قافية الكاف
قَالَ فِي الغَزَل: (من الرمل)
غَلَبَ الْوَجْدُ عَلَيْهِ فَبَكَى
وَتَوَلَّى الصَّبْرُ عَنْهُ فَشَكَا
وَتَمنَّى نَظْرَةً يَشْفِي بِهَا
عِلَّةَ الشَّوْقِ فَكَانَتْ مَهْلَكَا
يَا لَهَا مِنْ نَظْرَةٍ مَا قَارَبَتْ
مَهْبِطَ الْحِكْمَةِ حَتَّى انْهَتَكَا
نَظْرَةٌ ضَمَّ عَلَيْهَا هُدْبَهُ
ثُمَّ أَغْرَاهَا فَكَانَتْ شَرَكَا
غَرَسَتْ فِي الْقَلْبِ مِنِّي حُبَّهُ
وَسَقَتْهُ أَدْمُعِي حَتَّى زَكَا
آهٍ مِنْ بَرْحِ الْهَوَى إِنَّ لَهُ
بَيْنَ جَنْبَيَّ مِنَ النَّارِ ذَكَا
كَانَ أَبْقَى الْوَجْدُ مِنِّي رَمَقًا
فَاحْتَوَى الْبَيْنُ عَلَى مَا تَرَكَا
إنَّ طَرْفِي غَرَّ قَلْبِي فَمَضَى
فِي سَبِيلِ الشَّوْقِ حَتَّى هَلَكَا
قَدْ تَوَلَّى إِثْرَ غِزْلانِ النَّقَا
لَيْتَ شِعْرِي أَيَّ وَادٍ سَلَكَا
لَمْ يَعُدْ بَعْدُ وَظَنِّي أنَّهُ
لَجَّ فِي نَيْلِ الْمُنَى فَارْتَبَكَا
وَيْحَ قَلْبِي مِنْ غَرِيمٍ مَاطِلٍ
كُلَّمَا جَدَّدَ وَعْدًا أفَكَا
ظَنَّ بِي سُوءًا وَقَدْ سَاوَمْتُهُ
قُبْلَةً فَازْوَرَّ حَتَّى فَرِكَا
فَاغْتَفِرْهَا زَلَّةً مِنْ خَاطِئٍ
لَمْ يَكُنْ بِاللَّهِ يَوْمًا أَشْرَكَا
يَا غَزالًا نَصَبَتْ أَهْدَابُهُ
بِيَدِ السِّحْرِ لِضَمِّي شَبَكَا
قَدْ مَلَكْتَ الْقَلْبَ فَاسْتَوْصِ بِهِ
إِنَّهُ حَقُّ عَلَى مَنْ مَلَكَا
لا تُعَذِّبْهُ عَلَى طَاعَتِهِ
بَعْدَ مَا تَيَّمْتَهُ فَهْوَ لَكَا
غَلَبَ الْيَأْسُ عَلَى حُسْنِ الْمُنَى
فِيكَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الضِّحْكِ الْبُكَا
فَإِلَى مَنْ أَشْتَكِي مَا شَفَّنِي
مِنْ غَرَامٍ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى؟
سَلَكَتْ نَفْسِي سَبِيلًا فِي الْهَوَى
لَمْ تَدَعْ فِيهِ لِغَيْرِي مَسْلَكَا
وَقَالَ فِي الْغَزَلِ أَيْضًا: (من السريع)
يَا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ هَوَى شَادِنٍ
غَازَلَ قَلْبِي لَحْظُهُ فَانْهَتَكْ
ذِي نَظْرَةٍ كَالسِّحْرِ لَوْ صَادَفَتْ
غَمْزَتُهَا لَيْثَ وَغًى مَا فَتَكْ
فَكَيْفَ أَحْمِي مُهْجَتِي بَعْدَمَا
خَامَرَهَا الوَجْدُ فَطَارَتْ بِتَكْ
فَلا يَلُمْنِي غَافِلٌ فَالْهَوَى
سَيْفٌ إِذَا مَرَّ بِشَيءٍ بَتَكْ
مَاذَا عَلَى مَنْ بَخِلَتْ نَفْسُهُ
بِالْوَصْلِ لَو قَبَّلْتُ طَرْفَ الأتَكْ
وقال: (من الكامل)
تَاللهِ لَسْتَ بِهَالِكٍ جُوعًا وَلَا
لاقٍ وَإِنْ طَوَّفْتَ إِلَّا رِزْقَكَا
إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ بِالَّذِي خَلَقَ الْوَرَى
وَأَقَاتَهُ فَعَلامَ تَقْتُلُ نَفْسَكَا
وَقَالَ فِي الزُّهْدِ: (من مجزوء الكامل)
يَا قَلْبُ مَا لَكَ لا تُفِيـ
ـقُ مِنَ الْهَوى يَا قَلْبُ مَا لَكْ
أَوَمَا بَدَا لَكَ أَنْ تَعُو
دَ عَنِ الصِّبَا أَوَمَا بَدَا لَكْ
أَمْ خِلْتَ أَنَّ يَدَ الزَّمَا
نِ قَصِيرَةٌ عَنْ أَنْ تَنَالَكْ
هَيْهَاتَ صَدَّ بِكَ الْهَوَى
عَنْ أَنْ تَرِيعَ وَلَنْ إِخَالَكْ
سَلِّمْ أُمُورَكَ لِلَّذِي
أَنْشَاكَ مِنْ عَدَمٍ وَعَالَكْ
وَدَعِ التَّعَلُّقَ بِالْمُحَا
لِ فَإِنَّهُ يَبْرِي مِحَالَكْ
فَعَسَاكَ تَنْزِعُ مِنْ يَدِ الـ
أَهْوَاءِ يَا قَلْبِي حِبَالَكْ