عن مسرحية «الإنسان الطيِّب مِن ستشوان» (١٩٣٨–١٩٤٠م)
من خواطر «شن تي» عندما آوى إليها الفقراء
هم فُقراء
بلا مأوى
وبلا أصحاب،
يحتاجون لأحدٍ يقِف بجانِبهم.
كيف أقول لهم لا؟!
هُم أشرار
ليسَ لهم أصحاب أو خِلَّان.
لا يُعطون لأحدٍ صحفة أرز
هم أنفسُهم مُحتاجون إليها.
من يُلقي الذَّنبَ عليهم،
ويُوجِّه لهم اللوم؟!
إن سارَع قارِب إنقاذ،
جرَفُوه معهم للقاع،
كقطيع يَغرَق في الماء،
ويشدُّ المُنقِذ والرَّاعي
في غضبٍ كي يغرَق معهم.
يَهوي في اللُّجَّة واليم.
أُغنية عن التَّسامُح
بقليلٍ مِن التَّسامُح تتضاعَفُ الطاقات.
انظر، البَغل الذي يجرُّ العربة
يتوقَّف أمام حِزمةٍ من العُشب.
بِمُجرَّد النظر — في — الأصابع،
يستأنِفُ البَغلُ سَيْره بصورةٍ أفضل.
في شهر يونيو تحتاج الشَّجرَة لقليلٍ من الصبر،
ولا يأتي شهر أغسطس حتى تَنحَني مُثقلةً بِثِمار الخوخ.
كيف يُمكِننا أن نَعيش معًا بغير صبر؟
بشيءٍ من التَّسامُح
تتحقَّق أبعدُ الأهداف.
في مُواجهة البؤس
في بلادِنا
لا يَصحُّ أن يُوجَد أيُّ مساء عَكِر حزين،
ولا أن تمتدَّ جسورٌ فوقَ الأنهار،
حتى الساعة التي تفصِل الليل عن النهار،
مع فصل الشتاء بأكمله.
كلُّ ذلك يحمِل معه أشدَّ الأخطار.
ففي مُواجَهة الضَّنْك والبؤس
يكفي أقلُّ القليل؛
لكي يتخلَّص الناس
من الحياة التي لا تطاق.
آه أيُّها التُّعَساء
آه، أيها التُّعَساء!
أخوكُم يُضرَب ويُعذَّب، وأنتُم تُغمِضون الأعين!
المنكوب يَصرُخ بأعلى صوت، وأنتم صامتون؟
الجبَّار الظالِم يتجوَّل هنا وهناك
ويختار ضحيَّته.
أمَّا أنتُم فتقولون: سوف يَبتعِد عنَّا
لأنَّنا لا نَعترِض على شيءٍ
ولا نَمتَعِض من شيء.
أيُّ مدينة هذه؟
أيُّ بَشرٍ أنتم؟!
عندما يُرتَكب الظُّلم في مدينة،
فلا بُدَّ من التمرد.
وحيث يَنعدِم التَّمرُّد،
فالأفضَل أن تَسقُط المدينة،
أن تَحرِقها النار
قبلَ حُلول الليل!
أيُّ عالمٍ هذا؟
أيُّ عالَمٍ هذا؟
العِناقُ يتحوَّل إلى الخنق.
تَنَهُّدات الحُبِّ تتحوَّل إلى صرخات الفزع.
لماذا تدور الصقور دَورتَها هناك؟
لأنَّ واحدة تذهَب إلى هناك في موعدٍ غرامي!
أريدُ أن أذهبَ مع مَن أُحِب
أُريدُ أن أذهبَ مع من أُحب.
لا أُريد أن أحسِب كَم يُكلِّفُني هذا.
لا أُريد أن أُفكِّر بِعقلي، إن كان هذا خيرًا.
لا أُريد أن أعرِف، إن كان يُبادِلُني الحُب.
أُريد أن أذهب
مع من أُحب.
هذا خير
ألَّا نَترُك أحدًا يُهلِك نفسه،
وكذلك ألَّا نُهلِك أنفسنا.
أن نُسعِدَ كُلَّ الناس،
بما في ذلك أنفسنا،
هذا خير
هو كلُّ الخير!
النشيد الخِتامي الثاني (لمسرحِيَّة الإنسان الطيِّب من ستشوان)
أيُّها المُشاهد، اعلم أن عاصِمة ستشوان
— التي لم يَستطِع أحدٌ فيها
أن يَعيش وأن يكون خيرًا في وقتٍ واحد —
لم يَعُد لها وجود.
لقد كان من الضروري أن تَسقُط،
لكن هناك مُدنًا أخرى كثيرة تُشبِهها
إذا قدَّم الإنسان فيها الخير،
افترَسه أقرَبُ فأر.
أمَّا الشرُّ فلَه هناك ثمن مُجْز.
أيُّها المُشاهِد،
إن كُنتَ تَسكُن في مدينةٍ كهذه،
فحاوِل أن تُغيِّر بناءها بسُرعة،
قبل أن تَلتَهِمك أنت.
ما من سعادةٍ على وجه هذه الأرض
تفوق في عُمقِها وعظَمَتها
سعادةَ أن تكون خيِّرًا،
وأن تفْعَل الخير.