الفصل الثاني
(يمثِّل الملعب جانبًا آخر من الكهف أقل ظلامًا، وفي آخره سريرٌ مغطًّى.)
المشهد الأول
(رودولف – بطرس – فريدريك – ألفريد في السرير)
رودولف
:
إن ظلمة هذا الليل تخيفني، آه من تلك الغمامة السوداء التي تحجُب الغد!
قوةٌ سرية تحرِّك ساكن اطمئناني، والأحلام المتقطعة تُقلِقني، لقد هد
العناء أركان عزمي ونبا بي مضجعي فلم أنم، وكيف ينام مَن يتهدَّده الغد
بأحلامه الهائلة؟!
بطرس
:
عهدي بالزعيم رودولف ثبت الجنان١ لا تهولُه الخرافات والأوهام.
رودولف
:
لا خرافات ولا أوهام؛ فالحقيقة ما أرى، وإلا فلماذا أضطرب كلما وقعَت
عيناي على هذَين الغلامَين؟
بطرس
:
إنهما ملكان هبطا إلى الجحيم، فنفسهما الطاهرة تجعل الناظر
يتهيَّبهما.
رودولف
:
إذن أنت تشعر شعوري؟
بطرس
:
لا أكتمك ذلك أيها الزعيم. لقد هدرتُ الدماء وسلبتُ الأموال وتلك مهنتي،
أما أن أرى هذَين الولدَين البريئَين يتألمان ويتعذَّبان فيذيب أحشائي،
ولكي نقوى على احتمال هذه المشاهد المؤثِّرة يجب أن تكون لنا شراسة
النمور، وما نحن إلا لصوص.
رودولف
:
هي الحقيقة نزلَت على شفتَيك، فلطِّف مرارة كآبتهما ما استطَعت.
بطرس
:
ما أصعَبَ ذلك يا مولاي! وكيف يُسَر الصغير الذي انتُشل من بين ذراعَي
والدته وهو بعيدٌ عنها؟
رودولف
:
أأنت راغبٌ في إخلاء سبيلهما؟
بطرس
:
فلتكن مشيئتُك، أولستَ تظن أن فديةً وافرةً من الذهب الرنَّان خيرٌ لنا
منهما؟
رودولف
:
إن الذهب وافر أيها الشجاع؛ فكل أشراف فيِنَّا يؤدون لنا الجزية، فأنا
أريدهما لا الذهب.
بطرس
:
صدقتَ مولاي؛ فقد شعرتُ بفرح الكثيرين من ذوي المقامات الرفيعة عندما
يأنسون منك الرضا بالفلوس عوض النفوس.
رودولف
:
وكم من الذين صبغَت دماؤهم صخور هذا الكهف؟
بطرس
:
ما أشد بغضك للأشراف وما أغربه فيك! مع أن كل حركاتك وسكناتك تنمُّ بشرف
أصلك وطيب عنصرك ونبالة مَحتِدك.٢
رودولف
:
لقد أنذرتُك ألف مرة ألا تُحاول الوقوف على أسراري، الويل لك إذا عُدتَ
إلى هذه المطاولة. إن سر مولدي لنارٌ آكلة تلتهم مَن يدنو منها، فإذا
جرَّتْك تعاستك إلى اكتشافه فإن هذا الخنجر يعقد لسانك عن إفشائه. أكره
الأشراف لأنهم خانوني. انظر فهاتان اليدان كانتا مكبلتَين بالقيود. نعم
نجوتُ من الموت ولكن الهرب شر ميتة. لقد أقسمتُ على الثأر فثأرتُ لنفسي
منهم، وسأثأر إلى الأبد.
إن هذَين الولدَين هما ابنا ألد أعدائي. إني آسف عليهما، ولكن لا يليق بي أن أترك هذه الغنيمة وهي باكورة النزال مع الوغد أبيهما الذي يحاول تدويخنا، هل ضاعفتَ عدد الحرس؟
إن هذَين الولدَين هما ابنا ألد أعدائي. إني آسف عليهما، ولكن لا يليق بي أن أترك هذه الغنيمة وهي باكورة النزال مع الوغد أبيهما الذي يحاول تدويخنا، هل ضاعفتَ عدد الحرس؟
بطرس
:
نعم، مولاي.
