سرُّ بئر يوسف!
إنها من رقم «صفر» يطلب منَّا الاتصال به، معنى ذلك أن أحدًا من الشياطين الثلاثة لم يتصل بالمقر … ولم يتمكن لا المقر ولا رقم «صفر» من الاتصال بهم.
وقبل أن يسترسلَ في تأملاته، قام بالاتصال برقم «صفر»، فسأله عن «أحمد» وعمَّا كان يحدث منذ صباح اليوم، ولماذا لم يردوا على اتصاله؟
ولم يكن لدى «عثمان» غير ما رآه يحدث أمام عينَيه، فحكاه بالتفصيل لرقم «صفر» … فطلب منه الأخير، بسرعة العودة للمقر … لعقد اجتماع عاجل.
وفي غرفة المعلومات المركزية … اتخذ كلُّ واحد من جماعة الشياطين اﻟ «١٣» مكانه أمام جهاز كمبيوتر … انتظارًا لبدء الاجتماع.
وفي الميعاد المحدد … ومع إشارات ضبط الوقت التي تُطلقها ساعةُ القاعة … دخلَت كلُّ الأجهزة على الشبكة الرئيسية للمقر … وظهرَت على شاشاتهم … الخطوط البيانية المتراصة … التي تُعبر عن وجود رقم «صفر» بينهم … فانتبهوا جميعًا له وهو يُحيِّيهم، ولفَّهم صمتٌ مترقب … فهم يشعرون أن لديه علمًا بما حدث ﻟ «أحمد» و«إلهام» و«فهد» و«عثمان» … وكأنما كان هو يشعر بما ينتظرونه منهم … فسألهم قائلًا: ألم يتصل «أحمد» بعد؟
ريما: حتى الآن لم يتصل أحد منهم.
رقم «صفر»: عفوًا … سأتلقَّى اتصالًا خارجيًّا.
وشاهد الجميع … الخطوط البيانية المتراصة ترتفع وتنخفض مما يعني أن هناك جديدًا قد حدث … وعندما عاد إليهم قال مستبشرًا: أبشروا … فسينضمُّ لنا «عثمان» خلال دقائق … وقد يكون لديه أخبار عن الشياطين.
ريما: وهل نطرح بعضَ أسئلتنا حتى يأتي؟
رقم «صفر»: بالطبع!
ريما: لقد كان هناك شيئًا خطيرًا يُقلق «أحمد» … وليلة أمس كان يهذي بكلام عن الخطر الذي يُحدق بنا جميعًا كعرب … وعن الانهيار الذي سيهدد القلعة.
رقم «صفر»: إنه موضوع اجتماعنا.
في هذه اللحظة دخل «عثمان» … فاتخذ له موقعًا أمام جهاز الكمبيوتر … وبعد أن أداره قال: عِمْتُم مساءً … ما موضوع الاجتماع؟
رقم «صفر»: انهيار القلعة!
عثمان: لقد كنت هناك منذ قليل.
رقم «صفر»: وأين «أحمد»؟
عثمان: لقد غَرِق في البئر!
رقم «صفر»: بئر ماذا؟
عثمان: بئر يوسف.
تحرَّكَت الخطوط البيانية على شاشات الكمبيوتر في اضطراب واضح، وحدثَت جلبة بين الشياطين … فطلب منهم رقم «صفر» الهدوء … وطلب من «عثمان» أن يحكيَ لهم ما حدث … فاستطرد «عثمان» يحكي بالتفصيل كلَّ ما دار منذ أن خرجوا من المقر … حتى غَرِق «فهد» ومات الحارس … وفر هو عائدًا.
مصباح: لا يمكن ﻟ «أحمد» أن يغرقَ في مكانٍ كهذا … ولا «إلهام» وحتى «فهد»!
عثمان: ولكن تحت السلاح كل شيء ممكن.
