إطلاق سراح مؤقت
استيقظنا جميعًا على صوت وصول الطبيب، وأعترف أنني خجلتُ من النظر في وجهه.
وعندما وصل أحسن سيلفر معاملته.
صاح سيلفر: «أهلًا أيها الطبيب! طاب صباحك يا سيدي! جميع مرضاك يتمتعون بوافر الصحة، تعال وانظر.»
استمر سيلفر يعامل الطبيب هكذا إلى أن بلغ الطبيب التل: «لدينا أيضًا مفاجأة صغيرة لك؛ غريب صغير في معسكرنا!»
توقف الطبيب لدى سماعه تلك الكلمات.
صاح الطبيب: «لا تقل أنه جيم!»
أجاب سيلفر: «لِمَ لا؟ بالطبع هو!»
عندئذ بدا الطبيب مصعوقًا من هول الصدمة لكنه أصر على فحص المرضى قبل أن يصرف انتباهه إليَّ.
قال الطبيب: «أعتبر أن هذا واجبي، بصفتي طبيب المتمردين، أن أحافظ على صحتكم جميعًا سالمة إلى أن أودعكم في حبل المشنقة عندما نعود إلى إنجلترا.»
وبعد أن أولى اهتمامه للأسقام المختلفة التي يعانيها القراصنة، طلب أن يتحدث إليَّ على انفراد، الأمر الذي اعترض عليه القراصنة مرة أخرى، وهكذا عارضهم سيلفر أيضًا.
زأر سيلفر كالأسد: «سكوت!» فارتعدوا جميعًا. استرسل سيلفر: «أيها الطبيب، جميعنا ممتنون لعنايتك بأسقامنا. هوكينز، هل تعد بأنك لن تهرب؟»
قطعت له وعدًا بهذا، وعندئذ طلب سيلفر من الطبيب أن ينزل التل مبتعدًا، وأخبره بأنه سوف يحضرني بنفسه إليه. وما إن خرج الطبيب حتى أخذ الرجال ينوحون ويصيحون، إلى أن هدأ سيلفر من روعهم.
«أتريدونني أن أخرق الهدنة في نفس اليوم الذي سنذهب فيه لنفتش عن الكنز؟ حمقى! أغبياء! سنخرق الاتفاقية في الوقت المناسب.»
وعندئذ دفعني خارج الباب، حيث شققنا طريقنا نحو الطبيب. وما إن وصلنا هناك حتى تغير وجه سيلفر تغيرًا جذريًّا.
قال سيلفر: «الآن أيها الطبيب، لقد أنقذت حياة هذا الصبي، والسبب الوحيد لمجيئي هنا الآن هو أن أنقذ حياتي أنا أيضًا. ولا آمل إلا في أن تساعد كلينا.»
قال الطبيب: «لماذا يا سيلفر، أنت لم تكن خائفًا؟»
اعترف سيلفر بأنه لم يكن خائفًا، وأنه يعرف أنه محكوم عليه بالإعدام شنقًا. لكنه يأمل في أن يتذكر الطبيب أنه فعل خيرًا عندما أنقذ حياتي.
وبعدئذ تركني سيلفر مع الطبيب الذي أخذ يوبخني ويعنفني إلى أن سمع قصتي الرائعة.
سألني الطبيب: «هل عثرت على السفينة؟ إذن أنت من يحاول أن ينقذنا من البداية يا جيم؟»
وحاول أن يشجعني على أن أخلف وعدي وأذهب معه، لكني ما كنت لأفعل هذا فقد أقسمت، وبعدئذ صرف اهتمامه إلى سيلفر.
قال الطبيب لسيلفر: «أنصحك ألا تحاول العثور على هذا الكنز.»
أجاب سيلفر: «أنا مضطر أن أفعل هذا وإلا سيقتلونني بأنفسهم.»
قال الطبيب: «حسنًا، إذن احترس من الرياح العاتية في البحر، من الممكن أن تكون هذه الرياح الممطرة مدمرة. وعندما نعود، إذا رجعنا من هذه التجربة أحياء، أتعهد بأن أفعل كل ما بوسعي كي أنقذك.»
أخذ سيلفر يقفز فرحًا مبتسمًا وشاكرًا. عندئذ صافحني الطبيب وودعنا وسار في طريقه بخفة ونشاط.