رودولف
:
اذهب وافحص كل موقع، انتبه إلى كل حركة، كن قاسيًا، كن هائلًا، الموقف
حرج.
(يخرج بطرس.)
المشهد الثاني
(رودولف – ألفرد – فردريك)
رودولف
(على مقدمة الملعب)
:
فلنَضربَن الأعداء بيدٍ من حديدٍ فترتعد لذكرنا الفرائص، فليكُن ذكرنا
هائلًا ينقَض على الآذان كانقضاض الصاعقة في بطون الأودية، فتَقشَعر
الأبدان للسماع بنا كما تَقشَعر إذا رأت أفعًى هائلة، يجب إيقاظ هذَين
الولدَين لعلي أكشف القناع عن أسرار أبيهما، فالولد لا يكتم سرًّا
(يتقدم من السرير ويرفع الستار)،
إنهما غارقان في النوم، الطهارة ألقت على وجهَيهما رداءها النقي، تنتاب
الصغير رعشةٌ شديدة، قلبه ينبض، جبينٌ مضيء، وتنفُّساتٌ مستعجلة.
ألفرد
:
يا أمي .. يا أمي.
رودولف
:
إنه يمُد ذراعَيه مفتشًا عنها .. عبثًا تسعى أيها الصغير.
ألفرد
(في حُلم)
:
الدم .. الرحمة .. الشفقة.
رودولف
:
العرق يتصبَّب من جبينه، يا له حُلمًا مزعجًا!
ألفرد
:
ويح القساة! .. أكاد ألفظ روحي (يتحرك).
رودولف
:
إنه يستيقظ .. إن منظري يرعبه (يختبئ خلف
السرير).
ألفرد
(يستفيق)
:
فريدريك.
فريدريك
:
أنا هنا، فلا تخف.
ألفرد
:
آه! تُشجِّعني، هاتِ يدك .. مَن رفع غطاء السرير؟
فريدريك
:
أنت تحلُم، فالمكان خالٍ.
ألفرد
:
أواه! لا نزال أسرى.
فريدريك
:
لماذا تخاف وترتعد؟ نم فالنوم يشدِّد قوانا، ولعلنا نرى أمنا ولو
بالحُلم.
ألفرد
:
لقد عادى النوم جفني وحل محله قذى الاضطراب .. أرى اللصوص في منامي،
أنظر دمًا مهدورًا، وأمًّا تجود بآخر نفس، حلمتُ أن قوتي تتلاشى، وظننتُ
أنني لفظتُ روحي، أفلا يموتون في النوم؟
فريدريك
:
مسكين أنت يا ألفرد، كنتُ أرقد رقادًا هادئًا، وأنت تتعذب!
ألفرد
:
إذن لم يزَل لنا أملٌ في الهنا.
فريدريك
:
يغنِّي.
لقد شدَّد عزائمي هذا النشيد، وحُلمي المزعج نفخ فيَّ روح الأمل بالفرج القريب.
لقد شدَّد عزائمي هذا النشيد، وحُلمي المزعج نفخ فيَّ روح الأمل بالفرج القريب.
ألفرد
:
ليت والدنا عالمٌ بسوء مصيرنا.
فريدريك
:
سيعرف كل ذلك من أُمنا، أنسيتَ الرسالة التي كُتبَت من خمسة عشر
يومًا.
ألفرد
:
أذكرها جيدًا، وبها يقولون إنهم اكتشفوا مدخل كهف اللصوص.
(رودولف يصغي جيدًا.)
فريدريك
:
ويقولون أيضًا إنهم سيقضون على هؤلاء الأشقياء، وعندما ندخل قصر الفورته
موله ترى رأس زعيمهم رودولف معلَّقًا على شُرفة القلعة.
رودولف
(على حدة)
:
ممنون جدًّا.
فريدريك
:
ولأزيدك اطمئنانًا أقول لك إن بطرس أرسل كتابًا إلى والدنا مع اللص
ستارنو؛ ذلك الذئب اللابس ثوب الحمل.
ألفرد
:
أمِن ثقةٍ عرفتَ ذلك؟
فريدريك
(يشير إلى الكواليس)
:
شاهدتُ ذلك بأم العين من هذه النافذة.