بو عمير: والسائح المطارد … أين ذهب هو الآخر؟
زبيدة: إن في الأمر سرًّا لا نعلمه.
رقم «صفر»: سوف يُخبرنا بذلك «أحمد»، هل هنالك سرٌّ يا «أحمد» في بئر «يوسف».
تلفَّتَ الشياطين حولهم يبحثون عن «أحمد» الذي فتَح باب القاعة، ودخل والإرهاقُ بادٍ عليه … فاتخذ له مكانًا أمام أحد أجهزة الكمبيوتر … وبعد أن أداره قال لهم: عِمْتُم مساءً، وردًّا على سؤال الزعيم … أقول إن القلعةَ كلَّها أسرار … ومن نُطاردهم … يعرفون الكثير عنها … ونحن حتى الآن لا نعرف غير ما يقولونه هم لنا … وبالطبع فإنهم لا يقولون كلَّ شيء …
رقم «صفر»: لقد رأى «عثمان» بعينه غرقَ «فهد» و«إلهام» فما رأيك؟
أحمد: لقد كنتُ أظن ذلك في السائح الذي أُطارده … فقد نزل تحت سطح الماء وغاب، فقررتُ النزولَ لتحرِّي الأمر … فلم أجده …
رقم «صفر»: وماذا حدث؟
أحمد: عبرت ممرًّا مائيًّا يصل إلى نهر النيل.
علَت آهاتُ الدهشة من أفواه الشياطين، وسرَت بينهم همهمةٌ قطعها رقم «صفر» قائلًا: معنى ذلك أن «إلهام» و«فهد» قد عبرَا نفس الممر؟
عثمان: بالتأكيد … فقد بحثت عنهما تحت سطح الماء … فلم أجد لهما أثرًا …
أحمد: وماذا عن انهيار القلعة؟
قام رقم «صفر» باستدعاء «بيتر» الذي روَى لهم كيف ستؤدي خطةُ أعوان «سايبرسبيس» الجديدة إلى انهيار الهضبة ومن ثَم القلعة … باستخدام أساليب وطرق علمية وتكنولوجية حديثة.
عثمان: ومَن الذي سيسمح لهم بذلك؟
أحمد: هذا إذا كان عملُهم ظاهرًا ويمكن مراقبته … ولكن في الواقع أنهم يُخفون ما يصنعون بوسائل كثيرة … أو يقومون به من مكان لا نستطيع الوصول له.
في هذه اللحظة، اضطربَت الخطوط البيانية على شاشات الكمبيوتر … فظنوا أن رقم «صفر» قد تأثر بما قاله «أحمد»، غير أنه أنهى الاجتماع قائلًا: هناك مَن يحاول الدخول على خطوطنا … والتجسس علينا … انتظروا اتصالًا آخر … شكرًا …
انتهى الاجتماع، ورحل رقم «صفر»، ولم يترك أيٌّ من الشياطين مكانَه أمام جهاز الكمبيوتر؛ فكلهم كانوا يريدون اكتشافَ مَن كان يحاول اقتحامَ شبكتهم، والدخول على اجتماعهم، وسريعًا … شعروا أنهم قريبون جدًّا من الوصول إلى ذلك المتطفل … الذي لم يكن غير «إلهام»، وفي بادئ الأمر … ظنَّت «ريما» أن «أحمد» يُداعبها … إلا أنها أطلقَت آهةً شديدة عندما عرفتها … فالتفتَ حولهما الشياطين يتابعون حوارهما في شغف … وقد عرَفوا في النهاية أنها في منطقة المقابر … ومعها «فهد»، وأن السائح الذي اصطحبه «عثمان» لم يكن ضابطًا بالإنتربول، بل عضوًا في جهاز مخابرات دولة مُعادية … وكذلك السائحة التي كانت برفقة «إلهام».
أما عن المقبرة، فهي مقرُّ قيادة عملية انهيار القلعة … وهي و«فهد» الآن مقبوض عليهما … وتحت حراسة مُشدَّدة.
