عن مسرحية الرءوس المُدوَّرة والرءوس المُدبَّبة (١٩٣١–١٩٣٤م)
حكاية السَّاقِية
١
عن عُظماء هذه الأرض
تُخبِرنا أغاني الأبطال
أنَّهم يرتفِعون كالنجوم
ويَسقُطون كذلك كالنجوم.
هذا شيءٌ تتعزَّى به النفس ولا بُدَّ أن يعرِفَه الإنسان.
لكنَّنا نحن الذين فُرِضَ علينا أن نُطعِمَهم.
قد كان صعودهم وسقوطهم بالنسبة لنا على حدٍّ سواء.
ارتفعوا أم سقطوا: من الذي يتحمَّل النفقات؟
بالطبع تدور تدور العَجَلة دومًا.
والأعلى لا يبقى للأبد الأعلى.
ويظلُّ الماء — هنا في الأسفل — واأسفا
يدفَع للأبَد العَجَلة ويكدُّ ويشقى.
٢
آه! كان لنا أسياد كثيرون.
منهم النُّمور والضِّباع.
ومنهم النُّسور والخنازير.
مع ذلك كُنَّا نُطعِم هذا وذاك.
وسواء كانوا أفضلَ أو أسوأ،
فالحِذاء كان يُشبِه الحِذاء باستمرار،
وكان يَدوس علينا. إنَّكم لا شكَّ تفهمون:
لا أقصِد أنَّنا نحتاج سادةً آخرين،
بل إنَّنا لا نحتاج لأيِّ سيِّدٍ على الإطلاق!
بالطبع تدور تدور العَجَلة دَومًا.
والأعلى لا يبقى للأبَد الأعلى.
ويظل الماء — هنا في الأسفل — واأسفا
يدفَع للأبَد العَجَلة، ويَكدُّ ويشقى.
٣
وهُم يقطَعون رءوس بعضهم وتَسيل الدِّماء،
يتصارَعون دائمًا على الفريسة.
يصِفون غيرَهم بأنهم حمقى نَهِمون،
وينعَتون أنفسهم بأنَّهم طيِّبون،
ونراهُم ينتَقِمون من بعضهم ويُحارِبون
بعضهم بلا انقطاع.
لكن عندما نرفُض أن نُطعِمهم،
عندئذ، وعندئذٍ فقط، نجِدُهم فجأةً يتَّحِدون.
بالطبع تدور تدور العَجَلة دومًا
والأعلى لا يبقى للأبد الأعلى.
ويَظلُّ الماء — هنا في الأسفل — واأسفا
يدفَع للأبد العَجَلة ويكدُّ ويشقى.