ألفرد
:
إنك تُفعِم قلبي سرورًا يا فريدريك، سيعلم والدنا أننا لا نزال نبصر
النور فيسرع لإنقاذنا.
فريدريك
:
ومعه ثلاثة آلاف رجل، فما الذي يصنعه رودولف؟
رودولف
(يتقدَّم فجأة)
:
أدافع عن نفسي بحدِّ مهنَّدي.
ألفرد
:
ربَّاه! ما هذا؟
فريدريك
:
فيا لكَ من وغد!
أقمتَ هنا حتى سرقتَ حديثنا
وذلك لؤمٌ ما أتاه أخو مَجدِ
رودولف
:
أين والدكما الآن؟ فليأتِ .. وإذ ذاك تنظران رأس مَن يسقط أولًا.
أتحتَ حسامي تحلُمان بميتَتي
لكي تنظرا رأسي يعلَّق عن بُعدِ؟
فريدريك
:
ثق وتأكَّد يا رودولف، أنكَ إذا أسقطتَ شعرةً من رأس والدنا متَّ قتيلًا
بهذه اليد.
رودولف
:
أهذه الذراع الضعيفة تتهدَّدني بالموت؟
فريدريك
:
إن ذراع الصبي لقويةٌ عندما يثأر لوالده.
رودولف
:
أمِن رودولف يُؤخذ الثأر بسهولة؟!
فريدريك
:
أتظنُّه صعبًا جدًّا (يقبض على مسدس أحد
اللصوص ويصوِّبه إلى صدر رودولف).
رودولف
(يشهر خنجره صائحًا)
:
ويلك!
ألفرد
(يقف بينهما خائفًا)
:
عفوًا .. رحمة.
فريدريك
(يرمي المسدس)
:
لقد كنتُ شهمًا بدوري، فكن أنت.
رودولف
:
سأكون .. ادخلا هذه المغارة.
(فريدريك وألفرد يخرجان.)
رودولف
(مخاطبًا نفسه)
:
ما أجرأَه فتًى! لقد أعرب عن عزة وإباء، وبرهن عن نفسٍ كبيرة ودمٍ شريف
يغلي في عروقه، كانت روحي بين يدَيه فأبقى عليَّ، فلأُبقين عليه بدوري،
فواحدة بواحدة، كان الموقف حرجًا ولكنني تعلَّمت فيه درسًا ثمينًا؛ إذ
عرفتُ أن الكونت دي فورته موله يتحفَّز للوثوب على الأسد في عرينه، فيحتز
رأسه ويقدِّمه هدية لزوجته، ويعرضه على شُرفة قصره، مَن أرسلك أيها
الأحمق؟ أوتحسب رودولف ظبيًا شاردًا فتطارده؟ أنت تطلب رأسي وأنا أطلب
رأسك وسوف نرى الغلبة لمن تكون، هلُم إليَّ يا بطل فإنني أنتظرك بقدمٍ
ثابتة (يفتكر) أصحيحٌ ما قاله الغلام
إن بطرس خانني حتى بلغَت به الوقاحة إلى مواطأة أعدائي؟ سأعرف كل شيء ..
إنهم آتون.
المشهد الثالث
(رودولف – ستارنو بلباس كاهن)
رودولف
:
تقدَّم يا ستارنو.
ستارنو
(ينحني أمام رودولف)
:
أيها الزعيم.
رودولف
:
ما وراءك؟
ستارنو
:
الحذَر؛ فالمعركة ستنشب الليلة.
رودولف
:
أأنت واثقٌ مما تقول؟
ستارنو
:
نعم مولاي، رأيتُ الناس يشحذون أسلحتهم، فسألتُهم فقالوا لي ذلك،
وسألوني أن أُباركهم فمنحتُهم البركة.
رودولف
:
حسنًا فعلت، أتعرف خطَّتهم؟
ستارنو
:
بكل تدقيق؛ فهؤلاء البسطاء لا يُخفون عني أمرًا، فعند نصف الليل يخرجون
من القصر والسكوت يخيِّم عليهم حتى يطوِّقوا الكهف.
رودولف
:
إذن لا يجهلون موقعنا.
ستارنو
:
ليس هذا بالأمر المجهول.
رودولف
:
وبعد ذلك.
