كسالى في الوادي الخصيب
«لكنَّه كان في نفس الوقت خائفًا بشدَّة من هذا العالَم المجهول الشديد الأذى، والمليء بالمعاناة الدائمة، والنُّذُر المظلِمة التي تدفعه أن يدخل في مغامرةٍ عابرة كهذه؛ فإحساسه بخَوَره يحطِّمه، ويلقي به دائمًا في عالَم الكسل العريق، حيث نما شخصًا خاملًا في منزل الأسرة، يحوطه أمانٌ أكثرُ عدميةً من الموت.»
في هذه الرواية يروي لنا «ألبير قصيري» قصةَ عائلةٍ كرَّست حياتَها وحياةَ أبنائها لفعل اللاشيء. فالجميع في هذا البيتِ الريفي الصغير ينامون طَوال الوقت؛ الأب وأبناؤه الثلاثة: «رفيق» و«جلال» و«سراج»، والعم «مصطفى». وعندما يستيقظون يتكاسلون حتى عن فعلِ أبسطِ أمورهم، وتتولَّى «هدى» الخادمةُ إدارةَ البيت وتنظيمَ أموره. لكنَّ حياتهم المستقِرة تتعرَّض للتهديد عندما يسمع الابن الأصغر «سراج» أنَّ على الإنسان أن يعمل، وأنَّ بعض الناس يضبطون المنبِّه ليستيقظوا في الصباح ويذهبوا إلى وظائفهم! فكرةٌ كهذه جعلت أشقَّاءه يتشكَّكون في نسبِه إلى العائلة، لمجرَّد أنه تحدَّث بها. تزداد الأمورُ تعقيدًا عندما يقرِّر «سراج» الذهابَ إلى المدينة للعمل، ويقرِّر الأبُ الزواجَ مرةً أخرى، فيسعى الجميع إلى إحباطِ هذه الزيجة كي تبقى الأمورُ على ما هي عليه.