لفتُ نظرٍ للمسئولين
في اليوم الذي دُفِن فيه الجُندي المجهول
بينَ طلَقات المدافع،
توقَّفَ العمل كلُّه
من لندن إلى سنغافورة
في نفس الوقت عند الظهيرة
دقيقتَين كامِلَتَين؛
من الساعة الثانية عشرة ودقيقتَين
إلى الساعة الثانية عشرة وأربع دقائق،
تكريمًا للجُندي الصَّرِيع المجهول.
لكن على الرَّغم من هذا كلِّه
فقد يكون من الواجب على الرؤساء
أن يأمروا أخيرًا
بتكريم العامِل المَجهول
الذي يعيش في المُدن الكبيرة
بالقارَّات المُزدحِمة بالسكان.
واحد من الناس
يعمَل في شبكة المُواصلات،
لم يتبيَّن أحدٌ ملامح وجهه،
لم يلتفِت أحدٌ إلى سرِّ كيانه،
لم يَسمَع أحد اسمه بوضوح.
مثل هذا الإنسان
ينبغي لصالِحنا جميعًا
أن نُفكر في تكريمه بما يَليق؛
بِخطابٍ يُذاع في الراديو
«إلى العامِل المجهول»
بأن يتوقَّف جميع الناس
على ظهر هذا الكوكب
عن العمَل.