أوراق الكابتن
قطعنا طريقنا بصعوبة إلى منزل الطبيب ليفزي وكان السيد دانس يقودنا في الطريق. نزلنا عن الجياد، لكننا لم نجد الطبيب، فواصلنا مسيرتنا للعثور عليه إذ كان يتناول العشاء بصحبة أحد النبلاء، سُمح لنا بالدخول سريعًا، وأوصلونا إلى المكتبة العظيمة حيث يجلس الطبيب ليفزي للتسامر مع السيد جون تريلوني تحيط بهما أرفف الكتب.
سارع تريلوني بالسؤال عن أمرنا، وما إن علم هو والطبيب الأمرَ حتى رأيت شغفهما الشديد ورغبتهما في معرفة المزيد، وقد ابتهجا لأننا عدنا إلى الحانة، ثم أخذ السيد تريلوني يذرع المكان جيئة وذهابًا.
ثم قال: «سيد دانس، أنت رجل نبيل، وما كان لك أن تضيع وقتًا في القلق بشأن سحق هذا الكفيف الشرير تحت أرجل الخيل؛ فالفتى هوكينز قيمته كالذهب.»
ثم قرروا أنه ينبغي لنا أن نكشف عن محتويات لفافة الأوراق. وأمر رجلان من الرجال أحد الخدم بأن يجلب لي طعامًا ساخنًا لأتناوله، فالتهمته في الحال. وناقش كل من السيد دانس والطبيب ليفزي العديد من الأمور، لكن سرعان ما عاد مجرى الحوار إلى الأحداث الحالية. وسأل الطبيب تريلوني هل سمع عن هذا الرجل الذي يُدعى فلينت.
أجاب تريلوني في تعجب: «سمعت عنه! لقد كان أكبر قرصان متعطش للدماء؛ كل القراصنة كانوا يخشونه، وقد رأيت ذات مرة مراكبه الشراعية خارج جزيرة ترينداد! كان فلينت أكثر القراصنة ثراءً وخسة!»
وقد رأوا جميعًا أنه لا بدّ أن يوجد مفتاح للكنز العظيم المذكور في لفافة الورق، وإن كان الأمر هكذا، فسيوفر السيد تريلوني سفينة ويستخدمها للبحث عن الكنز، مهما كانت التكلفة. وافق الطبيب ليفزي على هذا، ثم وضع لفافة الورق على الطاولة، وعلى الفور قطعوا غرز الخياطة ووجدوا أن اللفافة تحتوي على كتاب وورق مختوم، واتفقوا على فحص الكتاب أولًا، ودعوني لأنظر عن كثب وأشارك في هذا الاكتشاف. وقد تملكنا أنا والطبيب ليفزي الذهول والحيرة لدى رؤية علامات وأشكال في أعمدة، لكن تريلوني كان يعلم ما الذي نحمله في أيدينا.
– «هذا دفتر حسابات الوغد الشرير!» وقد كان بالفعل سجلًّا لسفن استولوا عليها، وثروات منهوبة، وأموال مستحقة في صورة عملات فرنسية وإسبانية وإنجليزية.
عندئذ وجهنا انتباهنا إلى رزمة الورق المختومة؛ وعندما فتحها الطبيب انبسطت أمامنا خريطة بالملاحظات والاتجاهات، بالإضافة إلى خطوط الطول والعرض. ورأينا ملحوظة مكتوبة وراء تل سباي جلاس كُتب عليها: «يوجد الجزء الأكبر من الكنز هنا.» وكان هناك المزيد من الاتجاهات التي تقود إلى مكان يُدعى جزيرة سكيليتون.
امتلأ تريلوني بهجة وأمر بإعداد سفينة كبيرة والشروع في رحلة إلى جزيرة الكنز في الحال.
قال تريلوني: «سأكون أنا الأميرال، وأنت يا ليفزي طبيب السفينة، وسيكون هوكينز في خدمتنا! ولسوف نحضر معنا رجالي: ريدروث، وجويس، وهانتر.»
كان تريلوني يتقد بالحماس الشديد الذي كان يظهر على وجهه، لكن الطبيب أراد أن يقول شيئًا.
فقال: «الشخص الوحيد الذي أخشى منه هو أنت يا تريلوني؛ لأنك لا تستطيع أن تضبط لسانك! ثمة قراصنة منتشرون بالخارج مستعدون أن يقتلوا أي فرد من أجل هذا الكنز، وقد يجازفون بأي شيء. لا بدّ أن نظل معًا إلى أن تجهز سفينتنا. سأمكث مع جيم هوكينز، لكن يجب ألا يبوح أي منا بكلمة واحدة عن هذا الأمر.»
وبعدها قطع تريلوني وعدًا بأن يظل صامتًا كالقبر.