حدِيث صباح إلى الشَّجرة جِرين
١
جرين، لا بُدَّ أن أعتذِرَ إليك.
لم أنَم الليلة؛ لأنَّ العاصِفة كانت عاتِيةً صاخبة الصوت.
وعندما تطلَّعتُ إلى الخارج، لاحظتُ أنك تترنَّحين مِثل قردٍ
سكران،
فأردتُ أن أصارِحَكِ بهذا الكلام.
٢
اليوم تَسطعُ الشمس الصفراء في أغصانك العارِية.
ما زلتِ تنفُضين عنك الدُّموع، يا جرين،
لكنَّك تعرفين الآن قِيمتك؛
فقد خُضتِ أمرَّ كفاحٍ في حياتك.
اهتمَّت الصُّقور بك.
وأنا أعلَم الآن:
إنَّك لا تَقِفين صباح اليوم مُستقيمة العود،
إلا بفضل مُرونَتكِ الصامِدة وحدَها.
٣
نظرًا لنجاحِكِ أريدُ اليوم أن أقول:
حقًّا لم يكن شيئًا يُستهان به، أن ترتفِعي كلَّ هذا الارتفاع
بين المَساكن الشعبية، وأن يبلُغ بك الارتفاع
بحيث تَتمكَّن العاصِفة من الوصول إليك،
كما فَعَلتِ الليلة.