وكأنما كان هذا الخبر … أمرًا للشياطين بالتحرك … فقد كوَّن «أحمد» مجموعةَ عملٍ من كلٍّ من «ريما» و«مصباح» و«عثمان» تحت قيادته … واتصل برقم «صفر» يطلب منه الإذنَ بالتحرك فأَذِن له … وانتشر هديرُ المحركات الثقيلة بين أرجاء المقر … فقد رأى أن يستعينوا بأكثر السيارات تقدُّمًا وقوة عندهم … ومن أكثر من باب في المقر، خرجَت السيارات متتابعة … تحمل الشياطين، في أخطر عملية مزدوجة يقومون بها على أرض «مصر».
فعليهم … اكتشاف الإمكانات الحقيقية لمقرِّ العصابة في منطقة المدافن … وبعض من أسرار القلعة التي سيستفيد منها أعضاءُ «سايبرسبيس» في تنفيذ مخططهم … والمهمة الأخرى هي تخليص «إلهام» و«فهد» من بين أيديهم.
وشَهِد ميدان الرماية ثلاث سيارات «لامبورجيني» فارهة تتقدَّمهم أحدث وأقوى سيارة في العالم «البراق»؛ ينطلقون في سرعة مخيفة … وقد صدرَت الأوامر لضابط المرور بتيسير حركة المرور في شارع «الهرم». وفتْح كلِّ الإشارات التي تقطع الطريق … والتزام السيارات بالتزام الجانب الأيمن منه … مما ساعد الشياطين على قطع المسافة في دقائق قليلة … وكذلك كان الحال في شارع «صلاح سالم».
وحول القلعة … دار «أحمد» دورتَين … وكأنه يُعلن عن سيطرتهم على المكان والموقف، ويُطمئن القلعة إلى أنهم معها … وسيقفون بالمرصاد لمن يقصدها بالشر.
وبجوار جدارها المرتفع تركوا سياراتهم … وتفرَّقوا في طريقهم إلى منطقة المدافن … عدا «أحمد» الذي تسلَّق بمهارة فائقة سور القلعة … وبالطبع كان بإمكانه الدخول من الباب الرئيسي … إلا أن يشكَّ أنَّ هناك خائنًا، متواطئًا مع عصابة «سايبرسبيس»، وقد يكون أحد الحراس في الجهة المقابلة للسور من الداخل، كان المتحف الحربي قد أغلق أبوابَه وقلَّ عددُ زوار القلعة؛ ولم يبقَ إلا نفرٌ قليل من الجنود.
وكان الحذاء الذي يرتديه «أحمد» يسمح له بالسقوط من ارتفاعٍ عالٍ … دون إصابة؛ لأنه مزوَّدٌ بإمكانيات تجعله يمتصُّ الصدمة، وقد شعر بذلك عندما قفز من أعلى … وطار لثوانٍ في الهواء قبل أن يسقطَ واقفًا على قدمَيه.
وكان الليل قد أرخَى ستارتَه على المكان … فسادَ الصمتُ والسكون … مما أتاح له الفرصةَ للتحرُّك بحريَّة. وعلى باب مدخل بئر «يوسف» … وجد قُفلًا كبيرًا … فأخرج أسلحتَه الدقيقة للتعامل معه، غير أنه سَمِع صوتًا يأتي من خلف باب المتحف الحربي … فتوارَى في ركن بعيد، حين رأى بابَ المتحف يُفتح … وتخرج من خلفه مركبةٌ مجنزرة، تُشبه الدبابة تتَّجه إلى باب البئر.
