عن أوبرا مهاجوني ١٩٢٨-١٩٢٩م
صُعود وسُقوط مدينة مهاجوني
أُغنية ألاباما١
١
أوه، أرِنا الطريق إلى أقرَب بار!
أوه، لا تسأل لماذا، أوه، لا تسأل لماذا!
لأننا يجِب أن نجِد أقربَ بار.
لأنَّنا إن لم نجِد أقرب بار،
أقول لك لا بُدَّ أن نموت! لا بُدَّ أن أموت!
أوه، يا قمر ألاباما،
يجِب أن نقول الآن «جود باي»
فقَدْنا العجوز الطيِّبة ماما،
ولا بُدَّ أن نحصُل على الويسكي.
أوه! أنت تعرِف لماذا!
٢
أوه، أرِنا الطريق إلى أقرب فتاةٍ حلوة.
أوه، لا تسأل لماذا، أوه، لا تسأل لماذا!
لأننا يجِب أن نجِد أقرب فتاةٍ حلوة.
لأننا إن لم نجِد أقرب فتاةٍ حلوة،
أقول لك لا بُدَّ أن نموت! لا بُدَّ أن نموت!
أوه! يا قمر ألابما.
يجِب أن نقول الآن «جود باي»
فقدَنا العجوز الطيبة ماما.
ولا بُدَّ أن نحصُل على فتاة.
أوه! أنت تعرِف لماذا!
٣
أوه، أرِنا الطريق إلى أقرَب وأصغَر دولار.
أوه، لا تسأل لماذا، أوه، لا تسأل لماذا؛
لأننا يجِب أن نجِد أقربَ وأصغر دولار؛
لأنَّنا إن لم نجِد أقربَ وأصغرَ دُولار،
أقول لك لا بُدَّ أن نموت! لا بُدَّ أن نموت!
أوه! يا قمر ألاباما،
يجِب أن نقول الآن «جود باي».
فقدْنا العجوز الطيِّبة ماما،
ولا بُدَّ أن نحصُل على دولارات.
أوه! أنت تعرِف لماذا!
أُغنية الرِّجال عن المُدن المُزدحِمة بملايين الناس
في المُدن اللَّعينة،
يُعذَّب الإنسان
بالحِقد والضَّغينة،
والمَوت والهوان.
نَعيش لم نَزلْ
فيها كما الدِّيدان
وتحتها المجاري
وفوقها الدُّخان
نحيا ولم نَزَل
في وَحلِها نسير
في نَيْرها ندُور
نسعى بِلا أمل
ونعرِف المصير
وسوف تنتهي
وينتَهي الزَّمن
بهذه المُدن
للمَوت والعَفَن
كما يُوسِّد الإنسان نفسه ينام
المنظر الحادي عشر
باول
:
كما يُوسِّد الإنسان نفسَه ينام.
ولن يُغطِّيك سواك، لن يَقيكَ لفْحَ البرد والظلام.
كلما داسَ أحد،
فأنا ذاك الهُمام
وإذا دِيس أحد،
فهوَ أنت.
في الرغام.
الجميع
:
كما يُوسِّد الإنسان نفسَه ينام.
ولن يُغطِّيك سواك، لن يَقيك لفْح البَرد والظلام.
وإذا داس أحد،
فأنا ذاك الهُمام،
وإذا دِيس أحد،
فهو أنت.
في الرُّغام.
الجَوقة
(من بعيد)
:
تماسكوا! تماسكوا!
حَذارِ أن تخافوا.
لا تَجبُنوا!
لا تَقلَقوا من نُذُر الدَّمار.
هل ينفَعُ البُكاءُ من يُنازِل الإعصار؟
الجوقة
(بعد مرور عامٍ على انحراف الإعصار عن مدينة ماهاجوني ثم
ازدِهار أحوالها)
:
تذكَّروا …
تذكَّروا …
في البَدء يأتي الأكل والطعام.
فانتبهوا للكلمة!
وثانيًا: العِشق والغرام.
تتلُوهما المُلاكمة!
والشُّرب — طِبقَ العَقد — والمُنادَمة.
وقبل كلِّ شيءٍ والمُهمُّ يا رجال،
تذكَّروا، تأكَّدوا على الدَّوام،
هُنا يُباح كلُّ شيءٍ للجميع،
كلُّ شيءٍ،
كلُّ شيءٍ ها هنا حلال!
الحَبيبان (على لِسان باول وجيني)
المَنظر الرابع عشر
جيني
:
انظُر إلى زَوج اليمام
٢ رفَّ في الأعالي.
باول
:
والسُّحب تَحدو المَوكِب الصغير كالظِّلال.
جيني
:
وهو يَطير هائمًا.
باول
:
من عالَمٍ لعالَمٍ جديد.
جيني
:
يلتَصِق الجَناح بالجَناح
في الهبوط والصعود.
جيني وباول معًا
:
مُجاوِرين للسَّحاب لحظةً، ومُبعدَين
يقْسِمان صفحةَ السماء بين بين.
جيني
:
ويَمضِيان مُسرِعَين،
عاشِقَين ذاهلين.
