فحم لميكي
١
سمعتُ أنَّه في مُقاطعة أوهايو،
في مَطلَع هذا القرن،
كانت تعيش امرأة في بدويل،
اسمها ماري ماكوي،
أرملة ملاحظ «الخطوط الحديدية»
ميكي ماكوي
في فقر شديد.
٢
لكن كان يحدُث كلَّ ليلة،
عندما ترعد القطارات السريعة
لسكك حديد «ويلنج رود»،
أن يلقي سائق القطار
كومة من الفَحْم
عبر السور الذي يلتفُّ
حول مزرعة البطاطس،
وفي صوتٍ مَبحوح
ينادي على عَجَل:
لأجل ميكي.
٣
وفي كلِّ ليلة،
عندما تسقُط كَومة الفحم
من أجل ميكي
على حائط الكوخ الصغير،
تنهَض العَجوز
في سَكرة النَّوم
وتلتفُّ في مِعطفها
وتضَع جانبًا
كَومة الفحم
هدية سائقي القطارات
إلى ميكي الذي مات،
ولكن لم ينسه أحد.
٤
لكنَّها كانت تنهَض قبل طلوع الفجر بكثير،
وتُخفي هدِيَّتها بعيدًا
عن أعين الناس؛
حتى لا يقَع مكروه
لسائقي القِطارات
لدى سكك حديد
«ويلنج رود».
٥
هذه القصيدة مُهداة
إلى رِفاق ماكوي
سائق القطار
(الذي مات بذات الرئة
على قِطارات الفَحم
في مُقاطعة أوهايو).
هدية الصديق للصَّديق.١
١
كُتبَت هذه القصيدة سنة ١٩٢٦م بعد قراءة برشت لرواية الأبيض
المِسكين للكاتِب الأمريكي شيرود أندرسون.