الفتاة الغَريقة١
١
لمَّا غَرِقَت وراح يسبَح جسدها
من الجداول إلى الأنهار الكبيرة،
بدَت قُبَّة السماء عجيبةً مُثيرة
كأنَّما تَحتَّم عليها أن تُواسي جُثَّتها.
٢
تشبَّثَت بها الطَّحالِب والأعشاب المائية،
فزادَت ثقلها شيئًا فشيئًا.
الأسماك البارِدة سبَحت حول رُكبتها،
والنَّباتات والحيوانات أبطأت رحلَتها الأخيرة.
٣
وفي المساء كانت السماء مُظلِمة كالدُّخان.
وفي الليل اكتَستِ النجوم والأضواء بالغيوم.
لكن عندما طلَع النهار أشرقَت صَفحتُها
حتى يكون (للغَريقة) أيضًا صباح ومساء.
٤
عندما فسَد جُثمانها الشاحِب في الماء،
حدَث (ولكن ببطءٍ شديد) أن نَسِيَها الله.
نسِيَ وجهها أولًا، ثم يديها، وأخيرًا شَعرها.
عندئذٍ أصبحتْ رمَّةً في النهر
بين رِممٍ كثيرة.
١
المقصود بها «أوفيليا» الشخصيَّة المعروفة في مسرحيَّة هاملت، وهي تُذكِّرنا
بقوَّةٍ بقصيدة رامبو الشهيرة عن أوفيليا — وردَت القصيدة في مسرحية «بعل»
التعبيرية المُبكِّرة (١٩٢٢م) — وهي تشهَد على «المُرونة المبدئية» التي سمَح
بها برشت لنفسه في الأخذ من التُّراث قديمه وحديثه دُون أيِّ حرج، والقصيدة
تدلُّ أيضًا على التأثُّر الشديد بالشَّاعر الفرنسي الشَّريد في أواخِر العصور
الوسطى وهو فرانسوا فيون.