وعند البئر توقَّفَت، ونزل منها رجلٌ يرتدي أفرول أزرق، فعالج القفل، وفتح الباب، وخرج من المكتبة رجلان يحملان آلاتٍ تبدو كالمثاقب الكهربائية كبيرة الحجم … ونزلوا إلى البئر فمكثوا به وقتًا طويلًا … ثم عادوا وتركوا ما بأيديهم … وحملوا أوعيةً كالأنابيب الضخمة، وبدَا من طريق سيرهم … أنها ثقيلة للغاية … ونزلوا بها إلى البئر فانزعج «أحمد» لمَا يمرُّ برأسه من خواطر … فقد يكون المقصود بما يصنعون هو حقن الهضبة التي تحمل القلعة بموادَّ تُدمِّر بنيتَها، فآثر أن يقطع عليهم خطَّ الرجعة وفرصة النجاة … فقفز من مكمنِه كالفهد … وجرى بخفَّة ورشاقة، حتى بلغ بابَ البئر دون أن يلاحظَه أحد، فأغلقه وأعاد القفل لمَا كان عليه … وكأنما شعر الرجلان بما حدث … فقد سَمِع صوتَ طرقاتهما على الباب من الداخل … فعاد إلى مكمنه سريعًا، فرأى السائح الهارب يخرج من المركبة ويسير بحذر في اتجاه البئر … فعرف أنه سيكشف ما حدث … ورأى أن يغادر المكان مُسرعًا … حتى لا يفزعَ ذلك الرجلين … فيضيعا من بين أيديهم … وتضيع معه بقيةُ الخيوط التي ستُوصلهم إلى الجماعةِ كلِّها.
وكما دخل القلعة خرج منها برشاقة ومهارة فائقة … وكان قبل أن يقفز من فوق السور إلى الشارع … قد رأى الرجل يعود إلى مركبته سريعًا … دون أن يفتح الباب … فرآها فرصةً لاصطياد الرجلين.
فاستقل البراق وكالبرق انتقل من القلعة إلى «نيل المنيل» … فترك السيارة … بعد أن بدَّل ملابسه بداخلها، ودون أن يلاحظَ أحدٌ نزل إلى الماء … وقد كان في هذا الوقت من اليوم باردًا … وفي ظلمة الأعماق أخذ يبحث عن شيء طيلةَ أربع ساعات … دون نتيجة.
عندما كان يطارد السائح عضو «سايبرسبيس» ونزل وراءَه البئر، فرَّ منه الرجل تحت الماء … فنزل وراءه واكتشف الممرَّ المائيَّ الذي يَصِل البئر بمجرى النيل … وقد أوصلَه الممرُّ إلى هذه المنطقة … فلماذا إذن لا يستطيع الاستدلال على هذا الممر مرة أخرى … هل تاه عن المكان … أم أنه أغلق من داخل البئر … وهو أمرٌ جائز في هذه القلعة المليئة بالأسرار.
وبعد عناء وجهد شديدَين، عثر على مدخلِ الممرِّ قُربَ قاعِ النهر، فصَعِد إلى سطح الماء ليأخذ نفَسًا عميقًا … ثم عاد إلى القاع مرة أخرى، ودخل الممر الذي استدل عليه هذه المرة بسهولة … وأصبح قاب قوسين أو أدنى من عضوَي العصابة … المحبوسين الآن في البئر، وبعد أن سبَحَ لمسافة طويلة، ظهر له عن بُعد جدارُ البئر مما حثَّه على ضرب الماء بقوة وسرعة اللحاق بالرجلَين … غير أنه اكتشف في نهاية الممر أنه يُفضي إلى مكان مختلف تمامًا عن بئر «يوسف»، إنه بئرٌ عميق مكشوف، وعلى جداره ثبتَت أسياخُ حديد كدرجات سُلَّم. وبُهِت «أحمد» لما رأى خاصةً بعد ذلك الجهد المضني، وتوتَّرَت أعصابُه … فقد يفقد الرجلين مع هذا التأخير في الوصول إليهما.
