عن مسرحية من العدم يكون العدم (١٩٢٩-١٩٣٠م)
أُغنية من العدَم يكون العدم
١
انظروا، كيف يصعد!
إنه يرتفِع بغير توقُّف،
ويضَع الشمس في يديه.
الآن يصعَد إلى أعلى.
اسمه: قيصر!
أنصتوا لِما يقول!
الآن يقول: أنا أساعِدُكم!
لكنَّه في الحقيقة
لا يُساعد إلَّا نفسه.
أمَّا أنتم
فيَضطهِدُكم.
لكنَّكم تخافون منه.
من هو؟
لا تخافوا!
انظروا إليه
انتظروا
إنه عدَم!
إنه لن يُعمَّر طويلًا.
إنه لا يعرِف نفسه.
هو وحده لا شيء.
هو لا شيء!
٢
انظروا، كيف صعد!
ارتفَعَ بغير توقُّف،
وضع الشمس في يديه.
لقد طالما صعَد،
ودائمًا تغيَّر اسمه.
كثيرًا ما قال: أنا أساعِدكم،
لكنه في الحقيقة
لم يُساعِد إلَّا نفسه.
أما أنتم،
فكان يضطهِدُكم،
لكنكم
تخافون منه.
من كان؟
لم يُعمَّر طويلًا.
لم يعرِف نفسه.
كان وحده لا شيء.
كان لا شيء!
٣
انظروا، كيف ينحدِر!
يسقُط دونَ توقُّف.
الفراغ في يديه.
هو الآن ينحدِر.
أنصِتوا لما يقول!
إنه الآن يقول:
من يُساعِدني؟
سُرعان ما تسمَعون من جديد:
إنه يتقدَّم بغير توقُّف،
والشمس في يديه.
سُرعان ما يصعَد إلى أعلى.
سُرعان ما يكون اسمه: من يدري ماذا يكون؟
سُرعان ما يقول: أنا أساعِدكم!
لا تخافوا!
تطلَّعوا إليه،
انتظروا
إنه عدَم!
إنه لا يُعمَّر طويلًا.
إنه لا يعرف نفسه.
هو وحده لا شيء.
هو لا شيء!