نقشٌ على شاهدٍ لم يُوضَع بعدُ على قَبر صاحِبه
أيها المُتجوِّل العابِر١
عندما تمرُّ من هنا،
فعليك أن تَعلَم
أنَّني كنتُ سعيدًا؛
مشروعاتي كانت مُثمِرة،
أصدقائي أوفياء،
آرائي صائبة.
وكلُّ ما عمِلتُ كان عن تأنٍّ وتدبُّر.
وأخيرًا فإنني لم أتراجَع أبدًا عن كلامي
بسبب مسألةٍ تافِهة،
ولم أُغيِّر حُكمي على الإطلاق.
لمَّا كنتُ لم أمُت بعد،
فأنا لا أملِك إلَّا أن أقول:
حياتي كانت صعبة،
لكنِّي لا أشكو،
وكذلك، عندي ما يُثبِت
أنَّ حياتي كانت مُجزِية.
لا تحمِل همًّا من أجلي
فأنا نفسي أحتَقِر التُّعَساء،
لكنَّني عندما كتبتُ هذا الذي تقرؤه هنا،
لم يكُن قد بَقِيَ ثمَّة شيءٌ
يُمكن أن ينال منِّي.
١
يُذكِّرنا مَطلع هذه القصيدة بالإبيجرام الشهير المنسوب للشاعِر
الغنائي الإغريقي القديم سيمونيدس (ولد حوالي ٥٥٦ ومات حوالي ٤٦٨ق.م)
عن أبطال أسبرطة الذين سقطوا جميعًا في معركة مَضيق ثير موبيلاي
ودافَعوا حتى الموت تحت قِيادة ليوناس: أيها العابر، إن مررْتَ علينا،
فقُل لأهلنا في أسبرطة، إننا نرقد هنا من أجلها …