إلا أن فضوله ورغبته في اكتشافِ سرِّ هذا البئر، أثنَته عن العودة مرة أخرى، فتعلَّق بأول درجات السلَّم ومكَثَ على حاله حتى استردَّ عافيتَه، فتسلَّق باقي درجاته إلى أن وجد نفسَه في النهاية مُحاطًا بسورٍ عالٍ … وحوله العديدُ من التوابيت … فعرف أنها مقبرة … واندهش لوجود البئر فيها … خاصةً وأن هذا البئر له اتصالٌ بمجرى النيل، وبالربط بينه وبين البئر الموصل للقلعة … عرف أنه طريق للطوارئ … صُمِّم للاستخدام في فترات الحرب والحصار … فمن غير المعقول بأن يكون هذا الممر المائي قد شُقَّ حديثًا … لوجود الكثير من الموانع … وليس هذا هو الأمر المهم … بل المهم أنهم استفادوا من هذه الممرات في الإعداد لتنفيذ مخططهم.
ولمزيد من إرضاء فضول الشياطين، غادر «أحمد» البئر، للاطلاع على المنطقة المحيطة به … وكانت تغرق في ظلام دامس … لولا انفراط عقد النجوم في السماء … لأصبحت في غاية الوحشة، وما بين رهبة الصمت ورهبة الموت … تحرك بين التوابيت الحجرية يبحث عن المزيد من أسرار هذا المكان الذي يبدو أن أصحابَه يعتنون به بشدة؛ فالأشجار تملؤه ونبات الصبار بأنواعه المختلفة ينمو على جانبَيه … إلا أنه توقَّف في دهشة وحيرة … فقد لاحظ وجودَ ثُقبٍ في أحد التوابيت … يشعُّ منه النور، وكان قد تخطَّاه، فعاد إليه على حذرٍ يتأمل ذلك الثقب وهو غيرُ مصدق … ثم ألصق أحدَ عينَيه وهو مُغمض الأخرى محاولًا اكتشافَ سرِّ هذا الضوء … ومنبع ذلك النور.
ولأن الثقبَ كان ضيقًا للغاية وعميقًا … لم يستطع الاطلاع على ما يُرضي فضولَه، فحام حول التابوت يتفحَّصه بعناية … ليجد منفذًا يَعبُر منه إلى داخله … فلم يجد مما زاد من دهشته وحيرته، فهل يوجد مدفن بلا باب؟ وإلَّا فكيف يُدخلون فيه موتاهم؟ وليس هناك احتمالٌ واقعيٌّ … غير أن هذا الباب هو الآخر بابٌ خفيٌّ. واطمأنَّت نفسُ «أحمد» لهذه النتيجة، وأخذ يبحث بين حجارته عن مدخلٍ خفيٍّ … إلا أن الضوءَ الوحيد، الذي كان يخرج من الثقب الضيق اختفى هو الآخر، فوضعَه في حيرةٍ وشكٍّ من أمره، إن كان رأى هذا الضوء حقًّا … أو لم يرَه؟
إلا أن اليقين الوحيد لديه الآن … هو أن هذا المكان به حياة … وهناك مَن يستخدمه في الخفاء، وهم إما أصحابه، أو دخلاء عليه … وطرأَت على ذهنه فكرة … وهي لماذا لا يكون مدخل هذا التابوت في جدار البئر العلوي والذي لا يَصِل إليه الماء.
ورغم الإرهاق وقلة النوم، عاد لتسلُّقِ درجات السلَّم الحديدي، باحثًا عن باب في جدار البئر إلا أنه لم يَصِل إلى شيء … وبدَا ضوءُ البطارية … في يده يضعف وقدرة عضلات ساقَيه على حمْلِه تضعف هي الأخرى … وقدرة ساعدَيه على تسلُّق الدرجات الحديدية والتشبُّث بها تضعف … ودارَ رأسُه … وفقدَ اتزانَه … ونظر تحته فوجد الماء والغرق في انتظاره.