من أغاني المَهد
الأُغنيَة الثانية
عندما حَمَلتُكَ في أحشائي
لم يكُن حالنا بِخير على الإطلاق.
ولقد طالما قُلت لنفسي:
هذا الذي أحمِله يأتي إلى عالَم رديء.
وعزمتُ على أن أجعَل همِّي
ألَّا يَضِلَّ فيه أو يتوه ويضيع.
الذي أحمله يجِب أن يبذُل ما في وِسعه
كي يُصبِح العالَم أخيرًا أفضل مما هو عليه.
وتطلَّعتُ أمامي ورأيتُ جِبالًا من الفحم
يُطوِّقها سور (حديدي). قلتُ لنفسي: لا داعي للغم!
فالذي أحمِله في أحشائي سوف يهتمُّ
بأن يُدفئه (في المُستقبل) هذا الفحم.
ورأيتُ الخُبز خلفَ «زُجاج» النوافذ،
وكان مُحرَّمًا على الجائعين.
قلت لنفسي: من أحمِله في أحشائي
سوف يهتمُّ بأن يُغذِّيه هذا الخبز.
ثم أخذوا إيَّاه إلى الحرب
ولم يرجع منها إلى بيته.
قلتُ لنفسي: من أحمِلُه سوف يهتمُّ
بألَّا يحدُث له ما حدَث لأبيه.
عندما حَمَلتُكَ يا ولَدي في أحشائي
كنتُ كثيرًا ما أقول لنفسي في همس:
أنت يا من أحمِله في أحشائي،
يجِب أن تُصمِّم على ألَّا يُوقِفك شيء.