ماكهيث يطلُب الصَّفْح والغُفران
عن الصِّياغة المُتأخِرة في عام ١٩٤٨م
يا إخوتنا في البشرية، يا من لا زِلتُم تُحبُّون الحياة،
لا تدَعوا قلوبكم تقسُو علينا،
ولا تضحَكوا عندما يعلِّقوننا في المَشانِق
تلك الضحكة الغبيَّة من وراء ذُقونكم.
آه! أنتم يا من لم تسقُطوا، حيث سقَطنا نحن،
لا تتجَهَّمونا كما فعلَ معَنا القُضاة والقضاء؛
فالرَّزانة والاعتِدال ليسا مِن طبعِ الجميع.
أيُّها الناس، تعلَّموا منَّا واجعلونا دَرسًا لكم،
وتضرَّعوا إلى الله أن يعفوَ عنا.
المَطر يغسِلنا والمَطر يُطهِّرنا،
ويغسِل اللَّحم الذي تلذَّذْنا بأكلِه.
والعيون التي رأتِ الكثير واشتَهت ما هو أكثر،
سوف تَنتزِعها الآن من مَحاجِرنا الغِربان.
الحقُّ أنَّنا قد تَمادَينا في الادِّعاء والغرور.
وها نحن الآن هنا مُعلَّقون كأنما نَهوى العبَث والمُجون.
تنقُرنا أجيال طيور نهِمَةً
كتفَّاح الخُيول المرمِيِّ على الطريق.
آه يا إخوتي! تعلَّموا منَّا واجعلونا درسًا لكم.
أتوسَّل إليكم أن تَصفحوا عنَّا وتُسامِحونا.
الأولاد الذين يَقتحِمون البيوت،
لأنَّهم مَحرومون من سقفٍ يَحميهم،
والذين يتفوَّهون بالفُحش، حتى الوَقِحِون منهم،
الذين يُفضِّلون السَّبَّ واللَّعنَ على العويل والبكاء.
النِّساء اللاتي يَسرقنَ رغيف الخُبز
كان من المُمكِن أن يَكُنَّ أمهاتِكم!
ربما لا تنقُصهم إلَّا القَسوةُ والفَظاظة.
وأنا أبتهِل إليكم أن تُسامِحوهم.
كونوا أكثرَ تَسامُحًا مع اللُّصوص الصغار،
وأقلَّ من ذلك تَسامُحًا مع اللُّصوص الكبار،
أولئك الذين دَفعوكم للحربِ والعار،
وجعلوكم تفترِشون الأحجار المُلطَّخة بالدماء،
وقَهروكم على ارتِكاب القتلِ والنَّهب.
وهم الآن يَستعطِفونكم ويَسألونكم المَغفِرة!
سُدُّوا أفواهَهم بالتراب
الذي بَقِيَ من مُدنكم الجميلة!
والذين يتكلَّمون عن النِّسيان،
والذين يتكلَّمون عن الغُفران،
اضرِبوهم جميعًا على أحناكِهم
بِمَطارِقَ حديديَّة ثقيلة!