قافية الضاد
قال في الغَزَلِ: (من السريع)
أَيْنَ لَيَالِينَا بِوَادِي الْغَضَا
ذَلِكَ عَهْدٌ لَيْتَهُ مَا انْقَضَى
كُنْتُ بِهِ مِنْ عِيشَتِي رَاضِيًا
حَتَّى إِذَا وَلَّى عَدِمْتُ الرِّضَا
أَيَّامُ لَهْوٍ وَصِبًا كُلَّمَا
ذَكَرْتُهَا ضَاقَ عَلَيَّ الْفَضَا
فَآهِ مِنْ دَهْرٍ بِأَحْكَامِهِ
جَارَ عَلَيْنَا وَقَضَى مَا قَضَى
أَيَّ قِنَاعٍ مِنْ شَبَابٍ سَرَا
وَأَيَّ ثَوْبٍ مِنْ نَعِيمٍ نَضَا
قَدْ بَيَّضَ الأَسْوَدَ مِنْ لِمَّتِي
يَا لَيْتَهُ سَوَّدَ مَا بَيَّضَا
عَهْدٌ كَطَيْفٍ زَارَ حَتَّى إِذَا
أَشْرَقَ صُبْحٌ مِنْ مَشِيبى مَضَى
مَا كَانَ إلَّا كَنَسِيمٍ سَرَى
وَعَارضٍ غَامَ وَبَرْقٍ أَضَا
وَلَّى وَلَمْ يُعْقِبْ سِوَى حَسْرَةٍ
بَيْنَ الْحَشَا كَالصَّارِمِ الْمُنْتَضَى
لَوْلا الْغَضَا وَهْوَ مَطَافُ الْهَوَى
مَا شَبَّ فِي قَلْبِيَ جَمْرُ الْغَضَى
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ بِهِ شَادِنًا
عَذَّبَنِي بِالصَّدِّ بَلْ أَرْمَضَا
مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ ذُو لَحْظَةٍ
تَعَلَّمَ الْخَطِّيُّ مِنْهُ الْمَضَا
ظَبْيُ حِمًى مُذْ غَرَبَتْ شَمْسُهُ
عَنْ نَاظِرِي بِالْبَيْنِ مَا غَمَّضَا
قَدْ سَرَّنِي حِينَ أَتَى مُقْبِلًا
وَسَاءَنِي حِينَ مَضَى مُعْرِضَا
حَمَّلَنِي مِنْ وَجْدِهِ لَوْعَةً
لَو نَهَضَ الدَّهْرُ بِهَا خَفَّضَا
قَدْ أخَذَ النَّوْمَ وَمَا رَدَّهُ
وَاسْتَلَبَ القَلْبَ وَمَا عَوَّضَا
مَا بَالُهُ مَاطَلَ فِي وَعْدِهِ
أَلَمْ يَحِنْ لِلدَّيْنِ أَنْ يُقْتَضَى
قَاضَيْتُهُ عِنْدَ مَلِيكِ الْهَوَى
فَغَلَّ حَقِّي وَأَسَاءَ القَضَا
فَمَنْ لَهُ أَشْكُو وَقَدْ سَامَنِي
جَوْرًا وَحَقُّ الْجَوْرِ أَنْ يُرْفَضَا
تَاللهِ لَوْلا خَوْفُ هِجْرَانِهِ
مَا بَاتَ قَلْبِي عَانِيًا مُحْرَضَا
فَإِنَّ لِي مِنْ عَزْمَتِي صَاحِبًا
يَمْنَعُنِي فِي الرَّوْعِ أَنْ أَدْحَضَا
وَلَسْتُ مِمَّنْ إِنْ دَجَا حَادِثٌ
أَلْقَى زِمَامَ الأَمْرِ أَوْ فوَّضَا
لَكِنَّنِي أَلْقَى الرَّدَى حَاسِرًا
وَأَصْدَعُ الْخَصْمَ إِذَا عَرَّضَا
أَسْتَحْقِبُ الشَّهْدَ لِمَنْ وَدَّنِي
وَأَنْفُثُ السُّمَّ لِمَنْ أَبْغَضَا
جَرَّدْتُ نَفْسِي لِطِلَابِ العُلا
وَالسَّيْفُ لا يُرْهَبُ أَوْ يُنْتَضَى