باول
:
عن الوجود أسْلَما الزِّمام للمُغامرة.
جيني
:
لم يَشعُرا إلَّا بخفقِ الريح
في الأجنحة المُهاجِرة،
تُهدهِد التوأم في المَهدِ وتَحنو في حذر،
فما دَرى بغَير صُحبة الحبيب في السفر.
باول
:
ولو رَمَته الرِّيح في اللُّجة،
أو في هوَّة العَدَم،
ماذا يهمُّ والأليفُ صِنْوه
في فرحِه وفي الألم؟
جيني
:
وهل يُصيبُه أذًى
ما دام يرعى عهدَه ويَفتدِي؟
باول
:
وهكذا يُحلِّقان فوق كلِّ مُعتدي،
ويَنجُوان من رَصاص الغدْر أو زخِّ المطر.
جيني
:
يُرفرِفان تحتَ قُرص الشمس أو قُرص القمر،
مُستسلِمَين زاهِدَين في الحياة والبشر.
باول
:
أينَ تَقصِدان يا تُرى؟
جيني
:
لا لِمَكان.
باول
:
تُرى وعمَّن تَبعُدان؟
جيني
:
عن الجميع.
باول
:
وتسألون: كم مضى عليهما
منذ تعارَفَتْ رُوحاهما وائتلفا؟
جيني
:
منذُ قليل.
باول
:
وتسألونني عن ساعة الفِراق:
هل دَنَت؟
جيني
:
بعد قليل.
جيني وباول معًا
:
وهكذا الحبُّ العظيم؛
سنَدٌ للعاشقين
الطيِّبين واليمام …
جَوقَة الرجال
:
تذكَّروا … تذكَّروا …
في البَدءِ يأتي الأكلُ والطعام،
فانتبهوا للكلمة!
وثانيًا: العِشق والغَرام.
تتلُوهما المُلاكمة!
والشُّرب — طِبقَ العَقْد — والمُنادَمة.
وقبلَ كلِّ شيءٍ والمُهمُّ يا رجال،
تذكَّروا … تأكَّدوا على الدَّوام،
هنا يُباح كلُّ شيءٍ للجميع،
كلُّ شيء،
كلُّ شيءٍ ها هنا حلال!
تَجديف
إن كان هناك شيء
تستطيع أن تحصل عليه بالمال،
فاستولِ على المال.
إنْ مرَّ بك إنسان ومعه مال،
فاضرِبه على رأسه،
وخُذ ماله.
من حقِّك أن تفعل هذا!
إن أردتَ أن تسكُن في بيتٍ
فادخُل بيتًا
واضطجِع في سرير.
إذا دَخَلت سيدة البيت عليك، آوِها.
أما إذا انهار السقْفُ عليك، فانصرِف!
من حقِّك أن تفعَل هذا!
إن كانت هُناك فكرة
لا تعرِفها،
ففكِّر في الفِكرة.
إذا كلَّفتْكَ مالَك،
أو كلَّفَتك بيتك،
ففكِّرها! فكِّرها!
من حقِّك أن تفعل هذا!
لصالِح النظام.
لمَصلَحة الدولة.
من أجلِ مُستقبل البشرية.
في سبيل راحتك أنت،
يجوز لك أن تفعل هذا!
أُغنية عن ميِّت
المنظر العِشرون
يُمكنِنا أن نُحضر خلًّا
كي نمسح وجهَه،
أو نُحضِر أيضًا كماشة
كي ننزِع منه لسانه.
لن يُمكِننا أن نصنعَ للميِّت شيئًا.
يُمكِن أن نتحدَّث معه،
أو نزعَق فيه.
يُمكِن أن نترُكه فوق فراشه،
أو نأخُذه معنا للبيت.
لن يُمكِننا أن نُصدِر للميِّت أمرًا.
يُمكِن أن نَضعَ المال بكفِّه،
أو نحفُر حفرة
نحشُره فيها ونُهيل ترابًا،
أو بالجاروف نُحطِّم رأسه.
لن نقدِر أن نصنعَ للميِّت شيئًا،
أو نقِف بصفِّ الموتى.
يُمكِنُنا الحديث عن عصوره العظيمة.
يُمكِننا نسيانُه وعصرَه العظيم.
لن نقدِر أن نصنعَ للميِّت شيئًا،
أو أن نُصبِح في عَون الموتى.
لكن لن يُمكِنَنا أبدًا
أن نُنقِذ أنفسنا،
أو نُنقِذكم،
أو نُنقِذ أحدًا!
١
في الأصل بالإنجليزية.
٢
في الأصل: زوج الكركي — وهو تصرُّف اضطراري لا يُغيِّر
من المعنى كثيرًا. ويُقال إن برشت كتب هذه الأغنية الرائعة
(التي فضَّلها صديقه النمسوي كارل كرواس على كل ما أنتجه
معاصروه!) في ليلة واحدة لكي ينقذ أوبرا مهاجوني — التي
كانت على وشك العرض — من المصادرة من قِبل بعض المسئولين
الأغبياء عن الثقافة في الحزب والحكومة بألمانيا الشرقية
السابقة.