ستارنو
:
يجتمع جنود الكونت في مضيق الدياميس ويفاجئون الخفراء، فإنني إن أخبرك
عن الثمن الذي يجعلون لرءوسنا، فثمن رأسك عشرة آلاف فرنك وثمن رأس بطرس
ألف، وثمن رأسي أنا الحقير مائة فقط، إن الشعب يقدرنا حق قَدْرنا.
رودولف
(على حدة)
:
لقد صدق الغلامان (إلى ستارنو):
أأعطاك بطرس كتابًا؟
ستارنو
:
نعم سيدي.
رودولف
:
ألم يكن باسمِ الكونت دي فورته موله؟
ستارنو
:
بلى.
رودولف
:
أدفَعتَه إليه؟
ستارنو
(يُخرِجُه من جيبه)
:
هذا هو.
رودولف
(يفضُّه ويقرأ)
:
سيدي الكونت
إن ولدَيكَ في مأمن، إذا وافيتَني في نصف هذا الليل إلى الوادي الأخضر أدفعهما إليك، لصٌّ يُحبُّك.
الإمضاء
«الخائن»
ستارنو
:
لقد قرأتُ على وجهه أيها الزعيم أنه يخونُنا، وقد أوصاني كثيرًا بالصمت
والسكينة.
رودولف
:
ما حملَه على هذه الخيانة؟
ستارنو
:
لقد سئمَت نفسُه التقيُّد بسلاسل خدمتك، وكم مرةً سمعتُه يتأسَّف
بحرارة، وأظنه يودُّ تهريب الولدَين ليَفرَّ وراءهما.
رودولف
:
وماذا يرجو ورأسه ذو ثمنٍ غالٍ؟
ستارنو
:
إن الكونت دي فورته موله ذو نفوذ في البلاط الملكي، ولا يصعُب عليه
التماس العفو عنه، كما أنه إذا كشف بطرس مدخل الكهف للأعداء أمطروا عليه دِيَم٣ المكافأة، وتملَّص من شِراك العقاب الهائل الذي
يُهدِّدنا.
رودولف
:
فلسوف يصلى حرَّ نارٍ دونها
نارُ الجحيم فيا ملائكةُ اشهدي
السجنُ مسكنُه بُعيدَ هُنيهةٍ
والموتُ يعقبه بحدِّ مهنَّدي
ولقد جعلتُكَ نائبي بعد الذي
خان العهود، فثِق بصدقِ تعهُّدي
أنا ذاهبٌ فاحرس مكاني مَعقِلي
… … … … …
ستارنو
:
… … … … …
رُحْ بالسلام، وثِق بعبدكَ سيدي
ستارنو
(مخاطبًا نفسه)
:
نائب؟ ألا تكذبني آذاني؟ أيقظةٌ أم حُلم؟ بلى قد سمعتُ جيدًا، أأنا الذي
قضيتُ زهرة شبابي متسولًا صرتُ الآن نائب رودولف الزعيم الذي أقلق ذكره
الخافقَين؟ ولكن على النائب أن يقود اللصوص إلى الغزو ويقذف بحياته إلى
مهاوي الردى، وأنا أخاف على حياتي جدًّا جدًّا، لقد اتخذتُ هذا الثوب
الأسود أحبولةً للصدقات والحسنات من أيدي المؤمنين (قه قه)، أما في ثوب النائب فلا أحصِّل
المال إلا برصاص المسدسات ورعود البنادق، وهذا هو الفرق بين الرتبتَين ..
لا بأس، أنا مسرور من نفسي، ذللتُ بطرس وأخذتُ وظيفته غنيمةً باردة، يا
له من أحمقَ جاهل! لقد حسب أنه يستخدم فتًى صغيرًا لنوال مأربه فسقط من
حيث أمل النهوض .. هذا أسيرٌ من أَسرانا.
المشهد الرابع
(ستارنو – فريدريك)
فريدريك
:
بحقِّك يا ستارنو، ألا تُسكِّن اضطراب ولدٍ ناعس قذف به سوء طالعه إلى
هذا الكهف المظلم؟ أأنتَ قادم من الفورته موله؟
ستارنو
:
نعم سيدي.
فريدريك
:
أنظرتَ الكونت؟
ستارنو
:
لا، ولكنه يستعد بدون ريبٍ للقائكم في الليل القادم، هناك في أطراف
الغابة يعلِّل النفس.