وَلِي مِنَ الْقَوْلِ نَصِيرٌ إِذَا
دَعَوْتُهُ في حَاجَةٍ أَوْفَضَا
سَلْ عَنِّيَ الْمَجْدَ وَلا تَحْتَشِمْ
فَالمَجْدُ يَدْرِي أَيَّ سَيْفٍ نَضَا
وَقَالَ يَصِفُ نَاقةً مِنَ النُعْمَانيَّات: (من الوافر)
وَرَوْعَاءِ الْمَسَامِعِ مَا تَمَطَّتْ
بِحَمْلٍ بَيْنَ سَائِمَةٍ مَخَاضِ
خَرَجْتُ بِهَا عَلَى الْبَيْدَاءِ وَهْنًا
خُرُوجَ اللَّيْثِ مِنْ سَدَفِ الْغِيَاضِ
تُقَلِّبُ أَيْدِيًا مُتَسَابِقَاتٍ
إِلَى الْغَايَاتِ كَالْنَّبْلِ الْمَوَاضِي
مَدَدْتُ زِمَامَهَا والصُّبْحُ بَادٍ
فَمَا كَفْكَفْتُهَا وَاللَّيْلُ غَاضِي
فَمَا بَلَغَتْ مَغِيبَ الشَّمْسِ حَتَّى
أَضَافَتْ آتِيًا مِنْهُ بِمَاضِي
أَحَالَ السَّيْرُ جِرَّتَها رَمَادًا
فَراحَتْ وَهْيَ خَاوِيَةُ الْوِفَاضِ
وَمَا كَانَتْ لِتسْأَمَ غيْرَ أَنِّي
رَمَيْتُ بِهَا اعْتِزَامِي واعْتِرَاضِي
هَتَكْتُ بِهَا سُتُورَ اللَّيْلِ حَتَّى
خَرَجْتُ مِنَ السَّوادِ إِلَى الْبَياضِ
وقال يَعْتَذِرُ: (من البسيط)
رَبَّ الْفُتُوَّةِ لا تَسْبِقْ إِلَى عَذَلٍ
يَبِيتُ مِنْ مَسِّهِ قَلْبِي عَلَى مَضَضِ
فَإِنْ تَكُنْ هَفْوَةٌ أَوْ زَلَّةٌ عَرَضَتْ
فَالسَّهْمُ يَصْدِفُ أَحْيَانًا عَنِ الْغَرَضِ
وقال: (من الطويل)
إِذَا أَنْتَ أَبْغَضْتَ امْرأً فَاخْشَ ضَرَّهُ
فَأَنْتَ لَدَيْهِ مِثْلُ ذَاكَ بَغِيضُ
فَإِنَّ قُلُوبَ النَّاسِ تَمْتَازُ فِطْرَةً
فَمِنْهَا لِبَعْضٍ آلِفٌ وَنَقِيضُ
وَعَاشِرْ مِنَ الْخُلَّانِ مَنْ كَانَ سَالِمًا
فَلَيْسَ سَوَاءً سَالِمٌ وَمَرِيضُ
فَقَدْ لا يُفِيدُ الْقَوْلُ نُصْحًا وَحِكْمَةً
إِذَا حَالَ مِنْ دُونِ الْقَريضِ جَرِيضُ
وقال: (من الطويل)
تَحَبَّبْ إِلَى الإِخْوَانِ بِالْحِلْمِ تَغْتَنِمْ
مَوَدَّتَهُمْ فَالْحِلْمُ لِلشَّرِّ يَرْحَضُ
فَإِنَّ قَرِينَ السُّوءِ مَا لَمْ تُجَارِهِ
بِأَفْعَالِهِ وَافَاكَ بِالعُذْرِ يَرْكُضُ
وقال: (من الوافر)
أَبَيْتُ الرَّدَّ لِلسُّؤالِ عِلْمًا
بِمَا فِي ذَاكَ مِنْ بَسْطٍ وَقَبْضِ
فَإِمَّا عَائِلٌ فَأَصُونُ مِنْهُ
وَإِمَّا فَاجِرٌ فَأَصُونُ عِرْضِي
وقال: (من البسيط)
رَضِيتُ بِالْبَيْنِ إِيثَارًا عَلَى سَكَنٍ
فِي مَعْشَرٍ وُدُّهُمْ إِنْ أَخْلَصُوا مَرَضُ
فَمَا أَسَيْتُ لِشَيْءٍ كُنْتُ أَمْلِكُهُ
فِي فَقْدِ أَوْجُهِهِمْ عَنْ ثَرْوَتِي عِوَضُ