد تاريخي مع إعادة ترتيبِ جغرافيةِ الخروج، والثانية عبارة عن إعادة ترتيب أحداث التاريخ بطرح نظرية جديدة حول علاقة بني إسرائيل بالهكسوس، أمَّا الثالثة فيركِّز فيها على البحث عن علاقة «إخناتون» بكلٍّ من النبي «موسى» و«أوديب» صاحب المَلحمة اليونانية المشهورة.