فريدريك
:
إنك تكلِّمني بالهندية.
ستارنو
:
أما وعدَكُما بطرس بإخلاء سبيلكما؟
فريدريك
:
لَيتكَ صادق! أفي هذا الليل نعانق والدنا؟! هيهات!
ستارنو
:
نعم سيدي، إذا حققَت السماء آمالنا.
فريدريك
(يضُم يد ستارنو إلى صدره)
:
أأقدر أن أُكافئك على إخلاصك يا ستارنو؟ ولكن كيف يتم ذلك وملء الكهف
عيونٌ ترى؟
ستارنو
:
إن بطرس قادرٌ على كل شيء فاعتمدا عليه.
(يدخل بطرس.)
بطرس
:
هذا ستارنو؟
ستارنو
:
نعم أيها النائب.
بطرس
:
لقد انتظرتُك على أَحرَّ من الجمر، فما فعلتَ بالكتاب؟
ستارنو
:
سلَّمتُه ليدٍ أمينة.
بطرس
:
أدخلتَ القصر؟
ستارنو
:
أما حرَّمْتَ عليَّ ذلك؟
بطرس
:
لله درُّ أمانتك! سأكلِّم الزعيم بأمرك وأهتم بإعلاء مقامك.
ستارنو
:
إنني أُزاحمك على منصبٍ سامٍ حدَّثَتني النفس به.
بطرس
:
والنفس أمارة بالسوء، قل ما هو ذلك المنصب؟
ستارنو
:
منصب النيابة.
بطرس
:
عليك بالانتظار.
ستارنو
:
ليس كما تظن .. الوداع.
(يخرج ستارنو.)
بطرس
(على حدة)
:
ماذا يقول؟ أخانَني يا تُرى؟
فريدريك
:
لقد نجونا يا عزيزي بطرس، ونجحَت مهمتك.
بطرس
:
وأية مهمة تعني؟
فريدريك
:
عبثًا تحاول إخفاء مساعيك عني، فأنت المحسن إلينا، أنت صديقنا ومنقذنا،
إنك لا تظل في هذا الكهف بل تتبعنا إلى قصر الفورته موله، أليس كذلك يا
عزيزي بطرس؟
بطرس
:
أجهل ما تقول.
فريدريك
:
لقد ظهرَت لي كوامن أسرارك، أفلستَ عازمًا أن تُعيدنا إلى والدنا في
ظلمة هذا الليل؟
بطرس
:
ومَن قال لك؟
فريدريك
:
ستارنو. لماذا هذا التكتُّم؟ ذهب الخفاء، تنازَلْ لقَبول دعوتي واذهب
معنا إلى فيِنَّا؛ حيث تحيا سعيدًا، ونحبك كما كنا نحب مهذِّبنا القديم
بطرس سمارانديني.
بطرس
:
يا للخيانة! لقد قرأ ستارنو كتابي، وعرف رودولف كل شيء، أسمع ضجيجًا
(يخرج).
المشهد الخامس
(بطرس – رودولف – ستارنو)
رودولف
(يدخل فجأة، وينزع شعار بطرس)
:
أنت منذ الآن مجرَّد من وظيفتك.
بطرس
:
مولاي.
رودولف
(يريه كتابه)
:
هذا جوابي.
بطرس
(إلى ستارنو)
:
يا خائن (يستلُّ خنجره ويهجُم
عليه).
رودولف
(يصفِّر فيدخل أربعة لصوصٍ فيُشير إلى بطرس)
:
كبِّلوه بالحديد. (يُكبِّلونه) (إلى
ستارنو) أنت نائبي منذ الآن، قيِّد بطرس واسهَر عليه بعينٍ
لا تنام، نحن في خطر، اعلموا أن أصغر خيانةٍ للقوانين عقابُها
الموت.
(الستار)
١
ثبت الجنان: هادئ القلب، شجاع.
٢
المَحتِد: الأصل، والطبع.
٣
المفرد ديمة. والديمة المطر الدائم في سكون بلا رعد ولا برق.
منهم من يقول إنه يدوم خمسة أيام، ومنهم ستة، ومنهم سبعة ..
ومنهم من لا يحدِّدون لدوامه زمنًا محدودًا.