قصائد من مجموعة شتيفين
مُختارات
هذا هو كل شيء
هذا هو كل شيء الآن، وهو ليس بكاف،
لكن رُبَّما قال لكم إنَّني ما زلتُ على قَيد الحياة.
أنا مثل رجُل حمَل معه طوبة أينما ذهب
ليرى العالم كيف كان يبدو منزله.
اليوم صباح الأحد …
اليوم، صباح الأحد من عِيد الفِصح.
هبَّت على الجزيرة عاصِفة ثلجيَّة مُفاجِئة.
وسقَط الثَّلج على الأشجار الخضراء المُلتفَّة.
جاء ولدي الصغير وأخذني إلى شُجَيرة المِشمش المُجاورة لسور
المنزل.
من أبياتٍ شعريَّةٍ كنتُ أشير فيها بإصبعي
إلى أولئك الذين يُعدُّون العدَّة لإشعال الحرب
التي يُمكِن أن تَمحوَ هذه القارَّة وهذه الجزيرة،
وأن تقضي على شعبي وعائلتي وعليَّ.
في صمتٍ طرَحنا كيسًا كبيرًا
فوق الشُّجَيرة المُرتجِفة من البرد.
في المراعي التي تنمو …
في المراعي التي تنمو على جوانب المَضيق
يتردَّد هتاف البُوم الصَّغير في هذه الليالي من فصل الربيع.
يتصوَّر الفلَّاحون في خُرافاتهم الشعبية
أن البُومة تُبلِّغ البشر
أنهم لن يَعيشوا طويلًا.
أما أنا الذي يعلَم أنه قال الحقيقة للحُكَّام،
فليس طائر المَوت في حاجةٍ لأنْ يُفيدَني بذلك.
إلى مَلجئي الدنمركي
قل أيُّها البيت الواقِع بين المَضيق وشجرة الكُمِّثرى:
هل نجَت العِبارة التي حفرَها على جِدارك
اللاجئُ الذي آوى إليك.
هل نجَت العِبارة القديمة: «الحقيقة ملموسة.»١
من ضربات القنابل التي كانوا يُخطِّطون
لإسقاطِها عليك؟
ولدِي الصغير يسألني
ولدي الصغير يسألني: هل عليَّ أن أتعلَّم الحساب؟
وتُحدِّثني نفسي أن أقول: وما الدَّاعي؟
سوف تعرِف بنفسك
أنَّ قِطعتَين من الخُبز أكثر من قِطعةٍ واحدة.
ولدي الصغير يسألني: هل عليَّ أن أتعلَّم الفرنسية؟
وتحدِّثني نفسي أن أقول: وما الدَّاعي؟
إن هذه الدولة مُوشِكة على الانهيار.
ما عليك إلَّا أن تضع يدَك على بطنك وتتأوَّه
وسوف يفهَم الناس ما تُريد.
ولدي الصغير يسألني: هل عليَّ أن أتعلَّم التاريخ؟
وتُحدِّثني نفسي أن أقول: وما الدَّاعي؟
تعلَّم كيف تُخفي رأسك في التُّراب،
فربَّما بَقِيتَ حيًّا.
غير أني أعود فأقول له:
تعلَّم الحِساب!
تعلَّم الفرنسية!
تعلَّم التاريخ!
١
أو عينية ومحسوسة وظاهرة للعِيان.