حكاية المرأة والجُندي
الغدَّارة تغدُر، والرُّمح يَطعَن،
والماء يلتَهِمُ مَن يخوضون فيه.
ماذا تملِكون ضدَّ الثلج؟
ابقَوا بعيدًا، ليس من الحِكمة ما تفعلون!
هكذا قالت المرأة للجُندي.
•••
لكنَّ الجندي، والرَّصاص في حقيبته،
سمِع الطُّبول ثمَّ ضحِك قائلًا:
الزحفُ لن يَضرَّ بعد اليوم.
فلنهبِط إلى الجنوب، فلنصعَد إلى الشمال.
والسكِّين يلتقِطُها بيديه!
هكذا قال الجندي للمرأة.
•••
آه، يندم ندمًا مرًّا، مَن يَتَجاهَل نُصح الحكيم،
ولا يلتمِس النصيحة ممن يَكبُره.
آه، لا تذهَب بعيدًا، ستكون العاقِبة وخيمة.
هكذا قالت المرأة للجندي.
•••
لكن الجندي، والسكِّين في حِزامه،
ضحِك في وجهها ضحكةً بارِدة وعبَر المَخاضَة.
ما الضَّرر الذي يُمكِن أن يُصيبه من الماء؟
عندما يطلُع القمَر أبيضَ الوجه فوق السطوح،
سنعود من جديد، فصلِّي من أجلِنا.
هكذا قال للمرأة الجنود.
•••
أنتم تذهبون كالدُّخان، والدفء يذهب أيضًا،
وأعمالكم لا تُدفئنا!
آه! ما أسرع ما يتلاشى الدُّخان! فليَحمِه الله أيضًا!
هكذا قالت المرأة عن الجندي.
•••
والجُنديُّ بالسكِّين في حِزامه،
سقط مع رُمحِه، وجذَبه معه التيار.
والماء التَهَم الذين يخوضون فيه،
والقمر وقف فوق السطح، رطبًا أبيض.
لكن الجندي انحدَر مع الثَّلج.
وماذا قال للمرأة الجنود؟
•••
ذهب كالدُّخان، والدفء ذهب أيضًا.
وما استطاعَت أعماله أن تُدفئها.
آه! يندَم ندَمًا مُرًّا، مَن يَتجاهَل نُصحَ الحكيم!
هكذا قالت المرأة للجنود.