أنتيجون١
اخرجي من الدَّغَش٢ أيتها الوَدودة
وتمشِّي أمامنا قليلًا بخُطوتك الخفيفة،
خطوة الواثِقين.
مُفزِعة — كالعهد بك — للمُفزِعين.
يا من تُشيحين بوجهك بعيدًا،
أعرِف كيف خِفت من الموت،
لكنِّي أعرِف أيضًا أن خَوفَك الأكبر
كان مِن الحياة بِغَير كرامة.
لم تتنازلي للجبابرة عن شيء،
لا ولا هادَنتِ مُثيري الفِتنة والاضطراب.
مع ذلك نَسيتِ الإهانة
ولمَّا يَنْمُ فوق إساءاتهم عُشب.
١
القصيدة مُهداة لزَوجة برشت المُمثِّلة الشهيرة هيلينة فيجل. وقد كتبها
بمناسبة العَرض الأول لمسرحية أنتيجون (التي اقتَبَسها عن مسرحية سوفوكليس
المَعروفة وصاغها صِياغة مُلائِمة لظروف مُقاوَمة النازيَّة) في مدينة كور أو
كوار السويسرية الواقِعة على نهر الرَّاين في الخامس عشر من شهر فبراير سنة
١٩٤٨م. وكان كاسبار نيهر قبل وفاته قد سلَّم المُمثِّلين من أهل المدينة
النموذج الذي صمَّمَه لديكور المسرحية.
٢
هو ما بين الليل والنهار أو العَكس، أي الغَبَش المُغيِّم في الغسق
أو الشفَق.