عملات معدنية
غاص هاندز في المياه، ورأيت بقعة من الدماء تظهر على السطح. وبعدها بدأت أشعر بالغثيان، ولم أستطع أن أنتزع جسدي كي أحرره من الخنجر، وكنت مذعورًا أن أسقط من مكاني فأموت إلى جانب إسرائيل هاندز. وعندئذ ارتجفت، الأمر الذي حررني من نصل الخنجر، إذ اتضح أنني ملتصق بالصاري بطرف صغير من كتفي، وجزءٍ كبير من قميصي.
نزلت الصاري، وعندما نظرت حولي قررت أن ألقي الجثة الأخرى في البحر، وحاولت أن أضبط السفينة قدر استطاعتي حتى أحفظها، ثم أغادرها.
قفزت عن ظهر الهيسبانيولا وقصدت الغابة في فرح، وفكرت في الترحيب البطولي الذي سأتلقاه والطريقة التي سأُعامل بها لدى عودتي. لقد تصرفت بحماقة، لكن مكافأتي هي استرداد السفينة، وظننت نفسي شجاعًا ومحظوظًا.
واصلت المسير، وحلّ الغسق، ودنوت أكثر فأكثر من البقعة التي التقيت عندها للمرة الأولى ببن جان المسكين، رجلنا في الجزيرة. وعندما أظلم الليل أكثر فأكثر، أخذت ثقتي بنفسي تزيد، وظللت أتعثر وأتدحرج على الحفر الرملية.
وسرعان ما وجدت نفسي أسير في ضوء القمر، وقد أراحني هذا لكنني كنت لا أزال أسير بحذر، فلم أكن أبتغي أن تنتهي مغامرتي بأن يطلق عليّ أفراد جماعتي النيران. وأخيرًا لمّا وصلت الحصن وجدت بقايا النيران المدخنة الهائلة، وتعجبت لماذا كل هذه النيران الهائلة، لا بدّ أنها أوُقدت معارضة لأوامر الكابتن.
ورأيت الحصن مظلمًا، وبدا لي أن ليس به أحد، فظننت أنه ربما وقع مكروه عندما كنت بالخارج. زحفت على يديّ وركبتيّ، ولمّا اقتربت أكثر فأكثر ساورتني بعض الشكوك في أنهم يضعون حراسة غير جديرة بالاعتبار، ولمّا بلغت الباب ووقفت لم أستطع أن أرى أي شيء بعينيّ.
وعندئذ دخلت، وابتسمت؛ إذ خِلت أنه ربما أستلقي في مكاني وأفاجئهم في الصباح، وبينما كنت أفكر في هذا، إذ بي أسمع صرخة حادة اقشعر لها بدني.
تكررت الصرخة: «عملات معدنية، عملات معدنية!» لقد كان ببغاء سيلفر الكابتن فلينت! إنه هو الحارس، وقد ضبطني! التفت لأسمع صوت سيلفر المألوف:
«من هناك؟»
استدرت فوجدتهم يحيطون بي.
قال سيلفر عندما أُلقي القبض عليَّ: «أحضر ضوءًا يا ديك.» ذهب الرجل ليعود بعد قليل ومعه مصباح متوهج.